; خاطرة الأسرة أولاد بالجملة! | مجلة المجتمع

العنوان خاطرة الأسرة أولاد بالجملة!

الكاتب أحد القراء

تاريخ النشر الثلاثاء 22-يونيو-1971

مشاهدات 16

نشر في العدد 65

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 22-يونيو-1971

خاطرة

الأسرة

أولاد بالجملة!

من الأخبار الطريفة التي تناقلتها الصحف في الأيام الأخيرة في عالم إنجاب الأطفال خبر المرأة الأسترالية ذات التسعة والعشرين عامًا والتي وضعت تسعة توائم، وهو أكبر عدد معروف من التوائم تضعه امرأة، والذي يثير اهتمامنا في هذه الصفحة ليس مجرد هذا الخبر المثير المدهش بل استرعى انتباهنا تفاصيل أخرى مع الخبر، قالت الصحف:

· إن المرأة كانت تتناول عقاقير الإخصاب.  

· وإن الأب كان مشتاقًا إلى الولد مع أنه رزق بابنتين إحداهما في الرابعة والنصف والثانية في الثالثة والنصف.

· وإن حالة الأم وزوجها كما ظهرت في الصورة المرفقة مع الخبر تنطق بالرضا والسعادة.

وبمقارنة سريعة مع أسرنا الحديثة في هذا العصر نجد:

· أن المرأة عندنا تتناول بحرص واستمرار وبشكل واسع جدًّا حبوبَ منع الحمل.

· أن الأب يكتفي بولدين في أغلب الاحوال ويحرص على عدم الزيادة.

· أن الزوجين يضيقون بالحمل الذي يأتي رغمًا عن احتياطاتهم ويَضجَرون من الزيادة في عدد الأولاد.

هذا الاتجاه إلى الاكتفاء بعدد قليل جدًّا من الأطفال يكاد يكون شاملًا لعدد كبير جدًّا من الأسر ذات المستوى العالي من الدخل والمستوى المرتفع من الثقافة أما الأسر الفقيرة والتي يكون الزوج والزوجة فيها أُمِّيَّين غالبًا فهي كثيرة النسل حريصة على الكثرة.

ما معنى هذه الظاهرة في مجتمعنا الجديد؟ هل ينحصر الإنجاب في الأسر الفقيرة الجاهلة بينما يَعزِفُ الأثرياء المتعلمون عن الإكثار من النسل.

إذا كانت حجة المحتجين بتحديد النسل هي قصر العناية بعدد قليل يمكن تنشئته تنشئة حسنة وتعليمه تعليمًا عاليًا، فما حجة الفقراء إذن؟!

والحقيقة أن الحرص على تربية معينة لعدد قليل من الأطفال والذي يتشبث به أنصار التحديد خرافة يكذبها الواقع... فكم من ابنٍ مدللٍ كان وحيد أبويه حرصوا كل الحرص على صناعته كما يريدون، فأخلف ظنَّهم.. ولم يفلح في شيء.

وكم من أبناء قلة في أسرهم نشأوا متعجرفين متعالين على مجتمعهم وانصرفوا إلى الانحلال والفساد!

وفي الجانب الآخر كم من أبناءٍ فقراءَ نشأوا في أسر كثير عديدها نشأة عصامية تَحَدَّوا فيها الفقر فوصلوا إلى أعلى مستوى من التعليم وقادوا مجتمعاتهم إلى الخير والرشاد.

فأي خرافة تلك التي تحدد الأولاد على قدر دخل الأسرة أو جهدها في التربيـة والتعليم؟!

ثم من هذا الذي أشاع فينا الحرص على تقليل النسل وحرص أمتنا عليه وخوفها من كثرة الإنجاب؟

أَلِقِلَّة خيرات في بلادنا كما يزعمون؟ والخير الكامن فيها يحتاج إلى أضعاف أضعاف ما تحمله فوق ظهرها لو أحسَنَّا التوجيه والاستغلال.

وعدونا المتربص بنا أليس بحاجة إلى عديد من الجنود والجيوش نعدهم للقائه والقضاء عليه... أوليس آلاف الجنود الشهداء بحاجة لمن يَخلُفُهم على درب الشهادة.

نحن إذن في حاجة إلى زيادة العنصر البشري لزيادة الإنتاج والاستعداد لمواجهة العدو.

ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا فحرصوا عليه وتنافسوا فيه وقدموا في سبيل الله فلذات أكباد كانت قرة عين لهم فتحوا بهم الدنيا وسادوا العالمين بعد أن فهموا توجيهات رسولهم وتشجيعه لهم على الإنجاب.

فليس لأحد عذر في منع الإنجاب، اللهم إلا أن يكون حرصًا على صحة الزوجة من التدهور ومنعًا لإتعابها وتحميلها فوق طاقتها أو أي أعذار شرعية وصحية أخرى.

فهل نفهم بعد ذلك معنى الزيادة في الإنجاب كما فهمته أرقى الأمم وشجعت عليه وصرفت المكافآت تشجيعًا على الزواج والإنجاب.

الكوكبي

الرابط المختصر :