; تمهيدًا للسيطرة اليهودية الشاملة - بيع الأراضي في طولكرم وجنوب لبنان | مجلة المجتمع

العنوان تمهيدًا للسيطرة اليهودية الشاملة - بيع الأراضي في طولكرم وجنوب لبنان

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-مارس-1974

مشاهدات 69

نشر في العدد 191

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 12-مارس-1974

تمهيدًا للسيطرة اليهودية الشاملة

بيع الأراضي في طولكرم وجنوب لبنان

باعوا فلسطين في لبنان بالأمس، واليوم يكملون بيع فلسطين ومعها جنوب لبنان.

ما هي تفاصيل هذه الصفقات المشبوهة، ومتى بدأت عمليات بيع الأراضي في فلسطين- ومن هم الذين باعوها ويعلنون عن بيعها مرة ثانية؟!

طولكرم برسم البيع!

بعد مؤتمر جنيف وعملية فك الارتباط بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية، وبدء الحديث عن مستقبل الأراضي المحتلة بعد حزيران عام ١٩٦٧ بدأ التجار يتحركون بدافع المصلحة الشخصية، وربما في إطار مؤامرة كبرى، للاستفادة قدر الإمكان من مرحلة السلم التي يتحدثون عنها اليوم.

وكثيرون هم الذين بدءوا يخططون منذ الآن لمشاريع مربحة بأشكال عديدة. ومن وجهات نظر معينة لها علاقة طبعًا بفتح الحدود يومًا مع إسرائيل.

في غمرة الأحداث السياسية نشر في بيروت إعلان عن قطع أرض برسم البيع وهي مستملكة لعدة بنوك أصبحت تحت إشراف بنك «التسليف الزراعي والصناعي والعقاري». ومن ضمن القطع المعلن عنها كانت قطعة أرض مساحتها 4079 مترًا مربعًا في طولكرم في فلسطين المحتلة، وقطعة ثانية مساحتها ٦۰۲۸م. م. في طولكرم المحتلة أيضًا. ويبلغ مجموع مساحة القطعتين ۱۰۱۰۷ أمتار مربعة.

ما هي قصة هذه الأراضي ومن هو صاحبها؟

مصادر بنك التسليف الزراعي والصناعي والعقاري قالت: إن هذه الأراضي مستملكة من قبل بنك الاقتصاد العربي، وضع البنك يده على هذه الأراضي قبل حزيران ولكن يبقى السؤال التالي مطروحًا: ماذا يحدث لو اشتراها السماسرة ووصلوا بها فيما بعد إلى الإسرائيليين؟ نطرح هذا السؤال لأسباب خطيرة نكشفها بما يلي:

1- إعلان الحزب الديني القومي «المفدال» تمسكه بأراضي الضفة الغربية لأنها، حسب زعمهم، من أراضي إسرائيل الدينية (!).

2- في اتفاقية دايان- سابير، التي أطلق عليها اسم «وثيقة غليلي»، قبل انتخابات الكنيست الثامنة، جاء ما يلي حول الأراضي المحتلة:

- تستخدم إدارة عقارات إسرائيل لتوسيع دائرة شراء الأراضي والأملاك في المناطق المحتلة؛ لأغراض الاستيطان والتطوير، وتشرف أيضًا على استبدال الأراضي.

   ستؤجر إدارة العقارات أراضي لشركات ولأشخاص من أجل تنفيذ مشاريع تطوير مصدق عليها.

- ستعمل الإدارة على شراء الأراضي بكل الطرق الفعالة ويدخل ضمن ذلك شراء الأراضي بواسطة شركات وأفراد وذلك بتنسيق مع الإدارة وملكيتها.

- فقط حينما تكون الأراضي لازمة لأغراض بناءة، وبعد دراسة الموضوع من النواحي السياسية والأمنية، وبعد أن تنضح عدم إمكانية شرائها بواسطة إدارة عقارات إسرائيل أو أن الإدارة غير معنية بالشراء، يصادق على شرائها بواسطة الشركات والأفراد.

أيضًا على شراء الأراضي التي اشتريت بواسطة أفراد وشركات يهودية.

أهمية طولكرم

وتتحدث «وثيقة غليلي» عن قضية تهويد مدينة القدس، وعملية دمج بيت لحم ورام الله بالقدس، وإقامة الاستيطان اليهودي في كل المنطقة الفاصلة بينها. ثم تعود لتتحدث عن طولكرم.

- إقامة مشاريع صناعية وإعادة تأهيل طولكرم.

«ليست هناك أية معارضة مبدئية لتطوير هذه المنطقة، سواء كان ذلك عن طريق شراء الأراضي من قبل دائرة عقارات إسرائيل أو بواسطتها. ويشترط أن تتم العملية بإشراف ملائم».

ومن خلال كتيب نشرته السلطات الإسرائيلية بلغات متعددة بعنوان«الحدود الآمنة»، تبين أهمية تركيز إسرائيل على شراء الأراضي في منطقة طولكرم: فالخرائط التي تزين الكتيب المذكور، تبين باللون الأحمر أهمية طولكرم بالنسبة للحدود الآمنة أو الحدود التي يمكن الدفاع عنها حسب الاصطلاح الإسرائيلي الجديد.

طولكرم تبعد عن مدينة «تاتانيا» الصناعية الواقعة على الشاطئ شمالي مدينة يافا ١٥ كيلومترا فقط. أي أن تلك المنطقة لن تكون آمنة لأنها ستكون على مرمى المدفعية العربية من فوق مرتفعات طولكرم. لذلك فإسرائيل تسعى لشراء الأراضي هناك لأسباب تتعلق بأمنها. وفي هذه الحالة لن تتأخر بشراء قطعتي الأرض التي أعلن البنك عنها بواسطة السماسرة والجواسيس، وخصوصًا في هذا الوقت بالذات.

 .. وجنوب لبنان!

مع إطلالة المرحلة، مرحلة ما بعد مؤتمر جنيف، بدأ وضع جنوب لبنان يتحرك على الصعيد التجاري. وتؤكد الأنباء أن الجنوب يشهد اليوم حركة بيع وشراء الأراضي والطبقة التي ابتعدت عن الجنوب، وأهملت الجنوب طوال ٢٥ سنة، بدأت تلتفت اليوم نحو الجنوب، اقصى حدود الجنوب، حيث الأراضي المقفرة المهجورة «الرخيصة».

على أثر هذه الأنباء اضطر المسؤولون إلى إجراء تحقيقات حول الموضوع، فتبين لهم أن وزيرًا في الدولة يتولى شراء الأراضي في الجنوب لحساب شركة عقارات سويسرية، بصفته وكيلًا لهذه الشركة وهذا الوضع أدى إلى ارتفاع أسعار الأراضي ارتفاعًا ملحوظًا.

«بدأت عمليات بيع الأراضي لليهود ومن هم بائعو الأراضي؟ يقول الدكتور عبد الوهاب الكيالى في كتابه «تاريخ فلسطين الحديث»:«نار توافد یهود» الهجرة الثانية «استياء الفلاحين الفلسطينيين الذين عبروا في أكثر من مناسبة عن معارضتهم منذ اللحظة الأولى لوصول المستعمرين الصهيونيين، ورافق الاستياء من قدوم المستعمرين اليهود، موجة من الغضب على الملاكين الإقطاعيين الذين كانوا يجنون الأرباح من بيع الأراضي للصهيونيين» .

ويقول الكتاب:«في شهر تشرين الثاني ۱۹۰۸، وردت تقارير تدل على أن الفلاحين في منطقة حيفا وطبريا يضمرون شعورًا من العداء نحو الملاكين العرب أصحاب الأراضي الشاسعة « مصطفى باشا، فؤاد سعد، آل سرسق»، وكذلك الأمر بالنسبة للمستعمرين اليهود. وفي الكثرة الساحقة من الحالات، كان بائعو تلك الأراضي يتألفون من الفئات التالية:

١- الملاكون الغائبون ومعظمهم من الأسر اللبنانية: سرسق، تيان، تويني، مدور وغيرهم.

٢- الملاكون الفلسطينيون ومعظمهم من العائلات المسيحية كسار، روك، خوري، حنا وغيرهم. وبعض وجهاء المسلمين من أفندية صفد والرملة.

عارض الفلسطينيون عمليات بيع الأراضي ونظموا حملة شديدة على السماسرة والملاكين العرب. وهاجمت الصحف آل سرسق. لاعتزامهم بيع قريتي «فولة» و «عفولة».

وأرسل سكان الناصرة وحيفا برقيتين إلى الحكومة محتجين فيها على السماح ببيع الأراضي لليهود. كما حذرت صحيفة «الكرمل» من أن يرهن أحد أراضيه لدى الشركة «الأنغلو- فلسطينية» لأنها صهيونية.

ونشرت صحيفة الكرمل «نداء عام إلى الفلسطينيين» تلقته من إحدى المنظمات الوطنية في القدس، جاء في النداء:«إياكم أن تبيعوا أراضيكم، ولا تترددون في استخدام القوة؛ لمنع الفلاحين من بيع أراضيهم، وعليكم منذ الآن أن تطردوا سماسرة بيع الأراضي وتلعنوهم»

وذكر كتاب «تاريخ فلسطين الحديثة» أن أغنياء بيروت وتجارها من أمثال عائلات بسترس، و سرسق، وتويني ومتى، وفرح، والخوري حصلوا على أخصب أراضي فلسطين في سهل مرج ابن عامر.

واليوم بدأت طبقة التجار تحسبًا منذ الآن لممارسة دورها في شراء وبيع الأراضي في جنوب لبنان، وفي الضفة الغربية، بما يتناسب مع «المرحلة». وسيظل هؤلاء يشترون الأرض ويبيعونها مرارًا وتكرارًا، لأنهم غريبون عنها يعيشون فوقها بلا جذور، لا تشدهم إليها غير المصلحة التجارية.

«عن الدستور اللبنانية»

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 11

83

الثلاثاء 26-مايو-1970

وماذا بعد العدوان على لبنان؟

نشر في العدد 230

56

الثلاثاء 17-ديسمبر-1974

رد الأم العربية!