; وجاءت العشر الأواخر! | مجلة المجتمع

العنوان وجاءت العشر الأواخر!

الكاتب عبدالله خليل شبيب

تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1970

مشاهدات 42

نشر في العدد 36

نشر في الصفحة 25

الثلاثاء 17-نوفمبر-1970

 وجاءت العشر الأواخر!

أقبلت بكل ما فيها من بر وخير لا يعلمه إلا الله... ومن نفحات قدسية، ورحمة يشمل الله بها عباده لولاها ولولا أمثالها لهلكوا،

وأقبلت العشر الأواخر من رمضان بما فيها من مضاعفة للأجر، ومضاعفة لأعداد العتقاء من النار كل ليلة.

وأكثرنا علمًا بما في هذه الليالي من فضل هو قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في صح صحيح مسلم في كتاب «الاعتكاف» من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده.

وإنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله، وجد «في العبادة» وشد المئزر «أي اعتزل النساء» وكان يشدد الوصية باغتنام تلك الليالي المباركات، أو على الأقل السبع الأواخر منها كل ذلك التماسًا لما فيها من فضل وبركة وخير، ولا غرو ففيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر!

وفيها العتق الأكبر من النار، وتوقيت أجور الصائمين في آخرها.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادًا كريمًا، وكان أجود ما يكون في رمضان وخاصة إذا لقيه جبريل.

وفي العشر الأواخر على وجه الخصوص، فقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام أجود بالخير من الريح المرسلة.

فهل نتعلم من خلق نبينا صلى الله عليه وسلم الذي اجتهد في العبادة والصلاة حتى تشققت قدماه مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ وهل نحن أغنى عن الأجر منه؟

إذن فلماذا نهمل أنفسنا، ونتغافل عن مستقبلنا، ونترك هذه الفرص الذهبية تفوتنا، ولا نغترف منها زادًا للآخرة يوم لا ينفع الإنسان إلا ما قدم؟

ولماذا لا نزداد إقبالًا على الله وتعرضًا لنفحاته في هذه الأيام المباركات قبل أن تنقضي كما انقضى ما قبلها من الشهر الكريم وقبل أن ينقضي ما بقي من حياتنا مثلما انقضى ما فات منها؟

نسأل الله تعالى أن يرزقنا القبول والإقبال، وصلاح الحال، وحسن المرجع والمآل، وأن يمطر علينا من شآبیب رحمته وسحائب فضله ما لا نرى بعده عنتًا ولا شقاء، وألا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى غيره طرفة عين، وأن يتولانا ويكلأنا بعين رعايته التي لا تغفل ولا تنام.

وأفضل صلاة من الله وأزکی سلام علی سید الأنام ومصباح الظلام، محمد رسول الله الملك العلام شفيعنا يوم يقوم الناس لرب العالمين، وعلى آله وصحبه الهداة الأعلام وأتباعه إلى يوم الدين، ما لاح برق أو وكف غمام، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين لا يحد لهما عدد ولا ينقطع لهما مدد.

والله يرزقنا القبول بفضله ويميتنا جمعًا على الإسلام 

عبد الله شبیب 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل