العنوان صفحة من المحنة في سوريا
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشاهدات 13
نشر في العدد 594
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
. رفعت.. تصفيات داخل الطائفة.
مازالت الأوضاع الأمنية في داخل سورية متوترة يسودها القلق الشديد على الرغم من إعلان السلطة الحاكمة في دمشق بأن الأجواء داخل سورية هادئة ومطمئنة وقد وافانا مراسلنا في دمشق بالتقرير التالي:
حقوق الإنسان؟
محنة الشعب السوري مستمرة وحقوق الإنسان انتهكت ولا تزال تُنتهك في أبشع صورة عرفها التاريخ وتعريفًا بمظالم الشعب السوري التي فاقت كل تصور ودفاعًا عن حريته وكرامته وعرضه وماله، فقد أُنشِئت مؤخرًا منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وتضم هذه المنظمات مجموعة من المهتمين بالحريات في الوطن العربي.
ويساور القلق منظمة العفو الدولية، تجاه العدد الكبير من السجناء السياسيين الذين أودعوا السجن بلا محاكمة ومنهم من تمَّ تصفيتهم ضمن محاكمات شكلية سريعة، بالإضافة إلى التعذيب وأحكام الإعدام، الكثير من هذه التجاوزات تجري في ظل حالة الطوارئ المعلنة في سوريا منذ عام١٩٦٣م.
استمرار الاعتقالات والإعدامات
المعلومات المتسربة من دوائر الأمن السوريَّة تفيد بأن السلطات الحكومية في سوريا أعدمت منذ مطلع هذا العام ٢٩٦٢ شخصًا واعتقلت ٢٥٠٠
مواطنًا، وذلك لمجرد أنهم وجَّهُوا نقدًا لتصرفات الحكومة الخاطئة.
زيادة مخصصات المخابرات
زادت مخصصات أجهزة المخابرات ٢٥ مليون ليرة سورية عن العام الفائت وقد بلغت في مجموعها ٥٠٥ مليون ليرة سورية.
تصفيات ضمن أركان النظام
كانت الأنباء قد ذكرت بأن الدكتور وهيب الغانم قد قتل ضمن مسلسل التصفيات داخل أركان النظام لكن حقيقة الخبر هو أن الغانم لم يقتل وإنما أصيب برصاصة نقل على أثرها المستشفى، وقد صرح الغانم لزواره بأن رفعت الأسد هو المدبر لعملية اغتياله.
في مسلسل التصفية هذا ضمن أركان النظام يتناقل المواطنون في دمشق أن حوادث عنيفة تقع باستمرار بين عساكر محمد الخولي وعساكر علي دوبا، لخلاف بين المجرمين حول صلاحيات كل منهما وقد نُقل أن الأسد يغذي هذا الخلاف ويقدم الخولي حاليًا بعد إعطائه رتبة لواء أسوة بشقيقه المجرم رفعت، كما قتل مؤخرًا في دمشق في ظروف عملية التواطؤ في «صفقة شراء آلاف السيارات» بينه وبين وزير الاقتصاد عبد القادر قدوره حيث إن قدوره كان سيتقاضى ٢٠ مليون ليرة سوريَّة من جراء هذه الصفقة.
اقتصاد متدهور
تقدر الأوساط المالية الغربية أن سوريا تتكبد خسارة تبلغ المليون دولار في الأسبوع من جراء إقفال حدودها مع العراق، وتضيف هذه الأوساط أن خسارة الجمارك السوريَّة اليومية من توقف جباية الرسوم على الشاحنات والإرساليات التي كانت تمرُّ عبر الأراضي السوريَّة باتجاه العراق تبلغ ۱۰۰,۰۰۰ دولار يضاف إليها خسارة ٢٠,٠٠٠ دولار يوميًّا هي رسوم الرسو التي كانت تسددها بواخر الشحن للمرافئ السوريَّة.
عند بدء إجراءات المقاطعة السورية للعراق. حاولت بعض شركات النقل إدخال البضائع المعدة للعراق عبر سوريا، بحجة أن بلد المقصد النهائي لهذه البضائع هو الأردن إلا أن السلطات السوريَّة تنبهت لهذا الأمر واتخذت إجراءات متشددة توجب إبراز مستندات تتضمن العنوان الأردني للتسليم النهائي للبضائع، مما أدَّى إلى توقف هذا النوع من الترانزيت.
ومن جهة أخرى، تظهر إحصاءات التجارة الخارجية السوريَّة لعام ۱۹۸۱ ارتفاع العجز في هذا الميزان من ۷۹۹۳ مليون ليرة سوريَّة عام ۱۹۸۰ إلى ۱۱5۰۰ مليون ليرة عام ۱۹۸۱ علمًا بأن هذه الأرقام لا تشمل المشتروات العسكرية.
ومنذ بضع سنوات وسوريا تشهد نموًّا في حجم مستورداتها يزيد بكثير عن نمو حجم صادراتها مما أدى إلى نقص في القطاع الأجنبي، وإلى تباطؤ تنفيذ المشاريع الصناعية الكبرى، وكانت الحكومة السورية قد اقتطعت ١٠ بالمئة من الاعتمادات المرصدة للإنفاق العام في عامي ۱۹۸۱ و۱۹۸۲ وفي آب «أغسطس» الماضي رَفَعَت أسعار السلع الرئيسية، بما فيها المحروقات بمعدل 10 بالمئة، ومؤخرًا، قدم صندوق النقد العربي قرضًا لسوريا بمبلغ ۹٫۷ مليارات دولار لدعم ميزان مدفوعاتها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عقب التصديق عليه.. خبراء ينتقدون قانون الجمعيات الأهلية بمصر ويعتبرونه عقاباً للفقراء
نشر في العدد 2109
27
السبت 01-يوليو-2017