العنوان ظاهرة ضرب الخدم.. تحتاج لعقاب خاص القصاص بنفس الأسلوب والمعاملة بالمثل
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 22-أبريل-1975
مشاهدات 63
نشر في العدد 246
نشر في الصفحة 5
الثلاثاء 22-أبريل-1975
انتشرت ظاهرة ضرب الخدم بشكل يجرح كرامة كل إنسان ويؤذي مشاعره. وتطورت الظاهرة حتى كادت أن تصبح «قضايا» دائمة في المحاكم.
فمنذ أيام حكمت محكمة الجنايات على زوجين مدرسين ينتسبان إلى الآدمية «!» بالحبس مع الشغل والنفاذ. حكمت على الزوج بستة شهور مع الشغل والنفاذ وحكمت على الزوجة بسنة مع الشغل والنفاذ أيضًا.
والجريمة أن الزوجين المدرسين تعودا ضرب وتعذيب خادمتهما -١٤ سنة- بوحشية وغلظة وضراوة.. من الضرب بعصا غليظة إلى الكي بأدوات معدنية ملتهبة!
وفي أواخر مارس الماضي حكمت محكمة الجنايات على مدرسة «!» بالحبس لمدة ٤ سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة ضرب وتعذيب خادمتها.
• والملاحظ أن الذين يقومون بشن حروب طاحنة داخل البيوت على الخدم المساكين قد نالوا قسطًا من التعليم كان جديرًا بأن يرفعهم عن هذا المستوى المتدني. فهم مدرسون وفي مستوى من المعيشة جعلهم قادرين على الإتيان بخدم.
ومن الأسئلة التي تحمل طابع الاندهاش هنا: كيف يصلح هؤلاء للتدريس بهذه الروح الضارية، وبهذه الأخلاق التي لا تعرف للإنسان حرمة ولا قيمة؟
وعلى الرغم من أن هؤلاء المستأسدين في البيوت يحملون أسماء إسلامية إلا أنهم في الحقيقة قد فقدوا الإحساس الإسلامي والذوق الإسلامي.
إن امرأة دعت إلى النار دعًّا بسبب استهتارها بحياة هرة حبستها فلم تطعمها. ولم تتركها تبحث عن طعامها بنفسها.
فكيف بامرأة مدرسة تعذب خادمة إنسانة بأسياخ محماة.. وكيف برجل مدرس يفعل هذا؟
وجاء رجل يسأل النبي- صلى الله عليه وسلم: كم أعفو عن الخادم؟
قال النبي: «كل يوم سبعين مرة».
والتصوير الإسلامي لا يميز بين المهن الشريفة؛ فما دامت الحياة في حاجة إلى هذه المهنة حاجتها إلى تلك؛ فعلام التعالي على الخدم؟
فالتفاضل في الإسلام بالتقوى.. بالإحساس المرهف بقيم الإسلام.. وبالاستقامة على هذه القيم.. بالذوق الرفيع. والتصور الرفيع.. والشعور الرفيع.
• وعلى الرغم من العقاب القانوني المعتاد فإن المكافحين في منازلهم المستخدمين في قتال الخدم كل الأسلحة ما زالوا يمارسون وحشيتهم وضراوتهم. ومن هنا فلا بد من عقاب من جنس عملهم؛ أن يقتص الخدم من هؤلاء المخدومين المعتدين. فمن لطمت خادمتها.. أوقفت في ساحة العدالة حتى تلطمها خادمتها بالمثل. ومن اعتدى على خادمه بالجلد.. أوقف في ساحة العدالة حتى يجلده خادمه بالمثل. هذا العقاب المناسب يجعل هذا النوع من الناس يفكر ألف مرة قبل أن يمس خادمه بسوء.
إن الله منح الكرامة لبني آدم جميعًا فقال تعالى: ﴿۞وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (سورة الإسراء: 70).
ولا يستطيع المخدوم ولا ينبغي له أن يدعي بأن نصيبه من هذه الكرامة أوفر من نصيب الخادم.