; تلفزيون الكويت.. من أين يستمد صلاحياته وتوجيهه؟ | مجلة المجتمع

العنوان تلفزيون الكويت.. من أين يستمد صلاحياته وتوجيهه؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 22-يونيو-1971

مشاهدات 83

نشر في العدد 65

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 22-يونيو-1971

تلفزيون الكويت

من أين يستمد صلاحياته وتوجيهه؟

 

يبدو أن تلفزيون الكويت يُفكّر على هذا النحو: يَحسُنُ ألا نلتفت إلى ما يقوله مجلس الأمة من نقدٍ لبرامج التلفزيون.. ويحسن أن نغض الطرف عن نقد الصحافة، وأن نغمض عيوننا جيدًا عن كل نقدٍ يوجَّه إلى برامج التلفزيون... ولنتذرع بالصبر في مواجهة هذا النقد لأنهم سينتقدون حتى يدركهم التعب، وعند ذلك نرتاح منهم.. لنستمر يا رجال على ما نحن عليه فما هي إلا زوابعُ تَمُرُّ وما دامت أدوات البث والأفلام تحت أيدينا فلا يهمنا رَضِيَ المشاهدون أم أَبَوا؟؟

يبدو أن التفكير المُسيطر على تلفزيون الكويت من هذا النوع، وإلا فَبِمَ نستطيع أن نفسر تعصبه الشديد لبرامج انتقدها مجلس الأمة وانتقدها المشاهدون.. وانتقدتها الصحافة؟؟

· هل يتعصب لذلك بدافع ديني؟ لا.. لأن الإسلام أول من يرفع صوته مستنكرًا البرامج الانحلالية المُتلفة التي يبثها التلفزيون، وتمحق فضائل الناس، وتجرح تدينهم.

· هل يتعصب لمصلحة المجتمع؟ لا.. لأن المجتمع قد رفع صوته بالاحتجاج والشكوى ضد برامج التلفزيون التي تعمل على زلزلة أخلاقه وتحطيم أبنائه وبناته وتحريضهم علنًا على الفساد.

· هل يتعصب بدافع إنساني؟ لا.. لأن البرامج المُنحلّة قتلٌ لروح الإنسان وإتلافٌ لخصائصه وقعودٌ به عن الانطلاق والترقي.

· هل يتعصّب التلفزيون لبرامجه الانحلالية بتوجيه من المسؤولين؟؟ لا.. لأن المسؤولين قد ضمّوا صوتهم لصوت الأمة في الاحتجاج والاستنكار، وأقرب موقف صادر عن المسؤولين في هذا الشأن اجتماع وزير الإعلام بالوكالة الشيخ صباح الأحمد بالمسؤولين في وزارة الإعلام وطلبه إليهم ضرورة الالتزام بالأخلاق فيما يُعرض على الناس من توجيه، وطلبه أن يكف التلفزيون عن الترويج للخمر والاختلاط وعن بَثِّ الأغاني الخليعة.

وقبل أن يجِفَّ كلام الشيخ صباح الأحمد إذا بالتلفزيون يعرض أفلامًا تُحرّض على الفساد تحريضًا وعلانيةً.

فما سبب هذا الإصرار على البرامج المُنحلّة؟

إننا نعلم أن أجهزة وزارة الإعلام -ومنها التلفزيون- تستمد صلاحياتها وتوجيهها من وزير الإعلام.

وها هو وزير الإعلام يُصدر توجيهاته للتلفزيون بأن يكف عن بث برامج الفساد، بَيدَ أن التلفزيون يُؤثِر الاستمرار في خطته على الاستماع إلى أي توجيه آخر.. ولو كان من وزير الإعلام.

وهذا الموقف جعل الناس يتساءلون: من أي جهة يستمد التلفزيون صلاحياته وتوجيهه؟

إن التلفزيون بوضعه الحالي لا يبدو عليه أنه يستمد صلاحياته وتوجيهه من:

§ السلطة التشريعية المُمثلة في مجلس الأمة لأن مجلس الأمة قد طالب التلفزيون أكثر من مرة بالامتناع عن تخريب المجتمع عن طريق أفلام وأحاديث تجر الناس إلى القاع.

§ ولا من السلطة التنفيذية الممثلة في وزير الإعلام، لأن هذه السلطة طلبت من التلفزيون كذلك عدم بث ما من شأنه أن يضر بأخلاق الأمة.

§ ولا من المشاهدين، لأن المشاهدين يمثلهم مجلس الأمة أولًا، ولأنهم هم أنفسهم ضَجُّوا بالشكوى من برامج التلفزيون خوفًا على أولادهم من الفساد والضياع.

قد يكون التلفزيون مقتنعًا بما يبث ويروّج، لكن اقتناعه هذا اصطدم بحق الأمة وبدينها وأخلاقها ومشاعرها... واصطدم برأي السلطة التنفيذية.

ومن المسالك الفاضلة أنه حين تصطدم قناعة موظف من الموظفين برأي السلطة التنفيذية وتوجيهها فإن هذا الموظف يُقدّم استقالته فورًا وينسحب من المركز الذي هو فيه، ذلك أن بقاء الموظف في مركزه في مثل هذه الحالات لا يعني إلا:

· التحدي السافر للسلطة التنفيذية.

· ومنح نفسه حقًا ليس له في تنفيذ آرائه الخاصة ورغباته الذاتية.

· ونشوء فوضى ضاربة في كل أجهزة الدولة، ما دام كل موظف يتيح لنفسه أن يُنفّذ ما يريده هو لا ما تريده الأمة ولا ما تريده السلطة التنفيذية.

ولكن إذا أراد بعض الموظفين هذا الموقف وآثره -لسبب من الأسباب وتحت مؤثر من المؤثرات- فهل معنى ذلك أن يُترك ليفعل ما يهوى؟

قلنا: إنه في حالة تعارض رأي الموظف مع موقف السلطة التنفيذية معارضة تقترن بالتنفيذ العملي في هذه الحالة ينبغي أن ينسحب الموظف تلقائيًّا من المركز الذي يشغله، وفي حالة إصراره على البقاء يأتي دور السلطة التنفيذية في الإقالة والإبعاد.

فهل وصل الأمر في تلفزيون الكويت إلى هذا الحد؟ أو السؤال بطريقة أخرى هل تعارض موقف موظفي التلفزيون الكويتي -معارضة عملية- مع موقف السلطة التنفيذية في السياسة العملية والتوجيه؟

والجواب: نعم حدث ذلك.. ولم يبقَ إلا.

· أن يُقَرَّ موظفو التلفزيون على مسلكهم هذا فتكون سابقة خطيرة تؤدي إلى اضطراب في جميع أجهزة الدولة.

· أو تتخذ السلطة التنفيذية الإجراءات الكفيلة بتصحيح الأوضاع في تلفزيون

الكويت.

الرابط المختصر :