; فتاوى المجتمع - عدد 1480 | مجلة المجتمع

العنوان فتاوى المجتمع - عدد 1480

الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي

تاريخ النشر السبت 08-ديسمبر-2001

مشاهدات 10

نشر في العدد 1480

نشر في الصفحة 58

السبت 08-ديسمبر-2001

 المسلم العاصي يجوز ميراثه

• شاب مسلم إلا أن أباه -للأسف- مسلم بالأوراق الرسمية فقط فهو «ملحد»، لا يؤمن بوجود الله، فهل يرث هذا الشاب أباه؟ علمًا بأن هذا الأب يستحل فوائد البنوك؟ وإذا كان هذا الميراث غير جائز فماذا يفعل به؟

      الإيمان والكفر قضية قلبية، فإذا كان هذا الأب تاركًا للواجبات، وأهمها الصلاة تكاسلًا لا جحودًا، فإنه مازال مسلمًا، لكنه عاص، وإن كان يتركها جحودًا وعدم اعتبار لوجوبها، وإنكارًا لما جاء بشأنها من أدلة في الكتاب والسنة، ويصر على هذا فهو كافر والعياذ بالله، وهذا الرجل مادام يقول إنه مسلم، ولم يعلن كفره فمعاملته على ظاهر حاله فيرث ويورث، أما مال الميراث فكله حلال، إلا ما علم أنه ربا فيتخلص من الفوائد الربوية فقط، ويحل ما عداها .

الاعتكاف أفضل في رمضان وأقله لحظة:

     هل للاعتكاف وقت محدد وما مدته؟ وما أركانه وشروطه؟ وهل يمكن الخروج منه والعودة إليه؟ وهل يكون في المسجد فقط، أم يمكن أن يكون في المنزل أو في مكة؟

     كان النبي يعتكف ﷺ في العشر الأواخر من رمضان حتى قبضه الله -عز وجل- (أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح(، فالاعتكاف سنة في العشر الأواخر من رمضان، لكن إن نذره المسلم أصبح واجبًا، ويمكن أن يعتكف المسلم في رمضان، وهو الأفضل من غيره، وأقل مدة الاعتكاف لحظة عند الجمهور، وهم الحنفية والشافعية والحنابلة.

     فإذا دخل المسلم المسجد لصلاة فريضة أو نافلة، ونوى الاعتكاف حصل له ثواب ما مكثه من مدة، ولا حد لأكثر وقت الاعتكاف، وعند الإمام مالك أقل الاعتكاف المندوب يوم وليلة، وأكثره شهر، أما عن مكان الاعتكاف فيشترط أن يكون في المسجد، وبعض الفقهاء وهم الحنفية وأحمد قالوا في مسجد تقام فيه الجماعة، وقال مالك: يصح الاعتكاف في كل مسجد، ولو لم يكن جامعًا إلا إن كانت الجمعة تجب على هذا المعتكف، وتدخل في أيام اعتكافه يوم الجمعة.

 اعتكاف المرأة: ولا يجوز الاعتكاف للرجل في غير المسجد، لكن بالنسبة للمرأة قال الحنفية يجوز أن تعتكف في مسجد بيتها، وهو الأفضل لأن صلاتها فيه أفضل، والمراد بمسجد بيتها المكان الذي خصصته لتصلي فيه.

     وأما جمهور الفقهاء وهم المالكية والشافعية والحنابلة فلم يجوزوا لها أن تعتكف في مسجد بيتها، وإنما لها الاعتكاف في المسجد فحسب، وأما أركانه فركنان أولهما المكث في المسجد ولو لحظة، وثانيهما النية.

الشروط والخروج: وأما شروط الاعتكاف فهي الإسلام والتمييز والطهارة من الحدث الأكبر وهو الجنابة -والحيض والنفاس بالنسبة للمرأة- والامتناع عن مباشرة الزوجة.

     ويجوز للمعتكف أن يغتسل ويحلق ويتطيب، وما إلى ذلك من أموره الخاصة، أما خروجه من المعتكف فيجوز إذا دعت الضرورة والحاجة، ولكن لا يزيد على قدر الحاجة، ويقتصر عليها ما أمكن، فيجوز له أن يخرج للأكل والشرب إن لم يتيسر له في المسجد بأن يحضره له غيره، كما أجاز بعض الفقهاء له الخروج للأمور الاجتماعية المهمة كعيادة مريض، وصلاة جنازة على خلاف بين الفقهاء، فمنهم من أجاز، ومنهم من منع، ومنهم من فصل في الأحوال.

أفضل ليلة في السنة:

• ما فضل ليلة القدر؟ وهل هي ليلة محددة؟ وهل يصح اعتقاد البعض أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان؟

      ليلة القدر أفضل ليلة في السنة، والأجر فيها والعمل الصالح خير وأفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وتتنزل الملائكة فيها؛ قال -تعالى-: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ (سورة القدر)، لذلك رغب له في قيامها والإكثار من الدعاء فيها، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقوم العشر الأواخر من رمضان كما قالت عائشة -رضى الله عنها-: «كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر» (أخرجه أحمد والشيخان)

 ولم يحدد النبي ﷺ ليلتها ترغيبًا للعبادة في الأيام العشر، وروى أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين«.

     وقال بعض الفقهاء إنها ليلة الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين، وروى البخاري في فضلها عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.«

العبرة بوصولها إلى الحلق:

• ما حكم القطرة إذا وضعها الصائم في عينه هل تفطر؟ إذا وضع الصائم قطرة العين، وأحس بها في حلقه فإن صومه يبطل، أما إذا لم تصل إلى حلقه ولم يحس بها فإنه لا يفطر، وذهب الحنفية والشافعية إلى أنها لا تفطر ولو أحس بها الصائم فى حلقه؛ لأن العين ليست جوفًا، وليست منفذًا مفتوحًا.

 

الإجابة للشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

كلتاهما لها فضل:

     أيهما أفضل العشر الأول من ذيحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟ كلتا العشرين لها فضل، العشر الأخيرة من رمضان لها فضل، والعشر الأول من ذي حجة لها فضل، لكن يقول بعض العلماء يمكن الجمع بأن يُقال: إن الفضل في العشر الأخيرة من رمضان خص بالليالي، ولهذا كان النبي ﷺ يحيي ليالي العشر الأخيرة من رمضان بالصلاة والذكرة وتلاوة القرآن، وليالي العشر الأخيرة من رمضان ترجى ليلة القدر في إحدى لياليها، وإن كانت الأوتار آكد من الأشفاع، أما عشر ذي الحجة فقد جاء في الحديث قوله: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، فخص الفضل بالأيام، ومع أن ليالي العشر الأخيرة من رمضان فيها خير، لكن اليوم يطلق على النهار .

 

يتركون الصلاة بعد رمضان :

     نرى كثيرًا من الناس يصلون في مضان فقط، وإذا انتهى رمضان هجروا المساجد، فماذا تقولون لهم؟ 

     هذا خطأ في الفهم، فيا أيها المسلمون ينبغي أن تحافظوا على الصلوات في رمضان وفي غيره، وإذا كنتم حافظتم عليها في رمضان رأيتم أن ذلك من واجبات الإسلام عليكم، استمروا على هذا الواجب، وليكن رمضان سببًا في استقامتكم واستمراركم على الخير، فحافظوا على الخير، ولا تكونوا ممن يعمل صالحًا ويتبعه عملًا سيئًا.

 

الإجابة للشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله. 

الإنكار واجب على المجاهرين بالإفطار:

      إذا رأيت إنسانًا صائمًا يأكل أو يشرب في نهار رمضان، فهل يلزمني تنبيهه؟ لأنني أسمع بعض الناس يقول: لا يلزمك تنبيهه، فإنما أطعمه الله وسقاه؟ من رأي مسلمًا يشرب أو يأكل في نهار رمضان، أو يتعاطى شيئًا من المفطرات الأخرى وجب عليه الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار رمضان منكر، ولو كان صاحبه معذورًا في نفس الأمر حتى لا يجترئ الناس على إظهار ما حرم الله من المفطرات في نهار رمضان بدعوى النسيان.

     وإذا كان من أظهر ذلك صادقًا في النسيان فلا قضاء عليه لقول النبي ﷺ: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومهفإنما أطعمه الله وسقاه» (متفق على صحته) وهكذا المسافر ليس له أن يظهر تعاطي المفطرات بين المقيمين الذين لا يعرفون حاله، بل عليه أن يستتر بذلك حتى لا يتهم بارتكابه ما حرم الله عليه، وحتى لا يجرؤ غيره على ذلك، وهكذا الكفار يمنعون من إظهار الأكل والشرب ونحوهما بين المسلمين، كما يمنعون من إظهار شعائر دينهم الباطل بين المسلمين .

 

الإجابة للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

حكم الحجامة وسحب الدم:

• هل تفسد الحجامة الصوم؟ وماذا إذا كان فيها سحب كثير للدم؟ 

     الحجامة تفسد الصيام على الصحيح لحديث أفطر «الحاجم والمحجوم» ومثل الحجام سحب الدم من الصائم إذا كان الدم المسحوب كثيرًا في عرف الناس، وإذا كان خروج الدم بسبب جراحة طبية، أو بسبب حادث فلا شيء على الصائم لأنه بغير اختياره.

 

معطر الفم الغازي لا السائل:

• يُوجد في الأسواق بخاخ معطر للفم، فإذا بخ داخل الفم فقد يترشح أو يتكثف إلى سائل، فهل يجوز استخدامه للصائم من أجل إزالة رائحة الفم؟

     يجوز للصائم استعمال البخاخ المطيب لرائحة الفم إذا كان مجرد هواء، أما إذا كان فيه شيء من السوائل أو المواد المذابة فإنه يجب عليه لفظ ما يجده في فمه من ذلك، وعدم الاستعمال أفضل، وحسبنا حديث الرسول ﷺ: «لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.«

 

الإجابة للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.

التبرع بالدم خلال الصيام:

    كنت في زيارة لأحد أقاربي بالمستشفى، فطلبوا منّي التبرع بالدم، وذلك في نهار رمضان، فتحرجت هل أفعل أم لا، وأخيرًا تبرعت فهل هذا يفطر الصائم؟ 

     وردت أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ أنه قال: «أفطر الحاجم والمحجوم» ونظرًا لكثرتها، وتعدد رواتها، وطرقها ذهب إلى القول بها الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وخالفه الأئمة الثلاثة، وحيث إن الأدلة واضحة الدلالة، وما خالفها لا يقوى على معارضتها لعدم صراحته، فأرى أن إخراج الدم الكثير عمدًا يفسد الصوم، فالتبرع بالدم عادة يكون كثيرًا؛ إذ إن القصد منه إسعاف المريض الضعيف فيلحق بالحجامة كما يلحق بها الفصد والشرط، وتعمد إخراج الرعافالكثير، وإلحاقًا بخروج الدم من الحائض والنفساء، فإنه مقطر بالإجماع .

 

هل تلزم النية عن صوم كل يوم؟

• هل تلزمني النية بالصوم عن كل يوم من أيام شهر رمضان أم تكفي النية من أول الشهر؟ 

     نية المسلم من أول شهر رمضان نيته صيام الشهر كله، ما لم يطرأ عليه ما يوجب الفطر من سفر أو مرض أو نحو ذلك، وإلا فالأصل أن نية المسلم من أول الشهر نية لصيام الشهر كله، ولهذا هو مستحضر في قلبه في كل ليالي رمضان، مستعد لسحوره وصيامه، لا يشك في ذلك .

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل