الثلاثاء 28-يونيو-1977
من الثابت لدينا الآن أنه طرأت تغيرات جديدة على الوضع السياسي في تركيا، وذلك في أعقاب الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد منذ الأسابيع القليلة الماضية.
وكل الدلائل المتوفرة لدينا اليوم تشير إلى أن وضع حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب الذي تفوق على الأحزاب الأخرى بعدد المقاعد - أصبح حرجًا للغاية، وذلك لفشله في الحصول على الأغلبية المطلوبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة، ولذلك نجد زعيم حزب الشعب الجمهوري «أجاويد» يلجأ إلى الأحزاب الأخرى، والتي فازت ببعض المقاعد يطلب ودها لكي تشكل معه ائتلافا يستطيع من خلاله أن يحصل على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة.
• وحتى نتعرف على ملابسات الوضع السياسي في تركيا اليوم، وبعد الانتخابات سوف نستعرض مواقف الأحزاب المتنافسة.
وضع الأحزاب الحالي في تركيا:
من المعروف أن حزب الشعب الجمهوري حصل على ۲۱۳ مقعدًا وهذا لا يعني الأغلبية المطلوبة فهو يحتاج إلى ١٣ مقعدًا آخر حتى يتسنى له تشكيل الحكومة القادمة، لذلك لجأ «أجاويد» رئيس حزب الشعب الجمهوري إلى الأحزاب الأخرى وتفاوض مع زعمائها ليشكل معها ائتلافا، ففي الأسبوع الماضي تناولت وكالات الأنباء ما دار في الاجتماع المغلق بين «أجاويد» و «أربكان» زعيم حزب السلامة، حيث استمرت المفاوضات بينهما قرابة ساعتين ونصف لم يخرج منها الطرفان باتفاق، وذلك نتيجة للخلافات العميقة الجذور بين الحزبين وعدم الاتفاق على قضايا كثيرة سواء على مستوى السياسة الداخلية وعلى مستوى السياسة الخارجية، وبذلك أفلس حزب الشعب الجمهوري من إمكانية الحصول على مقاعد حزب السلامة والتي تبلغ ٢٤ مقعدًا، هذا بالنسبة لموقف حزب السلامة.
• أما بالنسبة لحزب العدالة الذي يتولى زعامته «ديميريل»، فهو الحزب المنافس لحزب الشعب الجمهوري، وهو يحاول أيضًا كسب ود حزب السلامة وحزب حركة القوميين، ومثلًا استطاع أن يكون ائتلافا مكنه من الحصول على الأغلبية المطلوبة، والتي بلغت حوالي ۲۲۹ مقعدًا، وبات هذا الحزب يهدد حزب الشعب الجمهوري.
• لذلك لم يبق أمام حزب الشعب الجمهوري سوى اللجوء للأحزاب الصغيرة الأخرى التي حصلت على بعض المقاعد في الانتخابات وهي كالاتي: -
• حزب الثقة الجمهوري - وحصل على (۳) مقاعد في البرلمان والمعروف أن هذا الحزب منشق من حزب الشعب الجمهوري.
• الحزب الديمقراطي وحصل على (۱) مقعد واحد - ومن المعروف أيضًا أن هذا الحزب منشق من حزب العدالة -
• ثم المستقلون وليس لهم انتماءات حزبية وحصلوا على (٤) مقاعد.
واستطاع أجاويد أن يحتوي الحزبين المذكورين بالإضافة إلى ثلاثة من المستقلين وشكل بواسطتهما ائتلافا، وبذلك يبلغ عدد المقاعد التي يتشكل منها ائتلاف حزب الشعب الجمهوري - ۲۲۰ مقعد - ويبقى هذا الحزب محتاجًا إلى ستة مقاعد أخرى حتى يكون الأغلبية المطلوبة: ومن الحلول المطروحة الآن أمام حزب الشعب الجمهوري؛ لكي يحصل على المقاعد الستة الباقية هو شراء ستة مقاعد من البرلمان سواء بالمال أو بالإغراء بشتى الوسائل، وفعلًا حاول أجاويد أن يغري أحد أعضاء البرلمان وهو -–أورهان أولوجان – بأن وعده بإعطائه وزارة الرياضة والشباب ولكن أورهان رفض ذلك.
• وإذا لم يحصل حزب الشعب الجمهوري على الستة مقاعد المذكورة، ويحصل على تأييدها في الاستفتاء القادم سوف يتعرض الحزب لنكسة عظيمة.
الاستفتاء حول البرنامج الحكومي المطروح من قبل حزب الشعب الجمهوري:
في يوم الثلاثاء القادم ۲۸ - ٦ - ۱۹۷۷ سوف يطرح حزب الشعب الجمهوري برنامجه الحكومي المنظمين سياسته الداخلية والخارجية، وذلك أمام البرلمان وسوف يتم التصويت من قبل أعضاء البرلمان على هذا البرنامج سواء بالقبول أو الرفض.
وكما أشرنا في البداية فإن لم يحصل حزب الشعب الجمهوري على تأييد ستة من أعضاء البرلمان على هذا البرنامج سوف يقوم «أجاويد» بتسليم رسالة التكليف التي منحها إياه رئيس الجمهورية بعد ظهور نتائج الانتخابات لتشكيل الحكومة نقول سوف يسلم رسالة التكليف هذه إلى رئيس الجمهورية، ورئيس الجمهورية بدوره سوف يكلف زعيم الائتلاف المنافس وهو ديميريل لكي يشكل الحكومة الجديدة؛ لأنه يتمتع بأغلبية تؤهله للسيطرة على دفة الحكم في تركيا، حيث حصل حزب العدالة الذي يقوده ديميريل على ۲۲۹ مقعد بائتلافه مع حزب السلامة وحزب الحركة القومي.
وبالتالي سوف يكون هذا الوضع من صالح حزب السلامة – الإسلامي - الذي سوف يحصل بدوره على بعض الحقائب الوزارية في الحكومة المرتقبة.
ولكن من يكسب الجولة القادمة؟
هذا ما سوف تجيب عليه التطورات والأحداث السياسية القادمة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلبنسبة مشاركة 84% وتصويت 52.1% لصالحه.. الشعب التركي يجدد الثقة بالرئيس «أردوغان»
نشر في العدد 2180
28
الخميس 01-يونيو-2023