; ثقافة وفنون (1057) | مجلة المجتمع

العنوان ثقافة وفنون (1057)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-يوليو-1993

مشاهدات 19

نشر في العدد 1057

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 13-يوليو-1993

 "اللسان العربي"

إعداد: مبارك عبد الله

«سيرة» الألفاظ

بقلم: عبد الوارث سعيد

لكل من البشر سيرة ذاتية تضم أحداث حياته البارزة الإيجابي منها والسلبي، ومن خلال التعرف على سيرة الشخص نتعرف على شخصيته وعلى مجرى التطور فيها، صاعدًا أو هابطًا، نقف على الأسباب والملابسات التي تقف وراء كل تغير. 

والألفاظ اللغوية كالأشخاص لكل منها سيرة ذاتية، انتقلت خلالها من حال إلى حال، في هيئتها الخارجية "الأصوات" أو في مضمونها ومعناها، والانتقال قد يكون سموًا وارتقاء أو هبوطًا وانحطاطًا والتعرف على سيرة اللفظة يزيدنا ألفة بها وفقهًا وحسن تذوق لمعناها.

وهناك فـروع من علم« اللغويات» "العلوم المعنية بدراسة اللغة من كل جوانبها" تهتم بجوانب « سيرة» الألفاظ، فمنها ما يهتم بجانبها الصوتي: أصلها الأول والتطورات التي أصابته حتى انتهى إلى صورته الحاضرة، ومنها ما يتناول «نسب» اللفظة: أهي أصيلة أم دخيلة، ومنها ما يتناول دلالتها وما لحقها من تغيير ضيقًا أو سعة رقيًّا أو انحطاطًا، أو انقلابًا- أحيانًا- من النقيض إلى النقيض هذه التغيرات والتطورات في «سيرة»، اللفظة لا تسير- كما يقول أهل الاختصاص- عشوائيًّا «بل يحكمها في هذا وذاك قوانين تكاد ترقى إلى مكانة القوانين الطبيعية ثباتًا وقوة.. ومهمة العلم البحث عن هذه القوانين»[1]

واللافت للنظر، والمثير للعجب، أن أهل الاختصاص في التطور اللغوي يقررون أن العربية الفصحي تأبت- بسبب ارتباطها بالقرآن الكريم- على هذه القوانين اللغوية الصارمة، وصارت حالة استثنائية لا تقاس بسواها من اللغات[2]

ولنلق نظرة على نماذج من الألفاظ تصور هذه القضية الطريقة في باب النداء نجد أدوات عدة تسبق الاسم المنادى أ- ا- يا – أيا – أي الأرجح أن أبسطها هو الأصل (أ) والباقيات صور متطورة صوتيًّا عنه والعجيب أن لغات أخرى تستخدم الصوت نفسه للنداء أيضًا "!" في الإنجليزية".

الهمزة نفسها، وصور أخرى متطورة عنها، تستخدم في التعبير عن معان انفعالية أخرى فعندنا أه "بسكون الهاء أو كسرها"، أه "مكسورة الهاء أو منونة بالكسر".

آهًا: اسم فعل للتوجع. 

كذلك ، فإن : إيه بسكون الهاء أو كسرها "صوت يدل على الزجر وطلب السكوت وكذلك إيهًا. بالتنوين". أما إيه "بكسر الهاء بدون تنوين أو معه" فتدل على طلب الاستزادة من الحديث ولا ننس همزة الاستفهام،« وإيه» التي للإيجاب ﴿ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ  (يونس:53) 

وتطالعنا الهمزة في أول الضمائر أنا وأنت وأنتما إلخ.

وليس ببعيد- صوتيًّا- أن تكون هي نفسها قد تحولت إلى هاء لتعطينا ضمائر الغائب هو هي هم هن كما لا يستبعد تطور بعض الضمائر في اللغات الأخرى عن الهمزة أو عن صورها الأخرى قارن مع:

1.You, He, She. Who.. etc."

هذا ضرب من تحليل « مسيرة» الألفاظ يدعوه بعض الباحثين باسم على "علم الترسيس"، أو "علم التأثيل"[3] وهو- كما نرى- يركز على المسيرة الصوتية للفظة.

٢- أما التطور في «سيرة» الألفاظ من ناحية الدلالة فباب واسع نكتفي منه بأمثلة فبعض الألفاظ نرتقي في معناها من مدلول بدائي مادي هين القيمة مدلول فكري مجرد رفيع المستوى يليق بأشرف ما في الإنسان تأمل، مثلًا العقل- أشرف ملكات الإنسان- من العقال وهو قطعة حبل صغيرة لا قيمة لها تعقل بها رجل البعير إلى رقبته لمنعه من القيام إلا حين يشاء صاحبه " والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها" والحكمة- التي هي ضالة المؤمن ودليل كمال الفهم، والتصرف من« الحكمة» "بفتح الحاء والكاف" وهي جزء من لجام الفرس يحيط بحنكه للسيطرة عليه[4] أما البعض الآخر فينحدر معناه فـ" الكنيف"، كانت في الأصل ما يوفر الستر والحماية ومن ذلك قولهم: «فلان يعيش في كنف فلان» فانحط معناها إلى المرحاض،" بيت الخلاء". 

و« الحاجب»، كانت تعني في بعض الدول الإسلامية اقرب الناس إلى الخليفة أو ما يشبه "رئيس الوزراء"، ثم آل معناها إلى ما نعرفه اليوم في المحاكم وكلمة « فقيه»، ذات المعنى الراقي والكريم- صارت "في نطقها العامي المصري فقي/ فقي بكسر الفاء" تعني« المسترزق بقراءة كتاب الله دون فقه» و«الحريم»، كانت تعني كل ما تجب حمايته وصونه فصارت- بسبب الغزو الفكري الغربي الحاقد- وصمة وعارًا تشوه بها صورة خلفاء المسلمين وسيرتهم. 

وعبارة :«ان شاء الله» الدالة على عمق الإيمان والثقة بالله وتفويض مصائر الأمور إليه، صارت- على ألسنة البعض- دالة على نية التسويف وعدم الوفاء حتى صار المسلمون يوصمون بأنهم شعوب و« إن شاء الله»[5] (٥) وهكذا، الأيام دول في عالم الألفاظ كما في عالم الناس. 

إصدارات

• سلسلة رسائل فتيان الدعوة:

ثمانية كتب تنظمها سلسلة رسائل فتيان الدعوة الصادرة عن مؤسسة الكلمة للنشر والتوزيع في الكويت والتي أشرف عليها كل من. الشيخ جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين والشيخ أحمد بن عبد العزيز القطان تهدف هذه السلسة إلى وضع المعالم الهادية والركائز الأساسية التي يحتاجها فتيان الدعوة ليتابعوا مسيرتهم على هدى ونور. وبصيرة.

الكتاب الأول: - الدعوة والدعاة. في منهج القرآن الكريم، فكرة أولية. عن طبيعة الدعوة ونماذج من الدعاة عرض لها القرآن الكريم.

الكتاب الثاني: - «أولويات في تربية الناشئة» . وهي مقدمات لابد منها ليعرف فتيان الدعوة كيف يدخلون إلى قلوب الناشئة ويؤثرون فيها التأثير المناسب.

الكتاب الثالث :«الثقة بالله تعالى وأثرها في العمل الإسلامي» مع وجود الإعداد اللازم ينبغي أن تكون الثقة بالله هي الصفة الغالبة والميزة الرئيسية لفتياننا الذين يعملون في مجال الدعوة إلى الله عز وجل.

الكتاب الرابع :«معايير منهجية في الدعوة الإسلامية» لئلا يذهب الداعية بعيدًا مع تخيلاته واجتهاداته ولضبط حركته حسب الأصول الشرعية كانت هذه المعايير المنهجية. 

الكتاب الخامس :«متطلبات الدعوة الإسلامية ومستلزماتها»  على شباب الدعوة أن يعلموا أن الدعوة تكليف ومسؤولية فيجب أن يتأهلوا حتى يكونوا على مستوى هذه المسؤولية ومعرفة الداعية مستلزمات الدعوة ومتطلباتها من البداية ضرورة نفسية وحركية. 

الكتاب السادس: « المراحل الانتقالية في الدعوة الفردية»، عندما يقف الداعية– بعد أن يتجاوز مرحلة في طريق الدعوة– ليسأل نفسه، ماذا بعد، وما الذي أستطيع تقديمه لهذا الذي استجاب لي وأصغى سمعه لكلامي،  في هذا الكتاب تعرف تسلسل الخطوات والفواصل بين المراحل الانتقالية في عملية الدعوة الفردية.

الكتاب السابع : .«كيف يكون الداعية شخصية محبوبة»، قد يكون في طبع الداعية شيء من القسوة فينعكس على فهمه أو على طريقته في التعامل مما يؤدي إلى التنفير لذلك لابد من معرفة العوامل والأسباب التي تجعل منك شخصية محبوبة ومقبولة بين الناس. 

الكتاب الثامن :« المجاهدة» تقف في طريق الداعية شوائب قد تصرفه قليلًا أو كثيرًا عن هدفه الأول مثل الغرور والإعجاب أو. الوقوع في دائرة الشخصانية، وقد تنتابه بعض الأفكار والهواجس المثبطة للهمم، وقد يستبطئ النتائج فيلجأ إلى وسائل غير سليمة أو غير مناسبة في المرحلة الحاضرة. لذلك كانت المجاهدة لتقويم النفس بمحاربة الهوى والنفس الأمارة بالسوء وإرجاعها إلى الوضع الطبيعي. 

 وأخيرا فإن ،«سلسلة رسائل فتيان الدعوة» زاد طيب يحتاجه الفتيان في مشوار دعوتهم وذاكرة منبهة إلى ما يمكن أن يتعرضوا له من الأخطاء وعلاج نافع يقيهم شرور أنفسهم ويحفزهم إلى المزيد. من العطاء. 

تطلب هذه السلسلة من مؤسسة الكلمة للنشر والتوزيع–

الكويت ش الهلالي برج المواش– الدور السابع ص ب ٦٦٥٢٠ الرمز البريدي 43756 بيان تليفون ٢٤١٠٩٣٠/١/٢ فاكس خاص

٣٨٢٣٣٦ عام ٢٤٥٤٠٢١

شعر:

مجاهدة.

«إلى الأخوات المجاهدات اللاتي سطرن بدمائهن صفحات مشرقة خالدة في فلسطين، وأفغانستان وكشمير والبوسنة، وغيرها من ثغور الإسلام»،

شعر : علاء الدين حسني 

– عضو رابطة الأدب الإسلامي 

مجاهدة أعيش لدين ربي*** وإن عاش الورى بين المفاسد

مجاهدة أحب الله حبًّا*** يقيني الشر يكسبني المحامد

مجاهدة، وما أحلى حياتي*** وهل في الأرض أسعد من مجاهد؟

مجاهدة أقاوم كل باغ*** بسيف أو بنبل أو بساعد

ومعنى الخوف لم يسكن بقلبي*** وكيف أخاف والرحمن شاهد؟

مجاهدة أجاهد ضعف نفسي*** فألزمها العبادة والمساجد

وأدعوها لإنفاق الغوالي*** من الأموال أو حلو القلائد

جهاد المال فرض قد يوازي*** جهاد السيف في وقت الشدائد

إذا ضحى الشباب الحر يبقى*** لهم مجد رفيع الشأن تالد

وإن جبنوا ، وإن بخلوا وخاروا*** ففي ذيل الورى بين القواعد

مجاهدة أعادي كل عات*** يعادي الحق في صلف المعاند

أهده بقلب يزدريه*** ويفضحه لساني غير زائد

جهاد القلب ليس الصمت خوفًا*** جهاد القلب إعداد لفاسد

مجاهدة أضمد جرح شاك*** ذكي القلب لا يهوي المقاعد

إذا شعر التئام الجرح يجري*** نشيط النفس يرتاد المشاهد

مجاهدة وراء الجند أسعى*** بماء الروح إن عزت موارد

وطيف رفيدة الغالي أمامي*** ينادي للعلا يا نعم رائد

وأم عمارة في يوم أحد*** تصور لي فأمتهن الشدائد

سقت أبطالها ماء وروت*** من الأعداء سيفًا كالأوابد

وحمست الرجال لأن يزودوا***عن المختار، والمختار شاهد

دعت أبناءها حتى يموتوا*** فماتوا حولها ، ومضت تجالد

وهل في الموت دون الحق خسر*** وهل يشقي الذي يفدي الفرائد؟

مجاهدة أدور بنور ربي*** أضيء به دياجير الفدافد

يعيد الروح في أوصال موتي*** ويهدي كل مفتون وشارد

فإن أشتم ففي ذات الإله*** وإن أسجن فمدرسة الأماجد

وإن أقتل على أيدي طغاة*** فتلك شهادة بين الخوالد

فلا الإرهاب يا أعداء يثني*** لنا عزمًا ، ولا الإغراء ذائد

مجاهدة، وحب الله أغلى*** من الأرواح ، لست من القواعد

[1]- د رمضان عبد التواب. التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه- مصر الخانجي (۱۹۸۱) ص ٣.

[2]- السابق ، ص ۸-۹.

[3]- عبد الحق فاضل . مغامرات لغوية (بيروت – دار العلم للملايين (د ت). ص ٢٠١ وما بعدها..

[4]- السابق، ص ۷٥- ۷۹.

[5]- د إبراهيم أنيس دلالة الألفاظ "مصر الأنجلو المصرية "١٩٦٣".

----------------

قبل صدور ديوانه الأول"نزف الحروف"

الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي: حالة الكاتب هي حالة الولادة

حوار: حسن علي دبا

في سلسلة لقاءاتنا مع الشعراء الإسلاميين في محاولة لاستبطان التجربة الإبداعية لديهم كان هذا اللقاء مع الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي وقد بدأته بالسؤال عن لحظات البدء الشعري لديه فقال:

• بدايات القول الشعري:

بدأت كتابة الشعر منذ الطفولة من المرحلة الابتدائية.. وكنت في تلك الفترة أكتب بعض الخواطر، وكنت أظنها قصائد . وحين علمت أن ما أكتبه ليس بشعر توقفت عن الكتابة، وكأني قد يئست ولم أكن أدرك حينذاك . أن ما كتبته في تلك الفترة من الممكن أن يستشف منه أهل الخبرة عاطفة جياشة وحسًّا مرهفًا يؤهل صاحبه لأن يكون شاعرًا جيدًا.

وبعد توقفي لعدة سنوات ألحت على مشاعري، وأصرت عواطفي على أن تخرج شعرًا حقيقيًّا، وبالفعل عدت للكتابة عودة قوية مقارنة بالمرحلة الأولى، وكان عمري حينذاك حوالي خمسة عشر عامًا، في نهاية المرحلة الإعدادية.

•الشعر موهبة ودربة:

المجتمع: في تصورك أن الموهبة قد فرضت عليك العودة أم أنك قد أدركت سر صنعة الشعر فعادت كتابة الشعر قوية؟

عبد الرحمن يوسف: لابد أن نحدد المفاهيم: فما معنى الموهبة؟ وما معنى الصنعة؟ 

الموهبة في رأيي هي وجود مؤهلات الإبداع في الشخص، فالرسام مثلًا لابد أن يكون موهوبًا بأصل خلقته، أي أن مؤهلات الإبداع في مجال الرسم قد خلقها الله فيه ويبقى هنا على هذا الشخص أن ينمي تلك الموهبة ويمارس هذا الفن لكي تزداد خبرته وتزداد إجابته لهذا الفن، وقس على ذلك كل الفنون ومنها الشعر، فلابد أن يكون الشخص قد خلق شاعرًا أو بمعنى آخر أن تكون مؤهلات الشاعر مخلوقة فيه، ويبقى بعد ذلك أن يمارس الشعر ليتمكن منه، فإذا كانت الصنعة، تعني الدربة والممارسة تكون شقًّا مكملًا للموهبة ولكن إذا كانت الصنعة تعني أن يقتحم مجال الشعر شخص ذو ثقافة عالية متمكن من اللغة العربية مثلًا بحيث يستطيع أن ينظم كلامًا موزونًا مقفي، دون أن يكون موهوبًا بأصل خلقته، فهذا هو المذموم. 

وأضيف إلى ذلك أن الصنعة من الممكن أن تفهم على أنها تدخل العقل في نظم القصيدة وترتيبها، وهذا أمر لابد منه، وهذا ما يفرق بين «الهواة» و«المحترفين» أو لنقل: هذا ما يفرق بين «المبتدئ» وبين ،«الخبير» حيث يكون شعر الأول كلامًا عاطفيًّا يفتقد الحبكة والترتيب والتناسق المنطقي، بينما يكون شعر الآخر بناء متكاملًا متناسقًا قل أن تجد فيه اضطرابًا. 

كيف تنمو الفكرة في الشعر:

المجتمع: كيف تنمو الفكرة لديك؟ وكيف يبدأ التعبير عنها أول الأمر؟، وكيف تنتهي معك؟ وهل تكون واضحة منذ البدء؟

عبد الرحمن يوسف: نمو الفكرة عندي والتعبير عنها أمور لا تخضع للجدولة بل هي أمور غير قافلة للوصف أصلًا لذلك سأحاول التوضيح والتقريب. نمو الفكرة والتعبير عنها أمور لا تخضع لقانون ولا تتأثر بمؤثرات ثابتة فهي ليست عملية حسابية دقيقة، تفضي في النهاية إلى نتيجة حتمية واحدة.

لا: فالفكرة من الممكن أن تقفز إلى الذهن واضحة كل الوضوح وينهمر معها التعبير بسرعة وسهولة وقد تأتي الفكرة على استحياء فتكون مضطربة بعض الشيء ثم تزداد وضوحًا، وقد تأتي مضطربة وتظل مضطربة وتخرج القصيدة معبرة عن هذا الاضطراب في الفكرة ولاشك أن الشاعر الجيد هو القادر على التحكم في تعسف الفكرة والسيطرة على اضطراب الخيال بحيث يعبر عن الفكرة بوضوح واتساق دون أي اضطراب. 

•لا: للطقوس الخاصة:

المجتمع: هل هناك علاقة بين الموهبة قوة وضعفًا . وإصرار الشاعر على طقوس محددة للكتابة الشعرية.. وهل تعيد ترتيب مقاطع القصيدة، 

عبد الرحمن يوسف: أصر على أن الشاعر الحقيقي لا يستطيع أن يلزم نفسه بطقوس معينة، أين هذه الطقوس في حالة السفر أو المرض.. أو السجن.. أو حتى على فراش الموت؟ 

والأصل عندي أن تخرج القصيدة كاملة مرتبة، ولكن قد يحدث أن أعيد ترتيب بعض الأبيات أو الفقرات، وهذا قليل الحدوث، وهو في كل الأحوال أمر لا يعيب.

• القصيدة تكتب نفسها:

المجتمع: هل يرتبط الإبداع بعملية. الخروج عن المجتمع في الزي أو المنظر من قبل المبدع كشاعر وهل يمكن أن تود التعبير عن موقف أو فكرة، ولم تتمكن القصيدة من الخروج من داخلك؟، وما السبب؟

عبد الرحمن يوسف: لا شك أن الشاعر يعتبر إنسانًا غير عادي فهو ليس كبقية الناس. ولكنه ليس كالناس من الداخل، ومن الممكن أن تزيد مسافة الخلاف الداخلي بين الشاعر وبقية الناس بحيث يؤثر ذلك على مظهره الخارجي فهذا ليس بأمر مستغرب، فما المانع أن يحب الشاعر لونًا معينًا في ملابسه . مثلًا . قد يعتبره الناس غريبًا.

والقصيدة هي التي تكتب نفسها، فهي التي تختار مكان خروجها وزمانه، وهي التي تختار البحر والقافية وأنا أعلن ذلك جيدًا. لذلك لا أحاول أن أكتب القصيدة أبدًا بل دائمًا أترك القصيدة تكتب نفسها، ولهذا لم أعجز عن. التعبير، لأني لم أحاول التعبير أصلًا، إلا حين أرى القصيدة تتدفق من داخلي إلى الورق.

• فقط معي ضميري وصدق الكلمة:

المجتمع: هل يكون للارتباط بين. الشاعر والمجتمع دور في تقييد حرية الشاعر، وهل سلطة المجتمع والتقاليد والعادات والأعراف والفكر السائد تكون كلها أو بعضها أمامك أثناء الإبداع الشعري؟

عبد الرحمن يوسف: لا شيء يقيد الشاعر والشاعر لن يعبر عن مجتمعه أبدًا، بل هو دائمًا وأبدًا يعبر عن نفسه، فإذا كان- في قراءة نفسه يحب مجتمعه ويتمنى له الخير فإنه ولاشك سيعبر عن آمال مجتمعه وآلامه دون أن يقيده شيء. وإذا لم يكن محبًّا لمجتمعه، فلاشك أنه لن يستطيع أن يعبر عن مجتمعه، وإذا استطاع أن يرغم نفسه، فسوف يكون العمل الأدبي، مسخًا، مشوهًا نظرًا لافتقاره لعنصر الصدق.

 وحين أقول الشعر لا يكون أمامي إلا ضميري وصدق الكلمة فقط، لهذا فإن بعض أشعاري قد يعتبرها بعض السطحيون، خروجًا على القيم والأعراف، ولكنها في الحقيقة إشارة رمزية لشيء معين أو محاولة للفت الانتباه لشيء ما.. وبالطبع ليس كل الناس يدرك ذلك.

• أعبر عما بداخلي:

المجتمع: هل ما تخرجه من أشعار يعبر عما بداخلك وعن قناعاتك وآرائك أم أن ذلك ليس شرطًا فقد تعبر عما تريد وجوده لا ما هو موجود؟

عبد الرحمن يوسف: أن أي شاعر يعبر عما بداخله، وعن قناعاته وآرائه في الكون والحياة وغير ذلك ولكن من الممكن أن يعبر الشاعر أو الأديب بطريقة غير مباشرة بحيث يفهم العمل الأدبي بأكثر من طريقة، وقد لا يستطيع كل الناس أو حتى كل النقاد فهم وجهة نظر الشاعر أو فهم ما يريد أن يقوله كما أن الأديب في بعض الأحيان قد لا يعبر عن وجهة

نظر راسخة لديه بل قد يكون عمله عبارة عن لحظة انفعالية لا أكثر، أو يكون عمله الأدبي عبارة عن فكرة مضطربة غير مستقرة أو هو مجرد. فكرة أو اقتراح لم يتأصل في نفسه تأصل المبادئ التي يقتنع بها ..

قبضة من حروف: عنصرية الأدب الصهيوني

بقلم: يحيى بشير حاج يحيى

يقول الدكتور إبراهيم البحراوي في كتابه "الأدب الصهيوني بين حربين حزيران ١٩٦٧ وتشرين ۱۹۷۳" نتيجة لازدياد الثقة بالوثيقة الأدبية وجدارتها فقد اتجهت مجموعات من الباحثين في أوضاع المجتمعات الحديثة والمعاصرة إلى الاعتماد على الظاهرة الأدبية في الكشف عن مختلف الأوضاع في هذه المجتمعات ومع مرور الوقت تطور هذا الاعتماد وتبلور عنه اتجاه نحو دراسة المجتمعات المعادية، والتعرف عليها عبر الوثيقة الأدبية»

 وفي هذه العجالة سنستعرض بعضًا مما جاء في الشعر العبري الحديث لنرى إلى أي مدى يكشف عن عنصرية اليهود وزيف دعواهم؟! 

هم– مثلًا– في نظر أنفسهم متميزون ليس فقط بنقائهم العرقي المزعوم الذي لم. يثبت له دليل واحد ولكن في ذكائهم ومعرفتهم!! 

 يقول ش شالوم في قصيدة "عالم في ألسنة النيران" ستمضي أيضًا أيام كثيرة وسنون وعقود كاملة حتى يعود الإنسان، ويقرأ في كتاب، وينظر في صورة ويفكر أفكارًا عقلانية ويصغي لقلب العالم بأن إسرائيل كان الوحيد الذي أقام بينهم وهو يعلم!!

وتبدو هذه العنصرية بشكل أوضح عند "جرينبرج" فاليهود يفوقون جميع الشعوب ولا تستطيع هذه الشعوب أن تلحق بهم، أو أن تتربع على سدة العز التي يجلسون عليها وبلا مواربة أو حياء يعلن ذلك مستندًا إلى خلفيته التلمودية بأنهم شعب الله المختار. 

أي شعب في مكاننا لم يكن ليفوقنا في العزة

وارتفاع الهامة في الطهر والطرب.

لو عاش ما عشناه في ظل السلاطين السبعين

وتبادل العهود بين الصليب والإسلام.

فليس هناك أطهر من اليهود ليسودوا.

أو أجدر منهم ليحملوا على رأسهم تاج الملك في الدنيا .

ويقول "يهودا عميحاي" في قصيدة أغاني أرض صهيوني، كاشفًا من حيث يريد أو لا يريد عن حقيقة هذا الصهيوني المزروع في أرضنا المباركة، وقد نسج من أوهام التاريخ وطنًا ونحت من أحقاده السوداء صنم عنصريته:

هذا هو وطني

الذي يمكنني فيه أن أحلم دون أن أسقط

وأن ارتكب أعمالًا سيئة دون أن أضيع

وأن أهمل امرأتي دون أن أصبح معزولًا

وأن أبكي دون خجل، وأن أخون وأن أكذب

دون أن أتعرض للهلاك...»

وهذه العنصرية تبرز عند مفكريهم كما عند أدبائهم يقول تيودور هرتزل في مذكراته مشيدًا بذكاء اليهود واصفًا إياه بأنه يدرك بحدسه ما قد يضطر المرء لتكراره أكثر من مرة أمام أعضاء الشعوب الأخرى!!

وفي الوقت الذي تلتقي فيه الوفود العربية مع وفود صهيونية للبحث عن السلام مقابل الأرض ذكرت صحيفة المسلمون في عددها ٤٣٦ الجمعة ٢١ ذي الحجة ١٤١٣هـ.

إن أحدث أغاني الصهاينة كانت: "ابنوا الهيكل وانسفوا المسجد".

رددوها وهم ينقلون التوراة من مستوطنة كريات اربع إلى مدينة الخليل.

فوا إسلاماه ألف مرة والمسلمون يفرض عليهم السلام الهزيل الذليل!! 

الرابط المختصر :