; حقائق منسيه عن «محنة» المرأة في الغرب | مجلة المجتمع

العنوان حقائق منسيه عن «محنة» المرأة في الغرب

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر السبت 14-مارس-2009

مشاهدات 21

نشر في العدد 1843

نشر في الصفحة 13

السبت 14-مارس-2009

لا تمر مناسبة الاحتفال السنوي باليوم العالمي للمرأة «الثامن من مارس» دون حدث لافت، تصوب فيه السهام للإسلام وإبرازه كعدو لدود للمرأة، ففي مناسبة هذا العام قامت ناشطة نرويجية من أصل أجنبي بحرق الحجاب أمام الملأ، وتناقلت الحدث وسائل الإعلام، في تعبير رافض للباس المرأة المسلمة التي أكرمها الله به، وفي نفس الوقت يتم الترويج للعري والابتذال الذي تحرص الثقافة والحضارة الغربيتان على اعتباره لازمة من لوازمها، ومن يتابع السجل العالمي مع قضايا المرأة يلاحظ حرصاً غريباً، على إبراز مخاصمة الإسلام لحقوق المرأة من جانب، والتأكيد على حقها في الإباحية والانفلات من أي قيم أخلاقية من جانب آخر بل إن الغرب حاول عبر مؤتمرات المرأة المتتالية التي عقدتها الأمم المتحدة استخراج وثيقة أممية رسمية لإلزام العالم بها - وخاصة العالم الإسلامي لكن ذلك قوبل بالرفض من معظم الشعوب المسلمة، فقد عقدت الأمم المتحدة منذ عام ١٩٧٥ م أكثر من ثماني مؤتمرات دولية، ورغم أن عناوينها المعلنة كانت السكان، إلا أن حقيقة برامجها ووثائقها وأهدافها تمحورت حول نقطة واحدة فيما يخص «المرأة»، وهي الإلحاح على الدعوة لإطلاق الإباحية الجنسية، ومنح المرأة كامل التصرف في جسدها، بما في ذلك حق الإجهاض دون تدخل من أحد والدعوة لإلغاء نظام الميراث. الذي أقره الإسلام. بزعم المساواة، والمطالبة الصريحة بشل سلطة الأبوين على الأبناء، بل وصل الأمر إلى الدعوة إلى هدم الأسرة وإلغائها ليبقى كل فرد هائماً على وجهه.

وما سكتت عنه تلك المؤتمرات ولا تحاول التطرق إليه هو ذلك السجل الحافل بالماسي ضد المرأة في الغرب، ولا نقول ذلك من نسج خيالنا وإنما من واقع الوثائق والدراسات التي صدرت في الغرب وعلى السنة النساء الغربيات فالبروفيسور «سيمونس مور» إسباني الجنسية يقول: «تؤكد آخر الإحصائيات عن أحوال المرأة في العالم الغربي بأنها تعيش أتعس فترات حياتها المعنوية رغم البهرجة المحاطة بحياة المرأة الغربية التي يعتقد البعض أنها نالت حريتها، والمقصود من ذلك هو النجاح الذي حققه الرجل في دفعها إلى مهاوي ممارسة الجنس معه دون عقد زواج يتوج مشاعرها ببناء أسرة فاضلة، وهناك اعتراف اجتماعي عام بأن المرأة الغربية ليست هي المرأة النموذجية، ولا تصلح أن تكون كذلك وهي تعيش حالة فلتانها مع الرجال».

وتضيف أمينة سر الدولة بفرنسا لحقوق المرأة «ميشال أندريه»، شهادة أخرى بقولها: «حتى الحيوانات أحيانا تعامل أحسن منهن، فلو أن رجلا ضرب كلبا في الشارع فسيتقدم شخص ما بشكوى إلى جمعية الرفق بالحيوان، ولكن إذا ضرب رجل زوجته بالشارع فلن يتحرك أحد».... 

ووقفة سريعة أمام البيانات والوثائق ربما تقدم مزيدا من التوضيح في هذا الصدد: 

ففي استطلاع الجامعة «كورفيل» الأمريكية بين العاملات في الخدمة المدنية ثبت أن ۷۰% منهن قد تعرضن إما المضايقات أو اعتداءات جنسية.

  • وكشفت دراسة حديثة صادرة عن جامعة بنسلفانيا الأمريكية، أن حوالي ٣٢٥ ألف أمريكي تقل أعمارهم عن ١٧ عاما يتعرضون سنويا للاستغلال الجنسي، وهو ما وصفه واضع الدراسة البروفيسور «ريتشارد ايستيس» بأنه «أخبث أشكال المعاملة السيئة التي تنزل بالأولاد في الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية»..
  • وفي دراسة أمريكية أخرى ثبت أن ٨٠% من الأمريكيين باتوا يعتقدون أن أسباب انحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب يكمن في التغيير الذي طرأ على المجتمعات خلال الثلاثين عاماً الماضية بسبب الحرية المفتوحة، وقال %۸۷% من عينة الدراسة: «لو عادت عجلة التاريخ لاعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة».
  • وفي دراسة رفعت إلى وزارة الشؤون النسائية الكندية تبين أن ٤٠% من النساء العاملات تعرضن إما للضرب أو الاغتصاب.
  • وقد أثبتت الدراسات في ألمانيا أن الحياة الإباحية تنتج كل عام سبعة آلاف طفل ينتسبون لغير آبائهم. 

لماذا تترك الناشطات الغربيات بل والعربيات اللاتي يسرن في نفس الركب كل تلك الماسي التي تتعرض لها المرأة بشهادة الأبحاث والدراسات الغربية ويلحون على الطعن في الاسلام؟... 

إنها ليست مواقف إنصاف للمرأة، وإنما متاجرة بها وبقضاياها في إطار الحرب الشاملة ضد الإسلام، وهي الحرب التي عبر عنها قبل قرنين من الزمان رئيس الوزراء البريطاني «جلادستون»، قائلاً: «إن بلاد الشرق لا يمكن أن تتقدم في نظره إلا بأمرين:

الأول: برفع الحجاب عن المرأة المسلمة.

والثاني: أن يغطي الحجاب القرآن. وذلك ما يحاولون تحقيقه حتى اليوم.. وسيخيب الله سعيهم لا محالة..

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 6

54

الثلاثاء 21-أبريل-1970

نشر في العدد 8

101

الثلاثاء 05-مايو-1970