العنوان عبرة.. على أطلال «كوسوفا»
الكاتب علي بن جبريل بن آمين
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 18
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 56
الثلاثاء 18-مايو-1999
سرعان ما تحولت مزارعه الخضراء، وواحاته التي تنطق بالبهجة والسرور والتي ترفرف عليها طيور السعد، إلى مناتن وخرابات تتراقص عليها المنايا!! وتحوم في فضاءاتها غربان تنعب ويتردد نعيبها بين جنبات الأودية السحيقة!! التي أنتنتها الدماء والأشلاء!!
أرى طيرًا يرفرف في الفضاء ويملأ صوته كل السماء
يغرد وهو في لهو، ويشدو أناشيد المسرة للضياء
يطير إلى ربًا خضر... حبتني سرور النفس، أرنو في صفاء
بها عشب وأزهار وورد ويجري بينها ينبوع ماء
نسيم فضائها طلق جميل فلا حر.. ولا برد الشتاء
بساتيني الجميلة فيك روح وريحان.. وأنواع العطاء
فما بالي أراك اليوم صرعى تريدين الخلاص من البلاء؟
إلهي ما الذي يجري بأرضي يدمر في ربا أرضي إبائي؟
طيوري لم أعد أصغي إليها لتنشد لي أناشيد الصفاء
لقد أضحت مواتًا دون روح وذاق جناؤها كأس الفناء
رياحيني تنوح على شذاها وأزهاري.. سيسقيها بكائي
وينبوعي.. لقد أضحى كئيبًا حزينًا باكيًا بين الدماء
أرى في الأفق سربًا من غراب يزف نعيبها كل الشقاء
تحوم كأنها سود المنايا على شلو تناثر في العراء
إلهي.. ما الذي عيناي ترنو؟ ومن هذا الذي أبكى مسائي؟!
وأين المجرم السفاك هذا لقد أثرى جراحي. وأعزائي
فأطلق طلقة دوت بأرضي وأردفها بأخرى كالنداء
أشحت بوجهي المحزون لما سمعت صراخ أطفال الإباء
فأبصرت الظلوم بأرض قومي يقتل في العباد بلا إرعواء
بلا رفق ولا قلب شفوق ولا عقل يرد. ولا حياء
بني ديني أغيثونا سراعًا ف كوسوفاء تردد: وابلائي
ثرى البلقان، ينزف في عناء على جمر الغضا ياللعناء
بني ديني إلى من تتركونا؟ فقد ذقنا مرارات الشقاء
لقد أضحى بنو قومي جميعًا بأمراض وألوان البلاء
تشرد جمع أمتنا.. وأوذوا وأرق حقدهم جمع النساء
تمزقنا رصاصات الأعادي تريق على الثرى حمر الدماء!!
تنام العين في هم وغم وتوقظها تراتيل البكاء
أبيد الحق قهرًا واغتصابًا وصار الكفر درب الكبرياء
نفر عن الرصاص، رصاص غدر إلى الموت المخبأ في الخلاء
إلى حيث الجليد.. بلا طعام ولا مأوى وستر أو غطاء
أغيثونا بما تُهدي إلينا ضمائركم.. بثوب أو كساء
فإن لم تستطيعوا فارحمونا ومدونا بأصناف الدواء
وإن لم... فالدعاء سبيل نصر حذاري أن تضنوا بالدعاء
قضاء الله مأساتي.. ولكن دعاؤكم يُعد من القضاء
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الحلقة الثانية من بيان الجماعة الإسلامية في باكستان: القرآن والسنة مصدرا التشريع
نشر في العدد 14
33
الثلاثاء 16-يونيو-1970