; عبد الرحمن الشرقاوي يزوِّر السيرة والتاريخ!! | مجلة المجتمع

العنوان عبد الرحمن الشرقاوي يزوِّر السيرة والتاريخ!!

الكاتب الأستاذ أنور الجندي

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1988

مشاهدات 14

نشر في العدد 873

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 05-يوليو-1988

● المصادر التي يرجع إليها الشرقاوي ليست كفؤًا للموضوع.

● الشرقاوي انزلق في أعراض الصحابة واندفع بهدف مقصود ونية مبيتة!!

● الشرقاوي فسر كثيرًا من الوقائع التاريخية بمعايير الفكر اليساري.

● زعم الشرقاوي أن الصراع بين التوحيد والوثنية كان صراعًا طبقيًا!!

 في كل كتاباته الإسلامية يظهر الغرض المبيت المدفون واضحًا:   

«محمد رسول الحرية - مسرحية الحسين ثائرًا - كتاباته عن الإمام علي» إن درجة الوعي الإسلامي الآن في فهم تيارات التغريب قد أصبحت عالية وما نعتقد أنها يمكن أن تخدع، وهذه الأسماء معروفة الهوية ولذلك فهي لا تستطيع أن تكسب ثقة قارئ واحد من المؤمنين باليقظة الإسلامية، ولعل هذا هو ما يزعج هؤلاء ومن وراءهم. إن خطط التغريب والغزو الثقافي قد كشفت تمامًا مهما حاولوا تغيير جلودهم، ومهما خلطوا أوراقهم ومهما نشرت لهم الصحف الكبرى، ومهما حالت بين مفترياتهم وبين تصحيحها، فلييئس هؤلاء تمامًا وسيرتد الكثير إلى نحورهم.

 إنها محاولة لتحطيم الصحوة وللقضاء على الأصالة ولطرح مزيد من الشبهات والشكوك والسموم، على الطريق الذي أصبح صالحًا ليسلك عليه المسلمون إلى إقامة المجتمع الرباني، إنها محاولات يائسة لإفساد الفكر ولتزييف التاريخ ولهدم القيم تحت أسماء إسلامية، ومن خلال صحف محتواة للتغريب والغزو الفكري.

 في روايته الحسين شهيدًا كان حريصًا على أن يصور المجتمع الإسلامي بعد أن اختار الرسول الرفيق الأعلى بنصف قرن في صورة بشعة، وكأن هذا المجتمع قد تداعي وتهاوى وصار مجتمع عربدة وفجور، وتجمع شقاق ونفاق ومجتمع جبن وضعف ومجتمع خيانة ونكث للعهود، مع أن المجتمع كان لا يزال يزخر بعدد كبير من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفيه عدد ضخم من التابعين لهم بإحسان.

 «وهذه متابعة لخطة طه حسين» التي جرى عليها في الهجوم على الصحابة وانتقاصهم، أما في دراسة عن الإمام علي فقد اعتمد مراجع معينة أغلبها مشكوك في صحته، وفي مقدمتها «الأغاني» وفي هذا تابع أهواء الدكتور طه وخطته حتى يتخيل إلي إنه امتداد حقيقي، وتجديد استشراقي تغريبي لأفكار طه حسين المسمومة التي بثها في كتابه «الفتنة الكبرى» في الأربعينيات، فقد جرى وراء القصص البراقة، واعتمد على المصادر المضلة، وساير خصوم الباطنية للشيخين أبي بكر وعمر، وحاول أن يلحق الإساءة بالسيدة عائشة على هوى بعض الفرق.

 ويمكن أن نقول بوضوح: إن عبد الرحمن الشرقاوي القصاص الذي يغلبه الخيال والبريق والرواية المثيرة لا يصلح مؤرخًا، ولا يمكن أن يقبل منه كل ما كتب على أنه تاريخ، وهو يمضي في سلك واحد مع جرحي زيدان أولًا، وطه حسين أخيرًا، ومن العجيب أن أحدًا ممن نقدوه لم يشر إلى متابعته لخطأ طه حسين في هذا المجال.

 وفي الوقت الذي يأتي كتاب «غربيون يشيدون بعظمة الإسلام ورسوله ورجاله» ينحرف كتاب عرب لهم أسماء إسلامية عن هذا الخط ويخوضون إلى ما تحت ركبهم في الأعراض والقبائح.

 ولقد تأكد ما قاله الشيخ الشعراوي من أن الأهرام أصبحت وكرًا لأعداء الإسلام، وأن موقف الأهرام إغلاق الصحيفة على كتابها دون أن تسمح بوجهة النظر الأخرى هو من الآثام التي سوف تحاسب عليها الأهرام عندما يكتب تاريخ الصحافي، وما كانت هكذا تجري المعارك الأدبية في القديم حيث كان يسمح لكل طرف أن يعرض آراءه، وها هي الأهرام تُستخدم من قِبل توفيق الحكيم وزكي نجيب محمود، والشرقاوي لخدمة أعداء الإسلام. 

 ولقد صدق الشيخ محمد الغزالي حين وصف الشرقاوي بأنه يجمع القمامات من كتب التاريخ و يصدق أيضًا ما وصف بأنها مؤامرة لضرب الإسلام لحساب المسيحية، ولضرب الصحوة التي أدخلت إلى الإسلام أعلامًا كبارًا أمثال لوجلي وغيره.

 ولعل أسوأ صفحات الشرقاوي هو أسلوبه في الحوار وإدخاله الإقذاع والسخرية، فهو كاتب يمكن أن يوضع في صف الشعراء القدامى الذين تخصصوا في الهجاء المقذع الذي يرفضه الإسلام أسلوبًا للحوار، فما بالك وصاحب الحق في الرد لا يمكن من أن يقول كلمته في نفس المكان، أي ظلم هذا؟

مآخذ على كتابات الشرقاوي «حول الإمام علي»:

أولًا- أن مصادر الكتابة عن الإمام علي ورفاقه ومنهج البحث في سيرة الصحابة تختلف عن المصادر ومنهج البحث في التاريخ العام، وهو لم يلتزم بهذا المنهج بل عمد إلى كتب التاريخ وغير كتب التاريخ فاستقى منها مادته وأخباره، فرجع إلى كتاب «الأغاني» وهو مرجع لمؤرخي الأدب في العصر العباسي يجمع أخبار الشعراء والأدباء والمغنين والمغنيات ومجالس الشراب والطرب، فإذا وجدت فيه معلومة عن صحابي أو تابعي فيجب الوقوف أمامها طويلًا، للبحث عما إذا كانت قد وردت في مصدر تاريخي أصيل مما يكفل به أصول البحث العلمي، ومصطلح علم الحديث وأصول الرواية في معرفة حال الرواة وصحة المتن وطريق التحمل، ولكن الشرقاوي سوى بين المصادر القديمة لقدمها ولم يفرق بينها ومن هنا وقع اللَبس. 

 ومن مصادر الشرقاوي «الطبري»، والطبري لا يشك أحد في صدقه ولكنه اعترف في كتابه: أن الكتاب قد لا يخلو من الوقائع المكذوبة والأخبار المنحولة، فلما هوجم الشرقاوي في هذا دافع عن مصدره، وأوهم قارئه فنقل له جزءًا من مقدمة الكتاب فيها ثناء عليه، وأهمل هذا التحذير الخطير الذي سجله الطبري في صدر كتابه.

 وهكذا فإن المصادر التي رجع إليها الشرقاوي لم يكن كلها كفؤًا للموضوع، فوقع في ورطة لم تستجب لنصح الناصحين فيها. «بتصرف عن الدكتور المطعني».

ثانيًا- تناول أشخاصًا لهم بلاء وغناء وسبق إلى الإسلام والجهاد في سبيل الله، ووصفهم بما لا يليق بأمثالهم فهم تلاميذ محمد -صلى الله عليه وسلم- والشوامخ الذين هاجروا في الله بعدما قنتوا وهاجروا وصبروا، وقد قدّم لنا الإمام علي في عماية فتنة وإعصار محنة، وقديمًا قرر الفقهاء والعلماء والسلف الصالحون ممن أدركوا الفتنة وجاءوا بعدها الإمساك عن الخوض فيها، فإن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله لهم ولكل منهم وجهة نظر واجتهاد، والمخطئ فيهم له أجر والمصيب له أجران.

 لم يتناول الكاتب دور اليهود في هذه الفتنة التي آثر الخوض فيها، وما فعله عبد الله بن سبأ وأتباعه والمخدوعون به فهم أسبابها، وما أشبه الليلة بالبارحة، ولم ينهج نهج المحدثين وأهل الأثر من نقده الأخبار على مقتضى قوانين الرواية والجرح والتعديل الذي ميز الله به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وراح يسوق الأخبار -ومنها الملفقة- كأنها حقائق مسلمة، ويبني عليها اتهامات ويصدر أحكامًا قاسية، وهي أخبار واهية لا تحمل روايتها فضلًا عن اعتمادها في تقرير حكم أو توجيه لوم، خاصة إذا كانت تحمل في ثناياها دليل بطلانها ولم يشر إلى مرجع واحد من مراجعه التي اعتمد عليها، فإن كثيرًا من أئمة المؤرخين قد ينقلون الشائعات والأخبار التي لا تصدق ولكن بأسانيدها اعتمادًا على أن الناس سيبحثون الأسانيد فينقلونها أو يرفضونها. 

ثالثًا- إلحاحه في قوله «ليس لبني إسماعيل فضل على بني إسحق، ولا لبني إسحق فضل على بني إسماعيل» والحق إنني ألمح فيها كيدًا خفيًا من عمل اليهود وخطأ اقترفوه، بعد أن عزلهم الله من قيادة البشر وجعلها في العرب من بني إسماعيل، فاليهود يريدون أن يتساووا مع العرب والمسلمين ويستغلوا المبدأ ويقررون أنهم يرتقون إلى مستوى المسلمين على ما بهم من بغي وكفر وقساوة قلب، وعلى أخذهم الربا وقد نهوا عنه، وأكلهم أموال الناس بالباطل وقولهم ﴿لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ ونحن نقول: بل لبني إسماعيل اليوم فضل على بني إسحق، وللعرب فضل على اليهود بعد ما أثبت اليهود ببغيهم وعدوانهم أنهم على مدى التاريخ وراء كل فتنة وسبب كل محنة، وأنهم كالمشركين لا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة.

رابعًا- غرق عبد الرحمن الشرقاوي في أباطيل الرواة وفي الروايات الضالة، فأجرى على لسان الإمام علي عبارات ما كان يمكن أن تجري على لسانه، وتقول عليه أخبارًا كاذبة كمثل ما نسب إليه من أنه قال إنه كان أولى من أبي بكر وعمر بالخلافة. 

خامسًا- انزلق عبد الرحمن الشرقاوي في أعراض الصحابة واندفع بهدف مقصود ونية مبيتة وليس من باب الخطأ أو عدم الإحاطة بالمصادر، ولما كانت هذه الفترة من تاريخ الإسلام شائكة وكان هو غير متخصص في التاريخ وقليل الدراية، والصحابة يجب أن يتناول تاريخهم بأسلوب مختلف، يقوم على احترامهم ومعرفة قدرهم، وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هذا حين قال: «لا تسبوا أصحابي، من سب أصحابي فقد سبني».

سادسًا- وقد بدأ القصد من سياق السرد النيل من الآخرين ومن سابقيه بالذات وهي نقطة مهمة كان لا بُدَّ من إثارتها، وكانت عبارات الكاتب تستهدف التنقيص من قبله من الخلفاء -رضي الله عنهم أجمعين-، وقد قصد الكاتب إلى إثارة خلاف في هذه الأمة بين طائفتين أو أكثر من المذاهب الإسلامية، وإيجاد بلبلة وتباغض بين تلك الأمم والمذاهب، ومن هنا دخل في الخطر الكبير الذي جاء عنه التحذير في بعض الآثار: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». 

 الأخطاء كثيرة وكأن الرجل يرمي إلى شيء من وراء هذه المغالطات غير العلم فابتعد عن الحقائق، وماذا يقصد بأوصافه التي أتى بها خياله عن ليلة زواج ذي النورين عثمان -رضي الله عنه- من نائلة، وهو الذي كانت تستحي منه ملائكة الرحمن، ومن أین له هذا الوصف البعيد كل البعد عن العلم وعن التاريخ وأقرب ما يكون إلى روايات الجنس، ثم كتاباته عن أم المؤمنين عائشة وعن أصحابه طلحة والزبير وغيرهم، عندما وصفهم بغير أوصاف المؤمنين وهم المؤمنون حقًا. «عن عبد الله الأنصاري» بتصرف. 

سابعًا: بدأ الشرقاوي خطته أن ألف كتابه «محمد رسول الله» على أساس أن الإسلام مظهر للصراع بين الطبقات، وأن الأصنام ثم نصبها حول الكعبة لأسباب مادية وتم هدمها كذلك لأسباب اقتصادية، ومضى في طريقة تفسير الوقائع بمعايير الفكر اليساري ويقرأ كتب التاريخ غير مميز بين حقيقة وشائعة، وبين صحيح وموضوع وغير مدرك لمكانة الرجال الذين يتحدث عنهم فجاءت كتاباته بعيدة كل البعد عن المنطق العلمي، كما جاءت بعيدة الأثر في الإساءة إلى الإسلام والصحابة وإلى الآمال المرجوة في الصحوة الإسلامية وجمع الشمل، وقد ردد الشبهات والتقط النقاط المشكوك فيها التي تعينه على باطله ومنها الخطبة المنسوبة إلى علي بأنه أولى بالخلافة من أبي بكر وعمر، وهي خطبة تعني أن الخلفاء الثلاثة كانوا مغتصبين حقًا ليس لهم، وأنهم طلاب دنيا وعشاق رياسة، وأن جمهور الصحابة جبن عن مناصرة علي صاحب الحق المقرر، وهذا النسق يرمي إلى فتح الباب للطعن في السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.

 ودعواه أن بني النضير أسلموا باطلة، فما أسلم بنو النضير يومًا، بل حاولوا قتل النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما كان بينهم في بعض الشؤون، وهناك قضية وهب لها الشرقاوي فكره ونشاطه و يريد أن يجر الإسلام إليها جرًا دون هوادة، هل للمسلم أن يدخر أو يكتنز بعد أن يؤدي الحق المقرر عليه في ماله، أم يجب ألا يمسك عنده شيئًا فوق حاجته؟؟ وهو يؤكد إنه لا يجوز استبقاء شيء لصاحبه فوق نفقاته العادية. إن هذا هو ميل إلى نظرية كارل ماركس «لكل حسب حاجته» ولكنه يصور الرأي الذي ارتآه على أنه من الكتاب والسنة، وهو يحاول أن يجعل علي بن أبي طالب ضد رأس المال مهما أدى ما عليه من حقوق، وهو يحاول أن يجعل عثمان كأحد الباشوات أو اللوردات الذين يشبعون شهواتهم ويرهبون المجتمع بفضول أموالهم، ومن المقرر أن كتابات عبد الرحمن الشرقاوي لا تحكي تاريخًا إسلاميًا، فهو يساري يريد أن يجعل الإسلام وتاريخه مصبوغين باللون الأحمر والتفكير المادي ويسوق الحوادث سوقًا لخدمة هذا الغرض.

• موسم الحجاج في نظر الشرقاوي موسم اقتصادي!!

 فهل صحيح أن الصراع بين التوحيد والوثنية كان صراعًا طبقيًا كما يقول الشرقاوي؟! الأغنياء يدافعون عن وجودهم والفقراء عن حقهم في الحياة الكريمة وعن أخلاقهم في عالم أفضل، أي أحلام هذه؟! وهل صحيح أن موسم الحج كان «ليستثمر هؤلاء الأغنياء أموالهم في البيع والشراء والربا فيربحون ويربحون، وهذه الأصنام هي التي تمنحهم كل سلطاتهم على الإجراء والمعدمين والفقراء وأبناء السبيل، وواجه محمد هذا كله بأن الأصنام ضلال مبين فهو يلعن الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، هكذا يقول: الشرقاوي في تصوير الرسالة الإسلامية: صراع بين الغني والفقر لا وجود له إلا في دماغ المؤلف.

 وآية عدم اكتناز الذهب والفضة نزلت بعد اثنين وعشرين سنة من بدء الرسالة، ولا صلة لها بعبادة الأصنام أو الحرب التي شنها الإسلام على الوثنية من أول يوم. 

 حتى الهجرة إلى المدينة جعل لها الشرقاوي أسبابًا اقتصادية، فإن المرابين في المدينة كان ضغطهم أقل والهوان الذي يتعرض له المدينون كان أخف، تأمل قوله: هنا مجتمع أخر أكثر تقدمًا من مجتمع مكة، هنا علاقات اجتماعية أخرى أكثر قابلية لتعاليم محمد، فالمرابي اليهودي لم يكن قادرًا على استعباد المدين العربي إذا عجز عن الوفاء كما كان يحدث في مكة، ولم يكن له الحق في أخذ امرأة المدين أو ابنته لإكراههما على البغاء كما كانت تفعل قريش، وأجبر الأرض في المدينة أعلى درج من عبيد مكة الذين كانوا يحرسون القوافل والمصارف... إلخ.

 ليس في هذا الكلام كله ذرة من صدق، والقول بإن العرب كانوا يسترقون المدين المعسر، ويستوفون ديونهم من استرقاق امرأته وابنته وإرغامهما على الزني، كلام مكذوب، ما كان شائعًا لا في مكة ولا في المدينة وبالتالي فلا صلة للهجرة بهذه الأوضاع المختلفة. 

 إن هذا الكلام ليس تشويه تاریخ، بل هو تزوير تاريخ أو كما يقال في مصر «سمك، لبن، تمر هندي» وليس في القرآن ولا في السنة المطهرة ولا في السير المؤلفة عن صاحب الرسالة ما يترك مثل هذا الانطباع الغريب عن الجو الذي بدأت فيه

تعاليم محمد، كما يصف عبد الرحمن الشرقاوي الإسلام ونبيه وما نزل عليه من وحي وما تمخض عنه من حضارة عن «محمد الغزالي بتصرف».

الرابط المختصر :