; تذكرة للدعاة | مجلة المجتمع

العنوان تذكرة للدعاة

الكاتب أبو محمد

تاريخ النشر الثلاثاء 02-أبريل-1985

مشاهدات 16

نشر في العدد 711

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 02-أبريل-1985

نواصل معًا عزيزي القارئ كلامنا إلى الدعاة، فبعدما بينا لهم أهمية النزول إلى مستوى القاعدة، و ربط الواقع المؤلم بالمعاني الإسلامية بطريقة تجذب ولا تنفر تقرب ولا تبعد، وبعدما طالبنا الدعاة أن يتكلموا عن مشاكل الناس ومعاناتهم وهمومهم نذكرهم اليوم بأمور نرجو ألا تغيب عن بالهم.

إن الدعوة هي لله شاملة ليست للحزب أو للجماعة، أو للطائفة فهي دعوة ربانية. 

وإن الأصل أن يهتدي الإنسان بصرف النظر عن انتمائه، فالأصل أن يعود هذا الإنسان إلى الفطرة، بعيدًا عن الانحراف الخلقي أو الفكري، وليس مهما أن يكون ضمن أية حركة أو جماعة إسلامية.

فالداعية الحق يشعر بسعادة حينما يساعد أخاه الإنسان على العودة إلى طريق الحق، طريق المنهج الإسلامي الحنيف، وهو أي هذا الإنسان يقرر أي وسيلة يختار فلا ضير أن يختار الاتجاه السلفي أو يختار مدرسة حسن البنا أو الجماعة التبليغية؛ فالهدف قد تحقق.

• نقدم الأهم على المهم في دعوتنا، فتتكلم عن فقه العلاقات العامة وفقه التعامل مع الواقع، وفقه المصالح المرسلة، وفقه المجتمع المتشعب الاتجاهات والتيارات. 

وفقه المعاناة التي يعاني منها الإنسان المسلم وبالذات إنساننا العربي، فقه التناقضات في عالم كله تناقضات. 

فقه القتال والتطاحن والإيذاء، إن واقعًا كهذا يجعل الدعاة أولى الناس بمعالجته، وأولى الناس بالحديث عنه، وأولى الناس بتشريح الجسد المسلم وتشخيص الداء ووصف الدواء، ولا بأس في تصوري المتواضع أن تؤجل ولو قليلًا الحديث عن بعض السنن غير المؤكدة، ولا بأس أن تؤجل الحديث عن الزواج بالثانية أو عن الصدقة والصدقات في زمن أصبح الجوع فيه غولًا كاسرًا، ولا بأس أن تؤجل الحديث عن الحدود في مجتمع لا يعرف الحدود، ولا بأس أن تؤجل الحديث عن آداب الضيافة والزيارة وآداب الزفاف، فإن هناك من لا يستطيع على الإطلاق الزواج بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة، فلنتكلم إذًا عن واقع الناس لا واقع الدعاة هموم الناس لا هموم الدعاة مشاكل الناس لا مشاكل الدعاة. 

• هناك قوى وتيارات مختلفة موجودة في المجتمع يجب أن ننظر لها من منظار الحب، نحب لها ما نحب لأنفسنا، ونكره لها الوقوع في شرك الشيطان من فكر منحرف أو خلق منحل، أليس مؤلمًا أن يترك برنامج إذاعي مشكلات المسلمين الأساسية ويتكلم فقط عن كيفية وضع اليدين بالصلاة؟! هل هما فوق السرة أو تحتها، وماذا عن الذي قطعوا يديه في معتقلات الأحزاب الحاكمة أو أن يتكلم عن أهمية شرب الماء جالسًا!! وماذا عن الذي لا يستطيع الشرب لأنه معلق في سجن الطواغيت.

بعض المستمعين يسأل وبعض العلماء يجيبون وما بين السؤال والإجابة يضحك علينا أعداء هذا الدين من المسلمين، وما بين السؤال والإجابة تتم مصادرة حرية الإنسان المسلم يعتقل ويسجن ويعذب والدعاة والعلماء لا يتناولون قضية هذا المعتقل أو مصير ذاك المعذب أو مسألة ذلك السجين. إننا لا ندعو لترك المهم، لكننا ندعو لتحديد سلم الأولويات في برنامج الدعاة، ندعو لتقديم الأهم على المهم، ندعو لبرمجة واقعية موضوعية لقضايا الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ندعو إلى طرح الحلول لمشاكلنا، ندعو للاهتمام بالإنسان المسلم وحاجاته ومشكلاته، الاهتمام بالكيان الإنساني المسلم المعاصر الذي يعيش عصر التناقضات، عصر الطواغيت والمِحن، فهل يتجاوب معنا هؤلاء الدعاة والعلماء؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل