العنوان رقائق: أضواء على «علم تزكية الأنفس» (1 من 2)
الكاتب أ.د. السيد محمد نوح
تاريخ النشر الثلاثاء 23-أبريل-1996
مشاهدات 39
نشر في العدد 1197
نشر في الصفحة 52
الثلاثاء 23-أبريل-1996
الإسلام في جملته هو منهج تزكية النفوس وإصلاح القلوب
من العلوم التي أخذت مكانها ومكانتها اليوم بين سائر المعارف والعلوم: «علم تزكية الأنفس» ،ولم يكن أمر تزكية الأنفس في أول نشأته علمًا بالمعنى المعروف، وإنما كان ممارسة أو تطبيقًا يلازم المسلم في ليله ونهاره، في غدوه ورواحه، في كل ظروفه وأحايينه، ثم وقع ما يدعو إلى جعله علمًا قائمًا بذاته من الناحيتين النظرية والعملية، ولعل هذا مما يخفى على كثير من المسلمين، وانطلاقًا من ذلك كانت هذه الأضواء ولها جوانب :
الأول: تعريف «علم تزكية الأنفس».
لغة: تطلق التزكية في اللغة على عدة معان نذكر منها:
- التطهير والتنقية، تقول: زكَّى الأرض تزكية، وتعني: طهرها من النجاسة من البول وأشباهه بأن حفرها، وأزال عنها النَّجاسة، أو عرضها للشمس والهواء وغيرهما، حتى جفت وذهب الأثر، ومنه قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (الشمس: 9) (1)، أي: نقّاها وطهّرها من الرجس والدنس، بدليل قوله ـ سبحانه ـ في الآية التي بعدها مباشرة: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 10) (2).
2- التنمية والزيادة، تقول زكَّى المال أو الولد، وتعني: نماه، وزاده، ومنه قوله سبحانه: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا....﴾ (التوبة: 103) (3).
3- الإصلاح، تقول: زكَّى الشيء، وتعني أصلحه، ومنه قوله تعالى: ﴿وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً﴾ (مريم: 13) أي صلاحًا، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ (4)، أي: يصلح ـ سبحانه ـ من يشاء.
4- الثناء أو المدح أعم من أن يكون للنفس أو للغير، تقول: زكَّى نفسه تزكية، وتعني: مدحها، وأثنى عليها، وزكَّى غيره، مدحه وأثنى عليه بالأوصاف الجميلة، ومنه قوله تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (النجم: 32) (5)، يعني: فلا تمدحوا أنفسكم، أو تثنوا عليها فهو ـ سبحانه ـ أعلم بمن اتقى (6)، وفي حديث زينب: كان اسمها برة، فغيره ﷺ إلى زينب، وقال: «تزكي نفسها» (7)، والحقيقة أنه لا تضاد ولا تناقض بين هذه المعاني جميعًا، إذ منها ما يتناول مراتب صلاح النفس من: التطهير ثم التنمية، ومنها ما هو مظهر من مظاهر صلاح هذه النفس، وأمارة من أماراتها، وهو الثناء أو المدح إذا كان من أجل لفت نظر الآخرين إلى أهل الصلاح والتقوى ـ ولو كان الإنسان نفسه ـ ما دام هؤلاء مجهولين أو غير معروفين حتى يعرفهم الناس فينتفعوا بهم، وبما عندهم من خير كما جاء عن يوسف عليه السلام لما قال له الملك: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ، قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (يوسف: 54- 55) (8).
شرعًا: أما شرعًا فإن التزكية تعني: إصلاح النفس بتطيرها وتنقيتها من كل العلل والأمراض القلبية والسلوكية، بل والتسامي بها إلى أرقى مراقي الكمال والصلاح بحيث يفيض هذا الصلاح بالخير لها وللآخرين في الدنيا والآخرة (9)، وانطلاقًا مما قدمنا فإن «علم تزكية الأنفس»: هو كل ما يتعلق، أو ما يدور حول إصلاح النفس، إصلاحًا يجعلها أهلًا للخلافة والسيادة، بل والقيادة والريادة والإمامة في الدنيا، والسبق، والفوز والنجاة في الآخرة.
الثاني: منزلة «علم تزكية الأنفس» بين العلوم الأخرى.
ولما كانت التزكية هي الهدف الأسمى، والمقصد الأسنى الذي من أجله بعث الأنبياء والمرسلون، وخاتمهم محمد ﷺ، وله تنزلت الكتب السماوية التي جماعها وخلاصتها القرآن الكريم، كما قال سبحانه: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (البقرة: 129) (10)، ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 151) (11)، ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (آل عمران: 164) (12)، ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة: 2) (13)، «إنما بعثت لأتمم مكارم- وفي رواية: صالح أو صالحي أو حسن- الأخلاق» (14).
لمَّا كانت التزكية كذلك كانت المادة التي تحملها، والعلم الذي يحويها من أفضل المواد أو العلوم، ومن أعظمها منزلة ومكانة، إذ العلم أو المادة إنما تشرف بشرف الموضوع، وجلال المحتوى.
الثالث: نشأة وتطور «علم تزكية الأنفس»
وقد نشأ علم أو مادة التزكية بظهور الإسلام، وبعثة خاتم النبيين ﷺ؛نظرًا لأن الإسلام في جملته هو منهج تزكية النفوس، وإصلاح القلوب، ورسم العلاقات التي تؤدي بالمحافظة عليها إلى نماء واستمرار هذه التزكية، وما حديث القرآن عن مراتب النفس من الأمارة بالسوء إلى اللوامة إلى المطمئنة إلى الراضية إلى المرضية: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (يوسف: 53) (15)، ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾ (القيامة: 1- 2) (16)، ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (الفجر: 27- 30) (17)، ومن أن تغير النفوس من السيئ إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، إنما هو أساس كل تغيير وكل إصلاح، وبالتالي كل فوز وكل فلاح.
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: 11) (18)، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ (الشمس: 9- 10) (19)، ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ (الأعلى: 14- 15) (20)، «...ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» (21).
ومن أن توحيد الله ومعرفته، والبعد عن المعاصي والسيئات، والمواظبة على الطاعات وفعل الخيرات مما يطهر النفس ويزكيها: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28) (22)، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ (الأنفال: 2-4) (23)، ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ (العنكبوت: 45) (24)، ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ (: 103) (25)، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183) (26)، ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة: 197) (27)، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ.....﴾ (النور: 30- 31) (28).
ومن أن الإنسان وحده هو المستفيد من هذه التزكية ولا يعود على الله منها شيء: ﴿وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾ (فاطر: 18) (29)، ومن أن الفضل في التزكية مهما بذل الإنسان، ومهما عمل فإنما هو إلى الله وحده الذي بيده نواصي العباد وقلوبهم: ﴿بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ (النساء: 49) (30)، ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ (النور: 21) (31).
وما فعل النبي ﷺ يوم أن بدأ دعوته بتزكية النفوس وإصلاحها من داخلها كما شهدت بذلك جنبات دار الأرقم بن أبي الأرقم، وبيوت المهاجرين والأنصار، والمسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة، وميادين القتال، وساح النزال في كل أنحاء مكة والمدينة، وسائر بلاد الحجاز، وما حديثه ﷺ حول هذه النواحي التي قدمنا جميعًا، وحول غيرها مما يضيق المقام عن تصويره الآن كقوله ﷺ:
«المجاهد من جاهد نفسه» (32)، «المجاهد من جاهد نفسه في سبيل الله- عز وجل» (33)، «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أمواله وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب» (34)، «إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه» (35)، «كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله، وعينًا سهرت في سبيل الله، وعينًا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله- عز وجل» (36)، «إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع، واستغفر صقل قلبه، وإن زاد زادت، حتى يعلو قلبه ذلك الرين الذي ذكره الله - عز وجل- في القرآن: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطففين: 14) (37)، «إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن رسول الله ﷺضرب لهن مثلا، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطق فيجيء بالعود، حتى جمعوا سوادًا فأججوا نارًا وأنضجوا ما قذفوا فيها» (38)، «يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة، وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر في السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم» (39)، «يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا، ولم أسد فقرك» (40)، «من جعل الهموم همًا واحدًا: هم المعاد، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك» (41)، «من كانت الدنيا همه، فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة» (42)، «رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافع، وأنا أتينا برطب من رطب ابن طاب، فأولت ذلك: أن العاقبة لنا في الدنيا، والرفعة، وأن ديننا قد طاب» (43).
ما هذا الحديث في الكتاب والسنة على النحو الذي قدمنا إلا برهان قوي على أن مادة التزكية، إنما نشأت بظهور الإسلام، وبعثة خاتم النبيين محمد ﷺ، غاية ما في الأمر أنها لم تكن في بداية الحال علمًا مقننا مقعدًا مدونًا في كتاب يخصه، وإنما كانت تطبيقًا عمليا يتجلى في معايشة المسلمين لكتاب ربهم وسنة وسيرة وهدي نبيهم محمد ﷺ، مع تمثل هذين في النفس عقيدة وعبادة، أخلاقًا ونظمًا وتشريعات.
وحدث أن دخل الأعاجم في الإسلام، وصعب عليهم- بطبيعة تكوينهم وبيئتهم- فهم اللغة العربية التي هي مفتاح فهم الكتاب والسنة، الأمر الذي حال بينهم وبين تذوق التزكية القرآنية والنبوية.
كما حدث أن اختلطت الثقافات والمعارف الأخرى- بعد ازدهار حركة الترجمة- بالثقافة الإسلامية، وحاول نفرٌ من المسلمين الإفادة منها، وكان فيها الغثُّ والسمينُ، الأمر الذي حال كذلك بين المسلمين وبين تذوق التزكية من نبعها الأصيل: الكتاب والسنة.
وحدث كذلك أن انغمس نفر من المسلمين في الدنيا بعد أن جاءتهم كنوز الأرض نتيجة الفتوحات الإسلامية، فصرفهم ذلك عن الكتاب والسنة، وطال عليهم الأمدُ، فقست القلوب، وتحجرت الدموع في المآقي والعيون، وهنا حاولَ نفر من المسلمين ـ الذين ما زالوا على صلة وثيقة بالكتاب والسنة ـ تدارك الأمر فقيدوا بعض القواعد والخواطر المتعلقة بالتزكية.
وجاء وقت تدوين العلوم، ودونت مادة التزكية مع ما دون، وكان تدوينها في بداية الحال مرتبطًا ومحكومًا بقواعد الكتاب والسنة، ثم دخل عليها لسبب أو لآخر من البدع والخرافات ما كاد أن يطمس معالم الحق، ويذهب بنور الهداية والتوحيد، وهنا تنبه الغيورون من علماء ودعاة المسلمين، فتناولوا مادة التزكية بالكتابة، والتطبيق على أساس من العودة بها إلى نقاء الكتاب والسنة، وكان من أحسن ما كتب في ذلك: كتاب «مدارج السالكين» للحافظ ابن قيم الجوزية (ت 751هـ)، وكتاب: «مختصر منهاج القاصدين» للحافظ موقف الدين أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي (ت 620هـ)، وكتاب: «موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين» للحافظ جمال الدين القاسمي (ت 1322هـ).
الرابع: أقسام التزكية
وتنقسم التزكية إلى قسمين:
الأول: فطري، وهو ما خلق الله- عز وجل- العباد عليه، من بياض الفطرة، وصفاء صفحة القلب، وإليه يشير قوله- سبحانه-: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 30) (44)، ﴿وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً﴾ (مريم: 13) (45)، ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ (مريم: 19) (46)، وقوله ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة هل تحسون فيها من جدعاء؟» ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: «فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم» (47)، «لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء» (48).
الثاني: كسبي، وبدايته جهد العبد ومجاهدته لنفسه من البعد عن الماضي والسيئات صغيرها وكبيرها، ومن المواظبة على الطاعات من محافظة على الفرائض، وأداء النوافل، ومن رعاية تامة للآداب الاجتماعية وفعل الخيرات، كعيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، وقضاء الحوائج، والسؤال عن الغائب، والمواساة في شدة، والتهنئة بنعمة، ومن التفكر في النفس، وفي الكون، وفي أحوال الموتى والآخرة، ومن جمع الهمة وطرح الخواطر الرديئة، ومن حضور مجالس العلم، والمواعظ والرقائق، ومن الاعتكاف، والصحبة الطيبة، وهكذا فإن هذا الجهد، وهذه المجاهدة، إذا كان معهما صدق، وإخلاصٌ، وإتقان أثمر تزكية يفيض بها رب العباد على العباد، رحمة منه وفضلًا.
وحسبنا بعض النصوص التي تشيرُ إلى وقوع هذا النوع من التزكية كثمرة للجهد وللمجاهدة اللتين يبذلهما العبد:
يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ (التغابن: 11) (49)، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28) (50)، ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾ (محمد: 17) (51)، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ (البقرة: 152) (52).
ويقول ﷺ: «إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فسلوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم» (53)، «جددوا إيمانكم» قيل: يا رسول الله: كيف نجدد إيماننا؟ قال: «أكثروا من قول: لا إله إلا الله» (54).
ويشكو إليه ﷺ رجل قسوة قلبه، فيقول له: «إن أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم» (55)، «ألا أنبئكم بخياركم؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله - عز وجل» (56).
-------------------------------
الهوامش:
1، 2 الشمس: 9-10.
3- التوبة: 103.
4- النور: 21.
5- النجم: 32
6- انظر: الصحاح في اللغة للجوهري 6/2368، لسان العرب لابن منظور 14/358- 359، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، للفيروز أبادي 3/132- 135، الصحاح في اللغة، والمعجم الوسيط 1/396- 397 بتصرف.
7- الحديث أخرجه مسلم في: الصحيح: كتاب الآداب: باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن، وتغيير اسم برة إلى زينب، وجويرية ونحوهما 4/1687- 1688 رقم 2141، من حديث أبي هريرة بلفظ «أن زينب كان اسمها برة، فقيل: تزكي نفسها، فسماها رسول الله ﷺزينب» ورقم 2143 من حديث محمد بن عمرو ابن عطاء، حدثني زينب بنت أم سلمة، قالت: كان اسمي برة، فسماني رسول الله ﷺ زينب، قالت: ودخلت عليه زينب بنت جحش واسمها برة، فسماها زينب، وفي رواية: «سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله ﷺ نهى عن هذا الاسم، وسميت: برة، فقال رسول الله ﷺ: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم»، فقالوا: بم نسميها؟ قال: «سموها زينب».
وأبو داود في السنن: كتاب الأدب: باب في تغيير الاسم القبيح 4/88، رقم 4953 من حديث محمد بن عمرو بن عطاء، أن زينب بنت أبي سلمة سألته: ما سميت ابنتك؟ قال: سميتها برة، فقالت: إن رسول الله ﷺ نهى عن هذا الاسم، سميت برة، فقال النبي ﷺ: «لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم»، فقال: ما نسميها؟ قال: «سموها زينب».
8- يوسف: 54، 55.
9- انظر: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 3/132.
10، 11- البقرة: 129، 151.
12- آل عمران: 164.
13- الجمعة: 2.
14- الحديث أخرجه البخاري في: الأدب المفرد: باب حسن الخلق، ص 121-122 رقم 273، وابن سعد في: الطبقات الكبرى 1/192: باب ذكر مبعث رسول الله ﷺوما بعث به، وأحمد في: المسند 2/381، ومالك في: الموطأ: باب ما جاء في حسن الخلق بلاغا ص 651 رقم 1634 بلفظ: «بعثت لأتمم حسن الأخلاق»، والحاكم في: المستدرك: كتاب التاريخ: باب ومن كتاب آيات رسول الله ﷺ التي دلائل النبوة 2/613 من طريق ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وأقره الذهبي، وأورده الألباني في: سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/75 رقم 45، ونقل قول ابن عبد البر فيه: «هو حديث صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره».
15- يوسف: 53.
16- القيامة: 2.
17- الفجر: 27- 30.
18- الرعد: 11.
19- الشمس: 10.
20- الأعلى: 14، 15.
21- الحديث جزء من حديث طويل أخرجه البخاري في: الصحيح: كتاب الإيمان: باب فضل من استبرأ لدينه 1/20، ومسلم في: الصحيح: كتاب المساقاة: باب أخذ الحلال وترك الشبهات 3/1219- 1221 رقم (107، 108) (1599، وابن ماجه في: السنن: كتاب الفتن: باب الوقوف عند الشبهات 2/1318- 1319 رقم 3984)، والدارمي في: السنن: كتاب البيوع: باب الحلال بين 2/245، وأحمد في: السند 4/270، 274 كلهم من حديث النعمان بن بشير- رضي الله عنهما- مرفوعًا، ولفظه كما في البخاري: «الحلال بين، والحرام بين، وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
22- الرعد: 28.
23- الأنفال: 2- 4.
24- العنكبوت: 45.
25- التوبة: 103.
26- البقرة: 183.
27- البقرة: 197.
28- النور: 30،31.
29- فاطر: 18.
30- النساء: 49.
31- النور: 21.
32، 33- الحديث بروايتيه أخرجه أحمد في المسند 6/21، 22 من حديث فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- مرفوعًا به.
34- الحديث أخرجه الترمذي في: السنن: كتاب فضائل الجهاد: باب ما جاء في فضل من مات مرابطًا 4/165 رقم 1621، وأحمد في: المسند 6/20 كلاهما من حديث فضالة بن عبيد- رضي الله عنه- مرفوعًا به، وزاد أحمد: لله، أو في الله- عز وجل-»، إلا أنهما أورداه ضمن وبإسناد حديث: «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر»، وعقب عليه الترمذي بقوله: «وفي الباب عقبة بن عامر، وجابر، وحديث فضالة حديث حسن صحيح».
35- الحديث أورده ابن كثير في: التفسير: سورة النور: آية ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ 3/282، من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا به، وعزاه إلى الطبراني.
36- الحديث أورده ابن كثير في: التفسير: سورة النور أية: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ 3/282، من حديث أبي هريرة مرفوعًا به، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا.
37- الحديث أخرجه ابن ماجه في: السنن: كتاب الزهد: باب ذكر الذنوب 2/1418 رقم 2244، وأحمد في: المسند 2/297 كلاهما من حديث أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه - مرفوعًا به، بيد أن ابن ماجه قال: «الران» بدل «الرين».
38- الحديث أخرجه أحمد في: المسند 1/402- 403 من حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- مرفوعًا به.
39- الحديث أخرجه ابن ماجه في: السنن: كتاب الفتن: باب العقوبات 2/1332 رقم 4019 من طريق ابن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر، قال: أقبل علينا رسول الله ﷺ فقال: «يا معشر المهاجرين....» الحديث، وأورده البوصيري في: مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه 4/185- 186، وعقب عليه بقوله: «رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب المستدرك في آخر كتاب الفتن مطولًا من طريق عطاء بن أبي رباح به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، هذا حديث صالح العمل به، وقد اختلف في ابن أبي مالك، وأبيه، فأما مالك الدمشقي، فوثقه أبو زرعة الدمشقي، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن صالح المصري، وضعفه أحمد، وابن معين، والنسائي، والدارقطني، وأما أبوه فهو قاضي دمشق، وكان من أئمة التابعين، وثقه ابن معين، وأبو زرعة الرازي، وابن حبّان، والدارقطني، وقال يعقوب بن سفيان: في حديثهما لين، ورواه البزار، والبيهقيي من هذا الوجه، ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريك، وقال: صحيح الإسناد، ورواه مالك بنحوه موقوفًا على ابن عباس، ورفعه الطبراني وغيره إلى النبي ﷺ».
40- الحديث أخرجه الترمذي في: السنن: كتاب صفة القيامة: باب منه 4/642- 643 رقم 2466، وابن ماجه في: السنن: كتاب الزهد، باب الهم بالدنيا 2/1376 رقم 4107، وأحمد في: المسند 2/358 كلهم من حديث أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال الترمذي عقيبه: «هذا حديث حسن غريب، وأبو خالد الوالبي اسمه هرمز».
41- الحديث أخرجه ابن ماجه في السنن: المقدمة: باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/95 رقم 257، وكتاب الزهد: باب الهم بالدنيا 2/1375 رقم 4106 من حديث نهشل عن الضحاك، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم، ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا عليهم، سمعت نبيكم ﷺ يقول: «من جعل الهموم همًا واحدًا هم آخرته كفاه الله هم دنياه...» الحديث، وأورده البوصيري في: مصباح الزجاجة 1/38، 4/213 وعقب عليه بقوله: «هذا إسناد ضعيف فيه نهشل بن سعيد، قال البخاري: روي عنه معاوية النضري أحاديث مناكير، وقال الحاكم روي عن الضحاك المعضلات، وقال أبو سعيد النقاش، روي عن الضحاك الموضوعات، وله شاهد من حديث أنس رواه الترمذي في الجامع»، ورواية الترمذي هذه التي يشير إليها، أخرجها في: كتاب صفة القيامة: باب منه 4/642 رقم 2465 ولفظها: «من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له».
42- الحديث أخرجه الترمذي في: السنن كتاب صفة القيامة: باب منه 4/642 رقم 2465 من حديث أنس مرفوعًا، وابن ماجه في السنن: كتاب الزهد: باب الهم بالدنيا 2/1375 رقم 4105 من حديث زيد بن ثابت مرفوعًا، وأحمد في: المسند 5/183 من حديث زيد بن ثابت مرفوعًا، واللفظ لابن ماجه، وأورده البوصيري في: مصباح الزجاجة 4/212، وعقب عليه بقوله: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات...».
43- الحديث أخرجه مسلم في: الصحيح: كتاب الرؤيا: باب رؤيا النبي ﷺ4/1779 رقم 2270، وأبو داود في: السنن: كتاب الأدب: باب ما جاء في الرؤيا 4/306 رقم 5025 كلاهما من حديث أنس بن مالك مرفوعًا.
44- الروم: 3.
45، 46- مريم: 13، 19.
47- الحديث أخرجه البخاري في: الصحيح: كتاب الجنائز: باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلي عليه، وباب ما قيل في أولاد المشركين 2/118- 119، 125، وكتاب التفسير: سورة ﴿آلم غلبت الروم ﴾: باب لا تبديل لخلق الله لدين الله 6/143، وكتاب القدر: باب الله أعلم بما كانوا عاملين 8/153، ومسلم في: الصحيح: كتاب القدر: باب معنى كل مولود يولد على الفطرة.... 4/2047- 2049 رقم 22، 23، 24، 25، وأبو داود في: السنن: كتاب السنة: باب في ذراري المشركين 4/229 رقم 4714، والترمذي في: السنن: كتاب القدر: باب ما جاء كل مولود يولد على الفطرة 4/447 رقم 2138، ومالك في: الموطأ: كتاب الجنائز: باب جامع الجنائز، ص 160 رقم 571، وأحمد في: المسند 2/223، 253، 275، 282، 315، 346- 347، 393، 410، 481 كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعًا، واللفظ للبخاري، وعقب الترمذي على حديثه قائلًا: «هذا حديث حسن صحيح» وله شاهد عند أحمد 3/435، 4/24 من حديث الأسود بن سريع.
48- الحديث أخرجه أحمد في: المسند 2/353 من حديث أبي هريرة مرفوعًا، بلفظ: قال رسول الله ﷺ: «ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق- أو فوقي- فإذا أنا برعد وبرق وصواعق، فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت، فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا نظرت أسفل مني، فإذا أنا برهج ودخان وأصوات، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذه الشياطين يحومون على أعين بني آدم ألا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب» وأورده الغزالي في: إحياء علوم الدين: كتاب أسرار الصوم 1/232، وفي كتاب: شرح عجائب القلب: باب خاصية قلب الإنسان 3 ص 9، وقال عنه العراقي في: المغنى عن حمل الأسفار في الأسفار: «الحديث أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة بنحوه».
49- التغابن: 11.
50- الرعد: 28.
51- محمد: 17.
52- البقرة: 152.
53- الحديث أورده الهيثمي في: مجمع الزوائد: كتاب الإيمان: باب تجديد الإيمان 1/52 من حديث عبد الله ابن عمرو مرفوعًا به، وعقب عليه قائلًا: «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن».
54- الحديث أخرجه أحمد في: المسند 2/359 من حديث أبي هريرة مرفوعًا به، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: كتاب الإيمان: باب تجديد الإيمان 1/52 من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وعزاه إلى أحمد، وعقب عليه قائلًا: «وإسناده جيد، وفيه سمير بن نهار، وثقه ابن حبان».
55- الحديث أخرجه أحمد في: المسند 2/263 من حديث أبي هريرة مرفوعًا به.
56- الحديث أخرجه ابن ماجه في: السنن: كتاب الزهد: باب من يؤبه له 2/1379 رقم 4119، وأورده البوصيري في: مصباح الزجاجة 4/215- 216، وعقب عليه قائلًا: «إسناد حسن، شهر وسويد مختلف فيهما، وباقي رجال الإسناد ثقات...»، وأبو بكر ابن أبي شيبة في: المصنف: كتاب الزهد: باب كلام سلمان 13/335- 336، من طريق شهر بن حوشب بنحوه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل