; عِلم - ضمير = خراب ! هل تستخدم أميركا.. الأمطار الصناعية في فيتنام..؟ | مجلة المجتمع

العنوان عِلم - ضمير = خراب ! هل تستخدم أميركا.. الأمطار الصناعية في فيتنام..؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-يوليو-1972

مشاهدات 11

نشر في العدد 109

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 18-يوليو-1972

عِلم - ضمير = خراب !

هل تستخدم أميركا.. الأمطار الصناعية في فيتنام.

تواترت الأنباء في الأيام الأخيرة عن احتمال استخدام القوات الأميركية للأمطار الصناعية كسلاح في الحرب الفيتنامية بشكل واسع.

وتستخدم الأمطار في المناطق التي يأتي منها المتسللون الشيوعيون؛ بحيث يصبحون خلف القوات الحكومية في فيتنام الجنوبية؛ ويوقعون بها الهزيمة تلو الأخرى. ولكن أهم من ذلك هو استعمال هذه الأمطار فوق الممرات السرية عبر الأدغال، والتي تستخدم في نقل المؤن والمعدات والأسلحة.. والهدف من وراء استخدام الأمطار فوق تلك المناطق هو جعلها غير صالحة لنقل المعدات وشل حركة ناقلات الجنود والعتاد، وفي كثير من الأحيان إغراقها بما يشبه الفيضان.

وقد التزم البنتاجون ومسؤولو وزارة الدفاع الأميركية جانب الصمت إزاء التعليقات والأسئلة، التي وجهت إليهم في الفترة الأخيرة حول الموضوع، مما اعتبر على أنه موافقة ضمنية على استعمال الأمطار كسلاح في الحرب الفيتنامية.

والواقع أن استعمال الأمطار كسلاح أمر لا يمكن لقادة الجيش مقاومة إغرائه، أولًا لاشتداد الهجمات في الفترة الأخيرة، مما يؤكد أن هناك خطوط إمداد وتموين لم يصبها قذف الطائرات المستمر بأي أضرار، ثانيًا-  وهو الأهم - فإن استعمال هذا السلاح يتم ضمن العمليات الجوية الروتينية بحيث لا يمكن لأحد أن يشعر بأن هناك شيئًا مخالفًا لروتين النشاط اليومي، مما يبعده عن أنوف الصحفيين والرأي العام لأكبر فترة ممكنة.. ويتم تنفيذ إطلاق الأمطار الصناعية خلال الطلعات الجوية الاعتيادية، حيث تقوم بعض الطائرات بزرع السحب؛ وذلك بإطلاقها بعض القنابل التي تحتوي على مواد كيميائية بها درجة تركيز عالية من مادة «أيودين الفضة»، ويعتقد غالبية المعلقين العلميين في الصحف الكبرى أن من الصعب اكتشاف ما إذا كان المطر صناعيًّا أو طبيعيًّا.

ويرجع صمت المسئولين الأمريكيين إلى الخوف الذي قد يثيره استعمال هذه المواد الكيماوية من آثار ضارة بالنسبة للحياة المدنية في تلك المناطق، ويعتقد الكثير من العلماء أن هذا السلاح قد أصبح في خطورة الأسلحة البيولوجية السامة.

فهناك أولًا خطورة بقايا محتويات القنبلة التي لم تتحول إلى سحاب، وآثارها على الحياة الآدمية والحيوانية في تلك المناطق.. ثانيًا فإن مناطق شرق آسيا خاصة فيتنام والبلاد المجاورة، مثل لاوس وكمبوديا، هي بلاد تعتمد في معيشتها على الزراعة، ولذلك فإن الفيضانات التي تخلفها هذه الأمطار سوف تؤثر بصورة أكبر على حياة الفلاحين؛ وعلى خصوبة الأرض، كما أنها سوف تفسد المحاصيل أكثر مما سيؤذي قوات العدو أو يعرقل نقل المعدات والعمليات العسكرية لقوات الفيتكونج..

وقد أكد هذه المخاوف تصريح أدلى به البروفيسور ماثيو نيلسون؛ الأستاذ بجامعة هارفارد، قال فيه إن اصطناع أجواء معينة وإسقاط الأمطار سوف يؤدي إلى إطلاق طاقة تخريبية هائلة قد لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بمدى تخريبها»..

والنقطة الأساسية هي أنه فيما يتعود سكان منطقة معينة ويعتمدون في معيشتهم على نظام جوي معين وفصول طبيعية ثابتة على مدى السنة، فإن تغيير هذا النظام من شأنه أن يهدم قابليتهم للبقاء ويهدد قدرتهم على المعيشة.

وقد نشرت إحدى الصحف العلمية المتخصصة بأن أمر استعمال تغيير الأجواء وإسقاط الأمطار الصناعية يرجع إلى عام ١٩٦٧ حينما حددت رئاسة أركان القوات الأميركية قائمة بالأسلحة غير العادية، التي يجب استعمالها لكسب الحرب بأسرع ما يمكن.. ثم تنفيذ ذلك قرب حدود لاوس في ذلك الوقت.. ويرجع الفضل إلى وثائق البنتاجون الشهيرة في كشف النقاب عن هذا السر، حينما نصت هذه الوثائق المسروقة من وزارة الدفاع الأميركية، على أن هذه الأسلحة؛ ومن بينها الأمطار الصناعية، لديها القدرة على تحقيق أكبر قدر من التدمير للعدو؛ وذلك بغض النظر عن الحياة المدنية والمدنيين.

ومن الحقائق المعروفة؛ أن الولايات المتحدة واستراليا وبعض الدول الأخرى، يستخدمون تجارب زرع السحب منذ حوالي عشر سنوات لإنزال الأمطار، ولكن فقط لأغراض الزراعة، ولم تحقق هذه التجارب نجاحًا كبيرًا، لان التحكم في إنزال الأمطار الصناعية يعتمد أساسًا على وجود بعض تجمعات من السحب الطبيعية في حالة متقدمة أي على وشك التحول إلى أمطار.. الأمر الذي يتوفر كثيرًا في منطقة الهند الصينية، مما ساعد على استعمال الأمطار كسلاح يمكن التحكم فيه..

فهذه السحب التي على وشك الهطول موجودة بكثرة هناك لمدة تقارب ثمانية أشهر في العام.

وحينما وجه السناتور فولبرایت سؤالًا مباشرًا لوزير الدفاع؛ عما إذا كانت الأمطار الصناعية تستخدم كسلاح في الحرب.. أجاب وزير الدفاع قائلًا: إن هذا السلاح لم يستخدم فوق فيتنام الشمالية، وبما أنه من المعلوم من وثائق البنتاجون أن هذا السلاح استخدم ضد لاوس في أواخر الستينات، فإن إجابة وزير الدفاع يمكن تفسيرها على أنها تأكيد لاستخدام الأمطار الصناعية فوق أراضي فيتنام الجنوبية؛ لشل حركة المتسللين ونقل المعدات والأسلحة خلف خطوط أميركا وحلفائها.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لم كل هذه الحرب؟

نشر في العدد 2

38

الثلاثاء 24-مارس-1970

مفهومات خاطئة 4

نشر في العدد 14

24

الثلاثاء 16-يونيو-1970