العنوان رحيل العلامة ابن باز..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 18
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 45
الثلاثاء 18-مايو-1999
توفي العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء صباح الخميس الماضي عن عمر يناهز التسعين عامًا بعد حياة حافلة قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين.
وقد دفن بمكة المكرمة بعد أن صلى على جثمانه بالحرم الشريف، كما أقيمت عليه صلاة الغائب
بالمسجد النبوي وسائر مساجد المملكة. ويعتبر الشيخ ابن باز أبرز الفقهاء والمحدثين والعلماء المجتهدين الذين أنجبتهم المملكة في القرن الأخير، وعلى الرغم من تمكنه من فقه الحنابلة إلا أنه عرف بعدم التعصب للمذهب، والبحث دائمًا عن الدليل، ولو خالف المذهب.
ولد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبدالله بن باز في أسرة اعتنت بالزراعة والتجارة، وطلب العلم بالرياض في شهر ذي الحجة عام ۱۳۳۰هـ، وقد حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ وتلقى العلم في الرياض في أثر السلف الصالح على عدد من المشايخ، ومنهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ حمد بن فارس، والشيخ سعد وقاض البخاري، وقد درس عليه التجويد في مكة المكرمة، وكذلك المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
وولي الشيخ ابن باز القضاء في منطقة الخرج المجاورة للعاصمة الرياض ما يزيد على أربعة عشر عامًا، ثم انتقل إلى التدريس في المعاهد والكليات عام ١٣٧٢هـ، فدرس الفقه والتوحيد والحديث في كلية الشريعة، ثم أسندت إليه نيابة رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في عام ١٣٨١هـ، ثم رئيسًا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير، ورئيسًا لهيئة كبار العلماء وأخيرًا مفتيًا عامًا للمملكة في عام ١٤١٤هـ.
والفقيد الراحل عديد من المؤلفات والرسائل ومن أشهرها الفوائد الجلية في المباحث الفرضية وتوضيح المناسك، ورسالة في نكاح الشغار والجواب المفيد في أحكام التصوير، والعقيدة الصحيحة وما يضادها، والدعوة إلى الله، ووجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورسالتان موجزتان في الزكاة والصيام، ورسالة في التبرج والحجاب وغيرها من الرسائل والمؤلفات فضلًا عن الفتاوى.
وللشيخ ابن باز -يرحمه الله- العديد من الأولاد أكبرهم عبد الله ويقارب عمره الآن السادسة والستين عامًا، يليه عبد الرحمن، ثم أحمد الذي تخرج في كلية الشريعة. وكان يوم العالم الجليل يبدأ بأداء صلاة الفجر مع بعض أبنائه ومرافقيه من أصحاب الحاجات، ثم تتوالى الدروس الدينية بعد أداء الصلاة، ويقرأ عليه طلاب العلم الكتب، كان فضيلته يتولى أحيانًا شرح بعضها، ومنها كتاب فتح المجيد.
أما في مكتبه فكانت تعرض عليه المعاملات والفتاوى ويستقبل الاتصالات الهاتفية التي يستفسر أصحابها عن أمور تهمهم.
وبعد صلاة المغرب كان الشيخ -يرحمه الله- يستقبل عامة الناس وخاصتهم ليقضي لكل منهم حاجته في الدين والدنيا، ثم يكون هناك درس ما بين الأذان والإقامة الصلاة العشاء.
وكان الشيخ -يرحمه الله- يحرص على صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع التزامًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتلقى تقريرًا يوميًا من وكالة الأنباء السعودية بأهم الأحداث يقرأه عليه أحد مستشاريه.
وعرف عن الفقيد الراحل تواضعه وزهده في الحياة، لذلك لم يكن يستخدم موكبًا رسميًا يرافقه كما كان يستقبل ضيوفه القادمين من أماكن بعيدة في منزله مدة إقامتهم، كما كان بعض غير المسلمين يشهرون إسلامهم على يديه بمعدل تقريبي خمسة أشخاص كل شهر.
وكان الشيخ - يرحمه الله - ينتقل إلى الطائف في الصيف، وتنتقل دروسه إليها، كما كان يحرص على المشاركة في الحج، وإفتاء الحجيج كان الشيخ مبصرًا في أول حياته إلا أنه أصيب بضعف في عينيه عام ١٣٤٦هـ، إلى أن فقد بصره في عام ١٣٥٠ هـ وكان يقول: أسأل الله أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته.. ولا حول ولا قوة إلا بالله
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلوزير الحج السعودي: نسعى لجعل مكة المكرمة عاصمة الاقتصاد الإسلامي
نشر في العدد 2100
32
السبت 01-أكتوبر-2016
سياسيون وعلماء: استهداف مكة المكرمة جريمة حرب تستوجب العقاب
نشر في العدد 2101
779
الثلاثاء 01-نوفمبر-2016