العنوان فتاوي المجتمع العدد 1440
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 27-فبراير-2001
مشاهدات 13
نشر في العدد 1440
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 27-فبراير-2001
لا تجب على الفقير
● هل تجب الأضحية على الشخص ولو كان فقيرًا؟
● الأضحية سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء وذهب أبو حنيفة إلى أنها واجبة، والأولون استدلوا بقول النبي ﷺ «إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئًا» مسلم (2/1565) فقوله صلوات الله وسلامه عليه وأراد أحدكم إشارة إلى تفويض الأمر إليه، ولو كانت الأضحية واجبة لم يفرضه.
واستدل الحنفية بقوله تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) ﴾ (الكَوثَر : 2)
فالأمر هنا مطلق فيحمل على الوجوب، وأما من عجز عن قيمتها لفقره فإنها لا تجب عليه ..
الجلد .. لا يباع
● هل يجوز بيع جلد الأضحية؟
● الفقهاء متفقون على عدم جواز إعطاء الجزار جلد الأضحية واعتباره أجرة.. على الذبح لكنهم اختلفوا في حكم بيع جلد الأضحية فذهب جمهور الفقهاء- عدا الحنفية- إلى عدم جواز بيعه ..
شروط الأضحية
● هل يجوز التضحية بالخروف الصغير "الطلي" وبالخروف المقطوع الأذن، أو المكسور الرجل؟
● يشترط في الأضحية شروط ينبغي أن يلاحظها ويراعيها من يريد التضحية، فيشترط بالنسبة لعمر أو سن الأضحية بالنسبة للضأن وهو الخروف أن يكون بتعبير الفقهاء جذعة أو أكبر من الجذعة في الخروف والجذعة على رأي المالكية والشافعية ما بلغ سنة، وعند الحنفية والحنابلة ما أتم ستة أشهر.
ويشترط كذلك في الثني في المعز وهو الغنم أن يتم سنة فأكثر، ويشترط في البقر أن يتم سنتين فأكثر، ويشترط في الإبل أن تتم خمس سنين، وهذا مبني على قول النبي لا تذبحوا إلا مسنة- ثنية إلا أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن». "صحيح مسلم "2/1555".
كما يشترط في الأضحية أن تكون سليمة من العيوب، ومن العيوب أن تكون مقطوعة أكثر الأذن فهذه لا تجزئ التضحية بها، وكذلك مقطوعة اللسان كله، أو العرجاء واضحة العرج بحيث تختلف عن غيرها في المشي معهم، وكذلك العوراء وغير ذلك من العيوب وهي كثيرة .
أفضل الأضاحي
● هل يجوز أن تكون الأضحية من البقر؟ وما أفضل ما يضحى به؟
● نعم يجوز التضحية بالبقر، لأن البقر من الأنعام، والتضحية تجوز بأي نوع من الأنعام وهي حسب الأفضلية كالتالي: الإبل ثم البقر ثم الغنم ولا يجوز غير الأنعام في الأضحية والعقيقة والهدي.
قال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ﴾ (الحَج : 28)
وقال تعالى: ﴿ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ﴾ (المَائـِدَة : 1)
والأفضل في تذكية الأنعام أن تنحر الإبل وتذبح البقر والغنم .
استقبال القبلة عند الذبح
● عندما نقوم بذبح الأضحية أو غيرها، هل يجب أن نوجه وجهها للقبلة؟ وهل يجب أن توضع على جنبها الأيمن أم الأيسر؟
● لا يجب ذلك وإنما يستحب أن يستقبل الذابح القبلة، ويكون منحر الذبيحة جهة القبلة.
كما يستحب وضع الذبيحة على شقها الأيسر .
الإجابة للشيخ يوسف القرضاوي
من موقع :islam-online.net
يجوز للأبناء أداء الحج عن آبائهم
● والدي ووالدتي قد فارقا الحياة ولم يؤديا فريضة الحج، فهل يجوز لي أن أنيب عنهما أحدًا في تأدية هذه الفريضة؟
● الأصل في العبادات، وبخاصة العبادات البدنية أن يؤديها المرء بنفسه إن أمكن، وإلا يؤديها أولاده من بعده، فقد قال ﷺ «إن أولادكم من كسبكم، وولد الإنسان جزء منه، وهو جزء من عمله، ويعتبر امتدادًا له بعد وفاته»، كما جاء في الحديث «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة".
فالولد الصالح امتداد لحياة أبيه ووجوده ومن هنا يجوز للأبناء أن يؤدوا الحج عن آبائهم. فإذا لم يؤدوه أمكنهم أن يوكلوا من يؤديه عنهم، وقد سألت امرأة النبي ﷺ أن أباها أدركته فريضة الله في الحج شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستقل على الراحلة ومات، أفتحج عنه؟
قال: نعم.« حجي عنه». وامرأة أخرى- كما ورد في حديث ابن عباس سألت النبي ﷺ «أتحج عن أمها وقد نذرت أن تحج لله وماتت فقال حجي عنها، أرأيت لو كان عليها دين أكنت قاضيته؟ قالت: نعم. قال: «فاقضوا فالله أحق بالوفاء».
وفي رواية: «فدين الله أحق أن يقضى».
فكما أن للولد أن يقضي دين أبيه في الشؤون المالية، كذلك الأمر في هذه الشؤون الروحية وشؤون العبادة، فتستطيع البنت ويستطيع الولد أن يحج عن أبيه، أو على الأقل يوكل من يحج عنه، على أن يحج عنه من بلده أي من البلد الذي عليه أن يحج منه، فإذا كان من قطر مثلًا فإذا وكل أحدًا، فليحج من قطر لا من سواها، وإذا كان من الشام يحج من الشام. وهكذا ... إلا إذا عجزت مالية المتوفى- إذا كان سيحج من ماله- فمن حيث أمكن تحقيق هذا .. فإذا كان الولد هو الذي سيوكل من يحج من ماله الخاص، فعلى حسب ما يمكن من ماله ومن حج عن الغير. فيشترط أن يكون قد حج عن نفسه أولًا .
للشيخ محمد صالح المنجد
جدد إيمانك في أفضل أيام السنة
عشر الأضحى: فرصة ثمينة للمشمرين إلى الله تعالى
من مواسم الطاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة. التي فضلها الله تعالى: على سائر أيام العام عن ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشره. قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء» أخرجه البخاري (2/457).
وعنه أيضًا- رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى، قيل: ولا جهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء رواه الدارمي 1/357 وإسناده حسن كما في الإرواء (3/398) .
فهذه النصوص وغيرها تدل على أن هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها حتى العشر الأواخر من رمضان. ولكن ليالي عشر الأواخر من رمضان أفضل لاشتمالها على ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وبهذا يجتمع عمل الأدلة "انظر تفسير ابن كثير "5/412".
وقد جاءت فضيلة هذه العشر من أمور كثيرة منها:
1- أن الله تعالى أقسم بها والإقسام بالشيء دليل على أهميته، وعظم نفعه، قال تعالى: ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ﴾(الفَجۡر : 1- 2)
قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: إنها عشر ذي الحجة. قال ابن كثير: وهو الصحيح "تفسير ابن كثير "8/413" ٢- أن النبي ﷺ شهد بأنها أفضل أيام الدنيا، كما تقدم في الحديث الصحيح.
3- أنه حث فيها على العمل الصالح لشرف الزمان بالنسبة لأهل الأمصار وشرف المكان أيضًا- وهذا خاص بحجاج بيت الله الحرام.
4- أنه أمر فيها بكثرة التسبيح والتحميد والتكبير كما جاء عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- عن النبي ﷺ قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد أخرجه أحمد 7/224 وصحح إسناده أحمد شاكر".
5- أن فيها يوم عرفة، وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدين، وصيامه يكفر آثام سنتين وفيها أيضًا يوم النحر الذي هو أعظم أيام السنة على الإطلاق، وهو يوم الحج الأكبر الذي يجتمع فيه من الطاعات والعبادات ما لا يجتمع في غيره.
6- أن فيها الأضحية والحج.
ومن هنا فإن من الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في عشر ذي الحجة:
1- الصيام: فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة لأن النبي ﷺ حث على العمل الصالح في أيام العشر والصيام من أفضل الأعمال وقد كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت: كان النبي ﷺ يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين » "أخرجه النسائي 4/205، وأبو داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود "2/462"
2- التكبير: فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهارًا للعبادة، وإعلانًا بتعظيم الله تعالى.
3- أداء الحج والعمرة : قال رسول الله ﷺ «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»... .
4- الإكثار من الأعمال الصالحة عمومًا: لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى، وهذا يستلزم عظم ثوابه عند الله تعالى. فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى من الصلاة، وقراءة القرآن والذكر والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من طرق الخير وسبل الطاعة.
5- الأضحية.
6- التوبة النصوح : مما يتأكد في هذه العشر التوبة إلى الله تعالى والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب.
إن إدراك هذا العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد يقدرها حق قدرها الصالحون المشعرون وواجب المسلم استشعار هذه النعمة، واغتنام هذه الفرصة، وذلك بأن يخص هذا العشر بمزيد من العناية. وأن يجاهد نفسه بالطاعة. وإن من فضل الله تعالى على عباده كثرة طرق الخيرات، وتنوع سبل الطاعات ليدوم نشاط المسلم، ويبقى ملازمًا لعبادة مولاه.
للشيخ عبد العزيز بن باز– يرحمه الله– من موقع binbaz.org.sa
حجة النبي ﷺ
حج عليه الصلاة والسلام حجة الوداع وشرع للناس المنسك بقوله وفعله، وخطب بهم في حجة الوداع في يوم عرفة خطبة عظيمة ذكرهم فيها بحقه سبحانه وتوحيده، وأخبرهم فيها أن أمور الجاهلية موضوعة، وأن الربا موضوع، وأن دماء الجاهلية موضوعة وأوصاهم فيها بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله. والاعتصام بهما، وأخبر أنهم لن يضلوا ما اعتصموا بهما، وبين حق الرجل على زوجته وحقها عليه، وبين أمورًا كثيرة- عليه الصلاة والسلام . ثم قال: وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكبها إلى الأرض ويقول اللهم اشهد اللهم اشهد عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
ولاشك أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة عليه الصلاة والسلام على خير الوجوه وأكملها، ونشهد له بذلك كما شهد له صحابته- رضي الله عنهم وأرضاهم .. وقد بين عليه الصلاة والسلام مناسك الحج وأعماله بأقواله وأفعاله، وكان خروجه من المدينة في آخر ذي القعدة من عام عشرة محرمًا بالحج والعمرة قارنًا من ذي الحليفة، وساق الهدي عليه الصلاة والسلام، وأتى مكة في صبيحة اليوم الرابع من ذي الحجة ولم يزل يلبي من الميقات من حين أحرم من ذي الحليفة بتلبيته المشهورة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، بعدما لبي بالحج والعمرة.. عليه الصلاة والسلام.
وكان قد خير أصحابه في ذي الحليفة بين الأنساك الثلاثة، فمنهم من لبي بالعمرة ومنهم من لبي بهما، وكان ﷺ يرفع صوته بالتلبية، وهكذا أصحابه- رضي الله عنهم- ولم يزل يلبي حتى وصل إلى بيت الله العتيق، وبين للناس ما يقولونه من الأذكار والدعاء في طوافهم وسعيهم وفي عرفات وفي مزدلفة وفي منى وبين الله جل وعلا ذلك في كتابه العظيم إذ قال جل وعلا: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) ﴾ (البَقَرَةِ : 198- 199)
إلى أن قال سبحانه وتعالى: ﴿ ۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) (203)﴾ (البَقَرَةِ :203)
فالذكر من جملة المنافع المذكورة في قوله تعالى: ﴿ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ﴾ (الحَج : 28)
وعطفه على المنافع من باب عطف الخاص على العام.
وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل