العنوان حلاوة الإيمان
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 14-أبريل-1970
مشاهدات 17
نشر في العدد 5
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 14-أبريل-1970
عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».
من أحب أن يجد حلاوة الإيمان وأن تخالط بشاشته قلبه فليستمع إلى هدى رسول الله، وليفرغ قلبه من كل حب ينافس حب الله ورسوله وليعمل العمل لا يبتغي فيه غير رضا الله ولا يهمه بعد ذلك كل هذه الأرض ومن عليها، وليتمثل قول حبيب الله -صلى الله عليه وسلم- حين جفاه أهل مكة وطرده أهل الطائف فوقف يُناجي ربه قائلًا: «إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي» وليقل الحق في وجه كل ظالم ولا يبالي كره الناس ذلك أم أحبوه ما دام يتيقن من رضا الله عنه.
إن القلب الذي امتلأ بحب الله ورسوله لا يمكن أن تلهيه نفس ولا مال ولا أولاد ولا عشيرة عن السعي في طلب هذه المحبة ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة: 24).
وهكذا لا ينافس حب الله في قلب المؤمن منافس، ولقد قال عمر بن الخطاب يومًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لأنت أحب إليّ من أمي وأبي يا رسول الله»، فرد عليه -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: «حتى أكون أحب إليك من نفسك يا عمر».
فقال عمر: «أحب إليّ من نفسي يا رسول الله فقال -صلى الله عليه وسلم-: «الآن يا عمر»..
أي الآن كمل الإيمان عندك.
وأن محبة الله ورسوله لتقتضي من العبد بعد ذلك أن يحب أخاه لله فإن رأى أن الله يرضى عن أعماله تمكن حبه في قلبه وکلما رأى سلوکه کله ربانيًا زاد حبه إليه.
إن المؤمن المتيقن بأن الكفر يؤدّي إلى النار ليخشى العودة إلى الكفر كما يخشى أن يُلقى في النار،
وإن الإنسان بعد أن يجد حلاوة الإيمان ويشعر بالسعادة في ظلاله الوافرة يستحيل عليه بعد ذلك أن يعود إلى جحيم الكفر وقد عرف نهاية الكافر في نار جهنم.
أبو وائل
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
سياحة القلب المؤمن: محبة الله: أسبابها.. علاماتها.. نتائجها
نشر في العدد 384
19
الثلاثاء 31-يناير-1978