; بريد المجتمع.. عدد (1050) | مجلة المجتمع

العنوان بريد المجتمع.. عدد (1050)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1993

مشاهدات 3

نشر في العدد 1050

نشر في الصفحة 62

الثلاثاء 18-مايو-1993

رسالة .. تحية وتقدير وحب ووفاء لهؤلاء

أعظم نعم الله تعالى على هذه الأمة نعمة الإسلام ثم هذه الصحوة المباركة التي تعيشها في عصرها الحاضر والمتمثلة في العودة إلى الله تعالى والتمسك بالدين الذي ارتضاه لها وفق ما جاء في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين لهم بإحسان.

 وإنني من خلال هذه الأسطر أسجل بكل الحب والوفاء وخالص الدعاء لرواد هذه الصحوة الإسلامية المباركة وممن كان لهم إسهام بارز في توجيهها الوجهة الصحيحة من كبار علماء الأمة المخلصين، المتمسكين بمنهج السلف الصالح وأخص بالذكر منهم أئمة الدعوة فيها ممن تتلمذوا على أيدي العلماء وتربوا على نهجهم وأخذوا من سمتهم وتلقتهم الأمة بالقبول من واقع تزكية هؤلاء العلماء لهم، مما كان لهم أكبر الأثر بفضل الله تعالى في الرقي بها إلى مستوى أفضل بالرجوع إلى الله تعالى، والأخذ بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يريدون بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة ولا يريدون بذلك علوًّا ولا فسادًا . نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا- رغم ما يثيره المغرضون والحساد والجهلاء ضدهم....

 فهؤلاء الدعاة الأحبة قد نزلوا إلى الساحة وبذلوا أوقاتهم وأنفسهم في سبيل نشر العلم وتوجيه الأمة ونصح الأئمة وفضح أعداء الملة حقًّا والله إنهم من الحصون المنيعة التي يحفظ الله بهم هذا الدين من الطعن فيه من قبل أعدائه.

والحديث عنهم يحتاج إلى كلام طويل وليس هذا مقصودي وإنما هى كلمة حب ووفاء خرجت من القلب لهؤلاء وحسبي أني أتقرب إلى الله بحبهم والدعاء لهم والذب عن أعراضهم فليت شعري هل أنال منهم دعوة خالصة في جوف الأسحار من عين باكية أنال بها الزلفي غدا في الدار الآخرة.

وأوصيهم ونفسي بالصبر والتقوى فإن طريق الدعوة طريق الأنبياء والمرسلين– شاق وطويل وأذكرهم بوصية الله لهم قال الله تعالى : ﴿ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ﴾ (آل عمران: 120) ثم إني أدعو شباب الأمة إلى الوقوف

بجانب هؤلاء الدعاة ونصرتهم وعدم ذكر ما يحاك ضدهم من أكاذيب وأباطيل... ولله در شاعرهم حيث يقول :

       تموت المبادئ في مهدها ويبقى لنا المبدأ الخالد...         

       مراتب أهل الهوى اتخمت نزولا ومركبنا صاعد...

       سوانا يلوذ بعراقة وأسطورة أصلها فاسد...

       نسير ونسمع من حولنا ذباحًا ويرمقنا حاسد...

       إذا عدد الناس أربابهم  فنحن لنا ربنا الواحد...

      

أبو عبد الرحمن سعد بن عبد الرحمن الحمدان - الرياض الأمانة العامة للدعوة الإسلامية – السعودية

الحرب الثانية

قارئ متيم

تعرفت عليها متأخرًا قليلًا، بعدما تقدم بها السن قليلًا ونضجت وأصبحت تعي ما حولها وكما قال الشاعر والناس فيما يعشقون مذاهب.

ولا أقول بأنها شمطاء.. أو شاب وليدها بل مازالت في ريعان شبابها، ولا أدري هل هذا الكلام نظرًا لشغفي بها ؟ أم هو إنصاف وقول بالقسط؟

لا أنكر بأنها تعرضت لصدمات أثرت في كيانها لكن حببيتي مازالت تزيد جمالًا يوًما بعد يوم.

فبعد أزمة اجتاحتها وكان عمرها إحدى وعشرين سنة ذلك بعد صدورها بيوم بتاريخ 11/11/1411هـ خمد صوتها فلم أعد أسمعه وأظلمت في دربي السبل وظللت أتخبط باحثًا عن شيء يأويني وكانت تجربة بقدر ما هي سيئة كانت حسنة حيث توقفت وتعرفت على ماهية الصحائف الأخرى وكما يقال إن الفرخ إن ظل تحت أمه فلن يتعلم!!

قد كانت كشمعة تضىء طريق ثقافتي وظللت أرتقبها حتى عادت شاحبة مما زهد العشاق فيها. لكنها عادت تهتم بجمالها الخلقي والخلقي وسترجع أفضل مما كانت إن شاء الله.

 معرفتي بالمجتمع كانت عن طريق هدية من أحد الأصدقاء الأحبة تحولت هذه الهدية إلى حب جارف ، أنتظر إطلالتها في كل ثلاثاء ولا أظن أحدًا يلوم شغفي بمجلة راقية كالمجتمع 



ردود خاصة

الأخ/ أحمد بنعبد الرحمن الشببيبي- السعودية الهفوف

نشكر لك مشاركتك مهنا ونرجو أن تستمر في ذلك كما نعتذر لعدم نشر هذه العظة لئلا يظن بعض القراء أن الفرض إذا فات جماعة يمكن أن يصلى سبعًا وعشرين مرة؛ شاكرين لك إسهامك ونحن بانتظار المزيد.

الأخ/ عادل محمد محمد قلاوينة- بور سعيد- مصر.

يمكنك مراسلة لجنة العالم الإسلامي على ص.ب 27954 صفاة- الكويت- أو فاكس 1453061 أو تليفون 2453054 و2453049.

الأخ/ هشام العبيد- الكويت

المأساة التي تحدثت عنها لا يفهمها إلا من قدر له أن يراها مباشرة فمن غير المعقول أن أقول بأن هناك مأساة دون أن أوضح الأسباب والدوافع وبالتالي ماهية الحادثة وإلا فإن القارئ، لا يتوقف عند الكلام المبهم والعموميات

الأخ / ص.ع المعجري- السعودية- الجبيل الصناعية

المسائل الخلافية لا تحسم وإذا أردت أن تحسمها فإن ذلك لا يكون إلا بالانحياز إلى أحد الأطراف وبذلك تكون قد زدتها اشتعالًا وأفضل وسيلة للتقليل من مخاطر الخلاف

هو الانفتاح على الآراء جميعًا والجدال بالتي هي أحسن والدعاء إلى الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه.

- الأخ/ أبو الريان الغامدي السعودية- الظهران

إن سماع النصيحة لا يعني قبولها أو الأخذ بها لأن السامع ربما استمع تأدبًا ومن باب التعرف على وجهه النظر الأخرى.. وفي رسالتك تعترف بوجود آراء متعددة ولكل دليله الذي يعتمد عليه ومن هنا فليس من الحكمة مراعاة الرأي السائد في بلد معين لمجرد أنه سائد عند هذه الشريحة من القراء وإلا كان ذلك من قبيل المجاملة على حساب البحبوحة من تعدد الأقوال.

- الأخت نورة المالكي- الدمام

نشكرك على رسالتك وما ورد فيها من تقييم موضوعي للمجتمع كما نشكرك على بطاقة التهنئة ونتمنى لك التوفيق وسوف نرسل لك ردًّا بالبريد على تساؤلاتك



الإعلام الإسلامي والدور المنشود

يعتبر الإعلام من الوسائل المشروعة والمهمة لتوجية الرأي العام وأصبح العالم على حد ما يقول الغرب كالقرية الصغيرة ليس من حيث المودة والإخاء ولكن من حيث سرعة انتشار الخبر والحوادث وترون كيف يؤثر الإعلام الغربي على مجتمعاته وربما على العالم بأسره، حيث إنه في بضع سويعات أصبحت تطلق كلمتا التطرف والإرهاب على كل المسلمين، وذلك عندما تعرض للتفجير جزء من مركز التجارة الدولي في أمريكا واشتبه في أحد المسلمين هناك فأقام الإعلام الغربي هجومًا على كل المسلمين ووصفهم بالإرهاب والكلام في هذا المجال يطول ولكن ذكرت ذلك لأوضح أهمية الإعلام.

 لذلك فإني أناشد الإعلام العربي الإسلامي والإعلام الإسلامي إلى حماية الإسلام والمسلمين والرد على كل من يريد أن يشوه هذا الدين وأهله والتحلل من التبعية الإخبارية والبرامجية، وأن لا يأتي الغزو الفكري الغربي والشرقي عن طريقه فكما استغل الغرب الإعلام لصالحهم وجعلوه مصدر الأخبار التي على أهوائهم ووظفوه في هدم الإسلام؛ ألا يكون الأحرى بإعلامنا أن يوظف طاقاته لخدمة هذا الدين وتحري الأخبار الصادقة ووضع البرامج البناءة.

 فلنتمكن من الجسد الإسلامي قبل أن يموت فهو طريح الفراش يصارع الموت والحياة ويقول الإعلام سوف ......؟؟!

محمد بن سليم الطرفي

السعودية– القصيم



نظرة منصفة إلى المسلم الجديد

لفت نظري موضعان في العدد ١٠٤٥ من المجتمع بتاريخ ۲۱ شوال الموافق ١٣ أبريل ... أولهما زاوية باختصار، بعنوان «رسالة إلى الحكومة والمجلس، في الصفحة .. وموضوعها حول الدكتور هاني الراهب وما كتبته عنه جريدة السياسة. وكنت أتمنى ألا تستعجل مجلة المجتمع في طرح هذا الرأي حيث إن جريدة السياسة عادت بعد إيرادها للخبر بأسبوع تقريبًا وكتبت ردًّا من الدكتور نفسه أوضح فيه الموضوع بجميع جوانبه وتبين منه أن ما كتبه حول كتاب "رشدي"، هو دفاع عن الإسلام ونقد وهجوم على رشدي نفسه.

 الشاهد نرجو من مجلتنا المجتمع أن تتوخى الحذر وتتأني ولا تطرح الموضوع قبل الإلمام بكل أطرافه وحبذا لو اتصلت بالدكتور نفسه وحاورته في الموضوع ثم أخذت الرأي الذي تراه بعد ذلك.

الموضوع الثاني ما ورد في الصفحة ٤٤ حين تحدث الكاتب عن بعض المسلمين الذين اعتنقوا الإسلام كجارودي وكلاي وغيرهما وكذلك عن الفنانات التائبات ولمست من كلامه دمغهم بالآراء المنحرفة والغرور، ورأيي أن هؤلاء وحتى وإن كانت آراؤهم لبعض جوانب الإسلام لا تتماشى مع الرأي السائد. ما عدا ما يتعلق بالعقيدة وما ورد به نص فإن وجودهم كمسلمين وهم على ما هم عليه من سمعه ومكانة إنما يعزز مكانة الإسلام بين مواطنيهم وقومهم. وإنما ينبغي لنا أن نحاورهم ونكثر من ذلك وعن طريق علمائنا المتمكنين ولكن لا يجب أن ننتقدهم هكذا فتشجيعهم وحفزهم لمزيد من الإيمان ونصرة الإسلام هو الواجب والمطلوب. ولاشك أنهم أو من يعرفهم سيقرأون ما نكتب عنهم والمجتمع كما أعلم منتشرة في كل مكان فلا يجب أن تكون نظرتنا لهم باتهامهم بانحراف أفكارهم.

 إن جارودي وفي زياراته هذه الأيام للقاهرة ومقابلاته ومحاضراته التي ألقاها هناك لها الوقع الطيب لدى المثقفين هناك وحتى بعض العلمانيين يطرونه في كتاباتهم وخاصة النواحي الشرعية والدينية التي يتحدث حولها. 

ويكفي بالنسبة ليوسف إسلام أن الإسلام انتشله من الوسط العفن، وسط الرقص والغناء إلى هذا الوسط الطيب وسط الدعوة والتفكير الإسلامي.

ناصر الفاضل– الكويت


رسالة من قارىء

من الفلبين .. إلى إخواننا العرب المسلمين

بقلم : أسامة أمين الطيب - الفلبين

أيها الإخوة الأعزاء إن القلوب دائمًا معلقة بكم وإن العيون لتنظر إليكم وأن الآمال معلقة بكم بعد الله جل جلاله لما لسلفكم الصالح من الفضل العظيم والأجر الكبير فى هدايتنا بإذن الله إلى هذا الدين القويم بعد أن كنا كغيرنا شبه حيوانات نأكل ونشرب ونتناسل ونعبد الأوثان كأى قطر لم يبلغه الإسلام وأنقذنا الله بفضله ومنته ثم بفضل أولئك الذين قطعوا الفيافي والفجاج خلال الشهور العديدة وبين الأخطار المحدقة من أمواج البحار وهوامه وقراصنته ويهلك البعض منهم شهيدًا إن شاء الله تعالى ويصل إلينا بعد تلك المخاطر البعض لا لغرض مادي أو توسع سياسي أو أي غرض آخر سوى أداء الواجب في إبلاغ دين الله إلى عباده لإعلاء كلمته على أرضه وإظهار دينه لأنهم عرفوا واجبهم وأدركوا مسؤولياتهم وخافوا يوم الحساب عرفوا معنى نزول القرآن الكريم في بلدهم وبلغتهم وعلى أحدهم، إن ذلك يعني مما يعنيه تحمل العبء الكبير في حمله وإبلاغه ثم أدركوا معنى الآيات الأخرى بإبلاغه والدعوة إليه وإن ذلك أمر واجب التنفيذ وعرفوا معنى التقصير فيه والحساب عليه ثم علموا علم يقين عظيم الأجر والثواب لمن قام بهذه الدعوة لأنها أهم وظيفة في الحياة فهي وظيفة الأنبياء والرسل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين إذا هذه أمور تقتضي التضحية بالغالي والنفيس والنفس والمال وكل ممتلكات الحياة من ماديات أو معنويات أو طاقات علمية أو عملية وتعلموا ما فعلوا وحق لهم ذلك الفعل والفوز بالأجر والثواب لما أحدثوا من أثر فعال في هذه الجزر حيث أنقذوها من براثن الشرك إلى هدى الإسلام فنسأل الله لنا ولهم القبول والغفران والفوز بعالي الجنان إنه سميع مجيب. 

أيها الإخوة الأعزاء

مع اعترافنا بجميلكم فى مؤازرتنا في هذا العصر الحاضر بالمساعدات المادية والمعنوية منذ بدء اليقظة الإسلامية الجديدة إلا أننا نعتبر أنفسنا وإياكم مقصرين تقصيرَا كبيرًا تجاه هذا الدين العظيم وما يجب له من الدعوة والإبلاغ فنحن وإن كنا قد أخذنا في الدعوة إلى الله وأنشأنا المؤسسات التعليمية والتربوية باللغة العربية وعلى مناهج البلاد العربية ومنهج السلف الصالح بجهودنا الضعيفة ومساعدتكم بالإمداد المادي والمعنوي وساعدت هذه في نشر اللغة العربية لينفذوا إلى الإسلام من خلالها مباشرة فيرتووا من معينه الصافي واهتدى الكثير وأسلم كذلك من الوثنيين والنصاري إلا أننا نعتبر أن هذه جهود ضعيفة وأعمال هزيلة إذا قورنت بما يجب علينا جميعًا وبما نملك من الوسائل الآلية مما يمكن من إبلاغ دينه والدعوة إليه في كل دار وفي أي موقع وبأقصى سرعة وأقل تكلفة وأعطى الله الأمة الإسلامية من خزائن الأرض الظاهرة والباطنة ما لم يحصل عليه الأولون مما يهيء لهم أداء هذا الواجب على خير وجه لكن مع الأسف قصروا تقصيرًا كبيرًا. العاملون منهم والمديرون والمالكون للثروة إلا القليل فبقيت شعوب وأمم لا تعرف من الإسلام ولا اسمه ومن عرف اسمه لم تبلغه حقيقته أنه دين الله الحق الذي يجب اتباعه ولم يعلم عن مبادئه ومحاسنه وأحكامه إلا ما ينقله أعداؤه من تشويهات له ومع هذا تنقل الأمة الإسلامية وغيرها لعبة من اللعب- كالكرة مثلًا- وتبلغها إلى كل دار بصورها وأحكامها وقوانينها وسذاجها المسمين بالأبطال وغير ذلك وبكل لغة حتى يفهمها كل فرد أما الإسلام فلا.. وإذا نقل عنه شيئًا نقلت صورة الكعبة المشرفة حرسها الله أو مظاهر الحجاج أو بعض المساجد وبدون دعوة وإيضاح على ما ينبغي وبلغات لا يفهمها إلا المسلمون مسبقًا فتصبح عند غير المسلمين كأي صورة أخرى فالفاتيكان تنقل صورة الحشود فيه لصلاتهم الضالة ومعابد بوذا تنقل صورها بعباداتها وإله الصين كذلك وغيرها من صور المعابد والعبادات الضالة ولا يعرف من لادين له أيها أصوب لأن هذه المنقولات مجرد دعاية لا دعوة وإيضاح.. ألا يعتبر عملنا هذا تقصيرًا كبيرًا في حق أنفسنا وديننا؟ بلى والله ومن جانب آخر إذا رجعنا إلى تعليمنا ومدارسنا نجدها تقوم بالدرجة الأولى على رسوم طلابها الفقراء أو ما يتبرع به بعض الفقراء أو سيئو الحال لا الأغنياء.. وتسير الهوينى، فالكتاب المدرسي الذي هو عماد التعليم لا يوجد إلا بالنقل من اللوح- السبورة- أو تصويرا لمن يجد قيمة التصوير.. ومباني المدارس معظمها من القش والأخشاب والزنك وبالإضافة إلى سوء مظهرها تسرب ماء الأمطار على طلابها، والمدرسون معظمهم متطوعون أو بمكافات رمزية فيدرس درسًا ويترك الآخر ولا عليه من سبيل مادام متطوعًا .. والمراجع الإسلامية شبه معدومة ورب الأسرة قد يدرس واحدًا من أبنائه أو أكثر أ ولا يدرسهم بالكلية لأنه قد لا يجد النفقات الدراسية من رسوم أو أدوات مدرسية.

وهكذا يسير تعليمنا الإسلامي بخطى متعثرة ومع هذا له أثر أكبر مما يعطى له من إمكانيات مادية أو معنوية وذلك فضل من الله ونعمة لا من البشر المقصرين.

أما أصحاب الباطل ففي كل حي أو قرية تجد فيها مدرسة على الطراز الحديث بالبلاد ومجهزة بالمعلمين والكتب والوسائل المدرسية وحتى وسائل العلاج وتستميل أبناء المسلمين بالإغراءات والعروض المادية فتعطيهم الكتب والمواد المدرسية مجانًا بل واللباس والعلاج وفى بعض المواقع تعطي لأهلهم بعض الأطعمة والملابس وفى مواقع أخرى تهيئ لهم المساكن للعائلة بكاملها مقابل تمكينهم فقط واحدًا فى مدارسهم لينصروه أو يمسخوا من إسلامه فيكون حربة ضده وحتى الجبال العالية التي لاتصل إليها السيارات يصلونها بالطائرات المروحية أو على الدواب.. فما لهؤلاء القوم مع ضلالهم يبذلون بسخاء ويتعاونون بشدة ويتحملون من الأتعاب والغربة في المسافة ما لم نتحمله نحن أبناء البلاد وأبناء المسلمين.. وهم قد أتوا من بلاد الترف والنعيم... لماذا هذه المفارقات أيها الإخوة الأعزاء.

 ابن الإسلام لا يتحمل في سبيله إلا ساعات أو أيامًا قلائل وعلى وسائل مريحة بدون مشقة ويعتبر هذه مفاخرة.. وابن الضلال يقيم الشهور والسنين ويخترق الغابات ويتسلق الجبال العاليات ويجتاز المخاطر، كل ذلك فى سبيل الدعوة إلى ضلاله.. لماذا هذه الفوارق؟ ألا يدل ذلك على خلل في المنهج التربوي لأمتنا المعاصرة؟ 

ولو نهجنا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه وما ساروا عليه في تربية أتباعهم ومن بعدهم أولئك الذين فتحوا البلاد آنذاك لو فعلنا ذلك لما سبقنا هؤلاء إلى أعمال التضحية والبذل في سبيل المبدأ. إن هذه هي رسالتكم حملة العلم والمعرفة ومسؤوليتكم تجاه أمتكم يا من نزل هذا الدين القويم بلغته وفي بلده. مسؤوليتكم بالدرجة الأولى ثم مسؤولية كل فرد مسلم بأن تربوا الأمة الإسلامية على حمل الإسلام وجعله أهم شيء في الحياة على الفرد المسلم فإذا بصرتموهم بهذا الواجب وأشعرتموهم بمسؤوليتكم وربيتموهم على ذلك.. فإن هذا كفيل باعادة دور الأمة الإسلامية الى مكانتها اللائقة بها ... فهل أنتم فاعلون إننا والله مقصرون نهتم لمأكلنا ومشربنا وراحتنا أكثر مما نهتم للإسلام بل الكثير منا لا يهمه إلا نفسه وإسعادها بالماديات ولا يحمل للإسلام هما ومن حمل منه شيئًا قارنه بمصلحته قبل الإقدام عليه نسأل الله العون والبصيرة لنا ولإخواننا .. في كل مكان.

أيها الإخوة الأعزاء : مع ما ذكرناه من واجبات ومسؤوليات ومشاعر فإننا نعترف بفضلكم سابقًا ولاحقًا ونقر بجهدكم ونقول أن لكم الباع الطويل في هذه الأعمال ونتائجها تعليمًا ودعوة فما وجدنا المدد المادي والمعنوي إلا من الله ثم من إخواننا العرب المسلمين فنسأل الله لنا ولهم القبول والغفران والرحمة الواسعة كما نسأله أن يقدم النصر والتمكين للإسلام والمسلمين فى إعلاء كلمة الله على أرضه وإظهار دينه على الدين كله ولو كره المشركون وما ذلك على الله بعزيز.


الرابط المختصر :