العنوان جلسات مجلس الأمة (العدد 594)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشاهدات 10
نشر في العدد 594
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
. وزير العدل: أرفض مشروع المحكمة الإدارية.
. خالد السلطان: التحقيق مع الكاتب في كويت تايمز.
. مجلس الأمة في أهم إنجازاته يقر قانون المحكمة الإدارية.
جلسة الثلاثاء٨٢/١١/٢م
إيضاح لا بد منه للزميلة المجتمع الغراء
. المحكمة الإدارية
في إحدى أهم إنجازاته أقر مجلس الأمة مشروع القانون المقدم من خمسة نواب التعديل المرسوم بقانون المحكمة الإدارية ويتم بموجب هذا القانون إنشاء أول قضاء إداري في الكويت له ولاية الإلغاء والتعويض لقرارات السلطة التنفيذية حيث ظلت الحكومة تماطل المجالس النيابية في إنشاء المحكمة الإدارية لمدة (۱۹) عامًا علمًا بأن هناك نصًا دستوريًّا وهو في المادة (١٦٩) من الدستور يقرر بإنشاء المحكمة الإدارية، وقد نشرت «المجتمع» في عدد سابق موضوعًا عن المحكمة الإدارية تطالب فيه الحكومة والمجلس بالتعاون لإقرار التعديلات على مرسوم المحكمة الإدارية الذي أصدرته الحكومة في فترة حل المجلس.
وقد أعطت التعديلات التي أقرَّها المجلس على مرسوم المحكمة الإدارية صلاحيات واسعة للمحكمة في النظر بتظلم المواطن من قرارات السلطة التنفيذية واستثنى المجلس من ذلك قرارات الحكومة بشأن تراخيص الصحف والمجلات ودور العبادة وكذلك قرارات الجنسية والإقامة والإبعاد وقرارات إدارة الشؤون القانونية في البلدية والقرارات الخاصة بموضوعات السيادة العامة للدولة، ولكن المجلس رفض طلب الحكومة بالإبقاء على صلاحيات مجلس الوزراء لإنهاء خدمة الموظف الكويتي. كما رفض المجلس إضافة الاستملاكات والتثمين والتراخيص ضمن القرارات المستثناة ووافق على تعديل وزير العدل بشأن المادة الأولى حيث تكون للمحكمة الإدارية ولاية الإلغاء دون الإلغاء الكامل، كما وافق المجلس على إعطاء الحكومة مهلة (6) أشهر حتى تبدأ بتنفيذ القانون، وقد سقط اقتراح قدمه النائب ناصر صرخوة بحذف استثناء دور العبادة وتراخيص الصحف حيث رفض بالإجماع ما عدا (۳) نواب: وبالتصويت النهائي أقر القانون بأغلبية (3٦) صوتًا وامتناع (٤) أصوات وعارض القانون وزير العدل سلمان الدعيج الذي كان الممثل الوحيد للحكومة أثناء نقاش القانون والتصويت عليه.
«السلطان» يطالب بمعاقبة «الكويت تايمز»
في بداية الجلسة طالب النائب خالد السلطان بمعاقبة جريدة «كويت تايمز» التي تصدر باللغة الإنجليزية لنشرها مقالًا يطعن في الإسلام والمسلمين ويدَّعي بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن، واستغرب النائب السلطان من وزارة الإعلام التي تجاهلت هذا الأمر حيث إذا مسَّت جريدة من الجرائد أحد الرؤساء العرب، فإنها تُحَاكَم، أما إذا طعنت بالإسلام أو مسَّت نبيَّ الإسلام فإنها تسكت، وطالب بمعاقبة الجريدة المذكورة وسحب ترخيصها أو محاكمة رئيس تحريرها، وعندما قال وزير الدولة عبد العزيز حسين بأن وزارة الأوقاف قد كتبت بشأن هذا الموضوع إلى وزارة الإعلام رد النائب السلطان بأن الإجراء هذا لا يكفي وقد سبق أن طعنت مجلة «العربي» بالرسالة المحمدية، وطالب بالتحقيق مع الكاتب، كما أشار النائب عبد الكريم الجحيدلي إلى مسلسل تلفزيوني محلي بعنوان «أحلام صغيرة» ذكر أنه يخالف العادات والتقاليد وطالب بإيقاف عرضه والتحقيق مع الكاتب وعزل المراقب في التلفزيون ومن معه.
بند تعقيبات النواب
وانتقل المجلس إلى بند تعقيبات النواب على أجوبة الوزراء حيث أكمل النائب جاسم الخرافي تعقيبه على رد وزير الأشغال بشأن الحلول والطرق المتخذة لعلاج ظاهرة روائح المجاري وطالب بعلاج هذه المشكلة علاجًا جذريًّا بتكوين جهاز متخصص، كما عقب النائب مريخان سعد على رد وزير التربية بشأن المدارس في ضاحية صباح السالم، وطالب النائب محمد البراك بالاهتمام بصيانة مساجد منطقة الفروانية في تعقيبه على رد وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بهذا الشأن.
وتحدث النائب محمد الرشيد في تعقيبه عن التمديدات الهاتفية في منطقة الشاليهات وخطة وزارة المواصلات بهذا الشأن في رده على وزير المواصلات على سؤاله بهذا الخصوص، وأشار وزير الأشغال إلى عدم إمكانية نقل محطة تنقية المجاري من مكانها الحالي في العارضية إلى منطقة أخرى وذلك في رده على تعقيب النائب نايف بورمية بهذا الخصوص.
في العدد ٥٩٢ نقلت «المجتمع» بعض الفقرات المنشورة في أحد أعداد صحيفة «كويت تايمز» تحت عنوان «الكويت تايمز تعتدي على رسول الإسلام وعلى كتاب الله». ولم تُرِد المجتمع من ذلك سوى تنبيه المسؤولين في الزميلة «كويت تايمز» على ما كتبه كاتب أجنبي فيها علمًا بأن «المجتمع» تعرف مدى حرص المسؤولين في الصحيفة المذكورة على سلامة ما ينشر فيها، وقد أرسل السيد رئيس تحرير الزميلة «كويت تایمز» إيضاحًا حول هذا الموضوع ننشره بنصه:
حضرة الزميل العزيز رئيس تحرير مجلة «المجتمع» الغراء المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...
ما كنا نتوقع منكم تجاهل الخطأ الذي وقع في إحدى المقالات الأجنبية لكاتب أجنبي في «جريدة كويت تايمز» وهو خطأ يدخل في باب المغالطة والجهل، وليس في باب سوء النية، ومع أننا لم نتوقع تجاهلكم للأمر، إلا أننا أيضًا لم نكن نتوقع اتهامنا مباشرة، وفي عنوان الخبر الذي تصديتم به لتصويب الخطأ فإذا بكم «تعنونون» التصويب كما يلي «الكويت تايمز تعتدي على رسول الإسلام وعلى كتاب الله»!!! سامحكم الله فلم تتركوا للقارئ الملول مجالًا لقراءة المحتوى لإصدار حُكمه علينا، ولم تتركوا لنا مجالًا للتصحيح أو الاعتذار، وما هذا والله من طباع المسلمين فالله غفور رحيم وهو القائل ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ (الكهف:58) أي أن الله تعالى أفسح في المجال للخاطئ ليصلح حاله، وحدد له موعدًا مؤجلًا أملًا في التوبة وهي في الصحافة «الاعتذار» وتلافِي الخطأ، فالرجوع عن الخطأ فضيلة، كما تعلمون، هذا إذا كان المقصود بالنقد الإصلاح وهو ما لا يجوز فيه الاستعجال، ولا يجوز فيه إصدار الأحكام المُبْرَمة، قبل الاستماع إلى العذر والله تعالى يقول: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل:125) صدق الله العظيم
فهل الحكمة والموعظة الحسنة تكون بإلصاق اتهام من خلال عنوان كأنه حكم صادر يوم القيامة، وكأن فسحة الحياة الدنيا لا تتسع ولا تحتمل الانتظار والاعتذار؟
ومن البديهي أننا لا نجادل بوقوع الخطأ، وأنتم تعملون في المجال نفسه، وتعرفون أن الصحافة اليومية التي تتصف بسرعة الحركة، حيث قد تقع في خطأ فادح أحيانًا وعابر غالبًا، وفي الحالتين، فقد تحسب المشترعون لهذا وذاك، وفرضوا على الصحف تصحيح الخطأ بالإعلان عنه، ونحن قد فعلنا ذلك، ليس في مقال في الملحق، بل في الصفحة الأولى من الجريدة اليومية، منطلقين من حجم إحساسنا بالمسئولية، ولن نذهب بعيدًا في الحديث عما اتخذناه من إجراءات إدارية، ولكننا نقول لكم إن مدير التحرير قدم استقالته من وظيفته إقرارًا منه بالخطأ، وإحساسًا منه بالمسئولية واحترامًا لدينه ومعتقداته، وأنتم تعرفون أكثر من غيركم مدى التزامنا بالقيم، وأننا متهمون بكوننا من الصحف المحافظة.
وكان أن الزميلة الوطن التي نشرت تعليقًا على الخطأ الذي وقع في إحدى صفحات عددنا الأسبوعي، عادت ونشرت اعتذارنا الذي نشرناه باللغة الإنجليزية في صفحتنا الأولى بتاريخ 29/۱٠/۱۹۸۲، نشرته في عددها الصادر بتاريخ 31/۱٠/۱۹۸۲ مع اعتذار كريم منها، ونحن أدركنا ما وقعنا فيه، واتخذنا الإجراءات من مُنطلق رفضنا الوقوع في مثل هذا الأمر الذي يتنافى مع معتقداتنا، ولكننا أيضًا لا نملك إلا أن نردد مع الآية الكريمة ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (التغابن:11)
وفي قول كريم أخر ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (القلم:7) ومن البديهي أيضًا أن نجد الأعذار للقارئ الذي قد يثور على مثل هذه الأخطاء، أما الزملاء الأجلَّاء الذين لهم وزنكم العلمي ومكانتكم يدركون مثالب ومشاكل المهنة الصحفية ويعرفون ممارسيها، والصفات التي يتصفون بها، ويميزون بين الغث والسمين وبين الصادق وغيره، فعليهم أن يتبينوا الخطأ من الهفوة وسوء النية من حسنها «إنما الأعمال بالنيات».. وإن كان لدينا ما نقوله في ذلك، فلن نزيد على ما سبق ونشرناه من اعتذار جاء فيه:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ (الحجرات:6) صدق الله العظيم.
هذه الآية الكريمة كانت أول ما خطر في بالي عندما قرأت المقال الذي نشر في عدد «كويت تايمز» الأسبوعي الصادر في تاريخ 20/۱۰/۱۹۸۲، تحت عنوان «أكثر الرجال تأثيرًا في التاريخ» مع ما ورد فيه من معلومات ليست غريبة عن بعض المفكرين الغربيين، وبعض المستشرقين، ومن الواضح أن الكاتب أراد «تقريظ» الإسلام ونبيِّه العظيم «صلى الله عليه وسلم»، فإذا به يسفر عن جهل مطبق لتاريخ العرب أي الأمة التي أنزل القرآن بلغتها، واختير النبي العظيم من صلبها، وكانت «خير أمة أخرجت للناس» فإذا بالكاتب الغربي لا يفهم من هذه الحقائق التاريخية الثابتة التي يعرفها ثمانمائة مليون مسلم، سوى ما تصوِّره له ثقافته بأن القرآن عمل وضعي ومجرد فكر رجل فرد مع إنه يقر -وهو الغربي- بأن الإسلام هو دين الإيمان الحقيقي بالله الواحد.
و«كويت تايمز» التي -بحكم صدورها بلغة أجنبية- تُفسح في المجال أحيانًا لبعض الكَّتاب الأجانب، وهذا بديهي، إلا أنها لا تقبل أن يتجاوز كائن من كان على مقدساتنا وإيماننا وتراثنا وديننا، ولهذا فهي تسارع إلى التأكيد بأن مثل هذا الأمر لا يمكن أن يتكرر على صفحاتها التي تطبع وتوزع على الناس لتكون جسرًا للمعرفة بين الحضارات، وبخاصة لننقل نحن وجهات نظرنا وتراث أمتنا إلى الآخرين وأن ننقل إلينا ما أفرزته عقول المتقدمين منهم أينما كانوا، ولكن هذا لا يتضمن أبدًا قبول التجاوز علينا، وأخيرًا لا بد لنا من شكر الزميلة أمال التلاوي، التي دفعها حرصها في دينها وقيمها وأمانتها بالمهنة إلى لفت انتباهنا إلى أمر بهذه الخطورة وإنْ كنا قد عالجناه على الفور في حينه.
«وهذا النص نشرته الزميلة «الوطن» مع العنوان والمقدمة المرفقة»
توضيح واعتذار من «كويت تايمز»: صفحاتنا جسر للمعرفة ولن نقبل أي تجاوز على المقدسات نشر في الوطن يوم الخميس الماضي تعليق في زاوية أفكار حول مقال بقلم كاتب غربي يدعى، مايكل هارت كانت نشرته الزميلة جريدة «كويت تايمز» في ملحقها الأسبوعي.
وقد بعث إلينا الزميل يوسف العليان الاعتذار والتوضيح الذي نشرته الزميلة «كويت تايمز» حول الموضوع ونحن بدورنا ننشر الاعتذار والتوضيح مع الاعتذار.
وها نحن نضيف إلى ما تقدم: إننا نشكر للزميلة (المجتمع) حرصها على دين الله ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، فنحن لا ندَّعي العصمة، ولذلك قررنا نحن الاعتراف بالخطأ، ونملك الجرأة على ذلك، لأننا نردد دائمًا ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه:١١٤) ونعرف أن الإسلام هو دين التراحم والصفح وإن الإنسان مهما بلغ من المعرفة فإنه ليس بمنأى عن الوقوع في الخطأ، ولذلك إذا انتقدنا غيرنا فإننا ننتقد بإيجابية ومحبة بقصد الإصلاح وليس بقصد التشهير، ولسان حالنا يردد مع الآية الكريمة: ﴿عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الممتحنه:7)
يوسف صالح العليان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل