; تقويم اللسان | مجلة المجتمع

العنوان تقويم اللسان

الكاتب الشيخ يونس حمدان

تاريخ النشر الثلاثاء 06-مايو-1980

مشاهدات 22

نشر في العدد 479

نشر في الصفحة 39

الثلاثاء 06-مايو-1980

يخطئون في التحذير فيقولون إياك الأسد.. إياك الحمد فيحذفون الواو وهذا خطأ والصواب أن يقال إياك والأسد إياك والحسد بإثبات الواو. 

«قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إياك والجلوس في الطرقات»

وقال الشاعر:

فإياك والأمر الذي إن توسعت *** موارده ضاقت عليك المصادر

والسر في وجوب إثبات الواو هاهنا أن لفظة إياك منصوبة بتقدير فعل تقديره اتق أو باعد واستغنوا عن إظهار هذا الفعل بذكر لفظة إياك المتضمنة لمعنى التحذير وهذا الفعل المقدر ينصب مفعولًا واحدًا ولذا فإنه لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد فإذا انطبق بعده بلفظ آخر وجب إدخال الواو للعطف أما إذا تكررت إياك فإنه يجوز حذف الواو وعلى هذا جاء قول الشاعر:

فإياك إياك المراء فإنه *** إلى الشر دعاء وللشر جالب

فإن جئت بعد إياك بمصدر مؤول كأن تقول إياك أن تقرب الأسد فالأوضح أن تثبت الواو لأن أن مع الفعل بمثابة المصدر فكأنك قلت إياك ومقاربة الأسد.

ويخطئ بعضهم في الدعاء حيث يثني أحدهم على صاحبه بعد لا النافية فيستحيل القول من دعاء له إلى دعاء عليه كأن تقول عمن أراد أن يصنع لك خيرًا: لا شكرًا بحذف الواو وفي هذا خطأ يجعل الكلام نفيًا للشكر مع إنك تريد إثباته ومن ذلك ما حكوه من أن أبا بكر الصديق- رضي الله عنه- رأى رجلًا بيده ثوب فقال له أتبيع هذا الثوب فقال: لا عافاك الله فقال: لقد علمتم لو تتعلمون هلا قلت لا، وعافاك الله. 

استحسن بعض العلماء ما قاله يحي بن أكثم للمأمون رحمه الله وقد سأله عن أمر فقال لا وأيد الله أمير المؤمنين. 

لطيفة في الواو

من خصائصها أنها تلحق في الثامن من الأعداد قال الله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ (التوبة:112) وقوله تعالى كذلك: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ (الكهف:22) وقد سميت هذه الواو أو«واو الثمانية.»

خطأ شائع

يقولون: ذهبت إلى عندك وهذا خطأ فإنه لا يجوز دخول حرف الجر على ظرف المكان «عند» وإنما يجوز أن يدخل عليه حرف الجر «من» فتقول جئت من عندك. قال الله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ (النساء:78).

وإنما جاز ذلك لأن «من» أم حروف الجر ولكل أم باب خصائص تختص بها فمن ذلك ما خصت به «إن» المكسورة بدخول اللام في خبرها كقول الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (الفجر:14) وخصت كان بجواز إيقاع الفعل الماضي خبرًا عنها وخصت باء القسم باستعمالها مع ظهور فعل القسم كقولك: «أقسم بالله».

بعض معاني عند

تكون بمعنى «الحضرة» كقولك عندي زيد أي حاضر وبمعنى «الملك» كقولك عندي مال وبمعنى «الحكم» كقولك زيد عندي أفضل من عمرو أي في حكمي وبمعنى «الفضل والإحسان» كقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ (القصص:27) أي من فضلك وإحسانك.

«أداة تستعمل خطأ»

فبعضهم يستعمل لعل مع الفعل الماضي فيقول «لعله جاء» ونحو ذلك وهذا خطأ لأن أشهر معاني لعل الترجي ولا يكون الترجي إلا لشيء لم يقع يؤمل وقوعه وحين تستعمل لعل مع الفعل الماضي تقلب المعنى الذي تريد التعبير عنه، والصواب أن تقول لعله يأتي وهناك معان كثيرة لـ «لعل» أوصلها بعضهم لثمانية معان فمنها «الترجي» وهو أشهر معانيها كقوله تعالى ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾ (الطلاق:1). ومن معانيها الإشفاق «كقولك لعل العدو يقترب وفرقوا بين الترجي والإشفاق بأن الترجي توقع أمر محبوب والإشفاق توقع أمر مكروه يخشى وقوعه.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 500

29

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

نشر في العدد 492

16

الثلاثاء 05-أغسطس-1980

نشر في العدد 481

16

الثلاثاء 20-مايو-1980