; شيخنا الجليل أحمد العسال | مجلة المجتمع

العنوان شيخنا الجليل أحمد العسال

الكاتب د. عصام العريان

تاريخ النشر السبت 17-يوليو-2010

مشاهدات 18

نشر في العدد 1911

نشر في الصفحة 37

السبت 17-يوليو-2010

وقفت في صف الصلاة لأداء فريضة العصر قبل صلاة الجنازة على شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد العسال، بجوار شيوخ أفنوا أعمارهم في رحاب تلك الدعوة المباركة دعوة الإخوان المسلمين في صحبة ذلك الجسد الفاني الذي صاحبوه شابًا طالبًا، وعاصروه عالمًا مجتهدًا، وعرفوه مجاهدًا قويًا في الحق، وجاؤوا لوداعه في آخر لحظاته في الدنيا قرأت وردي في الصلاة كعادتي، فكان قدر الله أن أقرأ الآيات الكريمات من سورة إبراهيم ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ (إبراهيم: 25).
استبشرت خيرًا، وحمدت الله في تدبري لهذه الآيات التي إنطبقت على الموقف الذي أحيا فيه.
ها هو رجل نحسبه من العلماء المجاهدين الصابرين الثابتين المتواضعين اللينين الزاهدين الورعين يودع الدنيا بعد حياة حافلة في طلب العلم، وبذل العلم، ورعاية الطلاب والعلماء من أقاصي الدنيا إلى أقاصيها، أسس ودرس وعلم الآلاف على مدار حياته في مصر والسعودية و باكستان وغيرها من بلاد الله علمهم العلم والعمل والجهاد.
ها هو ابن دعوة الإخوان المسلمين الذي عرفها أثناء طلبه للعلم في معهد طنطا الثانوي الأزهري مع رفيق عمره وصاحب دربه الشيخ القرضاوي، الذي أمنا في صلاة الجنازة، وهو لا يملك دموعه، وأصر رغم مرضه وضعف صحته على المشاركة في حمل النعش إلى باب مسجد الحصري بمدينة ٦ أكتوبر، ها هو يودعنا دون أن نسعد بلقاء طويل كعادتنا معه في بيت جاره وصاحبه أ. د. سيد دسوقي أستاذ الطيران وبرفقة طيبة تتلمذنا عليهم في مختلف صنوف العلم ودروب الحياة حضر منهم الجنازة د. أحمد حمدي العالم الزاهد والخبير الإستراتيجي مع د. سليم محمد العوا، وشاركنا الجنازة المرشد السابق الأستاذ عاكف، والأخ الحبيب د . أبو الفتوح وفي وقوفنا على القبر بمقابر الجمعية الشرعية العموم المسلمين في مدافن مدينة ٦ أكتوبر في يوم قائظ شديد الحر، رطوبته قاسية، إذا بنسمات لطيفة تهب علينا ونحن في إنتظار الدفن تلهج السنتنا بالدعاء للفقيد الراحل فإزداد إستبشاري بإستجابة الله لدعائنا خرج أحمد العسال من الدنيا، ولا خصوم له إلا الذين يحادون الله ورسوله، ويتكبرون على شريعة الله التي أوقف حياته لخدمتها والدفاع عنها والمطالبة بتطبيقها، خرج من الدنيا زاهدًا ورعًا منفقًا لماله كما كان ينفق علمه، لا يبخل على أحد ولا على دعوته، فلطالما رأيته في مكتب المرشد وهو يستر بذله لله، ولا يتأخر في تقديم ولائه لدعوة الإسلام كان أحد إخواننا عندما علم بنبأ الوفاة طالبنا بالكتابة عن العسال؛ لأن الشباب لا يعرفون هؤلاء الرموز، فإذا بي واقف على القبر بجوار عدد قليل من الشيوخ ومئات الشباب من محافظات عديدة الجيزة والمنوفية وأكتوبر والقاهرة والغربية والبحيرة وغيرها، جاؤوا جميعا لوداع الفقيد الجليل.
صدقت يا سيدي يا رسول الله ﷺ: إن الله لا يقبض العلم إنتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. 
رحمة الله عليك يا د. أحمد العسال لقد تركت من ورائك وأمامك علمًا نافعًا سيظل ينتفع به إلى أمد بعيد، وتلاميذ من الدعاة والعلماء يدعون لك، إن كنت لم تترك ولدًا من صلبك يدعو لك فنحن جميعًا أولادك لن ننساك في دعائنا، وقد تواصيت أنا وزوجتي على أن يكون له نصيب من دعائنا لوالدينا يرحمه الله رحمة واسعة، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأفسح له في قبره مد بصره وملأه عليه خضرًا ونورًا، وتقبل عمله وعلمه وجهاده، وعوضنا عنه خيرًا .

الهوامش:
(*) ينشر بالترتيب مع موقع إخوان أون لاين بتصرف

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

هل تزول هذه الظاهرة؟

نشر في العدد 30

18

الثلاثاء 06-أكتوبر-1970

قصة العدد : نور في الأفق المظلم

نشر في العدد 430

14

الثلاثاء 30-يناير-1979

فتاوى المجتمع (1642)

نشر في العدد 1642

17

السبت 12-مارس-2005