العنوان تعال نؤمن ساعة (429)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-يناير-1979
مشاهدات 24
نشر في العدد 429
نشر في الصفحة 47
الثلاثاء 23-يناير-1979
مواقف
القرآن الكريم كتاب الله يهدي به من يشاء، وليس لمن يتلوه أو يسمع بعض آية إلا أن يوقن بأنه ليس من كلام البشر، ولقد أوشك كثير من رؤوس الجاهلية على إعلان التصديق بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم عندما سمعوا هذا القرآن، إلا أن الكِبر والحسد كانا قد تمكنا من قلوب أولئك، ومن أدل القصص على هذه الحقيقة ما رواه ابن إسحاق من: أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق... خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته، وأخذ كل رجل منهم مجلسًا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الصبح تفرقوا، فجمعهم الطريق، فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائهم لأوقعتم في نفسه شيئًا، ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض، لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود، فتعاهدوا على ذلك... ثم تفرقوا... فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته، فقال أخبرني عن رأيك فيما سمعت من محمد، قال: يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، قال الأخنس: أنا والذي حلفت به، ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه في بيته، فقال يا أبا الحكم: ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ماذا سمعت؟ قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف... أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدًا ولا نصدقه...
بطاقات
• الراعي والرعية:
قال عليه الصلاة والسلام: «ما من راع يبيت غاشًّا لرعيته إلا حرّم الله عليه رائحة الجنة». ومعنى هذا أنه حقيق على الوالي أن يكون لرعيته ناظرًا ولما استطاع من عوراتهم ساترًا، وبالحق فيهم قائمًا.
• داود والملكان:
إذا تنازع اثنان فليس من المقطوع به أن يكون أحدهما محقًّا والآخر مبطلًا، فقد تنازع الملكان عند داود عليه السلام وما فيهما ظالم، ولكن لينبها داود على حكم.
• نصيحة:
لا تنظروا في أعمال الناس كأنكم أرباب، وانظروا في أعمالكم كأنكم عبيد، فإنما الناس رجلان، مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية.
• مواطن تطلب فيها قلبك:
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن: عند سماع القرآن الكريم، وفي مجالس دراسته والتفكر فيه وفي منزله، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن، فسل الله أن يمن عليك بقلب، فإنه لا قلب لك.
• عبد الله بن مسعود يتحدث:
ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا سكيتًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
نشر في العدد 233
17
الثلاثاء 21-يناير-1975