; المجتمع النسوي | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع النسوي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأحد 17-مايو-1992

مشاهدات 54

نشر في العدد 1001

نشر في الصفحة 36

الأحد 17-مايو-1992

تبقى الحقيقة أجمل

من الذي كسر المزهرية التي كانت على الطاولة؟ لست أنا يا أمي.. موقف كثيرًا ما يتردد.. والإجابة غالبًا ما تكون غير الحقيقة، ولكن بما أنه الأسلوب الأفضل للتخلص من العقاب فلمَ لا؟

وبما أن الطفل قد اكتشف على الرغم من طفولته المشبعة بالبراءة أن الكذب سلاح وقاية ناجع، ثم أقنع نفسه بأن الكثيرين يكذبون، فما المانع؟

ربما تكون هذه هي بدايات ممارسة الكذب، وهي إن اقتصرت على حوادث مماثلة فلا خطر ولكن الخطورة تظهر عندما تتطور هذه الحادثة، ويتطور أبطالها، وتتطور أساليب التعامل معها، فتصبح ظاهرة عامة في مجتمع ما.. وتكون النتيجة أن يصبح لكل إنسان عالم خاص به لا يشاركه فيه أحد.

وهذا حين يحدث فهو يعكس وضعًا متأزمًا على مستوى العلاقات الإنسانية بشكل عام.

وإنه إن لم يكن هناك ما يمنع من أن يقتصر العالم الخاص لكل منا على أسرار صغيرة نحتفظ بها لأنفسنا لأنها تشكل زلات وعثرات فردية قد تؤثر سلبًا على أهمية القيم في حياتنا، إلا أن الكذب إن أصبح قانونًا عامًّا، ثم تحول إلى فن من الفنون وعلم من العلوم كما هو حاصل حاليًّا على مستوى العالم، فهذا ما ينذر بنتائج وخيمة ليس على علاقات الدول ببعضها، ولا على علاقة الشعوب بحاكمها، ولا على علاقة الأفراد بأسرها فقط، ولكن أيضًا على علاقة الإنسان بنفسه.

لأن مجتمعًا غابت عنه المصداقية تغيب عنه الثقة، وثقتنا بمن حولنا أهم مبعث لمشاعر الأمن عندنا، فإن غابت تضخم شعورنا بالخوف، والوحدة، والضياع.

السياسيون يؤكدون: الكذب استراتيجية سياسية عصرية لابد منها، وأطلقوا عليها اسم الدبلوماسية.. والأهالي يكررون: لابد من الكذب، لابد من الكذب على الطفل فهو يعيش عالمًا صغيرًا جاهلًا، وليس من حقه معرفة كل شيء.

وعلماء النفس ينصحون: لابد من قول الحقائق للطفل لأن الطفل أذكى مما نتصور، وهو إن تظاهر بتقبل كذبنا، إلا أنه ضمنًا يستطيع أن يشتم رائحته، وسرعان ما سيعلم الحقيقة من أطراف خارجية وحينها سيفقد ثقته بكلامنا وربما يمتنع عن اللجوء إلينا كمرجع لتساؤلاته.. وهكذا نكون قد هدمنا جدار الثقة بأيدينا.. ونكون قد أضأنا الضوء الأخضر في خط سير الكذب، الذي سرعان ما سيصبح كذبًا مركبًا.

يفوتنا أن الطفل يكون شخصيته ويبني عالمه انطلاقًا مما يسمع من معلومات، فكيف سيستطيع الحصول على بناء قوي وقد انطلق من أكاذيب؟

لنا الحق كآباء في تبسيط المعلومة إن كانت أصعب من أن يدركها، ولنا الحق في إلباسها ثوب الرمز إن كانت صارخة، ولنا الحق في أن نقربها بأسلوب يناسب سنه، ولكن ليس لنا الحق أبدًا في إخفائها أو تشويهها.

هذا لكي نحصل على جيل قد يتمكن من تصحيح عالم الخداع الذي يعيشه كثير من الناس.. وقفص الكذب الذي وضعوا أنفسهم داخله.. والذي لا مخرج منه إلا بالحب!

لأننا مهما كذبنا فلن نكذب على من نحب، أو هكذا يفترض، فنحن نتطلع إلى تكوين وحدة شخصية مع من نحب، أما حين نخفي حقائق نملكها على من أمامنا فهذا تعبير منا على أننا نبعده عن أنفسنا ونقطعه عنها، وننفي كونه الذي اخترناه كفرد يمتزج بماضينا وحاضرنا وتطلعاتنا.. فهو تعبير ضمني منا برفضنا له كشريك للنفس.

فالكذب يتولد من شعور بالوحدة في عمق النفس، إلا أن هذه النفس حين تجد من ترتاح إليه وتهنأ عنده فإن أول ما ستقوم به هو تقديم نفسها له ككتاب مفتوح.

وسواء أكان الكذب على مستوى الأطفال أو الكبار، الأفراد أو الجماعات، يظل مصدر ألم وعدم ارتياح، ويظل يعكس حالة الوحدة والوحشة النفسية التي يعيشها أي منا.. لذلك كان علينا أن ننمي علاقة الحق التي بيننا وبين أطفالنا وبيننا وبين كل من تربطنا بهم علاقة قرابة أو صداقة علنا نتيح لهم فرصة قول الحقيقة.

هذا إن كان يهمنا أن نحصل على عالم جميل من حولنا، وليس هناك أجمل من الحقيقة حين تظلل الأجواء وليس هناك أجمل من أجواء سقطت عنها أقنعة الكذب والخداع

ابتهال قدور

أخبار تهمك

تقدمكِ في السن ليس مبعث خوف

لا تخافي من تقدمك في العمر فعالمة البيئة والكاتبة «روبن هينيغ» تقول لك:

إن استمررت في الغذاء والتفكير والإبداع طوال حياتك فالمعرفة التي ستكسبينها ستحسن ذكاءك، وستسجلين علامات أفضل في اختبارات الذكاء كلما تقدمت في السن، قد تخف سرعة التفكير نتيجة لموت بعض خلايا الدماغ، لكن النوعية لا تخف بل تزداد عمقًا.

فرنسا تنادي: أوقفوا التعليم الكاثوليكي

تحتج الأوساط الفرنسية على سرعة انتشار التعليم الكاثوليكي وطغيانه على التعليم العام حيث بلغت نسبة 90% من مجموع مدارس التعليم الخاص البالغة 9980 مدرسة ونظرًا لمستوى الدراسة الجيد ومستوى الأجور المرتفع فقد بلغت نسبة الطلاب المنتقلين من القطاع التعليمي العام إلى القطاع التعليمي الخاص 3.5% في العام الماضي، هذا ويهتم التعليم الكاثوليكي بجميع المراحل الدراسية، وجميع التخصصات العلمية حتى التعليم الزراعي.

لا تنسي الحليب

ينصح علماء الأغذية بشرب كأس حليب في الصباح وآخر في المساء نظرًا لفوائده الكثيرة.. إليك بعضًا منها:

1- يقوي النظر ويجعل العيون أكثر بريقًا وجمالًا، نقية من اللون الأصفر ومن العروق الحمراء.

2- يقوي بصيلات الشعر فلا يتساقط ويضفي عليه اللمعان الطبيعي.

3- يقوي الأظافر لاحتوائه على الكلس.

4- يعطيك الهدوء، ويصرف عنك عصبية المزاج.

5- يصقل صفاء الذهن، ويكسبك الذكاء.

الرابط المختصر :