العنوان تعال نؤمن ساعة (العدد 453)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-يوليو-1979
مشاهدات 16
نشر في العدد 453
نشر في الصفحة 49
الثلاثاء 10-يوليو-1979
الله ... له ما في السماوات وما في الأرض
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ (البقرة: 255)، كان وحي هذا الشطر من آية «الكرسي» ميدان الحديث على هذه الصفحة في الأعداد الماضية. ونتابع الآن حوارنا مع شطر الآية الآخر ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ (البقرة: 255)، إنه هو الواحد الأحد الحي القيوم بديع السماوات والأرض، لا شريك له، له ما في السماوات وما في الأرض، وحده ... فهي الملكية الشاملة، كما أنها الملكية المطلقة، وفي ظلال هذا الشطر من الآية الكريمة كتب الشهيد سيد قطب:
• الملكية التي لا يرد عليها قيد ولا شرط، ولا قوت ولا شركة، وهي مفهوم من مفاهيم الألوهية الواحدة، فالله الواحد هو الحي الواحد، القيوم الواحد، المالك الواحد، وهي تفي للشركة في صورتها التي ترد على أذهان الناس ومداركهم، كما أنها ذات أثر في إنشاء معنى الملكية وحقيقتها في دنيا الناس. فإذا تمخضت الحقيقة لله، لم يكن للناس ملكية ابتداء لشيء، إنما كان استخلافًا من المالك الواحد الأصلي الذي يملك كل شيء، ومن ثم وجب أن يخضعوا في خلافتهم لشروط المالك المستخلف في هذه الملكية، وشروط المالك المستخلف قد بثها لهم في شريعته، فليس لهم أن يخرجوا عنها إلا بطلت ملكيتهم الناشئة عن عهد الاستخلاف، ووقعت تصرفاتهم باطلة، ووجب رد هذه التصرفات من المؤمنين بالله في الأرض.
وهكذا نجد أثر التصور في التشريع الإسلامي، وفي واقع الحياة العملية التي تقوم عليه. وحين يقول الله في القرآن الكريم ... ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ ... فإنه لا يقرر مجرد حقيقة تصورية اعتقادية، إنما يضع قاعدة من قواعد الدستور للحياة البشرية، ونوع الارتباطات التي تقوم فيها كذلك.
بطاقات
• إلى القتلة:
قال تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (البروج: 4-8).
• الكبر والتواضع:
قال سعد بن أبي وقاص لابنه: «يا بني ... إياك والكبر ... وليكن فيما تستعين به على تركه علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر مع النطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها خرجت، والغذاء الذي به غذيت».
• المهانة:
المهانة هي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها.
• قبول النميمة:
قبول النميمة شر من النميمة، لأن النميمة دلالة، والقبول إجازة، وليس من دل على شيء كمن قبله وأجازه.
• طاعة المحبة:
دخل بن خزيم على المهدي، وقد عتب على بعض أهل الشام، وأراد أن يغزوهم جيشًا فقال: «يا أمير المؤمنين، ما عليك بالعفو عن الذنب، والتجاوز عن المسيء، فلأن تعطيك العرب طاعة محبة، خير لك من أن تطيعك طاعة خوف».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل