العنوان صفحات مشرقة من جهاد الإخوان المسلمين
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 10-يوليو-1979
مشاهدات 18
نشر في العدد 453
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 10-يوليو-1979
ما موقف الإخوان المسلمين من اغتصاب فلسطين؟
كيف تصدى الإخوان للاستعمار الإنجليزي؟
الاستعمار يتهم الإخوان بالشيوعية!
واليهود يتهمونهم بالتعصب!!
صفحات من جهاد الإخوا المسلمين للإنجليز
وأذنابهم يتهمونهم بالعمالة للغرب واليهود!!
فعلًا ما يدل هذا؟!
إنه يدل على نزاهة الإخوان المسلمين...
ويسقط الأقزام ويبقى الإخوان المسلمين شامخين مخلصين
في الآونة الأخيرة كشف الطواغيت وأذنابهم عن أنفسهم الدنيئة علانية واستطاعت ألسنتهم لتنفث سموم حقدها الأسود على الإخوان المسلمين كذبًا وبهتانًا.
إنها لم تترك نعتًا قبيحًا إلا ونعتت به جماعة الإخوان المسلمين واستفادت مما في قاموسها من كلمات سوداء علمها إياها أسيادها من يهود وصليبيين وشيوعيين، وكأني بها قد وقفت أمام المرآة ونعتت ما رأته من صفاتها نفسها.
وكأنها كانت تريد بذلك أن تقيم ستارًا كثيفًا حول عوراتها وجرائمها التي لا تعد ولا تحصى فاستخدمت صفاتها الذاتية وألقتها على الشرفاء.
ولكن هل ينفع هذا التضليل والكذب ومنذ القديم قال المتنبي:
وهبني قلت هذا الصبح ليل *** أيعمى العالمون عن الضياء؟
نعم أيعمى الناس عن صفات الإخوان المسلمين المضيئة وجهادهم ضد الاستعمار واليهود وأذنابهم بالكلمة الحرة وبالمال الحلال وبالدم الكريم الأصيل.
وإذا أردنا أن نستعرض صفحات الإخوان المسلمين الجهادية منذ نشأتهم إلى الآن ضاق بنا المجال. لذلك سنكتفي اليوم بالكلام عن جهاد الإخوان المسلمين ضد اليهود في فلسطين وضد الاستعمار البريطاني.
لمحات من جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين:
لم يقف الإخوان صامتين مكتوفي الأيدي وفلسطين المقدسة تذوب في البحر اليهودي تحت سمع المسلمين والعالم وبصرهم فتوجهوا إلى المركز العام في القاهرة أفواجًا حتى اكتظ بهم والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيهم.
لم يكن موقف الحكومة المصرية معهم إيجابيًا بل منعتهم. وأخيرًا وبعد إصرارهم وعنادهم وافقت على دخولهم معركة الجهاد المقدس في فلسطين بشروط عدة قبلها الإخوان المسلمون لأنهم لا يريدون سوى الجهاد.
وبدأت حركة التطوع والتدريب بإشراف المجاهد الكبير الصاغ محمود لبيب وكيل الإخوان وقائد وحداتهم العسكرية.
وفي 25- أبريل- 1948 صدرت الأوامر للإخوان المسلمين بالذهاب إلى فلسطين، حيث استطاعوا بقيادة القائد البطل أحمد عبد العزيز أن يلقنوا اليهود دروسًا لا تنسى في البطولة والشهادة والدفاع عن المقدسات.
لم يكتف الإخوان المسلمون بالجهاد على الحدود المصرية- الفلسطينية وإنما توغلوا داخل فلسطين في بئر السبع والخليل وبيت لحم وغيرها وكان لهم فضل ببقاء الخليل وبيت لحم مع العرب حتى عام 1967.
ولما يزل إلى الآن من عاصرهم من الفلسطينيين يذكرون بلاءهم وشجاعتهم بكل خير، وكذلك فإن اليهود لما يزالوا إلى اليوم يذكرون ذلك بحقد وألم، بل إنهم يورثون هذا الحقد لأولادهم، إذ حملت الأخبار قول أم يهودية لابنها وهي تشير إلى صورة الشهيد «حسن البنا» رحمه الله تعالى: (اعرف عدوك ... هذا هو عدوك اللدود).
قدم الإخوان المسلمون على ثرى فلسطين الطاهر كثيرًا من الشهداء الأبرار ولمعت أسماء مجاهديهم وصارت على كل لسان مثل: أحمد عبد العزيز وزكريا الورداني ومحمود عبده ولبيب الترجمان وحسين حجازي وعبد المنعم عبد الرؤوف ويحيى عبد الحليم وأحمد شعبان وصلاح البنا ومحمد فكري وعبد الجواد طبالة وغيرهم.
وبعد هذا الجهاد الطاهر كرمتهم الحكومة المصرية العميلة للإنجليز آنذاك تكريمًا حارًا إذ اقتادتهم من ساحات الجهاد إلى المعتقلات بعد أن اغتالت بغدر ولؤم المرشد العام الشيخ حسن البنا رحمه الله تعالى.
والعجيب بعد هذه الصفحات الجهادية البطولية المخلصة يتهمهم بعض الأقزام بالعمالة لليهود فمن العملاء يا ترى؟!
إن موقف الإخوان المسلمين من الاستعمار معروف متسم بالعداء، إنه موقف جهادي سواء بالكلمة أم بالسلاح.
ولما يزل التاريخ إلى اليوم، وإلى الأبد، يذكر بفخر واعتزاز بطولات الإخوان المسلمين ضد الإنجليز في قناة السويس في بداية الخمسينات مع العلم أن فكرة جهاد الإنجليز بالسلاح كانت مقررة قبل ذلك بست سنوات وطالما اغتال الإخوان الجنود البريطانيين في القاهرة والإسكندرية وغيرهما.
ومن الإنصاف للتاريخ أن يعرف الجيل الجديد أنه لا الحكومة المصرية العسكرية، ولا أي حكومة سواها كانت قادرة على إقناع الإنجليز بإجلاء قواتهم عن مصر لولا الجهاد الشاق المبارك الذي قام به شباب الإخوان المؤمن.
لقد قرر الإخوان تبني المعركة في قناة السويس على شكل حرب عصابات، وكانت خطتهم تقوم على:
1- بذل المزيد من الجهد لتعزيز الصلة بعمال المعسكرات البريطانية وإعداد تقارير مفصلة عن تحركات الجنود الإنجليز ومناطق تدريباتهم ومراكز الحراسة والدوريات المتحركة ومخازن الذخيرة ومواعيد القطارات وغيرها.
2- القيام بحملة دعائية دينية في كافة المنطقة وقراها وتعزيز الصداقات مع العمد والوجهاء وشيوخ القبائل.
3- بذل جهد خاص لجمع التبرعات وشراء الأسلحة والذخائر وتخبئتها.
وقد استفاد الإخوان من غنائمهم في حرب فلسطين والتي كانوا قد دفنوها في أماكن خاصة قبل اعتقالهم بمساعدة قبائل سيناء البدوية فاستخرجوها ونقلوها تباعًا لمنطقة القناة.
والواقع أنه أمر يفوق الشجاعة بكثير أن تقاوم فئة قليلة الجبابرة ببندقية صدئة وعتاد قليل ولكنه الإيمان الذي لا يقف أمامه أي عائق.
كانت أقوى التشكيلات السرية في منطقة القناة تلك التي كان يرأسها في الإسماعيلية داعية محنك عظيم الخبرة هو الشيخ محمد فرغلي يساعده يوسف طلعت رحمهما الله تعالى وعدد كبير من الشباب الواعي المنبث في مختلف الفئات والطبقات.
لقد كان على الاستعمار البريطاني أن يواجه هذا العدو الخفي -الإخوان المسلمين- وأن يواجه معه أسلحة أخرى شحذها له شباب الإخوان المؤمن فزادت موقفه سوءًا على سوء ونعني بها إضراب العمال عن العمل مما سبب شللًا تامًا للقاعدة، وكذلك منع المواد التموينية من الوصول إلى المعسكرات حتى وقعت المجاعة واضطر الأسطول البريطاني إلى التدخل وأصبحت بوارجه الحربية وطائراته تنقل اللحوم والخضراوات وغيرها من ألوف الأميال من الصومال وأوغندا لتمويل الجيش المحاصر.
استطاع الإخوان المسلمون أن يضايقوا الإنكليز ويلحقوا بهم خسائر جسيمة وينتصروا عليهم انتصارات عظيمة ويلقنوهم دروسًا لن ينسوها واضطروا أن يستقدموا فرقًا عسكرية بريطانية لتؤازر قواتهم في منطقة السويس إلا أن هذا كله لم يفدهم شيئًا.
ولقد اعترفت الصحف البريطانية بذلك فقالت (الديلي ميرور): «إننا لا نستطيع بعد الآن أن نقول عن قوات التحرير المصرية إنها إحدى الدعايات المضحكة، لقد وصلت المعركة إلى طور جديد وظل المصريون يحاربون لواء «الكاميرون الهايلاندرز» باستماتة عجيبة.
وبعد أن فشل الإنكليز في القضاء على مقاومة الإخوان المسلمين في قناة السويس فبدأوا ضدهم حرب التهم والأكاذيب ليشوهوا صورتهم أمام العالم فاتهموهم بأنهم أدوات مسخرة للشيوعية وبالتعصب والإرهاب، وما أشبه اليوم بالبارحة، ولكن الله تعالى نصرهم نصرًا عزيزًا مؤازرًا لأنهم نصروه ولينصرن الله من ينصره.
ما أشبه اليوم بالبارحة!
نعم ما أشبه اليوم بالبارحة فمثلما استعان الإنكليز في حربهم ضد الإخوان بالتهم الكاذبة الباطلة فاتهموهم بالشيوعية وأنهم إرهابيون متعصبون نجد أذنابهم أقزام اليوم يدركون أكاذيب أسيادهم فيتهمون الإخوان من جديد بالعمالة والتبعية والإرهاب.
وهكذا فإننا لم نجد جماعة اتهمت من أعدائها مثل الإخوان المسلمين، فهذا يتهمها بالشيوعية، وهذا بالعمالة للغرب، وذاك بالتعاون مع اليهود، فأيهم الصادق؟! ... إنهم جميعًا دجالون كذابون يحاولون أن يغطوا عمالتهم الحقيقية فلصقوها بالإخوان المسلمين ولكن أحدًا لم ولن يصدقهم، وإن أكاذيبهم ما عادت تنطلي على أحد.
ويسقط الأقزام قزمًا بعد قزم، ويبعث الله تعالى الإخوان من محنتهم أقوى إيمانًا وأطيب نفسًا وأصلب عودًا وهذا من فضل الله تعالى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل