; بريد المجتمع | مجلة المجتمع

العنوان بريد المجتمع

الكاتب بأقلام القراء

تاريخ النشر الأحد 31-مايو-1992

مشاهدات 732

نشر في العدد 1003

نشر في الصفحة 48

الأحد 31-مايو-1992

معادن الرجال والجو العام

لقد سرني جدًا ما قرأت في صفحة مداد القلم بمجلتنا الغراء المجتمع العدد رقم (۹۹۸) من ٢٤ شوال ١٤١٢ أثاب الله كاتب المقال د. الواعي عن المسلمين كل خير.

تطرق الدكتور الواعي في هذا المقال إلى معادن الرجال الذين تنهض على أكتافهم الأمم، ولا شك أن هذا النوع من الرجال هم الذين شيدوا للأمة اليابانية مجدها في العصر الحاضر، وقد وفق الدكتور حين عقد المقارنة بين أمثال هؤلاء الرجال وبين حملة الشهادات العليا في العالم الإسلامي، تلك المقارنة التي اختتم بها المقال الجيد، ولكن أجدني راغبًا هنا في أن أعقد المقارنة أيضًا بين الحكومة اليابانية ومؤسساتها المختلفة وبين المماثل لذلك في العالم الإسلامي بصفة عامة، إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.

فلو نظر الإنسان إلى تصرف الحاكم الياباني ورئيس بعثته مع هذا الطالب لأدرك أن محور الحياة الاستراتيجي لهم كان هو النهوض الذاتي بالأمة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولقد تفانوا وتسابقوا حكامًا ومواطنين لخدمة وتحقيق هذا الهدف بكل صدق وجد. 

وعلى الرغم من أنني لا أدعي أن كل حملة الشهادات العليا في العالم الإسلامي هم من طراز هذا الطالب، لكن ما أعرفه من الممارسة بجانب الاطلاع على أحوال عالمنا الإسلامي أن هناك علماء مسلمين صدقوا الله في خدمة دينهم وأمتهم وأوطانهم، ولو تلمست أحوال كثير من هؤلاء لوجدتهم واقعين في براثن الإحباط والمعوقات والكيد؛ لأن مجتمعهم وحكوماتهم ليست كتلك في الأمة اليابانية، فلا يجدون من يشجع على الاختراع، وإن اخترعوا لا يعبأ بهم أحد، بل قد يجدون بعض الصعوبات في حياتهم إذا لم ينزلقوا وينافقوا الدوى السلطان، أو كان اختراعهم في أمور تزعج الحكام وتحالفاتهم الغربية كان يكون اختراع في الأمور العسكرية أو الأمنية.

إن الجو العام في المؤسسات العلمية والجامعات في عالمنا الإسلامي ليست كذلك في اليابان، فالأخيرة تساعد وتهيئ وتذلل العقبات، وأما في عالمنا الإسلامي فتجد المكائد والاختلافات الشخصية والمصالح الذاتية والأهواء تعصف بالكيان كله، ويكون البقاء في ذلك الكيان للأشد ولاء، وليس للأصلح للأمة، هذا بالإضافة إلى أن هدف من هم في مراكز المسؤولية المباشرة هو إرضاء رؤسائهم وجعلهم يعيشون في حالة من السرور الكاتب، وهكذا حال هؤلاء الرؤساء مع من فوقهم.

لذلك فكما ننادي بأن يوجد النموذج الياباني في العمل والإنتاج والاختراع يجب أن ننادي في الوقت ذاته بأن يوجد الجو العام الصالح لذلك، أنظمة إسلامية تبني بصدق وإخلاص كيانها الذاتي في الداخل، معتمدة بعد الله على سواعد أبنائها دون تبعية للغرب أو الشرق.

أخوكم 

حامد شاكر- الكويت

رسالة إلى المجاهدين الأفغان

أيها الإخوة المجاهدون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا  وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ (آل عمران:103).

أيها الأحباب: ها هي ذي بشائر النصر على الأبواب، وقد أينعت ثمار جهاد السنين وحان قطافها، فلتتحدوا يا رفاق الدرب، طاعة الله، ولكيلا يقطف أعداء الله ثمار جهادكم، وكفانا ما نتجرع من غصص التفرق والاختلاف، يجاهد المسلمون ويبلون بلاء حسنًا، ثم يقفز أعداء الإسلام على جهودنا وجهادنا، ويقطفون الثمرة، ثم ينكلون بمن بوأهم هذا المكان.

حذار أيها المجاهدون من أعدائكم وما أكثرهم؛ حتى لا يضيع جهادكم سدى، وحتى تعلو راية الحق خفاقة على ربوع أفغانستان، وحتى تشتمل جذوة الأمل من جديد في قلوب المستضعفين في جمهوريات الكومنولث، وفي بورما، وفي البوسنة والهرسك، وفي فلسطين، وفي كل أرض يذكر فيها اسم الله تعالى.

إن مسؤوليتكم عظيمة أمام الله وأمام الأمة الإسلامية.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200)، وهنيئًا لكم تحقيق ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾.

جابر عشرات الكرام- الكويت

الإسلام والمسلمون في الفلبين

الفلبين أرخبيل من الجزر يبلغ عددها (۷۱۰۰) جزيرة، وتنقسم جغرافيا إلى ثلاثة أقسام: منطقة لوزون، منطقة بيساياس، جزيرة ميندينلو وأرخبيل سولو، ويبلغ عدد السكان (٥٧) مليون نسمة، منهم (١٢) مليون مسلم.

تعتبر الزراعة الحرفة الرئيسية، ومن المحاصيل الأساسية: الموز، الأرز، القصب السكر، جوز الهند التبغ، وتحتل الفلبين المركز الأول عالميًا في إنتاج جوز الهند، والثاني في إنتاج قصب السكر، والخامس في التبغ، الجدير بالذكر أن (٧٠٪) من صادرات الفلبين تأتي من الجنوب (جزيرة ميندينلو وأرخبيل سولو) حيث إن الغالبية العظمي من السكان مسلمون.

كان سكان هذه الجزر ممن يعبد الأوثان والأصنام، ولما انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية، كان سبب دخول الإسلام لهذه الجزر رحالة من العرب يطلق عليهم الأشراف (عددهم ثمانية) وصلت سفنهم إلى شواطئ جزر سولو عام۱۳۸۱م، وكان الشريف أبوبكر (١٤٣٤م) أوسعهم نشاطًا في نشر الإسلام؛ حيث استطاع أن يؤسس أول حكومة إسلامية في الفلبين أطلق على العاصمة الحالية مانيلا (أمان الله).

كانت أولى الحملات ضد الإسلام والمسلمين في الفلبين العملة الإسبانية بقيادة ماجلان الصليبي، وذلك عام ١٥٢١م عندها حاول دخول جزر سولو عنوة، فنشبت حرب بينه وبين المسلمين الذين كان قائدهم "لابو لابو" انتهت بمصرع ماجلان إلا أن إسبانيا لم تتوقف عن إرسال العملة تلو الأخرى حتى عام ۱۸۹۸م عندما باعت ما استولت عليه من جزر الفلبين إلى أمريكا بمبلغ مقداره (۲۰) مليون دولار، وامتد حكم الأخيرة حتى عام ١٩٤٦م عندما نالت الفلبين استقلالها بعد أن ضم ظلمًا وقهرًا الجنوب (جزر مينديناو وأرخبيل سولو) إلى الحكومة الفلبينية.

إن حكم ماركوس الذي جاء إلى السلطة عام ١٩٦٤م كان من أكثر الفترات ظلمًا وقهرًا وإرهابًا في حياة المسلمين؛ حيث تعاون مع منظمات صليبية إرهابية كعصابة الأخطبوط ومنظمة إليجا، والتي بدأت عملياتها الإرهابية في ديسمبر ۱۹۷۱م، فقدم المسلمون في جهادهم مع ماركوس ما يقرب من (250000) شهيد، ولما أصر المسلمون على موقفهم في إقامة حكم إسلامي ذاتي على أراضيهم الإسلامية، لجأ ماركوس من أجل تضليل الرأي العالمي إلى إبرام ما يسمى باتفاقية طرابلس عام ١٩٧٦م، والتي تنص على إعطاء حكم إسلامي ذاتي لـ(١٣) مقاطعة إسلامية، إلا أنه لم يفِ بتطبيق هذه الاتفاقية قيد أنملة.

استطاعت کورازون أكينو زعيمة القلبين الحالية أن تطيح بماركوس عام ١٩٨٦م، بعد الفوز في الانتخابات؛ حيث صوت لها المسلمون مقابل الوعد بتنفيذ اتفاقية طرابلس، فلما وصلت إلى السلطة تنكرت لذلك الوعد، واتبعت سياسة التضيق الاقتصادي والتنصير لسحق المسلمين دينًا ودنيا، ومن الجدير بالذكر أن من أساليب سياسة التنصير العمل على تحويل أسماء المسلمين إلى أسماء نصرانية تحت ضغط الحاجة والفقر؛ فنجحت بهذه السياسة في تحويل اسم (۲) مليون مسلم.

بعد هذا الظلم والفساد وتفشي الجرائم والطغيان ضد مسلمي الفلبين، وقيام العناصر النصرانية (كعصابة الأخطبوط ومنظمة إليجا، وشركة سونجي، وشركة الأخشاب) المدعمة من قبل الحكومة باعتداءات متواصلة على القرى الإسلامية، وبإحراق بيوت المسلمين ومساجدهم ومدارسهم الإسلامية، أدرك المسلمون أن الخطر محيط بهم فعلًا، وأن عقيدتهم وحياتهم مهددة، وأنه لا حيلة غير حمل السلاح (البدائي) للدفاع عن الدين والعرض والنفس، ظهرت إلى الساحة جبهة تحرير مورو الإسلامية بقيادة الأستاذ الشيخ سلامات هاشم عام ۱۹۷۲م.

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 32– 33).

المهندس وفيق عمران جاسم أجور

ص.ب ٢٠٢٤٤ - المنامة – البحرين

التاريخ يعيد نفسه

في أثناء الحرب العالمية الثانية وتحديدًا في عام 1941م قام الصرب النصارى الحاقدون بقتل (240.000) مسلم انظر، تمعن، دقق في الرقم جيدًا، مائتان وأربعون ألفًا من المسلمين قتلوا دون أي ذنب اقترفوه، إلا أن قالوا ربنا الله، وفي هذه الأيام تتجدد المعارك ضد المسلمين في البوسنة والهرسك من قبل النصارى الحاقدين؛ فهم لا يريدون استقلال هذه الجمهورية الإسلامية، مع أن بقية الجمهوريات اليوغسلافية استقلت، مثل: مقدونيا، وكرواتيا، بل إن هذه الجمهوريات وجدت المساعدة من أوروبا والبابا والأمم المتحدة، ولكن المسلمين في البوسنة والهرسك لهم الله، لهم الله، لهم الله، مادام المسلمون نائمين والنصارى يقتلون ويشردون وينتهكون الأعراض، وأقصى شيء يعمله المسلمون الاحتجاج لدى المنظمة اليهودية (الأمم المتحدة).

فقد قتلوا عشرات الآلاف في سراييفو العاصمة، وذبحوا الرجال في المساجد ذبح الخراف، وبقروا بطون الحوامل، وانتهكوا أعراض النساء، وأحرقوا المساجد، وأدخلوا القاذورات إلى المساجد بعد قتل المصلين داخل المسجد.

﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت: 2) ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: 120) ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ (النساء: 89)

فهبوا لنجدة إخوانكم في البوسنة والهرسك قبل أن يتعرضوا للإبادة النهائية والتعذيب والتنصير والاحتلال؛ لأننا مسؤولون عنهم، لأنهم إخواننا في العقيدة.

قال الشاعر أحمد التويجري

دم المصلين في المحراب ينهمر

والمستغيثون لا رجع ولا أثر 

والله أسأل أن يتولانا جميعًا

 أخوكم

إبراهيم بن صالح الميلم- عيون الجواء

 

الرابط المختصر :