العنوان حزب السلامة الوطني .. محور الأوضاع في تركيا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1977
مشاهدات 17
نشر في العدد 359
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 19-يوليو-1977
- الأوضاع بعد سقوط حكومة بولند أجاويد
- حقيقة عودة الدين إلى الحياة السياسية في تركيا
- تشكيل الحكومة الجديدة برهن الشروط الإسلامية
تابعت «المجتمع» تغطية تطورات سير الانتخابات في تركيا المسلمة، وكان هدفها هو إبراز الجوانب الإسلامية من الصراع الانتخابي، والتي لم تحظى إلا بالتعتيم والتشويه من قبل وسائل الإعلام الغربية والعربية.
وبعد ظهور نتائج الانتخابات، حمل مندوب «المجتمع» سؤالين هامين إلى عدد من قادة النهضة الإسلامية في تركيا.
* كان السؤال الأول عن أسباب فقد حزب السلامة الوطني «الإسلامي» لعدد من مقاعده في البرلمان التركي مع أن جميع المؤشرات أكدت تقدمًا كبيرًا لهذا الحزب الإسلامي.
أما السؤال الثاني فكان عن الأوضاع التركية مستقبلًا وذلك بعد نجاح تكتل أحزاب المعارضة ومن ضمنها «حزب السلامة الوطني» في حجب الثقة عن حكومة بولند أجاويد، وبالتالي سقوط هذه الحكومة،
- وفيما يلي موجز هذه الإجابات:
تكالبت قوي داخلية وخارجية على محاربة «حزب السلامة الوطني الإسلامي»، وهي ترمي أساسًا إلى مجابهة المد الإسلامي العظيم الذي اكتسح تركيا، وقد أخذ قوتها تتصاعد ولله الحمد، ولا يفوتنا.
الإعلام اليهودي ودوره في الانتخابات...
أن نذكر أن هذه القوى المعادية للإسلام قد استخلصت شتى الوسائل للوصول إلى غايتها، فاستعانت بالمال والتزوير والإشاعات والضغوط الدولية، وما إلى ذلك من وسائل مختلفة.
ولكي نضع النقاط على الحروف نجمل أهم العوامل التي أدت إلى نقص المقاعد البرلمانية لحزب السلامة الوطني حسبما أشارت إليه آراء القادة الأتراك الإسلاميين.
أولًا: اتفق الحزبان الرئيسيان في تركيا وهما «حزب العدالة» و «حزب الشعب الجمهوري» على تقديم موعد الانتخابات، وهذا أمر غير مستغرب، لأن الحزب الأول يمثل الرأسمالية الغربية، والحزب الثاني يجمع الاتجاهات الماركسية التركية، وهما يهدفان إلى مجابهة «حزب السلامة الوطني» «الإسلامي».
وقد نتج عن هذا التقديم في الانتخابات أمران رئيسيان:
1- إرباك برنامج «حزب السلامة الوطني» الانتخابية.
2- حرمان « حزب السلام الوطني» من إمكانية استثماره لنتائج المشاريع الصناعية الضخمة والتي تبناها الحزب خلال مشاركته في الحكومة السابقة.
وقد كان من المؤمل أن تظهر فعالية هذه المشاريع وجدواها الحقيقية قبيل الموعد الأصلي للانتخابات.
ومما يجدر ذكره أن عدد هذه المشاريع هو أربعون مشروعًا تصل قيمتها إلى سبع وأربعين مليار ليرة تركية.
ثانيًا: تيقنت الدول الأجنبية وخاصة الولايات المتحدة والكتلة الأوروبية والاتحاد السوفيتي من أن «حزب السلامة الوطني » لا يمكن أن يخدم مصالحها في تركيا وفي المنطقة وذلك لسببين رئيسيين:
الأول: أن تطلعات حزب السلامة الوطني إسلامية وهو يقود الوعي الإسلامي في تركيا.
الثاني: أن للحزب برامج واقعية لتصنيع تركيا وبمشاركة أموال الدول الإسلامية الأخرى، وهذا ما لا ترضى عنه الدول الأجنبية لأنها إذا تحققت بعون الله – تعالى - ستفقد سيطرتها على تركيا واستغلالها لها وللدول الإسلامية الأخرى.
ولذلك فقد كان حزبا العدالة والشعب يتلقيان دعمًا ماليًا وإعلاميًا وتخطيطيًا من الدول الأجنبية.
ثالثًا: انتشرت قبيل وأثناء الانتخابات حملات إعلامية مسعورة همها تشويه «أهداف حزب السلامة الوطني».
ومما يؤسف له أن بعض أجهزة الإعلام العربي شاركت في هذه الحملات والمتتبع للصحافة الغربية في تلك الآونة يعرف مقدار التخوف من هذا الحزب الإسلامي ومدى الحقد على الإسلام والرعب من النهضة الإسلامية في تركيا.
وقد نشطت وعلى المستوى التركي المحلي الصحافة التابعة «لحزب العدالة» و«حزب الشعب» في نشر الأكاذيب والشبهات حول «حزب السلامة الوطني»، خاصة وأنها تملك الصحف اليومية السبع الكبرى كما أن غالبية الأجهزة الإعلامية في تركيا في أيدي اليهود.
وقد برزت هذه الانتخابات ظاهرة جديدة هي استخدام مجلات وصحف تحمل شعارات إسلامية في الهجوم على حزب السلامة الوطني»!
ونظرًا لإمكانيات حزب السلامة الوطني المادية المحدودة، لم يكن بإمكانه تصحيح ما ينشر ضده من أقاويل.
رابعًا: قام الحزبان الرئيسيان بشراء الأصوات الانتخابية وساعدهما في ذلك الدعم المالي الكبير الذي حصلا عليه من الخارج، ومن الأوساط الماسونية واليهودية التركية.
وبالطبع، إن مثل هذه الوسائل تتنافى مع أخلاقيات حزب السلامة الوطني.
خامسًا: ثبت تزوير ما يقرب من ثلاثة ملايين بطاقة انتخابية استخدمت لصالح الحزبين الرئيسيين وقد صرح مدير الإحصاء التركي أنه لا يمكن أن يزيد عدد من يحق لهم الانتخاب عن ثمانية عشر مليون ناخب، ولكن الانتخابات أسفرت عن أن عدد الناخبين كان واحدًا وعشرين مليون مما يفضح عمليات التزوير!
ومع ذلك، فقد حصل حزب السلامة الوطني على أصوات تزيد عن تلك التي حصل عليها في الانتخابات السابقة.
سادسًا: تظاهرت الأحزاب التركية الأخرى بالحرص على القضايا الإسلامية، فأكسبها هذا بعض العطف والتأييد من الشعب التركي المسلم.
وقد أشرنا في «المجتمع» إلى حقيقة حضور الدين في السياسة التركية، وكيف أدى تصاعد التأييد الشعبي «لحزب السلامة الوطني»- نظرًا لبرامجه الإسلامية- إلى قيام الأحزاب الأخرى برفع الشعارات الإسلامية من أجل جذب الناخب التركي، وقد أثر ذلك بالطبع على قاعدة «حزب السلام الوطني» الانتخابية.
سابعًا: نجح «حزب العدالة» في احتواء بعض الجماعات الإسلامية.
ثامنًا: استغل «حزب العدالة» إمكانياته الحكومية لتحقيق مصالح انتخابية.
تاسعًا: إن «حزب السلامة الوطني» على الرغم من قياداته الحكيمة يعتبر حديث العهد في التجربة الانتخابية ومناوراتها المختلفة وذلك مقارنة بالأحزاب الأخرى القادمة في السياسة التركية.
يتبع في العدد القادم
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
المرأة الأمريكية في مأزق.. حركة «ترجيل» المرأة أم تحريرها؟
نشر في العدد 71
24
الثلاثاء 03-أغسطس-1971