العنوان انتخابات غرفة نابلس هل تعكس واقع الخارطة السياسية الفلسطينية؟!
الكاتب خدمة قدس برس
تاريخ النشر الأحد 31-مايو-1992
مشاهدات 706
نشر في العدد 1003
نشر في الصفحة 20

الأحد 31-مايو-1992
بينما حصل الإسلاميون في انتخابات غرفة
تجارة وصناعة نابلس على ثلاثة مقاعد فقط من أصل اثني عشر مقعدًا فإنهم في الوقت
نفسه حازوا على ثقة 45 في المائة من الأصوات التي بلغ عددها 19 ألفًا و432 صوتًا،
وحصل الإسلاميون على ثمانية آلاف و678 صوتًا، بينما منح تسعة آلاف و422 صوتًا
للكتلة الائتلافية التي تضم مرشحين يحظون بدعم الفصائل التي تضم منظمة التحرير
الفلسطينية غير أنهم لا ينتمون في الغالب إلى أي من هذه الفصائل.
ويرى بعض المراقبين السياسيين أن النسبة
التي حاز عليها الإسلاميون والبالغة 40 في المائة من الأصوات إنما تعكس ثقلهم
السياسي المتنامي، والذي يمكن أن يحدث مفاجأة في أي انتخابات بلدية أو تشريعية.
ويزيد هذا الرأي المهندس أحمد الشنار الناطق باسم الكتلة الإسلامية في الانتخابات
الذي يعتقد بأن «الرسالة التي حملتها الانتخابات واضحة جدًّا، وهي أن الإسلاميين
45 في المائة من أصوات الناخبين، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل هذه النسبة، وما تعنيه
من بعد جماهيري وسياسي».
غير أن محللين
آخرين يرون بأنه من الصعب إصدار حكم نهائي على آراء الناخب الفلسطيني، نظرًا
للظروف المتقلبة التي يعيش فيها، في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي وسعي الفصائل
الفلسطينية على الساحة السياسية، لكسب تأييد الناخب الفلسطيني عبر وسائل متعددة،
من بينها تقديم تنازلات معينة، أو الاستجابة لبعض المطالب الشعبية. ويعتقد هؤلاء
أن المرحلة المقبلة ربما تشهد عملية استقطاب أوسع للقطاعات الشعبية الفلسطينية،
التي تتعرض لأوسع عملية فرز في المواقف منذ أكثر من عقدين، حيث كانت منظمة التحرير
تحظى بتأييد شبه إجماعي قبل أن تعلن موافقتها على الدخول في عملية التسوية
السياسية.
ويعكف باحثون غربيون على دراسة التأثير
المتزايد، الذي يحظى به التيار الإسلامي والمتمثل في حركة المقاومة الإسلامية
«حماس» بشكل بات يهدد بصورة مكانة منظمة التحرير، التي تعرضت لأكثر من نكسة واضحة
في انتخابات تجارية وطلابية ومهنية شهدتها مؤسسات فلسطينية في الآونة الأخيرة، ومن
أبرزها انتخابات غرفة تجارة وصناعة رام الله التي تعد معقلًا لمنظمة التحرير
الفلسطينية.
بيد أن انتخابات نابلس التجارية أفرزت
ظاهرة جديدة وهي التكتيك الذي تبعه التيار الوطني لكسب أصوات الناخبين، والذي يمثل
تنازلًا مثيرًا عن الشعارات التي رفعت طوال السنوات السابقة، فقد سعى أنصار
المنظمة إلى إبعاد العناصر المعروفة بولائها لها، والتي أصبحت مثار جدل واسع في
الآونة الأخيرة بسبب سلوكها السياسي والشعبي، واعتمدت شخصيات مستقلة تعرف
بانتمائها الإسلامي التقليدي وتحظى بقدر من الاحترام في الساحة الشعبية، ولأول مرة
فقد رفع شعار «الإسلام» في الانتخابات، بينما كانت الحملة في السابق تتركز على
اتهام الإسلاميين بإقحام الإسلام لغايات سياسية وانتخابية.
ويعتقد على نطاق واسع، أن التأييد الذي
حظيت به كتلة الائتلاف التجاري الصناعي الوطني المسلم، يأتي مزيجًا بين انحياز
الناخبين للشعار الإسلامي، وظاهرة التكتل الأسري، التي تتميز بها مدينة نابلس،
والتي تعرف تقليديًّا بأنها تضم مجموعة من العوائل الفلسطينية البارزة، وتتزعمها
شخصيات معروفة..
ومهما يكن فقد أعطت انتخابات نابلس إشارة
جديدة لحجم التنافس الذي تشهده الساحة السياسية الفلسطينية، والذي يجعل منطقة نفوذ
أي جهة معرضة للاختراق، ما لم تسارع إلى الاستجابة للرغبات الجماهيرية، التي تتلخص
الآن في جملة من المطالب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الشيخ خليل القوقا: الحركة الإسلامية هي التي فجرت الانتفاضة
نشر في العدد 877
18
الثلاثاء 09-أغسطس-1988

