العنوان حول مقالات الأستاذ الهاشمي
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 39
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 23
الثلاثاء 23-فبراير-1971
السيد الفاضل/ رئيس تحرير «المجتمع» الغراء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد قرأت بشغف السلسلة التي يكتبها الأخ الأستاذ عبد الله الهاشمي في مجلتكم العزيزة تحت عنوان «تحقيق في جريمة نصب واحتيال» وأعجبت ببعض اللفتات الطيبة التي أشار إليها وسلط عليها أضواء حقوقية جديدة.
ولكني والحق يقال أحببت أيضًا ألا أكتم ما في نفسي من نقد بناء نابع من الرغبة والحرص الشديد على أن يكون المسلم مرآة صافية لأخيه المسلم، من ذلك أن الأخ الكاتب لم يذكر المراجع التي اعتمد عليها في القصص التي أوردها، وهذا ينقص أي موضوع صبغته العلمية الدقيقة.
ولنأخذ لذلك مثالًا واحدًا، لقد أورد الأخ الكاتب في الحلقة الثالثة «العدد ٤٦ من المجلة» قصة بين امرأة تنكر وليدها، وبين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالاشتراك مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فللقارئ أن يتساءل: ما هو المصدر الذي أخذ منه الكاتب هذه القصة؟ وهل هي دقيقة بحذافيرها كما وردت في المجلة، أم أنه اعتمد على الرواية الشفوية التي يتناقلها الناس؟ لا بد من بيان ذلك كذلك ففي هذه القصص التي تتعلق بسير الصحابة الكرام، لا بد أن يتحرى الكاتب صحة الخبر فلا يقتصر على ما جاء دون سند في كتب الأدب مثلًا.
ونقطة أخرى تتعلق ببعض العبارات الواردة في القصة ذاتها، يقول الغلام لأمير المؤمنين: «يا أحكم الحاكمين...» فهذه العبارة لا يجوز إطلاقها في اعتقادي إلا على رب العالمين، فهو وحده أحكم الحاكمين ولا أحد سواه، وتقول المرأة: «يا أمير المؤمنين»، والذي احتجب بالنور فلا عين تراه وحق محمد «كذا»... فعبارة «وحق محمد» نوع من القسم يكرهه المؤمن العابد لله وحده، الذي يؤمن أنه لا حلف ولا قسم إلا بالله، وبعد؛ فهذه النقاط وغيرها مما ورد من ركاكة بعض العبارات التي قد تكون من باب السهو في الطباعة أو المراجعة، أود ألا أراها ضمن مقال إسلامي طيب يعرض جوانب مشرقة من تراثنا الإسلامي الخالد.
وكلي أمل أن يُتدارَك مثل ذلك والله الموفق إلى ما يريد.
عرفات كامل العشي