; صرخة أمريكية في وجه السيطرة اليهودية.. في أذنك يا سيد كلينتون!! | مجلة المجتمع

العنوان صرخة أمريكية في وجه السيطرة اليهودية.. في أذنك يا سيد كلينتون!!

الكاتب محمود الخطيب

تاريخ النشر الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

مشاهدات 14

نشر في العدد 1278

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 02-ديسمبر-1997

حين نتحدث عن الرأي العام الأمريكي يتبادر إلى الذهن دائمًا سيطرة اليهود على وسائل الإعلام في الولايات المتحدة التي استطاعت أن توجه السياسة الأمريكية لخدمة الدولة الصهيونية، وهذه الحقيقة على أهميتها، إلا أنها لا تلقي حماسًا أو اكتراثًا من عامة الشعب الأمريكي، لكن عددًا من المهتمين بتحرير الرأي العام الأمريكي من السيطرة اليهودية ينشطون في هذا المجال، وقد ظهر عدد كبير من المنظمات والجماعات الأمريكية في مختلف الولايات تدعو إلى فكرة تحرير الأمريكان من السيطرة اليهودية ودعوة الإدارة الأمريكية إلى وقف مساعداتها لإسرائيل التي هي في الأساس من أموال دافع الضريبة الأمريكي يدفعها لتحسين مستوى معيشته وليس لمساعدة دولة غريبة لا يرى المواطن الأمريكي من دعمها فائدة تعود عليه.

«في أذنك يا سيد كلينتون» مقال كتبه الدكتور وليام بيرس من منظمة تدعى التحالف الوطني وهي منظمة يمينية معادية لليهود وتدعو إلى تحرير القرار الأمريكي من هيمنة وتوجيه اللوبي الصهيوني، وقد أذيع ذلك المقال يوم ١٨ أكتوبر الماضي من إحدى الإذاعات الأمريكية المحلية في ولاية تكساس الأمريكية.

«في أذنك يا سيد كلينتون»، عنوان يشير إلى محاولة عملاء الموساد الصهيوني اغتيال زعيم من زعماء حماس عن طريق مهاجمته ورش مادة سامة في أذنه وفيه غضبة أمريكية على موقف كلينتون من العملية وعلى وسائل الإعلام الأمريكية الصهيونية التي تحقن عوام الأمريكان من مدمني مشاهدة التلفزيون بالدعاية الصهيونية، وقد أسماهم الدكتور بيرس Couch Potatoes وهم الكسالى الذين يقضون الساعات الطويلة في المنزل في مشاهدة التلفزيون، والمقتطفات التالية مختارات من هذا المقال المفيد المعبر عن وجهة نظر الرأي العام الأمريكي الوطني.

في أذنك يا سيد كلينتون!!

منذ أن قام اثنان من الإسرائيليين الإرهابيين يعملان بأوامر مباشرة من رئيس وزراء إسرائيل بمحاولة لاغتيال زعيم «ديني إسلامي» في الأردن عن طريق بخ مادة سامة جدًا في أذنه، ظللت أنتظر سماع ما سيكون عليه رد فعل السياسيين في واشنطن على ذلك العمل، كان ذلك منذ أكثر من أسبوعين، وما زلت أنتظر.

تخيل ما سيكون عليه رد الفعل لو أن رئيس سورية حافظ الأسد مثلًا، أرسل فريقًا من «الإرهابيين» العرب إلى «إسرائيل» لقتل زعيم ديني يهودي أو حاخام بارز بمادة سامة قاتلة طبخوها في مختبراتهم الكيماوية والبيولوجية الحربية وتم اعتقال الإرهابيين متلبسين بالجرم- لن تتوقف تعبيرات الغضب من المتبجحين في واشنطن- ولكان بيل «كلينتون» وهيلاري هما اللذان سيقودان الكورس، ولكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت قطع العلاقات الديبلوماسية مع الدولة المتورطة على الفور، ولقام السيناتور ألفونسو داماتو وشلة الآخرين المنافقين لليهود في مجلس شيوخنا بالدعاية والتحريض على شن حرب صليبية شاملة ضد سورية، ولاجتمع السيد كلينتون مع وزير الدفاع كوهين لدراسة أفضل أسلوب لضرب وتدمير قدرات سورية الكيماوية والبيولوجية الحربية عن طريق توجيه ضربة عسكرية، ولحركت بحريتنا عدة حاملات طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ولامتلأت افتتاحيات صحيفة نيويورك تايمز بمقالات أبي روزنتال الحاقدة والطنانة يومًا بعد يوم طالبًا اتخاذ إجراء ضد سورية، ولقام بيلي جراهام وغيره من رجال الكنيسة السياسيين يحدثوننا من على المنابر عن هذا الهجوم الفظيع ضد زعيم ديني وكيف أنه ينبغي على العالم ألا يتسامح مع هذا الإرهاب الذي يستهدف الدين، وهكذا...

لكني كما قلت ما زلت في انتظار سماع أول إدانة من واشنطن لعمل إسرائيلي إرهابي ما زلت أنتظر سماع أول تحذير من الخطر الذي يواجهه العالم نتيجة تطوير إسرائيل لأسلحة كيماوية وبيولوجية، ما زلت في انتظار أي تعليق حول المدلولات الدينية لقيام دولة يهودية رسمية باغتيال زعماء دينيين إسلاميين في دول أخرى، إنني في انتظار سماع أي عبارة استياء، لكن ليس هناك إلا الصمت الذي يصم الآذان!

 كان لكندا موقفها الجيد حين استدعت سفيرها من تل أبيب، لكن حكومتنا في واشنطن واقعة كليًا تحت سيطرة الأقلية اليهودية في هذا البلد، الأقلية التي تسيطر على وسائل الإعلام الجماهيري التي لا تتجرأ على إبداء أي احتجاج يذكر.

إن هذا النوع من الاغتيال الذي ترعاه الحكومة ليس أمرًا جديدًا على «إسرائيل»، ففي الخمسينيات كان الإسرائيليون روادًا في استخدام الرسائل المفخخة لقتل وتشويه الذين لا يحبونهم في البلاد الأخرى، كما استخدموا السيارات المفخخة لقتل الناس بما فيهم عابري سبيل أبرياء، أحيانًا يقتلون شخصًا آخر بالخطأ لكنهم لا يعتذرون أبدًا عن أخطائهم، وعندما يريدون قتل شخص بسرية يستخدمون السم أو مواد معدية حتى يبدو الأمر وكأن الوفاة حدثت طبيعية، إن عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الزعيم الإسلامي في الأردن كانت عملية روتينية لعملاء الموساد الإسرائيلي الذين حصلوا على السلاح الخاص الذي استخدم في بخ السم في أذن الضحية من السفارة الإسرائيلية في عمان حيث كان يحتفظ به لاستخدامه عند الحاجة.

نعم إنها عملية روتينية لحكومة تستند إلى دين يقول بأن حياة غير اليهود لا تساوي شيئًا وأن جميع أعداء اليهود يجب قتلهم. 

إن كل الشعارات المناهضة للإرهاب التي ترفعها حكومتنا لا تعدو كونها نفاقًا في نفاق، إن رئيس وزراء «إسرائيل» إرهابي بالدليل القاطع رجل أمر باغتيال زعيم «ديني» في بلد آخر، كما أنه أمر بشن هجمات إرهابية أخرى، فقبل أسابيع قليلة من محاولة الاغتيال الأخيرة «ضد خالد مشعل» أرسل نتنياهو مجموعة من الإرهابيين إلى لبنان مع أوامر لهم بقتل أشخاص، ولحسن الحظ تم اكتشاف أمر المجموعة قبل إكمال مهمتها الإجرامية، وبالطبع لم تلق تلك الجريمة أي انتباه من جانب واشنطن ولا من جانب وسائل الإعلام المهيمن عليها «يهوديًا»  وهو الحال نفسه في الجريمة الأخيرة.

إن تغاضي حكومتنا عن إرهاب «إسرائيل»، وأعمال الاغتيال التي تقوم بها يكشف الغطاء الأخلاقي عن موقفها من الإرهاب والاغتيالات من جانب الجميع.

إن الإرهاب السياسي الذي يجري في الولايات المتحدة هو نوع من السلوك الذي تمارسه الحكومة والذي يجعل الناس يفقدون احترامهم لهذه الحكومة، سلوك يجعلهم يحتقرون الحكومة، ومثلما تسببت المذبحة التي قامت بها الحكومة بحق النساء والأطفال في كنيسة ديفيد كورش في واكو بتكساس عام ۱۹۹۳، بوقوع الانفجار في المبنى الفيدرالي في أو كلاهوما سيتي عام ١٩٩٥م، فإن تغاضي الرئيس كلينتون عن إرهاب بنيامين نتنياهو في عام ۱۹۹۷م سيؤدي إلى تفجيرات في مبان فيدرالية أخرى في المستقبل. 

لو كانت حكومتنا جادة في رفضها للإرهاب لكانت قد قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع «إسرائيل» على الفور، ولأوقفت كل المساعدات عنها وفرضت مقاطعة اقتصادية كاملة عليها، لكن حكومتنا بالطبع غير جادة في ذلك.

إننا لسنا ساخطين على «إسرائيل» لأن اليهود يبخون السم في آذان قادة إسلاميين دون أن ينالوا عقابهم، لسنا ساخطين من ذلك على وجه الخصوص على الرغم من الرعشة التي تسري في عروقي كلما تذكرت كيف أن اليهود يخزنون في سفاراتهم في العالم كل أنواع الأجهزة والأسلحة الشريرة التي يتخلصون بها من الذين لا يريدونهم بطرق يبدو فيها الموت وكأنه وقع لأسباب طبيعية، إنني أتساءل كم قتل هؤلاء من المواطنين الأمريكيين كم عدد قضايا القتل التي طلبت فيها إدارة التحقيقات الفيدرالية من السلطات المحلية وقف التحقيق فيها، ثم تبين بعد ذلك تورط اليهود فيها؟

 السبب الحقيقي لغضبنا المتزايد على حكومتنا في واشنطن ليس ما يفعله اليهود في دول أخرى لكنه ما تفعله حكومتنا أو لا تفعله في هذا البلد إن مغامرة نتنياهو الأخيرة ومحاولة الاغتيال التي قام بها عن طريق السم في عمان لیست هي التي تهمنا لكن ما يعنينا هو رد فعل السيد كلينتون، إن الذي يعنينا هو النفاق والفساد في واشنطن.

هناك شيء واحد يمكنك أن تقوله عن اليهود، إن دينهم يقودهم إلى عمل أشياء تثير الغضب والذهول إلى حد أنها لا تترك لساستنا الذين تنقصهم النزاهة والذين يتواطأون مع اليهود من أجل أن يحافظوا على وظائفهم ومناصبهم أي مجال لتقديم الأعذار، إن كل ما يستطيعون عمله هو إبقاء أفواههم مغلقة على أمل ألا ينتبه لهم عامة الشعب من الذين يدمنون مشاهدة التلفاز أو على أمل أن ينسوا قبل حلول الانتخابات القادمة.

إننا نريد حكومة أمينة صادقة، حكومة تعني ما تقوله وتقول ما تعنيه حكومة يمكننا أن نثق بها ونحترمها ويجبر العالم كله أيضًا على احترامها، نريد حكومة تمثل مصالحنا ولا تخضع لسيطرة اليهود أو نفوذهم على الإطلاق، ويومًا ما ستكون لنا مثل هذه الحكومة.

 

الرابط المختصر :