; عاصم بن ثابت على درب الشهادة | مجلة المجتمع

العنوان عاصم بن ثابت على درب الشهادة

الكاتب عبد الرحمن العمصي

تاريخ النشر الثلاثاء 06-أغسطس-1974

مشاهدات 11

نشر في العدد 212

نشر في الصفحة 35

الثلاثاء 06-أغسطس-1974

«الرجيع» حيث تنزل قبيلة «هذيل»... وفجأة إذ بالمجموعة من رجال قبيلتي عضل والقارة الذين كانوا مع الدعاة يستصرخون هذيلا قائلين: هاقد جئناكم بمجموعة من رجال محمد لتشفوا غليلكم منهم.. عليكم بهم..! تحركت جموع كبيرة من هذيل حاملة السيوف متقدمة نحو الدعاة، وارتفعت عقيرة رجل من سراتهم قائلا: « إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه الا نقتلكم. وهنا علت صيحات عاصم بن ثابت ومرثد بن أبي مرثد وخالد بن بكير قائلين: والله لا نقبل من مشرك عقدا ولا عهدا أبـدا فإن المشركين لا عهد لهم ولا أمان و انطلق عاصم منشدا: ما علتي وأنا جلد نابل « 1 » والقوس فيها وتر عنابل « 2 » تنزل عن صفحتها المعابل « 3 » الموت حق والحياة باطل وكل ما حم الإله نازل بالمرء والمرء إليه آيل « 4 » وأغار على أعداء الله باسلا مقداما يضرب ذات اليمين وذات اليسار يقتل ويجندل لكن السيوف والأسنة تكاثرت عليه ليسقط شهيدا . وعلى أرض الشهادة رقد جثمان عاصم الطاهر رمزا للشهادة في سبيل العقيدة... وبالقرب من المكان يتقدم رجلان يطلبان رأس عاصم قال أحدهما لصاحبه: إن سلافة بنت سعد بن شهيد ستدفع ثمنا مغريا لمن يأتيها برأس عاصم الذي نذرت أن تشرب في قحفته الخمر ثأرا لولديها اللذين قتلهما بسهامه يوم أحد.. قال له الآخر: انظر ذاك هو علينا برأسه قبل أن يسبقنا إليه أحد... لكن انظر ما هذا؟! إنني أرى مجموعة هائلة من الدبر «الدبابير» حوله.! قال صاحبه: فلنتقدم غير عابئين بشيء فهذه فرصتنا.! فرد الآخر: إن الدبر تقف حوله هائجة متربصة..، إنها تتقدم نحونا ليس لنا إلا أن نفر.. ! هيا أسرع... وأطلق الرجلان ساقيهما للريح هاربين قال الأول منهما لصاحبه: ليس لنا إلا أن نأتي إذا حل الظلام فنظفر ببغيتنا.. - فرد صاحبه: ذلك هو الرأي. وعندما أقبل الليل وبدأ الظلام يمد أجنحته على تلك البقعة من أرض هذيل... تقدم الرجلان إلى نفس المكان الذي يعرفانه جيدا بعلامات واضحات... وأخذا ينظران محدقين... قال الأول مندهشا: أین جثمان عاصم؟! لقد كان هنا في هذا المكان بالذات لقد رأيته بعيني هاتين في نفس هذا المكان..! فيجيبه صاحبه: نعم لقد كان الجثمان في هذا المكان بالضبط... انظر... أن سيلا جاريا قد مر من هنا من المكان ذاته.. ! إنه سيل جارف لقد جرف الكثير من الأعشاب التي رأيناها هنا قبل ساعات . - فقال الأول: تعال نمشي مع طريق السيل علنا نجد جثمانه قريبا... ويمشي الرجلان ثم يجريان مع طريق السيل طويلا ولكن دون أن يجدا له أثرا . وصرخ أحدهما قائلا وهو يلهث: لقد كلت قواي ياصديقي... ولم أعد أستطيع السير أكثر مما فعلت... فلنعد فلا فائدة من بحثنا. فرد عليه صاحبه: عجبا لهذا الرجل تحميه الدبر نهارا ويغيبه السيل ليلا..! عبد الرحمن العمصي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النابل: صاحب النبل العنابل: الغليظ الشديد المعابل: النصال العريضة آثل: صائر
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مواكب الشهداء (55)

نشر في العدد 55

18

الثلاثاء 13-أبريل-1971

حراس العقيدة وحماة الإسلام

نشر في العدد 244

23

الثلاثاء 08-أبريل-1975

عبد الله بن رواحة وآخرون

نشر في العدد 401

9

الثلاثاء 27-يونيو-1978