العنوان ماذا بعدما ترجل البطل؟
الكاتب فاطمة حسن جلهوم
تاريخ النشر السبت 08-مايو-2004
مشاهدات 22
نشر في العدد 1600
نشر في الصفحة 4

السبت 08-مايو-2004
عندما نتحدث عن رمز من رموز هذه الأمة تتلعثم الأحرف وتغيب الكلمات، فالحديث عن مجاهد وداعية مثل الشيخ أحمد ياسين حديث فيه أشجان تنكأ الجرح الذي ما زال ينزف في قلوبنا وفي قلب كل حر في هذه الأمة. لقد بكت الملايين لفقدان هذا الداعية، وحق لها أن تبكي، فهذا الرجل الذي كان مقعدًا وعنده شلل في جميع أجزاء جسمه، ما عدا قلبه المليء بالإيمان والمليء حبًّا لهذا الوطن، والمليء ألمًا وحزنًا على حال الأمة، ولسانه الناطق بذكر الله، وبالدعوة إلى الله، وبالدفاع عن قضيته، وبالأحرى عن قضيتنا جميعًا، هذا الرجل المقعد فعل ما لم يفعله الكثيرون من الأصحاء في هذه الأمة. إننا باستشهاد هذا الشيخ اختلطت لدينا المشاعر، فقد فرحنا؛ لأنه نال ما تمنى وما ظل يسعى إليه طوال حياته، ولكننا بكينا؛ لأن هذه الأمة فقدت واحدًا ممن صنعوا وأنشأوا جيلًا بأكمله، رباه وأنشأه على التفاني في حب هذه الدعوة والعمل لأجلها، وأن الحقوق المغتصبة لا تسترد إلا بالجهاد والمقاومة. لذلك أناشد الأنظمة العربية التي اكتفت بالإدانة الخجولة لهذه العملية أن ترفع أيديها عن شعوبها، وتتحد معهم في خندق واحد، فهذه الشعوب كلها طاقات ومستعدة أن تدفع الضرر عن حكامها إن فعلوا لها ما تريد، ونناشدهم أيضًا أن يرفعوا أياديهم عن الشعب الفلسطيني، فنحن لا نريد سلامًا مع قتلة الأطفال، ولا نريد سلامًا مع قتلة الشيوخ والعاجزين، نحن نريد الاستشهاد ولا نريد الاستعباد. إن هذه الأمة ما زال فيها خير كثير، فإن قتل فيها أحمد ياسين فسيخرج الملايين وكلهم أحمد ياسين، سيخرج عشاق الشهادة يلبون نداء الأقصى، ونداء الدم المسفوك؛ ليحرر الأرض المباركة بإذن الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالأسس النفسية للتأثير الدعوي (2) الارتبـاط بيـن العاطفـة والسلوك
نشر في العدد 2182
20
الثلاثاء 01-أغسطس-2023


