العنوان دار الأرقم
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 12-مارس-1974
مشاهدات 39
نشر في العدد 191
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 12-مارس-1974
الجيل الجديد
ركن التربية والشباب
يقدمه: عبد العزيز الحمد
دار الأرقم
● طلاب المدرسة:
اجتمع لطلاب دار الأرقم، المنهج الرباني الشامل، والأستاذ الرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه القرآن، وسلوكه صورة لهذا المنهج، والمدرسة الصالحة، فصاحبها- الأرقم- أوقفها لوجه الله لا يريد من وراء ذلك جزاء ولا شكورًا.
والطلاب: انتسبوا إليها، لا ليجعلوا من العلم سلمًا إلى جمع المال، والوصول إلى الجاه. بل تخلوا عما كانوا يملكونه من مال ومتاع في سبيلها.
فلا غرابة- بعدئذ- أن يبلغوا مستوى قل أن يجود الزمان بمثله.
فلقد كانوا علماء حقًا، حازوا قصب السبق في كل ميدان. فأحدهم أتقن السريانية في أشهر قليلة؛ ليسد ثغرة ويكون ترجمانًا لرسول الله في كتبه لملوك الفرس والرومان. وجمعوا بين العلم والعمل، وقد أدركوا السر في اقتران العمل مع العلم وأن أحدهما لا يغني عن الآخر، ولهذا ما كان الصحابي ينتقل من آية لأخرى إلا ويطبقها على نفسه وأهله وهكذا.
وأخذوا عن أستاذهم العظيم أجود أساليب التربية والتهذيب، وحسن العرض، وسمو الخلق فكان الواحد منهم يعدل آلافًا مؤلفة، ففتحوا القلوب، وأحدثوا انقلابًا في العقول. ومصعب وحده كان أمة في المدينة، ولولاه لما كانت العقبة الثانية.
ولهذا أحبوا أستاذهم الرسول- صلى الله عليه وسلم-، أكثر من حبهم لأنفسهم، وكانوا يفدونه بأموالهم وأرواحهم. وعندما اقتاد المشركون زيد بن الدثنة إلى التنعيم؛ ليقتل هناك قال أبو سفيان: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنت في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي. قال أبو سفیان.
ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا.
تربوا على المحبة والإيثار والإقدام والتضحية. فكانوا رهبانًا في الليل، فرسانًا في النهار. وهذا هو أثر المدارس العظيمة في تربية الأجيال .
وبوسعنا أن نعيد أثر هذه المدرسة، لأن المنهج تعهده الله بحفظه، فهو باق كما نزل وأحاديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هيأ الله من يحفظها صحيحة في سندها ومتنها.
وبقي دور المدرسين والطلاب!!
● كلمة الطالب
اعلم أيها الطالب المسلم:
أنك في مدرستك عند إخوانك وإن تصرفك في الحالتين يجب أن يختلف فأنت مع إخوانك تبتسم وتبسمك في وجه أخيك صدقة وأنت مع إخوانك تمرح ومرحك القليل معهم لا يضر ولكنك حين تكون في المدرسة تواجه طلابًا على أصناف عدة فإما أن يكون صديقك أخًا صادقًا أو صاحبًا صامتًا أو عدوًا ساخرًا، والذي يهمنا هو الأخير لأنه ما من كلام يصدر منك أو فعل يتقرر منك إلا ونتج عنه ما ينفع أو يضر عقيدتك فاحرص أشد الحرص على الكلام الذي تنطق به ودعك من فضوله وكن في عين الجاهل صميتًا عييبًا ولكن الحكمة أصمتتك, وكن في عين الأحمق مهذارًا ولكن النصيحة لله أنطقتك، ولتكن علاقتك في المدرسة علاقة دعوة وسلوكك مع طلابها بحسب حالاتهم فأنت :
ضحوك السن إن نطقوا بخير
وعند الشر مطراق عبوس
واحفظ عند الطلاب لسانك فما صلح من قولك صلح به عملك.
نبيل ملا
● لمسة قلم
فكرة أطرحها على وزارة التربية فمن المعلوم أن الطلاب لديهم الكثير من المشاكل والشكاوى على نواحي عديدة مثلًا مشاكل في الدراسة والتحصيل الدراسي وشكوى من بعض المناهج وتذمر من بعض نظم المدارس إلى غيرها من المشاكل الكثيرة التي يواجهها الطلبة وهم طبعًا لا يجدون المتنفس الذي يتنفسون فيه عن آرائهم ولا يجدون الصدر الواسع الذي يرحب بآرائهم فلذلك هم يكبتونها في نفوسهم وقد يتناقلونها فيما بينهم. فلو أن الوزارة عن طريق عمل إحصائيات جادة بين فئة كبيرة من الطلبة ترى فيها مشاكلهم؟ وآرائهم بالنسبة للمناهج وللنظم المدرسية حيث تستطيع على ضوء هذه الإحصائيات والبحوث إيجاد حل لمثل هذه المشاكل أو معرفة الأخطاء التي تقع فيها وتلافيها.
ومن الممكن أيضًا تكليف المدرسين بالاحتكاك بالطلبة وسؤالهم عن مشاكلهم ومناقشتها.. أو تخصص حصة في الشهر يعرض فيها الطلبة مشاكلهم و يناقشونها مع المدرس الذي يرفعها بدوره إلى المسئولين.
هذه الخطوات هي التي تجعل سبل التربية تسير نحو الأحسن وتجعل الوزارة على بصيرة من عملها.. ولو أن الوزارة عملت هذا لكان خيرًا كبيرًا..
● شبابنا والعلم الحدیث
ومن ثانوية عبد الله السالم كتب إلينا الطالب الأخ أديب أحمد إبراهيم كلمة بعنوان: «شبابنا والعلم الحديث» قال فيها ما علاقة العلم بهذا الضياع الذي يلف شبابنا أربأ بشبابنا أن يتجمهروا حول دور السينما والمقاهي.
يعز علي أن يقلد شبابنا من انهارت أخلاقهم وفقدوا القيم والآداب. إن لشبابنا رسالة يجب أن يحملوها بأمانة ليكونوا خير خلف لخير سلف فحذار يا إخوة من خلط السم بالدسم، وإياكم ومداخل الشيطان وحزبه.
وركن الجيل الجديد في مجلة المجتمع يرحب بالصديق الجديد الأخ أديب أحمد إبراهيم ثبته الله على العقيدة الإسلامية ووفقه لكل خير.
● فكرة
لا بد من أن تجد في أي طالب ميلًا إلى نشاط معين من النشاطات، ولا بد أن تجد في الكثير من الشباب مواهب معينة فأحدهم لديه موهبة الخط، وآخر لديه موهبة القراءة، وفلان لديه موهبة الشعر.. وكثير من المواهب المتعددة، وهذه المواهب تحتاج إلى تشجيع ومداراة من قبل المسؤولين، فالطالب حين تتولد فيه موهبة ما ولم يجد من يساعده في تنميتها بل ويجد الأبواب مسدودة أمامه، حينذاك تموت هذه الموهبة في نفسه و يتخاذل ولا تجد سبيلها إلى البروز أو الظهور.
فلو أن المسؤولين اهتموا بهؤلاء الأشخاص وبمواهبهم ونموها فيهم لأصبح في هؤلاء الخير الكثير فهذه الفكرة أقدمها للمسؤولين علهم يدركون مدى أهمية العناية بمواهب هؤلاء الشباب ونحن نرى في الغرب اهتمامًا كبيرًا بالموهوبين، فتراهم يعملون مدارس خاصة لهم، ويضعون لهم مناهج معينة تتناسب ومقدراتهم، فلعلنا نهتم بالموهوبين لدينا، ونشجعهم.
● المشكلة
وهذه رسالة وصلتنا من الأستاذ علي أحمد طلب المدرس بالمدرسة العزيزية الثانوية بمكة المكرمة حول المشكلة يقول فيها:
«حلًا لمشكلة التحصيل الضعيف في المذاكرة اقترح ما يأتي:
1- أن يتخير الطالب الوقت المناسب للمذاكرة حتى يقبل عليها كعمل محبب إلى النفس، وأفضل الأوقات لذلك ما كان عقب فترة راحة، يستعيد فيها الجسم نشاطه، ويسترد العقل حيويته.
٢- أن تكون مذاكرة الموضوع الواحد على فترات بمعنى أن يقرأ الدرس قبل أن يشرحه المدرس ويأخذ عنه فكرة عامة ويحاول أن يستفيد من هذه القراءة أثناء الشرح. فيركز ذهنه على فهم النقط المهمة التي اتضحت له من هذه القراءة، وأن يشترك في المناقشة بقدر الإمكان.
٣- أن يراجع الدرس مرة أخرى في نفس اليوم الذي شرح فيه، فيقرأه قراءة متمهلة، يلخص فيها عناصر الدرس، ويربط بينها، بحيث يتصوره في ذهنه متكامل العناصر، لا جزئيات متفرقة. وهذا يجعله إذا سئل في الموضوع أن يعود بذاكرته إلى عناصره المترابطة. فيسهل عليه أن يتذكر الجزء المطلوب للإجابة على السؤال. ثم يتبع كل درس بحل ما يعقبه من مناقشات أو تمرينات لأن هذا هو خير ما يثبت المعلومات ويؤكدها.
٤- يحسن أن يتعود الطالب على مراجعة الدروس مع بعض زملائه الذين يرتاح إلى صحبتهم. ويأنس فيهم روح الجد والإخلاص. لأن المناقشة مع الآخرين تربط المعلومات بمواقف معينة يتذكرها الإنسان كلما تذكر هذه المواقف.
٥- وبقيت نقطة مهمة تتعلق بالاختبار والامتحان. وهي أن ينظر الطالب إلى ذلك نظرة واقعية فلا يشعر بالخوف والرهبة، وإنما يعتبره عملًا عاديًا الهدف منه التشجيع على المذاكرة والاستفادة وبذلك يكون هادئ الأعصاب فيحسن التفكير، وحسن التفكير خير مذكر للمعلومات السابقة.
٦- ولا يفوتني أن أذكر إخواني وأبنائي الطلبة بحسن تقوى الله، والإقبال على طاعته فهذا خير ما يزيدهم علمًا. ويجعلهم أهلًا لمعونة الفتاح العليم. ومن الله وحده العون والتوفيق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل