العنوان صفحات من دفتر الذكريات (40) سياسة اقتلاع الأصول.. وزرع الفتن والفساد
الكاتب الدكتور توفيق الشاوي
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995
مشاهدات 14
نشر في العدد 1142
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 21-مارس-1995
• القوى التي تعادي الإسلام تهدف لإخلاء المنطقة للصهيونية وحلفائها لتحقيق سيطرتها الكاملة على بلادنا ومقدراتنا.
يذكر لنا السيد السفير فتحي الديب في الفصل الأول من كتابه الذي أشرت إليه أن أول خطوة خطاها للاتصال بالهيئات والأحزاب الوطنية في شمال إفريقية كانت شهر مارس عام 1954م.
والذين عاشوا فى مصر أحداث أزمة مارس 1954م الشهيرة يعرفون أنها كانت أخطر أزمة واجهها عبد الناصر في طريق مسيرته لفرض الحكم العسكرى رغم معارضة اللواء محمد نجيب رئيس مجلس الثورة وأنصاره في المجلس وخارجه الذين أيدوا المطلب الشعبي بإعادة الحكم المدني وإجراء انتخابات حرة.
وقد أيد الإخوان المسلمون موقف اللواء محمد نجيب وأيدته جمعيات هيئة التدريس بالجامعات كلها، كما أيده السنهوري رئيس مجلس الدولة، واعتدي عليه في مكتبه بسبب ذلك، رغم أنه كان أكبر منظر ومشرع للثورة قبل ذلك، لكنه لم يكن يؤيد الاتجاه الناصري لفرض الحكم العسكري، وانحاز إلى الرئيس محمد نجيب لعودة الحكم المدني كما انحاز له الإخوان المسلمون والوفد وجميع الأحزاب التي كانت معروفة في تلك الأيام، حتى اضطر مجلس قيادة الثورة للتراجع، وأعلن في 25 مارس 1954م رفع الرقابة عن الصحف والإفراج عن جميع المعتقلين من الإخوان وأساتذة الجامعات وغيرهم في يوم واحد، لكي يتفادى الانهيار الذي كان يهدد النظام كله بسبب تعدد القوى المعارضة وتضامنها الذي أدى إلى عزلة كاملة لعبد الناصر وجماعته وكادت تودي به.
محاولة الاحتواء للحركات الوطنية
هذا هو الوقت الذي يذكر لنا فيه السيد فتحي الديب أنه بدأ عمله للاتصال بجميع الأحزاب والهيئات في شمال إفريقية، وكانت أولى خطواته كما قال: هي مقابلة الأمير عبد الكريم الخطابي يوم 16 مارس 1954م ليأخذ رأيه فيما يمكن عمله لتحرير جميع أقطار المغرب العربي.. كما يدعي!!؟
ليس من المصادفة البحتة أنني كنت في تلك الفترة بالذات معتقلًا مع عدد من أساتذة الجامعة باعتبارنا كنا المحرضين لجمعيات هيئة التدريس في الجامعات لتعلن تأييدها لموقف الرئيس محمد نجيب الذي كان الرأي العام كله وراءه.
ولو أن أحدًا ممن له موقف أو رأي سياسي سمع أن أحد أعوان عبد الناصر المقربين بدأ الاتصال بالأحزاب والهيئات الوطنية في شمال إفريقيا لقرر فورًا أن هذا العمل في ذلك الوقت له علاقة بأزمة مارس التي كانت تهدد عبد الناصر وحكمه العسكري وأنصاره جميعًا.
وقد بيّن لنا هذه العلاقة السيد فتحي الديب فيما كتبه عن أول موضوع عرضه وألح في عرضه في الاجتماعات التي عقدها مع المسئولين عن الحركات المغاربية، وهو سعيه إلى استبعاد الشيخ الفضيل الورتلاني بسبب علاقته التي وصفها بأنها مشبوهة بالإخوان المسلمين، وإبعاد الشيخ البشير الإبراهيمي عن الإشراف على الطلاب الجزائريين المبعوثين دون سبب إلا أنه يمثل أصحاب الفكر والثقافة الإسلامية، الذين يعتبرون في نظر أصحاب السلطة حلفاء طبيعيين للإخوان المسلمين، أي أن هدفه بعبارة أدق هو إحكام محاصرة التيار الإسلامي وإبعاد رموزه من ميدان العمل الوطني والسياسي في الجزائر لتحتكره المخابرات المصرية هناك كما تحتكره في مصر.
إنني أخشى أن جهات أجنبية هي التي دفعت المخابرات المصرية لهذا المسلك لكي تقوم بمهمة خطيرة لصالح تلك القوى الطامعة، وهي مهمة اقتلاع الفكر والاتجاه الإسلامي في مصر والعالم العربي والإفريقي؛ لأنه يحظى بتأييد كبير لدى الجماهير وخاصة في الجزائر وشمال إفريقيا بصفة عامة.
كما يذكر لنا السيد فتحي الديب في صفحة (22) و (23) من كتابه أنه في اجتماعه مع الأمير عبد الكريم بتاريخ (16 مارس 1954): اختلف معه في أسلوب الإعداد والتحضير وطريقة التنفيذ؛ لأنها متسمة بطابع عمليات أوائل القرن العشرين، أي أن الأمير كان يريد أن يعيد ثورته في المغرب العربي كما كانت في العشرينيات، وهذا في نظر المؤلف كان يتنافى مع متطلبات النضال المسلح في الخمسينيات، وأرجح أن يكون هناك اعتبار آخر هو ما فهمه من حواره مع الأمير من أن فكره وقلبه مشحون بالولاء للإسلام التقليدي الذي كان أساس ثورته في العشرينيات، كما قال إنه أبدى: تركيزه الواضح للسيطرة على كل صغيرة وكبيرة، أي أنه اشترط أن يتولى بنفسه القيادة دون تبعية لجهة أخرى، وهو نفس الشرط الذي ذكره مصالي حاج في لقائي معه بعد ذلك، ولذلك تركه واتجه وجهة أخرى.
اتخاذ الجامعة العربية مطية للسيطرة والابتزاز
هذه الوجهة الجديدة هي كما قال في صفحة (24) الإعداد لاجتماع تمهيدي يضم كافة ممثلي الأحزاب بشمال إفريقيا لدى الأمانة العامة بالجامعة العربية، وأن السيد عبد المنعم مصطفى الأمين العام -بتوجيه منه- قد وجه الدعوة لهذا الاجتماع في أوائل مارس عام 1954م «في إطار رغبة الجامعة العربية لتوحيد جهودهم تمهيدًا لإمدادهم بالمعونة اللازمة»، وأنهم حضروا جميعًا بعد أن وضح لهم من صيغة الدعوة الإشارة إلى المعونة المادية المزمع تخصيصها للتجمع السياسي المطلوب توحيده أنه بدأ في اتخاذ الأمانة العامة للجامعة أداة للاتصال بزعماء وممثلي الحركات والهيئات الوطنية.
رأينا من قبل أنه بدأ نشاطه في الأمانة العامة بمنع المعونة عن جميع العاملين في مكتب المغرب العربي، مما اضطر أصدقاءهم المخلصين ليجمعوا لهم ما يسد رمقهم، كما ذكرت من قبل بعد رفض الأمين العام وساطتنا لتغيير هذا القرار الذي فرض عليه من جهة أخرى، والآن يعترف أنه هو الذي كان يمثل الجهة الأخرى أي المخابرات، وعندما تكررت التماساتهم وشكواهم، يدعوهم إلى الاجتماع من أجل إنشاء هيئة جديدة مقابل معونات مالية لمن ينضم إليها، ويفهم من ذلك أن هذه المعونات التي ستخصص لها ستكون بمثابة رشوة مقابل الالتزام بالمسلك الذي تريده المخابرات والذي يشير إلى أن الأمير عبد الكريم لم يكن مستعدًا لقبوله، لأنه اشترط أن يكون مستقلًا، ومع ذلك لا ينسى أن يجرحهم وينتقدهم بحجة أنهم سارعوا للحضور لتعطشهم لهذه المعونة المادية، التي حرمهم منها بعد أن كانت الجامعة العربية تقدمها من قبل تشجيعًا لهم دون شرط إلا أن يتعاونوا جميعًا في إطار مكتب المغرب العربي كخطوة عملية في سبيل تضامنهم ووحدتهم.
إن استخدام التجويع ثم الرشوة وسيلة لإذلال اللاجئين السياسيين في مصر والسيطرة على المكافحين من أجل مقاومة الاستعمار في بلادهم كان هو بداية الخطة الناصرية لإقامة علاقات جديدة ثورية مع الأحزاب والهيئات المتعددة العاملة في ميادين الكفاح الوطني في شمال إفريقيا.
جمع الوصوليين وطلاب المنافع والمنافقين
هذا هو الأسلوب الثوري الجديد الذي اتبعته المخابرات المصرية، وهو الذي جلب حولهم عددًا من طلاب المنافع والوصوليين والمنافقين، وأبعد عنهم بعض ذوي الاعتزاز بالعقيدة والفكر التقليدي، والملتزمين بالخلق والكرامة والإباء مثل الأمير عبد الكريم، أو الملتزمين بالوفاء لهيئاتهم ومنظماتهم التي ينتسبون لها مثل كثيرين غيره، ومعنى هذا أن المخابرات بدأت خطة ثابتة لإبعاد رموز الحركة الإسلامية أولًا، ثم إبعاد زعماء الحركات الوطنية الأصيلة -بحجة أنها تقليدية- الذين يعتزون بشخصيتهم ودورهم القيادي مثل الأمير عبد الكريم، ومصالي حاج، بل وعلال الفاسي، الذين لا يقبلون أن يكونوا تابعين للمخابرات.
هذا هو ما كان يمكن أن يجول بخاطري لو كنت عرفت في ذلك الوقت كل ما سجله السيد فتحي الديب في هذا الكتاب، عن خطواته الأولى للعمل السري بالأسلوب الثوري في الجزائر وشمال إفريقيا، في حين أنني كنت في ذلك الوقت معتقلًا مع عدد من أساتذة الجامعة المعارضين للحكم العسكري، وكان كثيرون من الإخوان المسلمين وغيرهم من المعارضين والمؤيدين لمحمد نجيب معتلقين أيضًا، وكان الشارع يموج بالمظاهرات والمعارضة للحكم العسكرى، وأهمها مظاهرة عابدين التي خطب فيها الرئيس محمد نجيب والشهيد الأستاذ عبد القادر عودة، والتي حكم عليه بالإعدام بسببها.
كان هناك كثيرون يتوقعون ويأملون أن تنجح المعارضة الشعبية في إزاحة الطاغوت العسكري الذي يهدد المجتمع المصرى، ولو قيل لأحد منهم إن المخابرات المصرية في ذلك الوقت بدأت اتصالات مع الأحزاب الوطنية في أقطار إفريقيا الشمالية لما تصوروا أن يكون ذلك إلا لتدعيم نفوذها في الداخل ومواجهة خطر الانهيار أمام المعارضة التي يتزعمها محمد نجيب والإخوان المسلمون وجميع الأحزاب الأخرى في مارس 1954م.
في صفحة (33) من كتابه يضيف أن أول ما سمعه من الشاب الثائر مزياني مسعود بن بللا في الاجتماع الذي عقد في (3 إبريل 1954م) بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنه أوضح له أنهم جاءوا من بلادهم إلى مصر لا يطلبون مالًا، وإنما يطلبون سلاحًا يقاتلون به فرنسا؛ لأنهم قرروا أن يواصلوا العمل العسكرى والمقاومة الفدائية ضد الاحتلال وفات سيادته أنه قصد من ذلك إبداء استعلائهم واستنكارهم أسلوب التلويح بالمساعدات المالية.
شهادة بن بللا لمعالي حاج وحزب الشعب
كذلك لم يفطن سيادته إلى أن الشعب في الجزائر لم يكن ينتظر من يدفعونه إلى الكفاح لأنه كان قد قرر بدء ثورته المسلحة، أو بالأصح الاستمرار فيها وتصعيدها وأن كل ما كان يلزم له هو مزيد من السلاح، وأن هناك في الجزائر ما سماه التنظيم العسكري السري لحزب الشعب هو الذي بعثه إلى الجامعة العربية ليطلب منها إمدادهم بالسلاح وقد أفاض سيادته فيما قدمه بن بللا من تفصيلات هذا التنظيم وخطته مما يدل على أنه نشأ وتكون منذ مدة طويلة هناك دون حاجة لمن يرسم له خطته أو يتولى قيادته، وأنه ثمرة كفاح طويل لحزب وطني أصيل هو حزب الشعب الجزائري الذي أنشأه مصالي حاج منذ عام 1937م، وكان المتحدث أحد أعضائه وأن زعيمه ومؤسسه هو الرجل العظيم مصالي حاج الأسير في فرنسا قد بدأ كفاحه لاستقلال الجزائر منذ عام 1926م، أي بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة، وعقب فشل ثورة الأمير عبد الكريم الخطابي بالمغرب وربما قبل أن يولد السيد السفير، أو قبل أن توجد المخابرات الناصرية، وبالتالي فإن هذا الجهاز العريق الأصيل ليس من صنع المخابرات المصرية ولا تابعًا لها.
لم يذكر لنا المؤلف شيئًا عما قاله بن بللا عن هذا الزعيم البطل المجاهد الأسير في فرنسا والمحكوم عليه بالإعدام في عام 1937م، والذي بقي فى الأسر طوال حياته حتى لاقى منيته في معتقله في فرنسا، دون أن يرى وطنه أو يسمح له بأن يموت على تراب الجزائر لذلك سأجدني مضطرًا لكي أنقل للقارئ ما كتبه بن بللا في مقدمة لكتاب مطبوع نشر عام 1980م يحوي مذكرات مصالي الحاج، قال فيها ما یلی:
ما أكتبه هنا هو شهادة وإقرار يمليه علي ضميري، إن هذه الشهادة نتيجة لشعور ألح عليّ منذ مدة طويلة خلال ذلك الليل الطويل الذي قضيته في السجن في هذا الصمت الطويل في مواجهة ضميري بعيدًا عن ضوضاء الحياة ورنين الكلمات أقنعتني نفسي بأنه يجب عليّ أن أؤدي هذه الشهادة.
كلما استعدت مسيرة حياتي أجد ذكرى مصالي حاج تفرض نفسها عليّ؛ لذلك قررت أن أنصفه وأؤدي حقه وأرد له اعتباره... إن حياتي المملوءة بالأحداث إنما أدين بكثير منها للقائي بهذا الرجل العظيم.
لقد أتيحت لي هذه الفرصة عندما استعدت حريتي واستطعت أن أعود إلى تلمسان، وأن أزور قبر «مصالي» في عام 1980م، وذلك في شهر نوفمبر الذي كان شهرًا فاصلًا في مصير بلادنا وشعبنا.
إن ضوضاء الحياة ورنين بعض الكلمات «كلمات من؟» هي بلا شك كانت في وقت ما هي التي أبعدتني عن ذلك الرجل حتى وصلت إلى مواجهته.
الحقيقة أن «مصالي» حاج إنما يمثل بلدًا وشعبًا وأكثر من ذلك، إنه يمثل النواة التي أنشأت الحركة الوطنية، التي بدأها في عام 1926م في فرنسا، ثم نقلها إلى أرض الجزائر في عام 1937م.
إن مصالي بالنسبة لجميع الجزائريين هو سيدي الحاج بالنسبة لنا نحن أعضاء حزب الشعب الجزائري، كان له الدور الأكبر في مصيرنا.
إن هذه تحية يستحقها من شعبنا، ومن خلاله لا بد أن تعترف بها شعوب أخرى كثيرة في يوم من الأيام.
إنني أرجو السيد السفير فتحي الديب أن يقرأ هذه المقدمة التي كتبها بن بللا عام 1980م ويقرأ كذلك مذكرات الزعيم مصالي حاج، الذي لم يعطه حقه في كتابه ولا في فكره ولا في الخطط التي سار عليها.
إن شهادة أحمد بن بللا بعد أن ذاق مرارة السجن والاعتقال والإقامة الجبرية التي فرضها عليه صديقه وزميله هواري بومدين عقب انقلابه عليه في عام 1965م، وبقي في السجن أو المعتقل أو الإقامة الجبرية، ولم يخرج منه إلا في عام 1980م، جديرة بأن يتأملها المؤلف قبل أن يعيد طبع كتابه، إنها صحوة ضمير مناضل تائب كان أول ما فعله هو زيارة قبر مصالي في مسقط رأسه في تلمسان، وكتابة مقدمة بتوقيعه لمذاكرات «مصالي حاج»، لأداء شهادته لإنصاف مصالي، وإعطائه حقه ليرد إليه اعتباره ويدعو الشعوب الأخرى لكي تعترف بدور سيدي الحاج، زعيم الوطنية لدى جميع الجزائريين، حتى أولئك الذين تنكروا له وساروا فى طريق المجابهة معه طامعين مخدوعين أو غافلين أو مكرهين أو مضطرين!!؟
اقتلاع الأصلاء وزرع العملاء هدف القوى الأجنبية دائمًا
إن تمزيق الأحزاب الوطنية والقضاء على الزعامات الأصيلة في إفريقيا الشمالية، بل وفي جميع الأقطار العربية كان هدفًا دائمًا وثابتًا للقوى الأجنبية الطامعة في السيطرة على منطقتنا واستغلال ثرواتنا، ومما يؤسف له أن المخابرات المصرية في عهد الحكم العسكري سارت في هذا الاتجاه وعملت لتمزيق هذه الأحزاب الأصيلة، وخاصة في مصر والمغرب والجزائر، أما الأحزاب العميلة الموالية للقوى الأجنبية فإنها على العكس من ذلك نمت واستقرت؛ فحزب بورقيبه في تونس الموالي للفرانكفونية والعلمانية ما زال مسيطرًا بعد أن غيّر جلده كما هو معروف وتحول أيضًا إلى حكم عسكرى بعد الانقلاب على بورقيبة نفسه.
كذلك الحزب الشيوعي الجزائري غيّر جلده واسمه ليقود التحول الاشتراكي الذي رفع شعاره العسكريون في مصر، وسار معهم بن بللا وتعاون معهم في هذا المنهج الاشتراكي الذي رأت القوى الأجنبية أنه وسيلة لاقتلاع الفكر الإسلامي وتجفيف منابع الحركات الإسلامية بجعل الإلحاد العلمي بديلًا عن العقيدة السماوية.
وثالثة الأثافي حزب البعث العفلقي الذي منح السلطة المطلقة لاقتلاع الإسلام من جذوره في سوريا والعراق على يد العسكريين العلويين في الأولى والصداميين والتكريتيين في الثانية.
هذه الحركات الثلاث الموالية والعميلة للقوى الأجنبية خدعت المخابرات المصرية واحتمت بقوى أجنبية ومنعتها من القيام بعمل جدي لتحطيمها، بل بالعكس أقدمت على التصالح أو التحالف معها، وخصوصًا مع البعثيين والشيوعيين حينًا، وفرضت عليها المهادنة أحيانًا إرضاء للكتلة الاشتراكية التي تزعمتها روسيا وبتأييد ضمني وثابت ودائم من الاستعمار الغربي الذي وجدها فرصة لتنفيذ إستراتجيته المعادية للإسلام بواسطة الشيوعيين والعسكريين والعفلقيين والبورقيبيين وأمثالهم ممن يجيدون التلون والعمالة، والمنافقين الذين عملوا لحسابهم، والذين سيزولون بعد أن أدوا أدوارهم في إخلاء المنطقة كلها من الإسلام ومن الأصالة والوطنية الصحيحة ليزرعوا فيها الفتن والفساد الذي يمكن الصهيونية وحلفاءها من السيطرة الكاملة على بلادنا.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل