الثلاثاء 07-يوليو-1970
مِنْ فَمك أدينك
تصريحان تناقلتهما الأخبار في الآونة الأخيرة، يلقي كل منهما ضوءًا ساطعًا على حقيقة عدونا نحن العرب المسلمين في بلادنا التي نحسد عليها لأنها قلب العالم:
التصريح الأول شارل ديجول رئيس جمهورية فرنسا الأسبق. قال لأحد المراسلين الصحفيين الذي ذكر له الخطر الشيوعي على منطقة الشرق الأوسط وبين له أن الشيوعيين يوطئون أقدامهم في هذه المنطقة.
قال ديجول لهذا الصحفي إلخ: إننا لا نخشى الشيوعيين. وإنما عدونا الأول هو الإسلام إنها كلمة يقولها ديجول في العقد السابع من القرن العشرين فتذكرنا بقولة الجنرال الفرنسي غورو عندما دخل دمشق في الحرب العالمية الأولى وزار قبر صلاح الدين الأيوبي فقال وهو يقف عند القبر حاقدًا مخاطبًا ذلك البطل المسلم: قم يا صلاح الدين ها نحن قد عدنا!! كما تتردد لها كلمات الجنرال الإنجليزي النبي عندما دخل القدس في نفس التاريخ تقريبًا فقال: الآن تنتهي الحروب الصليبية.
هذا هو التصريح الأول العميق الجذور في نفوس الغربيين الحاقدين على الإسلام مهما أبدوا من الصداقة، ومهما تصنعوا من المودة للعرب المسلمين.
أما التصريح الثاني فهو قول مسؤول أميركي كبير: بأن أميركا لن تتدخل قواتها العسكرية في الشرق الأوسط رغم تفاقم النفوذ الروسي في المنطقة.
ولكنها تراقب الوضع الراهن عن كثب. هذا ما نقلته لنا الأخبار هذا الأسبوع.
فأميركا تقول وهي تواصل إمداد إسرائيل بكل ما يمكنها من التفوق الجوي والعسكري على العرب. وتُخفي حقيقة نواياها بتصريح معاكس بقولها بأنها لا تنوي إرسال قوات والحق أن طياريها يعملون منذ زمن مع إسرائيل، ولكن ليس بشكل سافر مكشوف. فهي كالمريب يكاد يقول خذوني. فكأنها تثبت ما تريد نفيه.
وبعد، فهل ترددنا نحن المسلمين في خوض حرب مقدسة، وتصريحاتها المتكررة بأننا لن نعلن الحرب المقدسة -أي الجهاد- هل هذا كله سيخفف من الحرب الصليبية التي يخوضها أعداؤنا ضدنا؟
أبدًا.
ثم هل سيدوم لأميركا المتغطرسة أن تظل على هذا النحو من الاستهانة بحقوق الإنسان. لا والله. فالأيام دول، فيوم لك ويوم عليك، وسيأتي اليوم الذي تكون فيه أميركا دولة ذليلة لا شأن لها، إذا واصلت طغيانها. وإن غدًا لناظره قريب.
أبو أنس
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
