العنوان غش الرعية وسوء العاقبة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1977
مشاهدات 25
نشر في العدد 352
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 31-مايو-1977
قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من والٍ يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة» (رواه البخاري في كتاب الأحكام).
من الأسس الاجتماعية الثابتة، أن المجتمع لا يصلح بغير رئيس يدبر أمره، ويصرف شئونه، ويعمل على السير به في سبيل السعادة والرقي.
وبقدر صلاح هذا الرئيس يكون حال رعيته، فإذا كان صالحًا في نفسه، حازمًا في سياسته، مخلصًا في النصح لرعيته، يسهر على راحتهم ويوفر لهم أسباب الأمن والاستقرار ويفتح لهم أبواب الرزق، ويحافظ على حرياتهم وينفذ المشروعات الاجتماعية التي تزيد من سعادتهم ورفاهيتهم.
إذا كان كذلك أرضى الله وأرضى ضميره، وظفر برضا «الشعب» وتقدير التاريخ.
أما إذا كان غاشًا لرعيته، غير ناصح لها، يتخذ من منصبه وسيلة إلى الشهرة الزائفة والإثراء على حساب الشعب ومحاباة الأقوياء والأنصار وإهدار حقوق المواطنين وكرامتهم، أو يضحي بمصالح البلاد ويتهاون في الاحتفاظ بعزتها وكرامتها وتحقيق أهدافها المنشودة - إذا كان كذلك سخط الله عليه وطرده من رحمته فحرم عليه رائحة الجنة.
• صور لنفسك شعبًا قد حكمه حاكم فاسد مفسد لا يقرب إليه إلا بطانة السوء ولا يسند الحكم إلا لطائفة على شاكلته فسادًا وجشعًا وغفلة عن حقوق الشعب وإهمالًا لشئونه، فماذا ترى؟ وماذا يكون شعور الشعب وماذا يكون مصيره؟
• صور لنفسك وزيرًا لا يراقب الله، ولا يرعى المصلحة في أعماله يستمع للمنافقين ويستجيب للواشين وينفذ ما يضر ويبطل ما ينفع ويرقي غير المستحق ويهمل ذا الكفاية، ويدع شئون وزارته لطائفة من الفسدة يصرفونها على أهوائهم فماذا تجد؟ وماذا تكون العاقبة؟
• ولا شك أن غش الوالي من عوامل الفساد واضطراب الأعمال وكثرة التذمر والشكوى وانتشار الجريمة والشر ونشوب الثورات وضعف المجتمع وانحلاله ولهذا كان الوالي الغاش جديرًا بما أعده الله له من العذاب الأليم.
«قبسات من التوجيه النبوي- حلب».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل