العنوان هل تزول هذه الظاهرة؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
مشاهدات 18
نشر في العدد 30
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
الشباب
هل تزول هذه الظاهرة؟
بعد أيام قليلة تبدأ مباريات الموسم الرياضي الجديد، وفي بداية هذا الموسم لابد أن نقف على أخطاء الموسم الماضي؛ ندرسها حتى نتجنبها ونسير بطريقنا وهو خال من شوائب الماضي، وعلينا جميعًا أن نضع مصلحة شبابنا فوق أي اعتبار شخصي، وعلينا أن نعرف أن اختيارنا في أي مكان؛ سواء كلاعبين أو مدربين أو مسؤولين في الاتحادات؛ إنما لنقوم بواجبنا من أجل إعداد شبابنا إعدادًا كاملًا، وفي هذا العدد سوف نتناول موضوع الاستقالات لنتابع مواضيع أخرى في أعداد قادمة.
موضة الاستقالات.. هروب.
لقد تميز الموسم الماضي بالاستقالات المتعاقبة وخاصة الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية حتى أصبحت الاستقالات موضة الموسم الماضي، فماذا تعني الاستقالة؟، وهل هي هروب من المسؤولية وعدم القدرة على السير؟، أم أنها أصبحت كما قلنا موضة في الموسم الماضي لتبدأ الوساطات وتهليل الصحف والمجلات محاولة إرجاع المستقيل عن استقالته، ففي اعتقادنا أن الاستقالة ضعف ليس أكثر، فإذا كان لك رأي فيجب أن تقوله بصراحة؛ ثم يرجع الموضوع إلى مجلس الإدارة حيث تتعدد الآراء والشخصيات ويطرح اقتراحك للتصويت، ثم بعد ذلك عليك أن تتبع الجماعة ولا تشت أو تهرب من المسؤولية، وليس بعيب أن يسقط اقتراحك بالتصويت، ولكن العيب عدم إكمال الطريق لخدمة الشباب والمصلحة العامة، وفي الختام نرجو أن تزول مع بداية هذا الموسم كل هذه المظاهر.
رسالة الشباب:
أبعث إليكم رسالتي الثانية وأنا مسرور بهذه المجلة التي ساهمت في تقويم أخلاق الشباب السليم في الكويت وغيرها.
لأن هذه المجلة لها دور كبير في تقدم ورقي هذا المجتمع، وأحب أن أقول لكم إن في مجتمعنا هذا شبابًا كثيرين يريدون أن يحطموا هذا المجتمع بأيديهم؛ الذي أنار وسينير للأجيال القادمة الطريق، والآن يعيثون في اللهو والعبث الذي قضى على أمم من قبلنا وسيقضي علينا إذا ما اجتنبناه، وأقترح أن تخصصوا صفحة في كل عدد وتنشروا فيها مثلًا عن كيفية الصلاة وأركانها وشروطها، وإذا انتهى هذا الموضوع نأتي في العدد الآخر بموضوع يخص الزكاة، وبعد ذلك من صفات الشاب التقي المسلم وما الواجبات التي تجب عليه نحو مجتمعه، حتى تثقوا أن الشاب الذي قرأ هذا الكلام في الصفحة المخصصة له أصبح شابًا مسلمًا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله.
سعود عبد العزيز
ونحن بدورنا نحيي سعود عبد العزيز على روحه الوثابة راجين من الله أن يحفظ لنا مثل هؤلاء الشباب ليكونوا خير درع لأمتهم ووطنهم، وسوف نحقق لك ما طلبت وما هو بالمستطاع.
(إنهمُ فِتْيَة آمنوا بَربِّهم):
عندما عبرت باب المسجد إلى الداخل، رأيته جالسًا كالعادة في الصف الأول، يقرأ القرآن في انتظار أن يقوم الناس لأداء صلاة العصر، وكنت قد اعتدت كلما ذهبت للصلاة في المسجد المجاور أن أجد «طارقًا» ذلك الشاب المشرق المحيا، ذو الملامح الهادئة والسمت الطيب، والذي كان كلما قابلني يسبقني بتحية أحس فيها الصدق وصفاء القلب وإشراق الروح.
وكنت أردد بيني وبين نفسي: «جميل أن يحافظ هذا الشاب على صلاة الجماعة في المسجد وأن يداوم على تلاوة القرآن كما أراه في كثير من أوقات صلاة العصر، وهنيئًا له أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم لتعلق قلبه بالمساجد».
لكنني أخشى ألا يعطي دراسته الجهد اللازم، ولا أخفي أنني كنت شديد الإشفاق على طارق وأجد نفسي تقول لي:
إنه في السنة النهائية في المرحلة الثانوية- كما عرفت- ونحن في أواخر العام الدراسي فليته يعطي كل وقته للدراسة، وأتمنى على الله أن يحصل على مجموع ممتاز يؤهله لدخول الكلية المناسبة في الجامعة، فما أجدر مثل هذا الشاب من ذوي الأخلاق الطيبة والسجايا الحميدة أن يبرز بتفوقه في دراسته، بحيث يعرف أقرانه أن الشباب المسلم المتوجه إلى الله هو في المقدمة دومًا ليعرفوا أن أداء الطاعات لا يعيق عن التفوق بل يحفز المرء نحوه، وكنت أسائل نفسي: «يا ترى ما الذي يدفع هذا الشاب لملازمة المسجد، ملازمة أعجز عنها أنا الذي لا ألتزم بدراسة معينة ووقتي في الغالب ملكي- في غير وقت الدوام الرسمي؟»
ولا أخفي أنني تعلمت الكثير من الحرص على صلاة الجماعة من هذا الشاب الذي هو في مقتبل العمر.
فكنت أقول لنفسي:
أليس من العيب أن أتكاسل عن صلاة العصر بحجة أن حرارة الجو بدأت تشتد بحيث تصبح ثقيلة على المرء في مثل هذا الوقت، في حين يواظب من هو في مثل عمر تلاميذي على هذه الصلاة؟ وأجد من تذكري لهذا الشاب حافزًا قويًا لي لأداء الصلاة في المسجد.
وكثيراً ما كان يدور بخلدي سؤال: «ما الذي يدفع هذا الشاب وأمثاله للحرص على طاعة الله والتحلي بأخلاق الإسلام، في حين نرى الشباب من حولنا مشغولًا بلهو الحياة وزخرفها، وما أكثر زخارف حياتنا الحاضرة وما أكثر أسباب اللهو فيها»، وأقول لنفسي: «أين هذا الشاب من شباب مائعٍ لاهٍ محط أنظاره دور السينما بدلًا من بيوت الله، شباب يتخنفس ويربي سوالف ذات أشكال تجعل المرء أشبه بالحيوان منه بالإنسان؟».
وأجد الجواب سريعا: «السبب هو التوجيه الطيب والأسوة الحسنة لمثل هذا الشاب من أب فاضل أو مدرس مؤمن أو صديق ذي خلق، أو هذه مجتمعة هي التي تجعل من مثل هذا الشاب إنساناً يحس بحلاوة الهداية وسعادة».
الاستقامة؛ تلك السعادة التي قال عنها أحد الصالحين: «إن الملوك لو يحسون ما يتمتع به المؤمن من سعادة الإيمان لقاتلوه عليها بحد السيف».
لكنني لا أخفي أنني؛ رغم إعجابي بهذا الحرص من طارق على صلاة الجماعة في المسجد، لا أخفي أنني كنت أشفق عليه من ضياع بعض الوقت منه أثناء ذهابه إلى المسجد وإيابه منه.
وكنت أدعو له في نفسي أن يكتب الله له النجاح، أجل مجرد النجاح وبأي معدل للدرجات.
وقد سمعت اليوم، وقبل حضوري إلى المسجد أن نتيجة الثانوية العامة قد ظهرت، وأجدني حريصًا على أن أطمئن على نتيجة هذا الشاب الذي أحببته من كل قلبي، ولكنني لن أسأله هو: نعم لن أسأله هو، فقد يكون مقصرًّا فأسبب له حرجًا بسؤالي هذا، وتقدمت من صديق له يجالسه في المسجد وسألته: هل نجح طارق؟ فأجابني نعم: وقد نال والحمد لله معدل ۸۷% من مجموع الدرجات وكان من الأوائل في فرقته.
فانطلق لساني مرددًا: الحمد لله وتذكرت قول الله سبحانه: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ الله﴾ (البقرة: ٢٨٢ )
وهمست: إن أمتي إن كثر فيها أمثال هذا الشاب فليستبشر بخير قریب.
أبو مروان:
٦٠٠ طالب مسلم
يعقدون مؤتمراً إسلاميًا بأفريقيا
مؤتمر اتحاد الطلبة يناصر قضية فلسطين وتشاد وإريتريا:
دعا اتحاد الطلبة المسلمين إلى عقد المؤتمر السنوي الثامن في منطقة البحيرة الخضراء من ولاية ويسكونسن، وذلك في الفترة ما بين ٣- ٦ رجب ۱۳۹۰ه، الموافق ٤- ٧ أيلول ۱۹۷۰م، وقد كان موضوع المؤتمر الحركات الإسلامية المعاصرة- تحليل ونقد، وقد حضر المؤتمر ما يزيد على ٦٠٠ مسلم ومسلمة يمثلون ما يزيد على ٤٠ دولة، ومؤسسة علمية، وذلك من أطراف أميركا وكندا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، منهم الطلبة والمهندسون، والعلماء، والأطباء، والمحامون والأساتذة، والموظفون، والنساء، والأطفال.
افتتح المؤتمر بتلاوة من آي الذكر الحكيم، ثم کلمات ترحيب، وكلمة من الرئيس، ثم قرئ التقرير السنوي والمالي وصدق عليهما، وقد تضمن البرنامج أيضًا ندوات عن الحركات الإسلامية المعاصرة، منها: الجماعة الإسلامية في باكستان، والإخوان المسلمون في العالم العربي، وجماعة مسجومي في أندونيسيا، وحزب التحرير وجماعة التبليغ في الهند وباكستان، والحركات الإسلامية في تركيا وإيران.
وقد بحثت وحللت هذه الحركات تحليلًا ونقدًا وعرضت أثرها على العالم الذي يتخبط في دياجير الظلم وتضارب الأحزاب والأفكار الهدامة.
كان ضيوف شرف المؤتمر الأستاذ خورشید أحمد من باكستان والدكتور أحمد العسال من الجمهورية العربية المتحدة، ومن خلال المحاضرات والمناقشات أقر الحضور وأثبتوا أن الأمل مبني على تلك الحركات الإسلامية؛ التي تعتمد في أساسها على التضحيات والتكريس والاستقامة والثبات من القائمين عليها.
أما الندوة عن الحركات التحررية في فلسطين، وأرتيريا، وتشاد، فقد عرضت وحللت وبعد الانتهاء من الندوة عاهد المؤتمرون على أن يساهموا في تحرير تلك الأراضي من الطغيان والسيطرة الأجنبية والإلحاد.
وقد كان هناك أربع جلسات لعرض تاريخ ونشاط الاتحاد وما حققه الاتحاد من نشاط وخدمات، وخط بعض المشاريع للمستقبل، وبالإضافة إلى الجلسات العامة، كان هناك جلسات خاصة لكل فئة، فكان هناك اجتماع خاص للنساء، واجتماع خاص للأطفال، واجتماع خاص للمهندسين والعلماء، واجتماع خاص للجاليات الإسلامية، وممثلون عن الأقاليم الأربعة في الولايات المتحدة مع مساعديهم.
ومما يبشر بالخير أن الجاليات الإسلامية أبدت هذه السنة رغبة شديدة في حضور المؤتمر؛ وساهمت مساهمة فعالة في نشاط المؤتمر؛ وعاهدوا على أن يدعموا بكل ما أوتوا من قوة تلك الحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
ولم يخل المؤتمر كالعادة من المعرض الخيري الذي يعود ريعه إلى دعم نشاط الاتحاد، وبيع الكتب الإسلامية، وعرض لبعض التراث الإسلامي من طوابع إسلامية، وشرائح لبعض المساجد في العالم الإسلامي.
وقد انتخبت الجمعية العمومية الأخوة التالية أسماؤهم كأعضاء للجنة التنفيذية لسنة ۱۹۷۰م – ١٩٧١م.
الرئيس: إبراهيم كرايزي- سوري- نيو جرزي.
نائب الرئيس: مظفر بارتوميو- إيراني- ويسكونسن.
أمين سر الشؤون الداخلية: عبد العزيز عبد القادر- ماليزي- ويسكونسن.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل