; صحة الأسرة (1278) | مجلة المجتمع

العنوان صحة الأسرة (1278)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

مشاهدات 13

نشر في العدد 1278

نشر في الصفحة 62

الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

الحجامة ومنافعها

بقلم: الدكتور علي رمضان «*» 

«*» أخصائي الطب الطبيعي جدة السعودية.

تعددت في الآونة الأخيرة المواضيع المنشورة في الصحف عن «الحجامة» وهذا الموضوع من المواضيع المهمة جدًا والتي يجب أن يسلط عليها الضوء وذلك لأنها مرتبطة بأحاديث صحيحة رواها الإمامان البخاري ومسلم، فقد قال ﷺ: «خير ما تداويتم به الحجامة» البخاري ومسلم، وقال أيضًا: «الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكيّة بالنار وأنا أنهي عن الكي» رواه البخاري.

وعندما يقول رسول الله ﷺ أي شيء وجب تصديقه وتتبين صحته، فيجب علينا نحن الأطباء أن نقول سمعنا وأطعنا يا رسول الله لأننا نوقن أنه لا ينطق عن الهوى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾ (سورة النجم: 4)، ويجب علينا أن نسخر كل ما لدينا من إمكانات علمية وأبحاث لإثبات صدق كلام خير خلق الله.

وكثير من الناس لا يعرفون شيئًا عن معنى الحجامة ما هي؟ وكيف تتم؟ وهل ثبتت لها فوائد طبية أم لا؟ وسوف أحاول أن أجيب عن هذه الأسئلة بشكل سريع وببساطة تحقيقًا لسنة الرسول ﷺ وحتى يعود النفع على المئات من المرضى بإذن الله وتشجيعًا لإخواني وزملائي الأطباء على استخدامها:

متى بدأت الحجامة؟

لا نستطيع تحديد بدايتها على وجه الدقة فهي قديمة وتوجد عند قدماء العرب وتوجد أيضًا في الطب الصيني، وبنفس الكيفية التي يطبقها العرب وفي الطب الغربي توجد بعض الحالات المشابهة وإن اختلف المسمى.

تتم الحجامة عن طريق كاسات الهواء التي تستخدم في جميع دول العالم كعلاج لبعض الأمراض الروماتيزمية والصداع وتزيد عليها في الحجامة، بأن يتم عمل بعض التشريطات السطحية في أماكن معينة من الجلد في جسم المريض باستخدام مشرط طبي أو موسى حلاقة ويوضع كوب أو قُمع بعد إشعال ورقة بداخله على مكان التشريط، فيحدث  تفريغ للهواء ويمسك الكوب في الجلد وتنطفئ الورقة المشتعلة فينسحب الدم، وقد وفقني الله بفكرة بسيطة نسحب بها الدم بدون الحاجة لإشعال الورقة داخل الكوب وتؤدي نفس الهدف. 

وبالطبع مكان التشريط الذي تتم فيه الحجامة يختلف باختلاف نوعية الأمراض ويزيد التأثير لو تم في أماكن خاصة بنقاط الإبر الصينية.

وهكذا نستطيع تعريف ماهية الحجامة، مما سبق حيث إنها هي: «عملية سحب لبعض الدم من بعض الأماكن المختلفة من الجسم، قل هذا الدم أو كثر».

الحجامة والألم

إن تشريط سطح الجلد بالمشرط لا يسبب إلا ألمًا بسيطًا جدًا ينساه المريض فورًا خاصة من يعاني من الأمراض المزمنة، ومع ذلك فيمكن في بعض المرضى إعطاء بنج موضعي في المكان الذي سوف يتم فيه التشريط وسحب الدم، وقد تترك الحجامة تأثيرًا على سطح الجلد حيث إن هناك علامات بسيطة مكان التشريط سوف تختفي بإذن الله بعد مرور أسبوع أو أكثر، أما فيما يتعلق بتكرار الحجامة فهذا يتوقف على طبيعة المرض، وعامة لا مانع من تكرار الحجامة مع مرور فترة بسيطة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بين المرة والأخرى إذا كانت الحجامة سوف تتم في نفس المكان، ولذلك يجب على المريض ألا يصاب باليأس إذا جرب الحجامة مرة ولم يشعر بالراحة فيجب عليه تكرارها کتکراره لعشرات الأدوية قبل ذلك ولم يشعر بالراحة.

هناك الكثير من الأصحاء ممن يستخدمون الحجامة بصفة دورية ويشعرون بالكثير من النشاط والسعادة بعد أدائها، مع العلم أنه ليست للحجامة أضرار أخرى ما دامت تتم بأسلوب طبي مع مراعاة التعقيم الكامل للأدوات المستخدمة فبإذن الله لا تكون لها أضرار تذكر.

من الذي يقوم بالحجامة؟

إن الأمر بسيط جدًا ويقوم به أجدادنا وآباؤنا من قديم الزمان ولكن ما ينبغي اتباعه هو أن توضع نصائح وتعليمات معلمنا الأول ﷺ موضع التنفيذ والتطبيق العملي في داخل المراكز الطبية المختلفة وتحت إشراف الطبيب أو الطبيبة لمزيد من التعقيم، وتوفير جميع الاحتياطات لإسعاف المريض لأي طارئ قد يحدث وحتى نشجع عددًا كبيرًا من المرضى ذوي المستويات المختلفة ويخجلون من الذهاب إلى أماكن معينة لعمل الحجامة، وحتى لا تحرم المريضة من فوائد هذا الأسلوب النبوي في العلاج عندما تطمئن أن هذا الأمر يتم تحت إشراف طبي، وفيما يتعلق بتوقيت الحجامة فمن خلال نَص الحديثين المذكورين في بداية هذا المقال ومن خلال التجارب المختلفة لا يوجد وقت محدد وإن كان بعض الأئمة يفضل الاجتهاد وعمل الحجامات أيام السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر العربي، وهذا الأمر يمكن إجراء المزيد من الأبحاث عليه بمعرفة الأطباء الذين سوف يمارسون الحجامة.

ويفضل أن يكون المريض صائمًا وأن يأخذ حمامًا باردًا بعد الحجامة.

الأمراض التي تستفيد من الحجامة

إن نَص الحديث الشريف واضح فهو لم يحدد مرضًا معينًا ولذلك يمكن أن تعتبر الحجامة جزءًا من وسائل العلاج المختلفة لجميع الأمراض، ولكن من خلال تجارب المستخدمين للحجامة فهي تفيد كثيرًا بإذن الله في الحالات الآتية:

- حالات الصداع المزمن والذي فشلت معه الوسائل الأخرى. 

- حالات الآلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.

- بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل.

- الآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر. 

- الضغط المرتفع.

- بعض الحالات النفسية وحالات الشلل. 

علمًا بأن التبرع بالدم يمكن اعتباره نوعًا من الحجامة على مستوى الجسم كله، وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى المصابين بالمس، لأن الشيطان كما هو معلوم يجري من ابن آدم مجرى الدم، وعلى العموم، فإنه من المطلوب من كل طبيب مسلم أن يذكّر مريضه بالإكثار من قراءة القرآن والأذكار الصحيحة الواردة عن الرسول ﷺ، كما يتوجب على كل طبيب أن يفتح قلبه وعقله وأذنيه لنصائح الرسول ﷺ، ولا يرفض أي طريقة جديدة يسمعها وإذا استنفد الوسائل العادية في العلاج ولم يشف مريضه فيجب أن يكون من الذكاء بأن يحاول بالطرق الأخرى، وذلك حتى يزداد يقينه بالوسيلة الجديدة وبعد ذلك يعتبرها إحدى وسائله في العلاج.

لا بد لكل مريض أن يوقن بكلام خير خلق الله أولًا فهو الذي قال: «ما جعل الله من داء إلا وجعل له دواء».. ولذلك فعلى كل مريض أن يأخذ بكل الأسباب الممكنة والوسائل المتاحة، فإن كان الدواء الكيمائي العادي لم يأت بنتائجه فهناك الكثير من الوسائل التي بدأت تنتشر في العالم أجمع مثل الإبر الصينية والأعشاب والعلاج الطبيعي بأجهزته المختلفة والعلاج بالرياضة والضوء.

وقبل وبعد كل ذلك الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله والدعاء واتباع نصائح رسول الله ﷺ، وأن يجعل العسل والحجامة والحبة السوداء وغيرها مما ثبت عن رسول الله كإحدى وسائل العلاج، ويفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبي حتى تستعمل هذه الوسائل بدون جرعات إضافية أو تتعارض مع بعض الأمراض الأخرى. 

ويمكن أن يقودنا ما سبق إلى طرح سؤال يجول في نفوس بعضنا وهو: هل معنى ما سبق أن الوسائل التي ذُكرت في الأحاديث هي فقط الشافية؟، وهل معنى ما سبق أن نلغي كل الوسائل العلمية الحديثة الموجودة حاليًا؟

والجواب برأيي طبعًا لا يمكن لعاقل أن يقول هذا الكلام للأسباب التالية:

- أن هناك وسائل كثيرة أخرى للعلاج ذُكرت بلسان المصطفى ﷺ مثل الحبة السوداء والماء.

- أن الرسول هو نفسه الذي قال: «أنتم أدرى بشؤون دنياكم».

- يجب ألا ننسى الوقت والمكان اللذين قبلت فيهما هذه الأحاديث، والرسول عليه الصلاة والسلام يراعي ما هو متاح أمام قومه في هذا الوقت من إمكانات ووسائل، ولا يُعقل أن يطلب منهم استخدام وسائل لا يعلم أحد في ذلك الوقت عنها شيئًا.

- والرسول ﷺ هو القائل: «إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله» أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان.

لذلك لو أن الأمر قاصر على ما ذكره الرسول ﷺ ما قال هذا الكلام في الحديث الأخير، وهذا يعني أنه لا يوجد داء بدون دواء لأن الله هو الذي أنزل الداء وعلمنا الدواء وصدق حين قال سبحانه ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ (سورة الأنعام: 17).

لهذا كله فإنه يجب على كل طبيب أن يكون من الذكاء بحيث لا يرفض أي وسيلة جديدة لمرضاه الذين لم يأذن الله بعد بشفائهم بالطب العادي الموجود حاليًا.

وأخيرًا وليس آخرًا يجب علينا ألا نحاول الهروب من الحقيقة التي يعلمها كل طبيب أن كثيرًا من مرضاه لا يأتي إليه إلا بعد أن يكون من على ممارسي ما يسمونه «الطب الشعبي».

ولذلك وسط هذا التقدم العلمي العظيم يجب أن توضع وتطبق وصايا وتعاليم معلمنا الأول عليه الصلاة والسلام بما يناسبها من إجلال وتوقير داخل المراكز الطبية منعًا لسوء استخدامها أو الزيادة عليها، وللمزيد من الاستفادة منها كإحدى وسائل العلاج جنبًا إلى جنب مع الوسائل الحديثة الموجودة الآن.

يرفع دعوى على والدته لإهماله وهو جنين!

أثيرت في كندا مجددًا قضية حقوق الإنسان وأولوياتها، سيما بين الأمهات وأجنتهن، وقد عاد الجدل حول حقوق الجنين بعد أن وافقت محكمة كندية على النظر في دعوى رفعها فتى ضد والدته بسبب عاهة تسببت له بها خلال فترة حملها. 

ويتهم راين دكسون والدته بالإهمال بعد وقوع حادث سير اصطدمت فيه سيارتها بشاحنة، مما أدى إلى وضعها طفلها قبل الأوان، وكان مصابًا منذ لحظة ولادته بشلل في الدماغ. 

يذكر أن المحكمة الكندية العُليا كانت أصدرت حكمًا الشهر الماضي تجيز فيه لسيدة حامل الاستمرار في تعاطي المخدرات رغم التأثير السلبي على الجنين، مبررة ذلك بقولها: إن أولوية الحقوق هي للأم. 

تنمية الطفل رياضيًا تساعد على التفوق

القاهرة: المجتمع

أكدت ندوة ثقافة الطفل الرياضية التي عُقدت مؤخرًا بكلية التربية الرياضية، أن تنمية قدرات الطفل بدنيًا تساعده على التفوق في حياته العملية والعلمية، وتتيح له فرصة التكيف الاجتماعي، وتوجد لديه الولاء والانتماء للوطن.

وأوصت الندوة بضرورة مواجهة التحديات الخاصة بتنمية الطفل والتي تتمثل في التركيز على التحصيل الدراسي دون الاهتمام بالجانب البدني والصحي.

وطالبت بوضع مفهوم جديد للطفولة ومعاييرها على أساس تقسيم مراحلها السنية بما يتيح معالجة قضايا كل مرحلة على حدة، وكذلك تحديد المستوى الثقافي الذي يعالج كل مرحلة لإيجاد جيل واع من المعلمين لأهمية ممارسة الرياضة بدلًا من استغلال حصصها في الدراسات النظرية، وتنظيم مسابقات رياضية يومية بالمدارس، وإصدار كتب متخصصة في رياضة الطفل، وتوزيعها على تلاميذ المدارس، واعتبارها مادة أساسية لأن الحركة تدخل في تكوين الجين الوراثي للإنسان، حيث يتعرف على البيئة من خلال الحركة.

وأكدت الندوة الاهتمام بالمعاقين من الأطفال وإعطاء الإمكانيات ورعايتهم ليكونوا طبقة منتجة غير معطلة للتقدم المنشود للأجيال القادمة من خلال الأجهزة المختصة. 

الرابط المختصر :