; بعد الضربة الصاروخية الأمريكية للعراق تباين في ردود الفعل العربية والدولية | مجلة المجتمع

العنوان بعد الضربة الصاروخية الأمريكية للعراق تباين في ردود الفعل العربية والدولية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 10-سبتمبر-1996

مشاهدات 11

نشر في العدد 1216

نشر في الصفحة 31

الثلاثاء 10-سبتمبر-1996

كتب: المحرر السياسي.

اتسمت ردود الفعل العربية والدولية التي أعقبت القصف الصاروخي الذي قامت به الولايات المتحدة على أهداف عسكرية في جنوب العراق يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بالتباين بين التأييد والإدانة أو التحفظ، ففيم اتسم موقف معظم العواصم الخليجية حتى مثول «المجتمع» للطبع بالتحفظ، أعلن وزير الصحة ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير التخطيط الكويتي بالنيابة الدكتور «عبد الرحمن المحيلان» إثر اجتماع عقده مجلس الوزراء الكويتي يوم الثلاثاء الماضي: أن دولة «الكويت» إذ تعرب عن تفهمها لهذا الموقف الحازم من قبل دول التحالف؛ لتؤكد على ضرورة التزام «العراق» بالتنفيذ الكامل لجميع القرارات الدولية والذي عن طريقه يمكن أن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية في خبر لها من واشنطن يوم الثلاثاء الماضي نقلًا عن الشبكة الإخبارية «سي. إن. إن» أن المملكة العربية السعودية لم توافق على أن تكون العملية الأمريكية على العراق منطلقة من أراضيها، أما ردود الفعل العربية فقد اتسمت معظمها بالاستنكار والإدانة للهجوم الصاروخي الذي شنته الولايات المتحدة على جنوب العراق، وأصدرت الجامعة العربية بيانًا يوم الثلاثاء الماضي وصفت فيه الهجوم الأمريكي بأنه يعتبر «انتهاكًا لسيادة دولة عربية، وتدخلًا في شئونها الداخلية». 

وقال الدكتور «عصمت عبد المجيد» الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن الهجوم لا يستند إلى أي شرعية دولية، ومن ثم يعد انتهاكًا لسيادة دولة عربية وتدخلًا في شئونها الداخلية فضلًا عن تعارضه مع قواعد القانون الدولي، كما شجب «عبد المجيد» التدخلات الأجنبية في شمال العراق مؤكدًا أن أسلوب استخدام القوة العسكرية لن يؤدي إلا إلى المزيد من تفاقم الأوضاع وتعريض المنطقة لعوامل التوتر وعدم الاستقرار. 

أما مصر فقد أبلغت الولايات المتحدة رفضها لأي عمل عسكري ضد العراق، وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية في تصريح صحفي يوم الثلاثاء الماضي: «إن مصر تتابع بقلق شديد الأحداث الجارية على الأراضي العراقية وما صاحبها من تحركات عسكرية واستخدام للقوة، سواء في شمال العراق أو جنوبه بما يزيد من التوتر داخل العراق وفي المنطقة ويعرض حياة المدنيين للخطر»، وأشار إلى أن مصر:« تؤكد على ضرورة احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل الحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضية وسلامتها وعدم التدخل في شئونه الداخلية»، وقد أصدرت الأحزاب المصرية جميعها والإخوان المسلمون في مصر بيانات تدين وتشجب الهجوم الأمريكي.

أما سورية فقد أدانت الهجومين وقال ناطق باسم الخارجية السورية يوم الثلاثاء الماضي: «إن قصف مواقع في العراق يشكل تهديدًا لوحدة العراق وسلامته الإقليمية ويزيد من معاناة الشعب العراقي كما أنه يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية»، وأعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع - الذي كان يقوم بزيارة لفرنسا بعد لقائه مع نظيره السوري هرفيه دوشاريت - أن سورية: «ضد تقسيم أي بلد عربي، والعراق بلد شقيق».

كما أعرب الأردن عن قلقه إزاء الهجمات الأمريكية معلنًا أن «الأردن لم ولن تستعمل للعدوان أبدًا على أي قطر أو شعب شقيق»، كما وصفت اللجنة العليا للتنسيق بين أحزاب المعارضة الأردنية الهجوم الأمريكي بـ «الهجوم البشع غير المبرر والتدخل العسكري السافر»، كما أصدر الإخوان المسلمون في الأردن بيانًا استنكروا فيه الهجوم، وكذلك أصدرت حركة «حماس» بيانًا أدانت فيه الهجوم وأصدرت الدائرة السياسية المنظمة التحرير الفلسطينية بيانًا وصفت فيه الهجوم بـــ «العدوان الفاضح على أرض العراق»، كما أدان الهجوم كل من السودان وليبيا ولبنان.

أما الموقف الدولي فرغم تأييد بريطانيا ودول أوروبية أخرى للهجوم؛ حيث أعلنت بريطانيا تأییدها المطلق للموقف الأمريكي إلا أن فرنسا انتقدت الهجوم الأمريكي، وأعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية «جاك روملهارت» أن: «العراق لم يخرق قرارات الأمم المتحدة لدى تدخله عسكريًا في كردستان، وأن فرنسا تبقى متمسكة بسيادة العراق في إطار الحدود الدولية المعترف بها»، أما وزير الخارجية الروسي «يفجيني بريما كوف» فقد انتقد الهجمات الأمريكية على العراق ولمح أنها شنت لاعتبارات سياسية أمريكية داخلية في مرحلة الاستعداد لانتخابات الرئاسة التي ستجري في الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل. وقال «بريما كوف» - الذي كان في زيارة للعاصمة السويسرية برن وقت وقوع الهجوم-: «إن الهجمات لا يمكن أن يؤيدها أحد على الإطلاق إلا هؤلاء الذين يضعون السياسة المحلية - بما فيه القضايا الانتخابية - فوق كل اعتبار»، وفي أعقاب الضربة الثانية أعلن بريماكوف أن استمرار الولايات المتحدة في ضرب العراق سوف يحول العالم إلى فوضى، أما ألمانيا التي أيدت الهجوم فقد قال وزير خارجيتها «كلاوس كينكل»: «إن العملية الأمريكية رد مناسب له ما يبرره».

كما دعمت اليابان العملية وأعرب رئيس الوزراء الياباني «أن العملية الأمريكية لها ما يبررها». وفي أعقابه الضربة الصاروخية الثانية التي تمت صباح الأربعاء الماضي تزايدت ردود الفعل المعارضة خاصة من دول جنوب شرق آسيا، وبين أو المعارضة والشجب والإدانة فلازال التأييد صدام حسين باقيًا في كرسيه يذيق الشعب العراقي الويلات والمظالم ..

الرابط المختصر :