العنوان فتاوي المجتمع (1391)
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 07-مارس-2000
مشاهدات 17
نشر في العدد 1391
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 07-مارس-2000
سداد الدين أولًا
• رجل عنده القدرة على الحج لكن عليه دينًا لشخص، ولو لم يحج فإنه يستطيع أن يسد دينه ولو سافر فإن الدين لن يستطيع الوفاء به، علمًا بأن الدين سيحل في شهر ذي الحجة والسؤال هو: هل يجب عليه أداء الدين أم الحج وإذا أدى الدين ولم يحج فهل عليه إثم لتأخير الحج؟
- من شروط وجوب الحج أن يكون الحاج لديه القدرة على توفير الحاجات الضرورية له ولعياله، فيجب أن يوفر -عند سفره للحج- نفقة أهله ومن تلزمه نفقتهم مدة غيابه في الحج، ومما يجب عليه أيضًا أن يؤدي ما عليه من دين، سواء أكان الدين لشخص آخر أو كان حقًا لله تعالى وحق العبد مثل الدين وحق الله مثل الزكاة، أو الكفارات التي وجبت عليه، ولم يؤدها.
ودين العباد مقدم على دين الله.
فيجب على هذا السائل أن يؤخر الحج ويقدم الدين، فيوفي بالدين ولا إثم عليه في تأخير الحج، مادام غير مستطيع بعد أداء الدين.
نعم للطيب والحناء.. أما الكحل فلا قبل الإحرام
• هل يجوز للمرأة التي تريد الحج أن تتطيب وتضع الحناء في يديها أو أن تكتحل قبل الإحرام؟
- التطيب سنة للرجل والمرأة قبل أن ينويا الإحرام، لما ورد من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كنا نخرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة فتضمد جباهنا بالسك -وهو نوع من الطيب- المطيب عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا ينهاها»، (تكملة المنهل ١/ ١٤٢، عن الدين الخالص ٩/٤٦).
وكذلك الحكم في وضع المرأة الحناء في يديها قبل الإحرام، وأما بعد الإحرام فمكروه.
أما الاكتحال قبل الإحرام فلا يجوز لأنه يعتبر من الزينة.
من لم يجد مالًا للهدي فليصم
• شخص حج ونوى التمتع لكنه فقد أمواله هناك، ولم يستطع أن يذبح الهدي وهو واجب على المتمتع، فماذا يجب عليه في هذا الحال؟
- التمتع هو أن ينوي العمرة متمتعًا بها إلى الحج، يعني يحرم بعمرة في أشهر الحج، ثم يحج بعدها في عامه.
والمتمتع يجب عليه أن يذبح هديًا لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾ (البقرة: ١٩٦).
ومثل حال السائل الذي لم يجد مالًا يشتري به فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة أيام إذا رجع إلى أهله، وذلك منصوص عليه في قوله تعالى: ﴿فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ﴾ (البقرة: ١٩٦)
خروج «المعتدة» للحج
• امرأة في العدة من طلاق زوجها وترغب في الحج، فهل يمكنها أن تخرج للحج؟
- لا يلزم الحج المرأة المعتدة سواء أكان الطلاق بائنًا أم رجعيًا، لأن واجب المعتدة ملازمة البيت فلا تخرج إلا لضرورة لقوله تعالى: ﴿لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ﴾ (الطلاق: 1).
وذهب الإمام أحمد إلى جواز خروجها للحج إن كانت مطلقة طلاقًا بائنًا في غير العدة من وفاة زوجها.
يتكلم عبر النقال خلال الطواف!
• ما حكم الكلام أثناء الطواف وقد رأيت شخصًا يتكلم بالهاتف النقال أو الجوال وهو في الطواف فنصحته، فقال: إن الكلام جائز في الطواف، وأنا أكلم أهلي، فما الحكم في ذلك؟
- ذهب الفقهاء إلى جواز الكلام في الطواف إذا كان لحاجة، وبعضهم كرهه لغير حاجة، وقالوا يستحب أن يدع الحديث والكلام في الطواف إلا ذكر الله تعالي، أو قراءة القرآن أو أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر، أو ما لابد منه من الكلام لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بالخير» (أخرجه الترمذي ٣/٢٨٤).
وبناء عليه نرى أن الكلام لغير حاجة مكروه، وإذا كان الكلام عبر هاتف نقال فهو -لا ريب- داخل في الكلام، وهو محادثة قد يصاحبها تبسيط كبير، خاصة أن المخاطب على الطرف الآخر لا يستشعر الموقف، وما فيه من عبادة وازدحام، وما يقتضيه من خشوع.
وفي هذه المحادثة أيضًا نوع من تقليل أهمية ومكانة هذه العبادة، فالكراهة أشد في الكلام في بيت الله وحول الكعبة عبر هذا الجهاز.
وينبغي أن يمنع ذلك سدًا لذريعة الاستهانة، وفقدان الشعيرة مكانتها، والتشويش على الطائفين لما يحتاجه من رفع الصوت غالبًا وسط التهليل والتكبير والقراءة، والدعاء.
السعي ركن من الأركان
• هل السعي بين الصفا والمروة من أركان الحج؟
- نعم... من أركان الحج عند جمهور الفقهاء فيما عدا الحنفية.. وبقية الأركان هي: الإحرام، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة.
ويزاد على ذلك -عند الشافعي- الحلق، والتقصير، وترتيب معظم الأركان.
■ الإجابة للشيخ عبد العزيز بن باز- يرحمه الله- من موقع Www.nassej.com
النفقة على المجاهدين أفضل من حج التطوع
• بالنسبة لمن أدى فريضة الحج وتيسر له أن يحج مرة أخرى، هل يجوز له بدلًا من الحج للمرة الثانية أن يتبرع بقيمة نفقات الحج إلى المجاهدين المسلمين، إذ إن الحج للمرة الثانية تطوع والتبرع للجهاد فرض؟
- من حج الفريضة فالأفضل أن يتبرع بنفقة الحج الثاني للمجاهدين في سبيل الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قال السائل: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، قال السائل: ثم أي؟ قال: «حج مبرور» (متفق على صحته).
فجعل الحج بعد الجهاد، والمراد به حج النافلة لأن الحج المفروض ركن من أركان الإسلام مع الاستطاعة، وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من جهز غازيًا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا»، ولا شك في أن المجاهدين وأمثالهم من المجاهدين في سبيل الله في أشد الحاجة إلى المساعدة المادية من إخوانهم، والنفقة فيهم أفضل من النفقة في حج التطوع للحديثين المذكورين، وغيرهما.
زيارة المسجد النبوي سنة ولا تختص بوقت
• يعتقد بعض الحجاج أنه إذا لم يتمكن الحاج من زيارة المسجد النبوي فإن حجه ينقص، فهل هذا صحيح؟
- الزيارة للمسجد النبوي سنة وليست واجبة، وليس لها تعلق بالحج، بل السنة أن يزار المسجد النبوي في جميع السنة، ولا يختص ذلك بوقت الحج، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» (متفق عليه) ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام» (متفق عليه).
وإذا زار المسجد النبوي شرع له أن يصلي في الروضة ركعتين ثم يسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- كما يشرع له زيارة البقيع والشهداء للسلام على المدفونين هناك من الصحابة وغيرهم، والدعاء لهم والترحم عليهم كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يزورهم، وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية».
وفي رواية عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول إذا زار البقيع: «يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين اغفر لأهل بقيع الغرقد»، ويشرع أيضًا لمن زار المسجد النبوي أن يزور مسجد قباء ويصلي فيه ركعتين لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يزوره كل سبت ويصلي فيه ركعتين وقال عليه الصلاة والسلام: «من تطهر في بيته فأحسن الطهور ثم أتي مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة»، هذه هي المواضع التي تزار في المدينة المنورة أما المساجد السبعة ومسجد القبلتين وغيرهما من المواضع التي يذكر بعض المؤلفين في المناسك زيارتها فلا أصل لذلك ولا دليل عليه، والمشروع للمؤمن دائمًا هو الاتباع دون الابتداع.
الإشارة إلى الحجر الأسود مشروعة
• ما حكم المسح أو الإشارة إلى الركن الجنوبي الغربي للكعبة المشرفة أثناء الطواف؟ وكم عدد التكبيرات التي تقال عنده وعند الحجر الأسود؟
- يشرع للطائف أن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط من أشواط الطواف كما يستحب له تقبيل الحجر الأسود خاصة في كل شوط مع الاستلام حتى في الشوط الأخير إذا تيسر ذلك من دون مشقة، أما مع المشقة فيكره له الزحام ويشرع له أن يشير إلى الحجر الأسود بيده أو بعصاه، ويكبر.، أما الركن اليماني فلم يرد فيما تعلم ما يدل على الإشارة إليه، وإنما يستلمه إذا استطاع من دون مشقة ولا يقبله ويقول: بسم الله والله أكبر أو الله أكبر... أما مع المشقة فلا يشرع له استلامه ويمضي في طوافه من دون إشارة أو تكبير لعدم ورود ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم- كما أوضحت ذلك في كتابي «التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة».
أما التكبير فيكون مرة واحدة ولا أعلم ما يدل على شرعية التكرار، ويقول في طوافه كله ما تيسر من الدعوات والأذكار الشرعية، ويختم كل شوط بما يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يختم به كل شوط وهو الدعاء المشهور: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، وجميع الأذكار والدعوات في الطواف والسعي سنة وليست واجبة.
شعرات ميتة لا يضر سقوطها
• ماذا تفعل المرأة المحرمة إذا سقط من رأسها شعرة رغمًا عنها؟
- إذا سقط من رأس المحرم- ذكرًا كان أو أنثى- شعرات عند مسحه في الوضوء أو عند غسله لم يضره ذلك، وهكذا لو سقط من لحية الرجل أو من شاربه أو من أظفاره شيء لا يضره إذا لم يتعمد ذلك، وإنما المحظور أن يتعمد قطع شيء من شعره أو أظفاره وهو محرم وهكذا المرأة لا تتعمد قطع شيء، أما شيء يسقط من غير تعمد فهذه شعرات ميتة تسقط عند الحركة فلا يضر سقوطها.
■ الإجابة للشيخ سيد سابق- يرحمه الله- من موقع www.islam-online.net
صيغة التكبير والتسمية عند رمي الجمرات
• عند رمي الجمرات ما السنة أن يقول الإنسان الله أكبر، فقط أم يقول بسم الله والله أكبر؟ وما الصحيح والأحوط والمطابق للسنة في ذلك؟
- يستحب التكبير والدعاء مع كل حصاة، وأن يضعها الحاج بين أصابعه، عن عبد الله بن مسعود وابن عمر -رضي الله عنهما- أنهما كانا يقولان عند رمي جمرة العقبة: «اللهم اجعله حجًا مبرورًا وذنبًا مغفورًا»، وعن إبراهيم أنه قال كانوا يحبون للرجل- إذا رمي جمرة العقبة- أن يقول: «اللهم اجعله حجًا مبرورًا وذنبًا مغفورًا»، فقيل له: تقول ذلك عند كل جمرة؟ قال: نعم، وعن عطاء قال: إذا رميت فكبر، وأتبع الرمي التكبيرة روى ذلك سعيد بن منصور.
وفي حديث جابر رضي الله عند مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكبر مع كل حصاة، قال في الفتح: وأجمعوا على أن من لم يكبر لا شيء عليه.
وعن سلمان بن الأحوص عن أمه قالت: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند جمرة العقبة راكبًا، ورأيت بين أصابعه حجرًا فرمى، ورمي الناس معه (رواه أبو داود).
ويقول الشيخ جاد الحق على جاد الحق رحمه الله: بعد المبيت وصلاة الفجر في منى اقصد إلى جمرة العقبة وارمها بالحصيات السبع، واحدة بعد الأخرى على التوالي وارم بقوة وقل بسم الله والله أكبر رغمًا للشيطان وحزبه، اللهم اجعله حجًا مبرورًا وذنبًا مغفورًا.
ومن خلال كلام الشيخين نرى أن التكبير والتسمية معًا مندوبان أثناء الرمي، وإن كانت الأحاديث صريحة في ذكر التكبير، والله أعلم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
آداب الاستقراض (۲ من2) المبادرة إلى سداد الدين عند توفر المال دون انتظار الأجل
نشر في العدد 1133
18
الثلاثاء 10-يناير-1995