; تأييدا للمقاومة وتنديدا بمعارضيها.. اللبنانيون والفلسطينيون «فرسا رهان » تجاه محنة غزة | مجلة المجتمع

العنوان تأييدا للمقاومة وتنديدا بمعارضيها.. اللبنانيون والفلسطينيون «فرسا رهان » تجاه محنة غزة

الكاتب فادي شامية

تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009

مشاهدات 8

نشر في العدد 1836

نشر في الصفحة 42

السبت 24-يناير-2009

لا يخفى على أي متابع مقدار التشابه بين عدواني يوليو ٢٠٠٦م على «لبنان»، وديسمبر ۲۰۰۸ م على «غزة»، سواء في شراسة العدوان أو وسائل القتال المستخدمة فيه.. ففي العدوانين تتشابه البدايات، وفي كليهما كان مواصلة إطلاق الصواريخ، واستمرار التفاف الناس حول المقاومة هما معيار الصمود، وذلك بغض النظر عن الخسائر.. كما أن الموقف العربي الرسمي متشابه أيضاً، من ناحية العجز والخزي خلافا لنبض الجماهير العربية الهادرة!

لا خلاف في كل الشوارع العربية على تعلقها بالمقاومة التي تحتل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» رأس الحربة فيها اليوم فالجميع يتضامن مع «غزة»، ويتمنى لمقاومتها الصمود، ومن ثم الانتصار.

والتعاطف مع «غزة» لدى الشارع اللبناني له طعم من ذاق مرارة العدوان ومآسيه، قبل سنتين ونصف السنة تقريبا .

السنة، كانوا الأكثر اندفاعاً نحو الشارع كما أن التعاطف لدى الشيعة» كان واضحا بشدة .. وقد سمح هذا الواقع بتلاق موضوعي وحقيقي للمرة الأولى بين السنة والشيعة، منذ تظاهرة الثامن من مارس التي نظمها «حزب الله» تحت شعار «شكرا سورية».

صحيح أن إعلام تحالف الثامن من مارس حاول المفاضلة بين المواقف الرسمية العربية انطلاقاً من ارتباطاته الإقليمية وهي مفاضلة ليست عادلة انطلاقا من أن الأنظمة العربية بما فيها سورية كلها في الخزي سواء، إلا أن حجم العدوان لم يسمح بالمساجلة ومحاولة نصرة محور عربي على آخر على مستوى الشارع.

بدوره بدا الشارع المسيحي (النصراني) موحداً على نقطتين:

- التعاطف واستنكار العدوان على «غزة» بغض النظر عن مبرراته.

- رفض أي محاولة لزج «لبنان» في المعركة، حتى على صعيد المواقف التي تتعدى الإدانة والاستنكار.

ورغم هذا التضامن، فإن حدة الغضب في الشارع المسيحي لم تكن نفسها في الشارع المسلم لأسباب تاريخية ودينية وهناك من الجمهور المسيحي في لبنان من عد صمود «حماس» في المواجهة سقوطاً لمشروع التوطين!

أما بخصوص الموقف الرسمي اللبناني فهو موحد تماماً تجاه استنكار العدوان و«الأسف» لحالة العجز الرسمي العربي إزاءه!

الجماعة الإسلامية

التعاطف مع مأساة غزة حالة سبقت العدوان الأخير لدى الرأي العام اللبناني عموما .. وكانت الجماعة الإسلامية أول من بادر إلى تحريك الشارع في زمن الحصار وأول من تحرك بعد العدوان الغادر.

ثمة أسباب إضافية جعلت الجماعة الإسلامية معنية جدا بما يجري في «غزة» فالحالة الإسلامية على تبايناتها متفقة على «الجهاد» سبيلا لاسترجاع الحقوق المغصوبة و «حماس» و«الجماعة الإسلامية من نفس مدرسة الإخوان والحساسيات الكثيرة الموجودة في لبنان» ليست موجودة في فلسطين.. وعلى كل فإن «الجماعة الإسلامية» تجاوزت كل الملاحظات على الأداء السياسي لـ «حزب الله» ووقفت إلى جانبه (قولا وفعلا) في حرب يوليو ٢٠٠٦م، وعلى هذا الأساس فقد كان تحرك الجماعة الإسلامية كبيراً للتضامن مع غزة.

ومن خلال التضامن الكبير في الشارع السني مع غزة و«حماس»، وجد الإسلاميون السنة أنفسهم موحدين لأول مرة منذ اغتيال الرئيس «رفيق الحريري»، فالشعارات والمواقف تكاد تكون نفسها لدى الجميع، ومن دلالات ذلك حضور د. «فتحي يكن» للمرة الأولى منذ إعلانه «جبهة العمل الإسلامي» حفلا لـ «الجماعة الإسلامية»، وإلقائه كلمة فيه.

الفلسطينيون في لبنان

كان الفلسطينيون في لبنان أكثر المعنيين بما يجري في «غزة»، فروابط الدم والدين والوطن قوية لدرجة أن الفلسطينيين في «لبنان» وجدوا أنفسهم في قلب الحدث في«غزة».

حالة من الغضب الشديد تجتاح الفلسطينيين في لبنان اليوم، فالمخيمات الفلسطينية كلها تفور حماسة لنصرة أهلها في غزة، والأغلبية العظمى تقف اليوم مع حركة «حماس»، التي ارتفعت شعبيتها بدرجة كبيرة جدا بالتوازي مع العدوان على «غزة».. وباتت مسيرات التضامن والاحتجاج شبه يومية، وأصبح انتقاد الموقف العربي العاجز سمة بارزة في كل الكلمات التي تلقى. إن واقع أمتنا لا يسر بالتأكيد ..

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل