; فريق أوسلو.. نكبة | مجلة المجتمع

العنوان فريق أوسلو.. نكبة

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر السبت 27-نوفمبر-2004

مشاهدات 11

نشر في العدد 1628

نشر في الصفحة 17

السبت 27-نوفمبر-2004

في مجرى الأحداث 

الآن وبعد عرفات.. يشق فريق أوسلو بقيادة محمود عباس أبو مازن طريقه نحو لملمة السلطة بأجهزتها المتشعبة والإمساك بتلابيبها.. ورغم الفرقعات التي تحدث هنا وهناك داخل السلطة بأجنحتها المتصارعة إلا أن الذي يبدو أن جهودًا دولية وصهيونية، بل وعربية تدفع في اتجاه التمكين لهذا الفريق». وكما هو معلوم فإن هذا الفريق يصطدم بعقبتين الأولى: فرقاء السلطة المتصارعون على المغانم والطامحون إلى وراثة المزيد من الصلاحيات، والثانية: تيار المقاومة.

وربما يكون من الممكن تذليل العقبة الأولى بالتفاهم والترضية.. وسد أفواه أصحاب الجلبة وغمد خناجر دعاة الاقتتال برمي كثير من العظام وقليل من اللحم لهم.. لكن المعضلة الكبرى تكمن في تيار المقاومة وأعني المقاومة الإسلامية والوطنية ومن بينها كتائب شهداء الأقصى «فتح». وأعتقد أنه في سبيل إزاحة تلك العقبة أو زحزحتها يجري الترتيب منذ سنوات داخل معسكر الصلح مع الصهاينة لكيفية التعامل معها.

نحن نذكر أن مجيء السلطة، من البداية إلى غزة والضفة كان وليد ترتيب مشترك لكي تقوم تلك السلطة». بالنيابة عن الصهاينة. بتصفية تيار المقاومة والقضاء على حركة حماس بالذات.. وقد قطعت السلطة شوطًا كبيرًا في هذا الصدد.. اعتقلت كوادر حماس والجهاد وسامتهم ألوانًا من العذاب، ولا ننسى أن الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. رحمه الله. ظل ضيفًا على سجون السلطة لفترة طويلة.. وقد فتحت السلطة سجونها لـ: «سي أي إيه»، والموساد للتأكد من وجود هذه الكوادر داخلها.. كما ساهمت السلطة في إفشال عشرات العمليات الاستشهادية والإبلاغ عن الذين يقومون بها ومطاردتهم، بل والإسهام في قتلهم، لكن عرفات عندما تأكد أن المطلوب منه ليس إزاحة منافسه السياسي من الساحة «حماس» فقط، وإنما التنازل عن القضية برمتها، أعلن التوقف وصار أقرب إلى خندق المقاومة من التفاوض منذ تفجر انتفاضة الأقصى في أكتوبر عام ۲۰۰۰م، وبقيت بقية فريق أوسلو بقيادة أبو مازن أقرب إلى الخندق الصهيوني الرامي إلى تصفية المقاومة ووقف الانتفاضة وكنس الساحة من كل المخالفين. 

واليوم وبعد رحيل عرفات يمضي هذا الفريق فيما هو عازم عليه.. وهو في النهاية تسليم مفاتيح القضية للطرف الصهيوني. لكن المهمة ستكون عسيرة وسيلاحقها الفشل لأن الذي سيتصدى لها هو الشعب الملتف حول المقاومة.

والذي يبدو من المشهد بكامله منذ بدء قضية فلسطين وهذا ما يجب الالتفات إليه جيدا أن الانتصارات والإنجازات المهمة التي حققها الجانب الصهيوني في التمكين لمشروعه الاستعماري في فلسطين كانت دائمًا تأتي بداية من داخل الطرف العربي أو الفلسطيني.. انتصارات الصهاينة كانت دائمًا وليدة خيانة أو مساومة أو تنازل من الطرف العربي قبل أن تكون وليدة قوة الجيوش الصهيونية.

فثورة ١٩٣٦م والتي استمرت ٣٦ شهرًا ضد الاحتلال.. الذي أطفأها هو الجانب العربي برسالة من ثلاثة من الزعماء العرب.. وحرب ١٩٤٨ في مرحلتها الأولى التي حقق فيها المجاهدون نصرا كاد أن يحرر كل فلسطين.. الذي أطفأ انتصارها هو الطرف العربي الذي قبل الهدنة تحت الضغوط الدولية، وفك الحصار عن اليهود في القدس، وحول ميزان المعركة لصالحهم «اقرأ مذكرات مناحم بيجين وشهادته».

وهكذا على امتداد القضية هناك تيار منهزم داخل الصف العربي وبين الشعب الفلسطيني يقدم خدماته بهبالة أو عمالة للصهاينة وحقق لهم فرصًا نادرة مكنت كثيرًا لمشروعهم الاستعماري، وأهدرت الكثير من التضحيات التي قدمتها الشعوب وبعض الحكومات العربية للقضية الفلسطينية على امتداد تاريخها.

وهم يحاولون دائمًا أن يعيد التاريخ نفسه مع فريق أوسلو، لكن هناك في الشعب الفلسطيني من استوعب الدرس جيدًا ولن يسمح لا للتاريخ النكد من العودة ولا لصناعه من التمكين.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نصيحة مخلصة لإخوتنا المجاهدين

نشر في العدد 41

14

الثلاثاء 29-ديسمبر-1970

صلاح الشربيني.. الداعية الزاهد

نشر في العدد 141

10

الثلاثاء 13-مارس-1973

باختصار: تحية إكبار

نشر في العدد 500

21

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980