; مناطحات مثيرة بين الصحة والإعلام | Mugtama مناطحات مثيرة بين الصحة والإعلام | مجلة المجتمع Mugtama

العنوان مناطحات مثيرة بين الصحة والإعلام

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-أبريل-1972

مشاهدات 6

نشر في العدد 96

نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 18-أبريل-1972

الصحة.. احذروا التدخين فهو عدو القلب والصحة

 الإعلام.. بل دخنوا.. فالتدخين ... لذيذ ... منعش!

أُعلِن أن شبكات التلفزيون الألمانية الغربية ستتوقف نهائيًّا عن إذاعة الإعلانات الخاصة بالسجائر، وكان هذا القرار قد اتُّخِذ من قِبَل وزير الاقتصاد الألماني بناءً على توصيات صحية أقرها المجلس الاتحادي الألماني في الحكومة الفدرالية، وهي من جملة بنود، للمحافظة على الصحة العامة.

هذا عمل إيجابي في مكافحة التدخين في بلد أوروبي.

وفي -مورياك- في وسط فرنسا تألفت هيئة من السكان برعاية طبيب، وطرحت أمام سكان المدينة مشروعًا من خمسة أيام لإبطال تدخين السجاير والتبغ على اختلافه، وبعد حملة قصيرة من المحاضرات حول مضار التدخين؛ وافق جميع سكان المدينة وعددهم ٣٤٠٠ شخص على بدء الحملة من خلال مشروع الخمسة أيام.

بدأوا أولًا وقبل كل شيء بإزالة إعلانات التدخين المغرية من الشوارع، وشاركهـم أصحاب المتاجر في إخفاء سجائرهم من الواجهات ثم تتابعت المحاضرات، وقد استطاعت هذه المدينة أن تسجل أول انتصار ساحق على السيجارة، وقد تعاهد الجميع مقسمين اليمين باقتناع تام على عدم لمس السيجارة مرة أخرى في حياتهم الجديدة، وهذا عمل إيجابي آخر يستحق التأمل والتفكير.

فماذا صنعنا نحن من أجل الامتناع عن التدخين؟

إعلانات، محاضرات، ندوات، في التلفزيون، في الإذاعة، في الصحف والمجلات، ثم مضى الأسبوع -أسبوع الصحة العالمي- ومضى معه كل شيء، السجائر لا زالت تحتفظ برواجها، والمدخنون لا يزالون كما هم يدخنون بشراهة، شخص واحد على الأقل لم نسمع أنه امتنع عن التدخين.

لماذا إذن نهدر وقتنا وإمكاناتنا في شيء نعلم مسبقًا أن نتيجته الفشل المحقق؟

القول بأن الإعلانات والمحاضرات والندوات يجب أن تتوقف، ولكننا في حاجة إلى عمل إيجابي يتوج هذه الحملة وتلك الإعلانات، ماذا لو حاولنا أن نفعل كما يفعل غيرنا، تجربةٌ في نطاق محدود يمتنع الناس فيها عن التدخين، أو يمتنع التجار عن بيع السجائر، أو حتى تمتنع دور السينما والصحف والمجلات عن نشر إعلانات السجائر، هذه الإعلانات عن التدخين التي واكبت حملة وزارة الصحة بكل إغراءاتها، لماذا لم نفكر على الأقل في منعها حتى نحقق الانسجام بين مؤسسات الدولة؟ أم أن التناقض أمر طُبِعْنا عليه ويستحيل علينا الخلاص منه؟ كما نرى مثلًا حين تقرر وزارة التربية في مناهجها أمورًا اعتقاديةً وأخلاقيةً معينةً وتأتي أجهزة الإعلام لتهدم كل ما بَنَتْه وزارة التربية.

أليس من حق الناس على المسؤولين أن يقدموا لهم ما يقدمونه منسقًا متجانسًا متكاملًا؟ هذه وزارة الصحة تقوم بحملتها ضد التدخين وتحاول ما وسعتها المحاولة أن تظهر للناس مضار هذا التدخين وتغريهم بالابتعاد عنه، فلماذا يُسمح في دور السينما بإفساد هذا الأمر وإغراء الناس بإعلانات التدخين؟ ولماذا يُسمح للصحف أن تعلن عن السجائر المفضلة اللذيذة ومعها الصورة المغرية؟

ماذا لو حاول الناس الامتناع يومًا عن التدخين وتضامن معهم بائعو السجائر فامتنعوا عن البيع يومًا واحدًا؟ لِمَ لَمْ يُنظَّمْ شيءٌ مثلُ هذا؟!

إن الأساليب العلمية هي الوحيدة التي أثبتت فَعاليتها في مثل هذه الأمور، وإن ما درجنا عليه من وسائل تقليدية يحاول كلٌّ منا فيها أن يختار أيسر السبل ليزيح المسئولية عن نفسه، فهو أمر بالغ الخطورة لا يدل على حيوية في هذه الأمة ولا على تَطَلُّعٍ إلى الأفضل.

موضوعات متعلقة

مشاهده الكل

بداية الزحف التبشيري على الكوَيت

نشر في العدد 1

625

الثلاثاء 17-مارس-1970

إقــراض المحتَاج واجب

نشر في العدد 1

651

الثلاثاء 17-مارس-1970

أصول الاقتصاد من الكتاب والسنة

نشر في العدد 2

583

الثلاثاء 24-مارس-1970