; ذهب بهاراتيا جاناتا وبقي التعصب الهندوسي.. مجازر جديدة ضد مسلمي الهند | مجلة المجتمع

العنوان ذهب بهاراتيا جاناتا وبقي التعصب الهندوسي.. مجازر جديدة ضد مسلمي الهند

الكاتب حفيظ الرحمن الأعظمي

تاريخ النشر السبت 23-أكتوبر-2004

مشاهدات 12

نشر في العدد 1624

نشر في الصفحة 25

السبت 23-أكتوبر-2004

نشطت مؤخرًا المنظمات الهندوسية -المتحالفة مع حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي BJP المعارض حاليًا- في تأليب الرأي العام ضد الأقلية المسلمة، وكانت الإحصائية الأخيرة التي أجريت في الهند قد كشفت عن ارتفاع معدل المواليد بين مسلمي الهند إلى ٣,٧% وتصور هذه المنظمات للأغلبية الهندوسية أن الأوضاع لو استمرت على ما هي عليه اليوم فإن هذه الأغلبية ستتحول إلى أقلية خلال العقود القليلة القادمة، داعية إلى اتخاذ تدابير وخطوات جادة وفعلية لمعالجة هذه الظاهرة الشاذة على حد تعبير المتطرفين الهندوس

استهداف المساجد: ولعل من أمضى سلاح هذه العناصر المتطرفة لسحق الأقليات والأقلية المسلمة بالذات القيام بعمليات إبادة جماعية في صفوفها، فقد وقعت في الآونة الأخيرة مجزرتان طالبا الأقلية المسلمة، في إقليم «مهاراشتر» إحداهما وقعت في منطقة «ما رها تواره، حيث انفجرت عبوة شديدة الانفجار في أحد المساجد وقت صلاة الجمعة، مما أودى بحياة ١٥٠ مسلم وإصابة ٢٥٠ آخرين ٥٠ منهم في حالة خطرة، ثم اندلعت في أعقاب التفجيرات أعمال عنف ضد المسلمين في مناطق «جالاته» «بورنا»، «باربائي» «ناندير»، و«أورانج آباد» وخرج المتطرفون الهندوس يطوفون في الشوارع والأسواق لمهاجمة المسلمين والسطو على ممتلكاتهم، وإحراق دكاكينهم، وانتهاك حرمة المساجد، في ظل تواطؤ من الشرطة التي لم تتدخل لحماية المسلمين الذين تعتبرهم لا قيمة لهم في المجتمع الهندي الهندوسي الذي يستند إلى نظام الطبقية والعرقية، الأمر الذي جرأ الهندوس على مواصلة المشوار، وتم العثور في الجمعة التالية على قنبلة شديدة الانفجار في مسجد آخر قبل أن تنفجر وتم إبطال مفعولها.

إن انفجار القنبلة في المسجد الجامع ووقت صلاة الجمعة بالذات التي تشهد فيه المساجد اكتظاظًا بالمصلين وإخراج مظاهرات منظمة ضد المسلمين.. كل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أيامًا عصيبة تنتظر المسلمين في الهند، وأن اختلاف الوجوه في نظام دلهي بسقوط حزب بهاراتيا جاناتا وفوز حزب المؤتمر بالانتخابات وتشكيل الحكومة لا يجوز أن يفرح له المسلمون كثيرًا، فالهندوس دومًا يتغنون بالسلام ويتأبطون الخناجر، وقد طرحت الصحف المتعاطفة مع المسلمين في الهند سؤالًا معقولًا مفاده: أين ذهبت الشرطة التي توجد عند المساجد يوم الجمعة لحفظ الأمن في اليوم الذي وقع فيه التفجير؟ وكيف أفلت المجرمون؟ ولماذا لم يتم القبض عليهم رغم مضي حوالي شهر على القضية؟؟

ولعل مما تجدر الإشارة إليه هنا أن المحللين الهنود المحايدين أكدوا أن منظمة RSS التي تحظَى بدعم سياسي من بهاراتيا جاناتا هي الضالعة في هذه الأحداث، ولعل من أبرز دلائلهم. الهجوم المباغت الذي قام به المتظاهرون الهندوس بعيد الانفجار في المسجد على المقر الرئيس لجريدة «لوك مت تايمز» التي تصدر بلغة «مارهاتي» وهي قريبة من حزب المؤتمر.

وفي ذات السياق تعرض مسجد آخر للهجوم من قبل مجموعة مسلحة في إقليم «كرناتاك» في مستهل شهر سبتمبر المنصرم، وأطلقت الرصاصات على المسلمين داخل المسجد، مما أدى إلى مقتل (٤٠) شخصًا وجرح عدد كبير، وتوجهت أصابع الاتهام إلى «أوما بهارتي» إحدى صقور حكومة بهاراتيا جاناتا السابقة، فداهمت الشرطة منزلها الكائن في «بهوفال» ولكنها استطاعت أن تنجو من الاعتقال وهربت واختفت في مكان مجهول.

تواطؤ حكومة المؤتمر:

وعندما شعر حاكم الإقليم درام سنج -من حزب المؤتمر- بتأييد الهندوس لـ «أوما» اضطر أن يتراجع عن قرار الاعتقال وألغى كافة الملاحظات والتُّهَم القانونية التي سجلت على «أوما» وهو انتهاك صريح وصارخ للمحكمة الكبرى التي هي المخوَّلة نظامًا ودستورًا في اتخاذ قرارات العفو في حق المطلوبين، الأمر الذي يدل على تغلغل التطرف في الأكثرية الهندوسية في الهند، ومما يبعث على الاستغراب أن مثل هذه الأحداث لو وقعت في ظل حكومة بهاراتيا جاناتا الراحلة لهان الأمر فهي الواجهة السياسية لمنظمة RSS المتطرفة والمنظمات المتعصبة التي تولدت من رحمها. ولكن الغريب حقًا أن تقع مثل هذه الأحداث في حكومة المؤتمر التي تعتبر معتدلة ومتعاطفة مع الأقليات، ومما يزيد من تعقيد الأمور أن مرتكبي الجريمتين بحق المسلمين لم يتم القبض عليهم رغم مرور أكثر من شهر على ارتكابهما، هذا الأمر يحتمل تفسيرين لا ثالث لهما، فإما أن الحكومة الحالية حاولت أن تتوصل إلى المجرمين ولكن محاولاتها باءت بالفشل، أو أنها غير جادة في الموضوع، وفي الحالتين فالحكومة مدانة، فهي إما ضعيفة لا تستطيع حماية المسلمين أو متواطئة مع الهندوس ضد المسلمين، وكان الله في عون مسلمي الهند الذين يجدون أنفسهم -شاءوا أم أبوا- بين فكي كماشة بين المظالم الصارخة للمتطرفين الذين كان لهم الحظ الأوفر والقدح المَعلِي في الحكومة السابقة، والنفاق الذي تعتمده الحكومة الحالية في التعامل مع المسلمين، ويتوجب على المسلمين في الهند إعادة النظر في سياساتهم، والسعي إلى تثبيت ثقلهم على الخارطة السياسية في الهند.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 6

132

الثلاثاء 21-أبريل-1970

نشر في العدد 9

124

الثلاثاء 12-مايو-1970