العنوان على هامش الطروح الدولية الجديدة حول الخليج والشرق الأوسط
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-مارس-1981
مشاهدات 14
نشر في العدد 521
نشر في الصفحة 34
الثلاثاء 24-مارس-1981
• الروس يودون دخول ميدان المصالح هذه المرة من البوابة اليهودية
• رحلات جوية سرية خاصة بين موسكو وتل أبيب لنقل المهاجرين اليهود
• الروس يستفيدون من تفجير الصراعات بين الأنظمة العربية والغربيون يحتجون برغبتهم في حماية المنطقة من الروس
• نائب أمريكي يضع تصورًا لمواجهة الروس في الخليج لا يستبعد فيه المواجهة العسكرية
• هل تشهد الثمانينات احتراقات جديدة في الخليج والشرق الأوسط
يلاحظ المراقبون لحركة السياسة الدولية فيما يتعلق بالخليج العربي وأمنه.. وفيما يتعلق بقضية النزاع العربي "الإسرائيلي" تطورات جديدة تشمل فيما تشمل قضية أمن الخليج ومسؤولية الدفاع عنه.. والاقتراحات الروسية بشأن كل من الخليج والشرق الأوسط... ثم المبادرة الأوروبية فيما يتعلق بصلح «عربي يهودي» جماعي يشمل جميع العرب الراغبين في الصلح مع اليهود.. على طاولة مفاوضات واحدة.
وخلال هذا الزخم السياسي يكثف السياسيون الأوروبيون والروس والأمريكان رحلاتهم وزياراتهم.. كل في محوره، وبين هذا وذاك تلمع التصريحات المتعلقة بأمن الخليج من جديد.. فبعد مبدأ كارتر الذي عفت عليه الرياح والمتعلق بحماية الخليج والمصالح الغربية.. وبعد مبدأ بريجنيف في تحييد الخليج أيضا.. طرح الكرملين الشيوعي موضوع عودتهم السياسية إلى قضايا المنطقة.
وعلى إثر هذا الطرح الجديد الذي يطرحه زعماء الكرملين في روسيا الحمراء فإنه لا بد للغرب من الإجابة بطروحات بديلة تتراوح بين حماية المنطقة.. ومواجهة الروس الطامعين بها..
ويكثر الأخذ والرد بين الأطراف الدولية حول هذا الموضوع.. وكأن سياسة الوفاق الدولي التي كانت سائدة بين هذه القوى قبل عصر الأمريكي الجديد «ريغان» بدأت تسحب أذيالها.. وتجرجر نفسها ليحل الصراع ولو بشكله الإعلامي هذه المرة بين الأطراف الدولية الطامعة بالمنطقة والمصالح المتوفرة فيها.
صحيح أن الروس الشيوعيين باتوا كقوة سياسية وعسكرية لا يملكون الثقة بالعودة إلى المنطقة من جديد.. ومع ذلك فإن المراقبين يلمسون رغبة حقيقية عند الروس في العودة، فقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بعض القوى السياسية قولهم حول تصريحات الرئيس الروسي:
«يعد الاقتراح الذي تقدم به ليونيد بريجنيف أمس بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمثابة محاولة جديدة من الاتحاد السوفييتي للعودة إلى الساحة الدبلوماسية في المنطقة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة».
وإذا كان هناك من يعتقد بأن التنافس على المصالح ما زال محصورًا بين الروس والأمريكان فإن تصريحات كل من الفرنسيين والبريطانيين حول رغبتهم في الوجود بالمنطقة العربية «الشرق الأوسط - والخليج» لا تقل عن جشع الروس والأمريكان. ففي يوم 3/3/1981 صرح مسؤول فرنسي كبير أن فرنسا ستضاعف جهودها في منطقتي الشرق الأوسط والخليج خلال الأشهر القليلة المقبلة. وسوف تقدم خلال شهر يونيو القادم صيغة لمبادرة أوروبية عملية.
الروس واليهود:
من خلال ما مضى لا بد لمحلل المواقف السياسية أن يستشعر شيئين: الأول: أن القوى الكبرى تتنافس لإيجاد صيغة جديدة تضمن لكل طرف حق الاستفادة من مصالح المنطقة.
الثانية: ربط مصالح القوى الكبرى بمسألة إجراء صلح بين العرب واليهود.. وهذا لا بد وأن يشتمل على مواقف جديدة لهذه القوى من العرب واليهود. أما الأمر الجديد في هذا الموطن فهو إعلان الروس الشيوعيين موقفهم المتزلف لليهود في فلسطين المحتلة.. وكأن الكرملين يريد أن يدخل هذه المرة ميدان المصالح من خلال البوابة اليهودية.
وهنا يحسن الاستشهاد بما كان راديو قطر قد أذاعه نقلًا عن مصادر رسمية في تل أبيب.. تلك التي أقرت أنباء عن اتفاق سري روسي يهودي لتسيير رحلات جوية مباشرة بين موسكو وتل أبيب لحمل اليهود السوفييت إلى فلسطين المحتلة. وصرح رئيس الوكالة اليهودية المختصة بشؤون الهجرة الصهيونية بأن هذا الاتفاق الذي أسماه باتفاق بيغن بريجنيف كان حصيلة صفقة سرية بين أحد مساعدي الزعيم السوفييتي بريجنيف ووسيط لبيغن لم يشأ تسميته.
وقال إن الرحلات المباشرة ستحد من توجه معظم اليهود السوفييت إلى الغرب بدلًا من "إسرائيل" كما هو حاصل حاليًا.
ويدرك الأمريكان لعبة الروس.. ويربطون بين رغبة الروس في دخول المصالح والاستثمار السياسي بالقواعد الروسية التي زرعها الروس في ليبيا.. ولا ينسون أن يربطوا أيضًا بأمن أوروبا والمتوسط. وقد فصلت صحيفة نيو يورك تايمز في شرح التصور الأمريكي حول هذه النقطة بقولها في عددها الصادر يوم 3/3/1981 «أن هناك احتمالًا قويًّا أن يستخدم سلاح الطيران السوفييتي القواعد الليبية في حالة نشوب أزمة في حوض البحر المتوسط أو قيام مجابهة عسكرية بين حلف وارسو والأطلنطي.
وأضافت الصحيفة في تحليل عسكري نشرته أمس أن ثمة اتفاقًا في الرأي بين المحللين العسكريين الأمريكيين ودوائر المخابرات الغربية الأخرى على أن معمر القذافي سيمنح الاتحاد السوفييتي حق استخدام القواعد الليبية في حالة نشوب مجابهة عسكرية بين الغرب والكتلة السوفييتية.
أما عملاء البيت الأبيض الأمريكي.. فإنهم يفسرون تحرك أنصار الروس من حكام الأنظمة تفسيرًا يتعلق بالتحرك الروسي نفسه.
ففي أواخر الشهر الماضي نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط تصور مصر السادات فيما يتعلق بهذا الموضوع، مشيرة إلى أن الروس يعمدون إلى إيجاد صراع بين الأنظمة العربية للدخول إلى المنطقة من خلال ذلك، فقالت:
أكدت صحيفة الأخبار في تعليقها بأن الاتحاد السوفييتي طلب من عملائه ممن يسمون أنفسهم بجبهة الصمود والتصدي للقيام بتحرك عاجل عميل ضد دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن ارتبطت هذه الدول بميثاق للتعاون فيما بينها ضد التدخل الأجنبي في المنطقة، وكذلك بعد الإعلان عن قيام أمريكا بمناورات عسكرية مشتركة في سلطنة عمان بهدف منع أي وجود سوفييتي.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس اليمن الجنوبية اختير للقيام بهذا التحرك العميل ولبدء التحرك ضد دول الخليج لأن بلده يقع في الجزيرة العربية وملاصق لهذه الدول، كما أنه توجد لديه أكبر قاعدة بحرية في المنطقة مزودة بمئات الخبراء السوفييت والمرتزقة من كوبا وألمانيا الشرقية.
وتساءلت الصحيفة ماذا سيكون موقف دول الخليج والسعودية إزاء هذا التحرك المشبوه وما هو المقصود به، وأكدت أن الدلائل تشير أن تحرك العملاء لحساب النفوذ السوفييتي لن يطول انتظاره وأن الأيام القادمة ستشهد عملًا سوفييتيًّا في المنطقة بالأسلوب الذي يرونه ملائمًا للموقف. ونبهت الصحيفة في ختام تعليقها دول الخليج والسعودية أن تكون يقظة لهذا التحرك العميل وأن تجعل له كل الاهتمام في حسابها وتحشد له كل الاستعدادات حتى لا يدهمها هذا التحرك المريب على غره.
وتطل الدعوة الغربية لاستنفار قوى الأطلسي من جديد. وتربط هذه الدعوة بين التحرك الروسي.. وموقف الغرب من ضمان مصالحه في الخليج.
أوصى عدد من خبراء الدفاع البريطانيين في تقرير أعد للجنة البريطانية بحلف الأطلسي أوصوا بضرورة وجود قوة بحرية غربية دائمة في المحيط الهندي، وجاء في التقرير أن على الدول الغربية أن توضح للاتحاد السوفييتي مقاصدها في حالة حدوث أي اعتداء سوفييتي مماثل لما حدث في أفغانستان.
ويضيف التقرير أنه لما كان الاتحاد السوفييتي يستطيع الآن أن يعرقل شحنات النفط إلى الغرب فإن على بريطانيا وهولندا والبرتغال أن تنضم إلى الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دائمة في المحيط الهندي.
وقد كتبت مجلة التايم يوم 15/3/1981 مقالًا حول زيارة السيدة تاتشر الأخيرة لواشنطن جاء فيه أن السيدة مارغريت تاتشر أثارت في واشنطن بدون حساسية ملاحظات بشأن وجود حاجة لقوة عسكرية غربية في الخليج..
ترى هل يمكن لنا أن نعتبر هذا الصوت الإنكليزي الجديد.. صدى للصوت الأمريكي الذي عبّر عنه عضو مجلس النواب ستيف ماجلوسكي وهو يحدد تصورًا للحزب الجمهوري للعلاقة بين المصالح النفطية في الخليج والتورط في حرب لحماية هذه المصالح.
لقد قال السيد ستيف ماجلوسكي عضو مجلس النواب الأمريكي وهو من الحزب الجمهوري: إنه يتعين على الرأي العام الأمريكي أن يتقبل حقيقة أن الثروات البترولية في منطقة الخليج تستحق بالفعل القتال من أجلها في حالة التدخل السوفييتي في المنطقة.
وقد ركّز النائب الأمريكي ما جلوسكي خطابه الذي وجهه إلى مجلس الشؤون الدولية في لوس أنجلوس على الرأي القائل إنه يتعين أن تكون لدى الزعماء السوفييت صورة واضحة عن أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، وقال إنه لا يتحدث باسم حكومة الرئيس ريغان وإن تلك هي آراؤه الخاصة به.
ومضى إلى القول إن من الأهمية بمكان في هذا الوقت بالذات الذي يجري فيه تعديل في الشؤون الأمريكية السوفييتية أن يدرك السوفييت بأن شعور الشعب الأمريكي الذي اتسم بالثقة والتحرر من الوهم إزاء فيتنام قد حل محله تصميم واضح وموحد على الحيلولة دون التوسع السوفييتي جنوبًا إلى تلك المنطقة التي تحتوي على حوالي نصف احتياطي العالم من البترول.
وقال إن هناك حاجة إلى توضيح النوايا، وأضاف بأنه يتعين على الزعماء السوفييت أن يفهموا أن الولايات المتحدة ستحارب مستخدمة الأسلحة النووية والتقليدية معا.
وعند وقوف المراقب على تصريحات كل من الروس والأمريكان والفرنسيين والإنكليز ترى ماذا يمكن أن يستجد في ذهنه وهو يراقب الحركة الديبلوماسية السياسية المكثفة للقوى الدولية حول المنطقة.
إن هناك من عاد يقرر.. أن الثمانينات قد تشهد حروبًا واحتراقات جديدة... تعيد الصراع بين الدول الاستعمارية الكبرى إلى تقسيم جديد للمصالح.. بحيث يلبي التقسيم «المشكوك به حاليا» حاجة الجميع بما فيهم «الروس» من نفط الخليج!
لجنة الزكاة والخيرات
جمعية الإصلاح الاجتماعي
حساب رقم 9/ 48
بيت التمويل الكويتي هاتف/ 525768