; صحة الأسرة عدد (1585) | مجلة المجتمع

العنوان صحة الأسرة عدد (1585)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 17-يناير-2004

مشاهدات 15

نشر في العدد 1585

نشر في الصفحة 62

السبت 17-يناير-2004

 ومن الفول وما قتل!

لابد أنه قد تبادر إلى سمعك في يوم من الأيام أن أحدهم قد يشعر ببعض الوهن والتعب بعد تناوله صحنًا من الفول.

هذا الكلام صحيح إلى حد ما.... إذ إن هناك مرضًا اسمه انحلال الدم الناجم بشكل رئيس عن تناول الفول، وخاصة الفول الأخضر ويظهر على شكل انحلال في الدم عند الأشخاص المستعدين للمرض، حيث يعاني المريض خلال ١ - ٣ أيام من تناول الفول من وهن وتعب عام وشعور بهبوط في كل جسمه، وتتوج هذه الأعراض بتغير لون البول إلى الأحمر كلون الشاي، وتلون بياض العينين باللون الأصفر «اليرقان»، وتلون جلد المريض باللون الأصفر، وقد يكون انحلال الدم شديدًا بحيث يهدد حياة المريض ويستدعي دخوله المستشفى ونقل الدم بشكل إسعافي أحيانًا.

ما سبب المرض؟ ينجم هذا المرض عن نقص في أحد أنزيمات الكرية الحمراء ويسمى (G6PD)، ويكون النقص شديدًا في الكريات الكهلة التي يحدث فيها الانحلال بشكل رئيس ولهذا النقص درجات متعددة لا سبيل لذكرها الآن. هل هذا المرض وراثي نعم ويصيب الذكور بشكل رئيس ويندر حدوثه عند الإناث. الفول هو المادة الرئيسة لحدوث المرض الذي اقترن اسمه بها، وقد يكون مجرد السير في حقل فول أخضر أثناء موسم الإزهار سببًا في حدوث انحلال دموي، وقد يودي بحياة المريض، وينجم في هذه الحالة عن استنشاق غبار طلع زهر الفول، أما الفول اليابس فيكون انحلال الدم فيه أقل شدة.

كما أن هناك كثيرًا من الأدوية التي لها نفس التأثير وعلى رأس القائمة أدوية مرض الملاريا ومركبات السلفا والكلور أمفينكول حتى إن الفيتامينات كفيتامين سي وفيتامين ك.. والأسبرين تسبب الانحلال الدموي عندما تعطى بكميات كبيرة... إلخ..

ولذلك لا بد من تذكير الطبيب عند كل زيارة ليتجنب وصف الأدوية المسببة لانحلال الدم عند المريض.

هل يمكن أن يتعرض الرضيع لانحلال الدم؟

نعم وذلك عن طريق الإرضاع الطبيعي من الأم التي تناولت الفول فيحدث انحلال دموي عند الرضيع المستعد للإصابة، إذ تلاحظ الأم بعد يوم أو يومين من تناولها الفول وإرضاعها طفلها اصفرار لون الطفل ولون عينيه وتغير لون بوله نحو الاصفرار الغامق إضافة إلى ضعف رضاعته وتعبه.

ما علاج هذا المرض؟ في حالات انحلال الدم الشديد يتم نقل الدم والإسعاف لإنقاذ حياة المريض، ويكتفى بالتغذية الجيدة في حالات الانحلال الخفيف.

ما إنذار هذا المريض مع تقدم العمر يمكن أن يخف انحلال الدم تدريجيًا، وقد يشفى المريض نهائيًا بعون الله، يبقى أن نقول: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

د. عبد الدايم الشحود- إخصائي أول أمراض أطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض. 

 

 سرطان الصدر.. أسبابه والوقاية منه

د. شعبان بروال- drberoval@yahoo.fr

يعتبر سرطان الصدر عند المرأة من أكثر الأورام الخبيثة شيوعًا، فهو يمثل ما نسبته ٢٥% من مجموع السرطانات التي تصيب المرأة. ولقد ظل مجهول الأسباب حتى بداية النصف الثاني من القرن الماضي وقد زاد بشكل واضح في البلدان الغربية، خاصة بين الفئات المثقفة، وأصبح يشكل خطرًا على الصحة العمومية نظرًا للتكلفة الباهظة للعلاج من جهة، وعلى الأمومة والإنجاب من جهة أخرى.

لكن مع تطور العلم الحديث في الميدان الطبي علم الجينات التشريح المرضي للأنسجة الجراحة الدقيقة، والعلاج بالأشعة وضع العلماء أيديهم على الأسباب الحقيقية السرطان الصدر عند المرأة، فأصبحت الوقاية في متناول الجميع، وأصبح العلاج يتم بطرق متطورة جراحية كانت أو إشعاعية.

ويظهر سرطان الصدر عند المرأة ما بين٤٥ و٦٠ سنة حيث إن ٧٥% من الحالات يأتي بعد سن الأربعين، في حين أن ١,٣ فقط يأتي قبل سن الثلاثين، وتكون نسبة 7% من حالات الأورام من النوع الخبيث.

العوامل التي تزيد من الإصابة:

عوامل وراثية: أثبتت الدراسات العلمية الخاصة بهذا المرض أن احتمال إصابة امرأة لها قريبة في العائلة مصابة بسرطان الصدر ثلاثة أضعاف، وأن احتمال إصابة امرأة لها قريبتان في العائلة أصيبتا بنفس المرض ١٥ ضعفًا.

عوامل نسيجية: هناك أمراض حميدة تصيب الثدي إذا لم تعالج العلاج الصحيح تساعد على تسرطن الأنسجة المكونة لغدة الثدي وتتحول إلى أمراض خبيثة، حيث يصبح الخطر في مثل هذه الحالات ٣ إلى ٦ أضعاف مقارنة بامرأة عادية سليمة.

عوامل أخرى إذا توافر عامل أو أكثر من العوامل الآتية الذكر عند امرأة ما فإن احتمال ظهور سرطان الصدر عندها يكون أكثر من غيرها.

العمر المتقدم مع تقدم سن المرأة يزيد احتمال ظهور السرطان لديها، وينخفض هذا الاحتمال أثناء فترة اليأس ثم يرتفع بعدها مباشرة.

العقم فالمرأة العقيم أو التي أنجبت في سن متقدمة يظهر عندها أكثر من غيرها. المرأة العاملة خاصة في المجتمعات الغربية حيث تعزف المرأة عن الزواج والأمومة لانشغالها بالعمل خارج البيت.

المستوى المعيشي الراقي حيث يكثر تناول اللحوم بإفراط وتغيب الأطعمة الغنية بالأنسجة والألياف النباتية خاصة المرأة التي لم ترضع قط في حياتها.

المرأة التي حملت بعد سن الثلاثين. سن اليأس المتخلف فالفترة الطبيعية لسن اليأس هي (٤٤ إلى ٤٧ سنة). المرأة التي كانت دوراتها الشهرية الأولى مبكرة.

الأعراض السريرية:

في أغلب الأحيان تكتشف المرأة بنفسها ظهور أعراض هذا المرض وفي حالات أخرى يتم اكتشاف المرض من طرف الطبيب المعالج وغالبًا ما تكون هذه الأعراض: 

1- ظهور ورم بالثدي كتلة نسيجية، لها مواصفات من حجم وكثافة يختلف اختلافًا كليًا عن النسيج المكون للثدي، تحس به المرأة عند فحصها الذاتي.

2- سيلان الحلمة بسائل هلامي مختلط بالدم في بعض الحالات.

3- تغير شكل الثدي، وظهور قروح تصيب الجلد المغطى له تشبه قشرة البرتقال، تفتق الحلمة، أو تشوه شكلها الطبيعي.

4- ظهور عقد لمفاوية منتفخة أو ألم في الثدي. حدوث انتشار للسرطان باتجاه الكبد أو الرئتين (حالة متقدمة للمرض).

وعند زيارة الطبيب تخضع المريضة لفحص كامل وحوار حول ظهور الأعراض وتطورها، ثم تجرى بعد ذلك فحوصات إشعاعية وتشريحية للورم لتحديد نوعه النسيجي ومرحلة تطوره لاختيار العلاج المناسب.

الوقاية: الوقاية خير من العلاج مثل يعرفه كل الناس القليلون فقط هم الذين يدركون مغزاه الحقيقي، وعندما تتمتع مجتمعاتنا بثقافة وقائية فإن الكثير من الأسقام، والأوجاع سينتهي.

في حالة سرطان الثدي فإن الوقاية تعتبر حجر الزاوية بل هي العلاج، فالزواج والإرضاع، وتناول الغذاء المتوازن الغني بالألياف النباتية، والابتعاد عن زواج القرابة والفحص الذاتي للأثداء، ضمانات علمية للنجاة من خطر الإصابة بسرطان الصدر.

لقد ارتفعت أصوات الكثير من العلماء والأطباء في العالم الغربي تنادي بالعودة إلى الفطرة، لأن سبب ظهور بعض الأورام... العادات السيئة في التغذية من استهلاك مفرط للملوثات الغذائية والأغذية المحفوظة.

- أما الوقاية بالنسبة للنساء اللائي يكون عندهن الخطر مرتفعًا أو بهن بعض الإصابات الحميمية بالثدي فتتمثل في المتابعة المستمرة من طرف الطبيب، وعمل تصوير إشعاعي كل١ أو ٢٤ شهرًا..

 

 الولادة المبكرة والمتأخـرة.. خطر على الجنين

يقال: كل شيء في وقته حلو، ومدة الحمل عند الجنين تؤكد هذه المقولة، فمن المعلوم أن فترة الحمل الطبيعية منتان وثمانون يومًا، فلو اختلفت هذه المدة زيادة أو نقصًا حصل ما لا تحمد عقباه، وقد تصل شدة العاقبة إلى التأثير على المولود بحيث تصبح حياته معرضة لبعض الأخطار الصحية التي يصل بعضها في شدته إلى التأثير على حياة المولود.

أما الولادة المبكرة، أو ما ندعوه بالخداج فتتم عندما يكمل الجنين فترة حمل بين ۲۸ - ٣٧ أسبوعًا حمليًا، وتزداد الخطورة شدة على المولود كلما نقصت فترة الحمل، ويتعرض الخديج لعدد كبير من المشكلات الصحية لعل أهمها عدم نضج الرئتين، وهو ما ندعوه بداء الأغشية الهياليني، حيث يتشكل غشاء رقيق في داخل الرئة يسبب صعوبة المبادلات الغازية بين الرئة والدم، وبالتالي يحدث نقص في كمية الأكسجين في الجسم، وما يتلو ذلك من آثار سيئة على الجسم كله، ويحتاج هؤلاء الولدان إلى الدخول إلى وحدة العناية المركزة وإلى الحاضنة وأجهزة التنفس الاصطناعي إضافة إلى المحاليل المغذية وبعض العلاجات الخاصة، وخلال هذه الفترة قد يتعرضون إلى مشكلات صحية بعضها خطير، مثل حدوث النزف داخل الرئة، أو النزيف داخل الدماغ وكلتا الحالتين قد تحمل بين طياتها خطر الموت في كل لحظة.

حظر الأوكسجين:

وحيث إن المواليد يحتاجون إلى الأكسجين الفترة قد تطول أو تقصر حسب عمرهم، فإن هذا الأكسجين قد يؤثر بشكل سلبي على الجسم، وخصوصًا على العين والرئتين، فعلى العين يحدث أثرًا سلبيًا، وخصوصًا على شبكية العين وهي القسم العصبي الحساس ويؤدي الأكسجين إلى ما يدعى باعتلال الشبكية، وأحيانًا قد يصل الحال إلى انفصال الشبكية وحدوث العمى وذلك إذا لم ينتبه لفحص العين في الوقت المناسب من قبل إخصائي العيون، أما الرئتان فلهما نصيب كبير للإصابة بآثار العلاج بالأكسجين لفترة طويلة عند الخدج، حيث قد يحدث إصابة بالتليف في القصيبات الهوائية وهذا يسبب صعوبة في استغناء هؤلاء الولدان عن أجهزة التنفس الصناعية.

ونظرًا لعدم اكتمال نضج معظم أجهزة البدن عند هؤلاء الخدج فإنه قد يحدث عدم تحمل للتغذية المبكرة ولذلك يصاب المولود بانتفاخ في البطن وحدوث الإقياءات والتغوط المدمي، وهذا ما يدعى بالتهاب الكولون التنخري الذي يحتاج عناية خاصة من أدوية معينة وحمية مطلقة وقد يحتاج إلى إجراء عمل جراحي فيما لو حدث انثقاب في الأمعاء.

وهناك الكثير من الحالات التي تصيب الخدج ولكن لا يتسع المجال لذكرها كلها. والحمل الطويل قصة أخرى وذلك عندما تزيد أيام الحمل على أربعين أسبوعًا، حيث يتعرض المولود إلى بعض المشكلات الصحية التي تبدأ من داخل الرحم، حيث تنقص كمية السائل الأمينوسي داخل الرحم مع زيادة عمر الحمل، مما قد يسبب صعوبة في الولادة في بعض الحالات.

وقد يتعرض الجنين داخل الرحم إلى ما ندعوه بتألم الجنين حيث يتبرز الجنين داخل الرحم وهذا السائل الذي يبتلعه يدخل إلى رئته خلال الحمل، ويؤدي في حال تلوثه ببراز الجنين إلى إصابة شديدة في الرئتين تستدعي تدخلًا سريعًا لتوليد المولود وحاجته بعد ذلك إلى دخول العناية المركزة لفترة محددة ريثما يتحسن ويصبح قادرًا على التنفس بحرية دون الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي أو الأكسجين على أقل حد.

وبعد أن يتجاوز الحمل اثنين وأربعين أسبوعًا تشيخ المشيمة وتصاب بالهرم ويحدث فيها بعض التليف مما يسبب نقصًا في التروية الدموية للجنين، فإذا علمنا أن تروية الجنين تعتمد بشكل كامل على المشيمة، فإننا يمكن أن نتخيل الأضرار التي يمكن أن يصاب بها فيما لو تأخرت ولادته عن الوقت المناسب.

ونذكر من المشكلات الصحية التي تصيب هؤلاء الولدان نقص سكر الدم الذي قد يسبب في بعض الحالات أذية دماغية دائمة فيما لو كان النقص شديدًا ولفترة زمنية طويلة، وكذلك قد ينقص كلس الدم ويسبب حدوث اختلاجات في الحالات الشديدة، وهذه الاختلاجات قد تكون سببًا مهمًا في حدوث بعض النزيف ولا سيما داخل الدماغ، ومن الاختلاطات المهمة حدوث ما يدعى باحمرار الدم، حيث يزداد الهيموجلوبين إلى أرقام شديدة في دم المولود وتحدث لزوجة كبيرة في الدم مما قد يسبب حدوث الخثرات والجلطات في الدم، وبالتالي حدوث احتشاءات في أعضاء قد تكون خطيرة كما هو الحال في جلطات الدماغ أو حتى القلب.

ولا يخفى الأثر النفسي على الأم التي تتأخر ولادتها بعد اثنين وأربعين أسبوعًا، ويزيد هذا القلق حدوث الاختلاطات والمشكلات الصحية التي قد ترافق هذا الحمل المديد.

وهكذا تمر فترة الحمل ضمن نظام زمني متناسق بحيث يولد المولود موفور الصحة والعافية إذا أمضى داخل الرحم الفترة الكافية دون زيادة أو نقصان بحيث يضفي على كل من حوله جوًا من البهجة والسعادة، فتبارك الله.

د. عبد الدايم الشحود

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 39

28

الثلاثاء 15-ديسمبر-1970

نشر في العدد 1834

10

السبت 10-يناير-2009

نشر في العدد 1300

19

الثلاثاء 19-مايو-1998