; رسالة المغرب: مهرجان للفكر الماركسي تحت ستار «مهرجان الشعر المغربي» | مجلة المجتمع

العنوان رسالة المغرب: مهرجان للفكر الماركسي تحت ستار «مهرجان الشعر المغربي»

الكاتب عبد القادر الإدريسي

تاريخ النشر الثلاثاء 03-يونيو-1975

مشاهدات 136

نشر في العدد 252

نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 03-يونيو-1975

 رسالة المغرب:

مهرجان للفكر الماركسي تحت ستار «مهرجان الشعر المغربي»

تحرك أخيرًا «اتحاد كتاب المغرب» بعد ركود طويل، لينظم «مهرجانًا للشعر المغربي» يستدعى له جميع الشعراء «التقدميين » الشباب من ذوي الاتجاهات اليسارية الماركسية، الذين استطاعوا أن يحولوا مهرجان الشعر إلى مهرجان للفكر الماركسي في بلد مسلم تنص قوانينه على إسلامية الدولة بصريح العبارة.

والذي يثير الاستغراب بشدة أن رئيس اتحاد الكتاب في المغرب الأستاذ عبد الكريم غلاب من ذوي الميول الإسلامية الوطنية والماضي السياسي النظيف والسبق في ميدان الصحافة والأدب منذ ما يزيد على ثلاثين عامًا، ويجهل إلى الآن الدافع وراء استسلام الأستاذ عبد الكريم غلاب للتيار الشيوعي الماركسي اليهودي الذي يستحوذ تمامًا على الاتحاد.

ومن المهم أن أشير إلى أن الشعراء المشاركين في المهرجان ما عدا شاعرًا واحدًا لا أكثر ولا أقل - كلهم من الأحزاب اليسارية، وبعضهم من اليسار المتطرف الممنوع، في حين أن رئيسه عضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورغم انتماء بعض أعضاء اتحاد الكتاب إلى حزب الاستقلال، مثل السحيمي والمساري مثلًا، فإن اتجاههم وتفكيرهم مع الشيوعيين وليس مع الاستقلاليين.

 ومن الواضح جدًا أن الطابع الغالب على الصحافة والثقافة والأدب في الماركسي، وإن بدا أحيانًا مقنعًا وراء أقنعة اليسار، والوطنية التقدمية، وما إلى ذلك من شعارات لا أساس لها من الصحة البتة.

وإذا ترك الحبل على الغارب، فلا شك أن الشيوعيين الذين يتمركزون - كما قلت في مراسلة سابقة – في مراكز التعليم والإعلام والصحافة والبحث العلمي، سيطفون على السطح لا قدر الله، ومن ثم وجب التحرك السريع لمقاومة المد الشيوعي المتصاعد.

 والأمر يقتضي ولا شك إنشاء «اتحاد الكتاب الإسلاميين المغاربة» كإجراء مستعجل لتفادي الخطر الماحق.

وتلك مسؤولية حملة الأقلام المؤمنة في المغرب المسلم.

قضية مسلمي الفلبين والضمير الإسلامي العالمي

يتعرض المسلمون في الفلبين منذ سنوات عديدة لتصفية جسدية مدبرة ومخطط لها بدقة وإحكام متناهين، ولم يرق بعد اهتمام الشعوب والحكومات الإسلامية بهذه القضية إلى مستوى التأييد والمساندة والدعم المادي والعسكري المطلوب، وحتى الاهتمام الضئيل الذي يوليه بعض أقطاب العالم الإسلامي لا يعدو أن يكون كلامًا مكتوبًا في الصحف، أو خطبًا تلقى في حماس، وإن كان صادقًا ونابعًا من القلب، فإنه لا ينقذ مسلمًا واحدًا يتعرض للفتنة في عقيدته وحياته في تلك الجزر الإسلامية النائية بالبلاد الفلبينية.

 إن القضية في حاجة إلى دعم ومساندة دبلوماسيين على مستوى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى من أجل فضح تواطؤ الحكم في الفلبين مع العصابات المجرمة المعتدية على المسلمين، هذا في حالة التسليم بالادعاءات الباطلة الكاذبة التي يروجها ماركوس، رئيس جمهورية الفلبين، حيث يقول إن القوات الحكومية ورجال الشرطة لم تتدخل في المجازر البشـرية البشعة ضد المسلمين. أما في حالة ثبوت التدخل الرسمي وهو أمر ثابت لا محالة فواجب الدول الإسلامية أن تقف صفًّا واحدًا على الصعيد الدولي للتشهير بالفلبين وتشديد الحصار الاقتصادي عليها وكشف اعتداءاتها المتكررة ضد ما يزيد عن أربعة ملايين مسلم يعيشون في الفلبين قبل مئات السنين يوم أن فتح هذه البلاد للدين الحنيف التجار المسلمون.

والحق أن مسؤولية المسلمين في هذا الصدد جسيمة وثقيلة وخطيرة في الآن نفسه، وليس هناك أي داعٍ لمجاملة الفلبين فلا وزن لهذه البلاد في السياسة الدولية. ولا مصالح عربية وإسلامية يمكن أن تقضي بالمجاملة. أضف إلى ذلك أن الفلبين تقف موقف الحياد السلبي من قضية فلسطين ولها علاقة دبلوماسية مع إسرائيل ومصالح اقتصادية مهمة جدًّا، فماذا يمنع إذن من الإعلان عن مقاطعة الفلبين مقاطعة عربية إسلامية شاملة؟ وماذا يمنع كذلك من شن حملة عالمية ضدها في المحافل والمنظمات والمؤتمرات الدولية؟

إن هناك شعبًا مسلمًا يعيش في ظروف المحنة القاسية الخانقة في الفلبين، ومن العار أن تخذله الدول الإسلامية وتتجاهل قضيته العادلة، وليس هناك ما يحول دون تقديم المعونات والمساندات والدعم المتواصل لهذا الشعب الشقيق المحاصر من طرف الصليبية الفلبينية الحاقدة، أفلم تحن بعد فرصـة المواجهة الصريحة لأعداء الإسلام والمسلمين؟

 وليس من شك أن مما شجع العدو على ارتكاب الجرائم تلو الجرائم ضد المسلمين في الفلبين وغيرها من الدول المعادية للإسلام في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، سكوت الدول الإسلامية عن هذه الجرائم والمذابح المتتالية، وإنه لمن المؤلم جدًّا أن تلتزم الدول الإسلامية العربية موقف الحياد إزاء قضايا تهم الإسلام بالدرجة الأولى. وتهدد، ليس فقط الشعوب المسلمة التـي تعنيها مباشرة، وإنما الشـعوب الإسلامية قاطبة، بقدر ما تهـدد الحكومات الإسلامية أيضًا. 

وهذه الحقيقة كفيلة بحمل المسلمين قادة وزعماء ومفكرين وكتابًا وصحفيين وشعوبًا على التحرك لإنقاذ الأشقاء من مخالب الذئاب، حمرًا كانوا أو صفرًا أو بيضًا، ذلك أن الكفر ملة واحدة.

وتأتي اليوم القضية الفلبينية لتدق ناقوس الخطر مدويًا مجلجلًا بصك الآذان ولا يعذر المسلمون أن تماطلوا أو جاملوا العدو على حساب إخوانهم والوضع المتأزم يقتضـى منهم كثيرًا من الحزم والعزم والإرادة الصلبة، وبالتالي الجهاد في سبيل الله لنصرة دين الله وعباده المؤمنين في جزر الفلبين.

الرابط المختصر :