; الباقوري: (ده الرسول بيقول كده)! | مجلة المجتمع

العنوان الباقوري: (ده الرسول بيقول كده)!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

مشاهدات 10

نشر في العدد 551

نشر في الصفحة 49

الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

الباقوري أحد أبرز مشايخ مدرسة ذيل بغلة السلطان... له قصص كثيرة في التسبيح بحمد السلاطين والتبتل لهم... وتقديم رؤوس الدعاة تقرًبا لهم... والجهاد في سبيلهم وبغض الدعاة والمؤمنين المارقين الخارجين عن دائرة السلطان...

 الباقوري كان من أبرز دعاة الإسلام... لقد كان مربيًا فاضلًا... ومجاهدًا... داعيًا... وعالمًا عاملًا... حتى وصل إلى مراتب القيادة في دعوة الإخوان المسلمين.

السقوط الذي سقطه... والاتساخ الذي لطخ تاريخه بدأ منذ دخول وحل السلاطين... وبالذات السلاطين الجبريين... أي الدكتاتوريين.. الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، ويصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجًا... منذ أن هددوه بالسجن أو الطرد... الطرد طبعًا من رحمة السلطان... منذ ذاك الوقت وهو يسخر قلمه وكتاباته ضد الدعوة الإسلامية باسم الإسلام... الطواغيت والسلاطين عادة يحتقرون هذا النوع من الناس ويعتبرونه رخيصًا... لذلك تراهم كثيرًا ما يسخرون منهم ويذلونهم... لأنهم دائمًا يبررون الظلم والانحراف بكلمة «ده ربنا بيقول كده»... «أو ده الرسول بيقول كده» ويروي الباقوري عن نفسه أنه كان في وفد مصر في مؤتمر «باندونج» بإندونيسيا.. وكان المؤتمر يعقد في رمضان فسأله عبد الناصر:

  • فضيلة الشيخ نصوم ولا منصومشي «نصوم أو لا نصوم» -يا سيادة الرئيس الصيام غير مستحب في السفر... ونحن على سفر... وليس من البر... الصيام في السفر... ده الرسول بيقول كده... أي «هكذا يقول الرسول».
  • لكن إحنا حنقعد أكثر من أربعة أيام بكتير...
  • وماله... نمشي على المذهب الحنفي... الأحناف بيقولوا أكثر من أربعة أيام... 
  • سيبك من الكلام ده يا باقوري... ده إنت باينك «أي يبدو عليك» مش عاوز تصوم وخلاص... حيقول إيه الشعب الإندونيسي لما يشوفوا رئيس أكبر دولة عربية فاطر!! وكمان وزیر أوقافه!! (۱).

إن مدرسة ذيل بغلة السلطان باقية ما بقي النفاق والتملق... ما بقي الطغيان والظلم يستغل بعض أصحاب اللحى لتشييد ملكه... وإننا ما زلنا نشهد كل يوم صورة من صور أولئك المشايخ في كل مكان... في إندونيسيا وفي يوغسلافيا... في الهند وفي تركيا... في الخليج وفي المغرب العربي... في الهلال الخصيب وفي مصر والسودان... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الزمرة» أن أناسًا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرأون القرآن... ويقولون نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم... ونعتز لهم بديننا... ولا يكون ذلك، كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك... كذلك لا يجتني من قربهم» للقزويني برجال ثقات.

  1. هذا الحوار رواه الشيخ الباقوري نفسه في عدد مجلة (الهلال) الخاص عن عبد الناصر والصادر بعيد وفاته.
الرابط المختصر :