; ركن الأسرة - العدد 14 | مجلة المجتمع

العنوان ركن الأسرة - العدد 14

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-يونيو-1970

مشاهدات 21

نشر في العدد 14

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 16-يونيو-1970

مصممة أزياء

مسرحية بقلم: سيد ورد

تظهر «إیمان» مصممة الأزياء وأمامها منضدة عليها قماش ومقص وعلى عنقها متر تقيس به القماش، وتقص ثم تتمشى على المسرح، وتقول إیمان: بسحر هذا المقص أصنع الجمال، وألعب بالاحلام وأجد الخيال، وبسلطان هذا المقص أنفث السحر الحرام أو الحلال، وأحرك عقول الرجال، وأغري قلوب النساء، وأدير تروس المجتمع كما أدير قرص الهواتف.

(تدخل عليها فتيات بملابس الفضيلة والوقار، وتستأذن بأدب وتحيي إحداهن):

 فائزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إيمان: «وهي تتمتم» سلام.. رحمة.. الله.. بركاته.. ما هذا الكلام، وما هذا النغم وما هذه التحية؟

فائزة: يا سيدة إيمان، أتتعجبين أم تتساءلين؟ إنها التحية بين المسلمين والمسلمات واستفتحنا بها لندخل في حوار معك يا سيدتي.

إیمان: تنظر إليها متعجبة: نعم، حوار، أي حوار هذا؟ هل أنت محررة صحفية هل أنتِ متجولة إذاعية، أم أنتِ مخرجة تليفزيونية؟

فائزة: قد يكون كل هذا لأن الحوار الذي جئنا من أجله حوار يختص بأخطر صحيفة تنشر لإنسان في أخطر موقف وأرهب مصير، وقد تذاع هذه الصحيفة على الملأ وقد تعرض صورها على رؤوس الأشهاد.

إیمان: ما هذه الصحيفة الرهيبة التي لها كل هذا السهول والخطر؟

فائزة: إنها صحيفة المرء يوم النشور؛ فمن آخذ باليمين، ومن آخذ بالشمال ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ *  فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ (الحاقة: 19 - 29).

إیمان «مذعورة منزعجة»:

هل سيأتي يوم أكون فيه وحيدة مجردة من حول وطول لا يغني مالي ولا يفيد سلطاني، ولا يدافع عني جاهي؟

ماجدة: نعم سيأتي هذا اليوم وستتحملين خطيئة كل من ترتدي الميكروجوب؟

من صنع هذا المقص كل قتل لفضيلة، كل مسخ لكرامة، كل وأد لعفة، كل وطنية تذوب وكل رجولة تشوه؛ فإن سيدة الصالونات لا تُربي رجلًا ولا تهذب امرأة.

إيمان: وأي ذنب جنيته؟ فما أكرهت فتاة على «الميكرو جوب» وإنما جمهور الفتيات مغرمات بالتقليد الأعمى، مسعورات بكل جديد والشاذ النادر من الفتيات لا يسلكن هذا الطريق الحضاري المتطور، والأجور والدخل التي تأتي من الراغبات في الحشمة لا تفتح محلًا ولا تكفل حياةً.

فائزة: تنزهي عن الأسلوب الرخيص في تحصيل المعاش؛ فقد يبارك الله في دينار ما لا يبارك ألف دينار، ولا تهبطي إلى المستوى الدون لتستهوي خيال العامة، وتتملقي غرائز الجمهور.

منی: یا أختاه: لا تجعلي عظام الصدور تجاويف قبور، واجعليها منطلق عبادة، ومحاريب طهارة، كوني داعية للفضيلة بحد المقص وسوف تكونين أخطر داعية. إن لغة المقص قدر يمضي بقدر، وتنفيذ يسري بقانون.

إيمان: إن الكلمة أشد هولًا وأكثر جحيمًا. الكتاب والأدباء والصحفيون حين يسخرون أقلامهم للأفراد للإغراء يحصدون القيم، ويهيلون على الروح التراب، فأين لحني من لحنهم؟

ماجدة: إن الكاتب قد تأسره شباك المقص فينشئ مسرحية يكون بطلتها فتاة ترتدي ما تقصين، وإن الشاشة في السينما أو التليفزيون تعرض فيه التمثيلية تكون بطلتها فتاة ترتدي ما تقصين، وإن المطرب يُغني بالأغنية عن فتاة ترتدي ما تقصين؛ فعلى مزامير المقص تغني كل الشياطين، ولو أصلح المقص تصميمه لفقدت الشياطين مزاميرها وصلح كل تصميم لمسرحية، كل تصميم لأغنية، ولو أصبحت أنت داعية للفضيلة لتبدلت سيئاتك حسنات ولأخذت الصحيفة باليمين ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (الشعراء: 88 – 89).

إیمان: جزاك الله عن الفضيلة وعني خير الجزاء. ولقد صممت على أن أطهر الثياب، وأعمر الخراب، وأطرق إلى التوبة كل باب.

وأما أنتِ يا أختاه، فلا تتركينى أسلك هذا الطريق وحدي واجعلي رئتي محاطة بالهواء النقي الذكي مع كل شهيق وزفير، وقولي لأطياف الخير تدفع أشباح الشر، ومري الطيف الواقف على درب التائبات أن يترقق بهذه التي صالحت ربها وعرفت رشدها.

«ثم تأخذ بيد الفتاة وتقول لها»:

هلمي الآن منقذتي هلمي    وأهلًا بالخلاص وقد سعى لي

شربت النور من فيك المصفى  بسلطان وزدت عليه مالي

وبعض الخير تواق لبعض  وقد تشفى القلوب من الخيال

 ثناء: يا أختاه ألا تعلمين؟ ألا تعلمين: أن أبواق الباطل غارت من اسمك الحقيقي «عفاف» فأحاطوه بدخان، وغطوة بضباب: بدخان من الأزياء أحاطوا وضباب من الموديلات غطوه، وأطلقوا عليه اسمًا مستعارًا ليحرموا الأذن أن تسمع كلمة طيبة، ويمنعوا اللسان أن ينطق اسمًا نظيفًا، يا لله حتى مجرد الاسم كرهت هذه الأبواق تداوله. فالبسي يا عفاف: البسي يا عفاف جلابيب الوقار، وأديري أنظار المجتمع إلى أزياء الحشمة، وموديلات الصون والعفاف، حتى ينشأ جيل غضيضة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن الباطل أرجلهم.

يا عالم الأسرار حسبي محنة

علمي بأنك عالم الأسرار

أخلق برحمتك التي تسع الورى

ألا تضيق بأعظم الأوزار

                ألا تضيق بأعظم الأوزار

 

 

بريد الأســــرة

ابنتك أصبحت كبيرة

سؤال ورد من الابنة خولة تقول: «إن أصعب مشكلاتي أنني أحاول إفهام أبي وأمي أنني لم أعد بعد طفلة تحتاج في كل مرة إلى توجيه عندما أحاول التصرف.. فلماذا؟

يا أخت خولة: عندما  كنتِ طفلة كان على أبويكِ رعاية جميع شؤونك، فكان عليهما أن يطعماك، ويلبساك ملابسك، ويحملاك من مكان إلى آخر وكنت تعتمدين عليهما كل الاعتماد، وقد قاما بعمل جليل إذ أخرجاك إلى هذا العالم.

حقًا إنك كلما كبرت قل اعتمادك عليهما، ولكنك مع ذلك ما زلت تعتمدين عليهما في أمور كثيرة في صورة أسئلة ومطالب، مثل: «أنا جائعة يا أمي.. ألا تجهزين لي شيئًا؟، ومثل: «والدي! ما الذي يجعل السيارة تجري؟»..

إن مثل هذه الأمور تذكر أبويك على الدوام بأنك في حاجة إليهما وأنهما أحبا أن يكونا ناصحيك. وأصحاب السلطان عليك ومصدر حمايتك ولأنهما أحباك فقد كانا يستمتعان بقضاء حاجاتك وتلبية رغباتك لا لشيء إلا لأنك «أنت» كنتِ بنتهما.

﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ (الإسراء: 23).

 

طفلك يحتاج لأبيه

يشعر بعض الآباء بأن طعنة قد وجهت إليهم لأنهم لم تتح لهم فرصة حمل أطفالهم وهم عائدون بهم من المستشفى؛ فالوالد يريد أن يكون له نصيب مباشر في العناية بطفله، وكذلك يريد الطفل أن يشعر بأن أباه قريب منه يحمله ويداعبه بل يعطيه الطعام والشراب، لأنه يحب أن يكون والده عطوفًا عليه وساهرًا على راحته.

 

التنظيف اليومي لحجرة الجلوس والاستقبال:

1-                         ترفع الستائر إنْ وُجدت وتُفتح النوافذ.

2-                        تُرفع المفارش وتُنفض باحتراس ثم تُنزع الأزهار وقطع السجاد الصغيرة.

3-                        تُكنس الأرض على حسب نوعها «في حالة وجود سجادة كبيرة تُكنس أولًا بحسب اتجاه وبرها ثم يُكنس ما حولها». وتُنفض قطع السجاد الصغيرة.

4-                        يُزال الغبار من على الأثاث وتُلمّع الأجزاء النحاسية أو المعدنية إنْ وُجدت. 

5-                        تُلمّع الأرض إذا كانت مدهونة.

6-                         تُغيّر مياه الأزهار وتُنسّق إنْ كانت طبيعية وتُعاد مكانها وكذلك المفارش وغيرها.

 

هل تقدرين ظروف الآخرين؟

فكما أنكِ طبعًا لا ترغبين في أن يثقل عليك أحد إذا  كنت ضجرة، كذلك لا يرغب الآخرون في ذلك، فقدّري شعور غيرك وضعي هذا نصب عينيك، فليس أجمل من القاعدة الذهبية «أحب لغيرك ما تحب لنفسك».

 

الحذر لا يمنع القدر

كان لملك ابن وحيد مولع بالفروسية والصيد، فرأى الملك في المنام أن أسدًا سيقتل ابنه؛ فخاف عليه خوفًا شديدًا، وأمر فبُني قصر ضخم زينت جدرانه بصور كل الحيوانات، وجُعلت حول القصر حديقة بها كل ما لذ وطاب، ووضع الأمير الصغير في هذا القصر الفخم. وبينما كان الأمير يتجول في قصره، وإذ به يرى صورة أسد معلقة على الحائط، فتحرك غضبه لحبسه، واقترب من صورة الأسد، وقال له: آه يا أبغض الحيوان، لقد حبست في هذا القصر بسببك. ومد يده إلى شجرة يقتطع منها غصنا يضرب به الأسد، فنفذت في إصبعه شوكة حادة سببت له التهابًا وألمًا شديدًا، فخرّ مغشيًّا عليه، وأصيب بحُمّى شديدة مات منها بعد أيام.

خير لنا أن نواجه مصائبنا بشجاعة؛ فإن الحذر لا يمنع القدر.

 

ماذا تفعلين عندما يبلع طفلك شــيئًا.. أو يقف شيء في حلقه؟

قال طبيب المجتمع عندما يبلع الطفل أشياء ملساء كالنقود أو الدبابيس ذات المشبك، فإنها عادةً ننزل في أمعائه ولا تُحدث أي ضرر، ولكن الطفل الذي يبلع مثل هذه الأشياء لا بد من ملاحظته واستشارة طبيب، اكشفي عن هذه الأشياء التي يبتلعها في برازه. ولا تعطيه أي دواء أو أي شيء يؤثر في جهازه الهضمي إلا ما يأمر به الطبيب.

وإذا كان الشيء الذي ابتلعه حادًّا أو مُدببًا اطلبي الطبيب فورًا. وإذا أدخل الطفل شيئًا في قصبة التنفس فسيكح أو يزوّر، فإذا كان الطفل زورانًا ويلهث في التنفس فاقلبيه رأسًا على عقب ماسكة رجليه أو قدميه واصفعيه على ظهره، وغالبًا ما يسقط الشيء الذي ابتلعه. وإذا لم يسقط فخذي الطفل لأقرب مستشفى حالًا. لا تضعي إصبعك في فم الطفل. فقد تدفعين ما ابتلعه فيدخل في حلقه أو قصبة التنفس.

الرابط المختصر :